اضطراب تشوه الجسم، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

اضطراب تشوه الجسم (Body dysmorphic disorder) هو نوع من اضطراب الوسواس القهري. فالشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب يكون مشغولاً للغاية بما يراه عيوباً جسيمة في مظهره. ويقضي ساعة أو أكثر كل يوم في التفكير في شكله وكيف يبدو. في الواقع، فإن العيوب تخيلية أو بسيطة وبالكاد يلاحظها الآخرون إن وجدت.

قد يكون الشخص المصاب مهووساً ببعض أجزاء الجسم، لا سيما تلك المتعلقة بالوجه أو الرأس أو الوزن أو شكل الجسم. 

أعراض اضطراب تشوه الجسـم

تبدأ أعراض اضطراب تشوه الجسم أحياناً في أوائل سن المراهقة أو حتى في مرحلة الطفولة، وجميعها ترتبط بمظهر الشخص. ووفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، تشمل أعراض اضطراب تشوه الجسم ما يلي:

  • الإنشغال بواحد أو أكثر من العيوب المتصوّرة في المظهر الجسدي التي لا يمكن ملاحظتها من قِبل الآخرين. 
  • السلوكيات المتكررة المتمثلة بتفحص المظهر على المرآة والتبرج المفرط (التنظيف أو الحلاقة ..إلخ) وقطف الجلد (الشفاه مثلاً) والسعي للشعور بالطمأنينة إزاء المظهر من خلال آراء الآخرين أو الأفعال العقلية. كمقارنة مظهر الشخص مع مظهر الآخرين في محاولة الاستجابة لمخاوف المظهر. 
  • إجهاد سريري شديد أو ضعف في الأداء الوظيفي بسبب الانشغال بالمظهر.
  • يراقب الأشخاص المصابون باضطراب تشوُّه الجسم أنفسهم باستمرار في المرآة ويهتمون بها بشكل مبالغ فيه. ويفرطون في التمارين الرياضية أو قطف الجلد أو نتف الشعر ومقارنة أنفسهم بالآخرين.

بالإضافة إلى الهوس الشديد بمظهرهم، يحاول الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسـم إخفاء عيوبهم المتصورة عن طريق الحفاظ على أجسادهم بأشكال معينة أو إخفائها باستخدام المكياج أو الملابس أو محاولة تحسين العيوب المتخيلة. وفي بعض الأحيان عن طريق عمليات تجميل متعددة أو غيرها من الممارسات التجميلية.

وحتى عندما يتم اتخاذ خطوات لإجراء تحسينات في المظهر، يبقى الشخص غير سعيد بمظهره.

يخلق الهوس والسلوك المتكرر والتستر الدائم إجهاداً عند الفرد المصاب ويمكن أن يكون له تأثير سلبي على الأداء اليومي وجودة الحياة. ويشيع الاكتئاب الشديد عند أولئك الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسـم بالإضافة إلى السلوك والأفكار انتحارية.

ما هي الأفكار التي تراود المصابين باضطراب تشوه الجسم عن أجسادهم؟

تشمل بعض الأفكار الخاطئة الأكثر شيوعاً والتي تخطر في ذهن الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب: أنهم قبيحون، وأن الآخرين يسخرون من مظهرهم، كيف يقارنون أنفسهم مع الآخرين، أهمية مظهرهم الجمالي والتركيز على سمة صغيرة واحدة وكيف يمكن أن يشعروا بالأمان أكثر، مثل تجنب التواصل بالعين أو إخفاء عيب حقيقي أو مُتَصوّر وتمويهه. 

هل يحاول الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم تغيير مظهرهم؟

كثيرون يفعلون ذلك، إذ تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب يشكلون نسبة 2.4% من السكان و 13% من مرضى الجراحات التجميلية. ورغم ذلك فإن هذا الاضطراب يرتبط بصورة الجسم، لذا فإن العلاجات التجميلية لا تعالج عادة مخاوف المريض. 

أسباب اضطراب تشوه الجسـم

يحمل اضطراب تشوه الجسـم عنصراً وراثياً. وذلك لأن إحتمال حدوث هذه الحالة أعلى بين أولئك الذين يكون أحد أقاربهم من الدرجة الأولى مصاباً باضطراب الوسواس القهري.

وأيضاً تلعب العوامل البيئية دوراً فيه، فالأفراد الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسـم غالباً ما يكون لديهم تاريخ من إساءة المعاملة أو الإهمال أو بعض الصدمات الأخرى في مرحلة الطفولة وقد يكون أحد الوالدين أو الأشقاء مصاباً باضطراب القلق. 

أولئك الذين يعانون من هذه الحالة قد يكون لديهم أيضاً اضطراب القلق مثل الوسواس القهري، القلق الاجتماعي، اضطراب الشخصية أو مشاكل تعاطي المخدرات.

لا يعد اضطراب تشـوه الجسم شكلاً من اضطرابات الأكل. على الرغم من أن كلتي الحالتين تُظهر مخاوفاً شديدة وغير طبيعية تتعلق بصورة الجسم ومشاكل تقدير الذات. 

ما مدى شيوع اضطراب تشـوه الجسم؟

يعاني حوالي 2.4 في المئة من البالغين في الولايات المتحدة من اضطراب تشوه الجسم وفقاً للدليل الإحصائي التشخيصي للأمراض النفسية النسخة الخامسة (DSM-5) ومعدل الانتشار هو 2.5% بين النساء و 2.2% بين الرجال. 

العمر الأكثر شيوعاً لبدء ظهور المرض هو 12 إلى 13 عاماً، وبمتوسط عمر 15 عاماً، وفقاً لـ DSM-5 (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية). تظهر الأعراض تدريجياً عادة وهي متشابهة عند الأطفال والمراهقين والبالغين. 

علاج اضطراب تشـوه الجسم

إنّ العلاج السلوكي المعرفي والأدوية المضادة للاكتئاب وخاصة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو SSRIs هي العلاجات الأساسية المستخدمة لتخفيف أعراض اضطراب تشوه الجسم. وفي كثير من الأحيان يتم استخدام كلا العلاجين معاً.

والهدف من العلاج هو الحد من الوساوس والسلوكيات القهرية أو القضاء عليها وتعزيز التعرف على المحفزات وتحسين إدارة الإجهاد المرتبط بالسلوك. 

بالإضافة إلى ذلك، يكمن الهدف الرئيسي للعلاج في مساعدة المرضى على رؤية أنفسهم بطريقة غير انتقادية (دون إطلاق الأحكام). وللسيطرة على الأعراض ومنع الانتكاس قد يستمر العلاج لسنوات. 

كيف يتم تشخيص اضطـراب تشوه الجسم؟

بوسع أخصائي الصحة النفسية المدرب أن يشخص اضطراب تشوه الجسم استناداً إلى المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5). مثل الانشغال بالعيوب المتصورة والسلوكيات المتكررة والاستمالة والتبرج المفرط وتفحص الشكل في المرآة والسعي إلى الطمأنينة حيال المظهر. ويمكن للطبيب أيضاً تقييم التاريخ الطبي للمريض والتاريخ العائلي.

ماهو العلاج بالتعرض للمرآة؟

هو علاج مصاحب للعلاج السلوكي المعرفي، ويتضمن تمارين مثل مراقبة الشخص لنفسه عبر المرآة ووصفه لجسمه بطريقة حيادية وموضوعية، واستكشاف المشاعر التي أُثيرت.

وجدت مراجعة مؤخراً أن هذا النوع من العلاج يقلل بشكل عام التوتر والأفكار السلبية وعدم الرضا الجسدي عند المصابين باضطراب تشوه الجسد أو اضطراب الأكل.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الهستيرية، أعراضه، أسبابه وعلاجه

المصدر: Body Dysmorphic Disorder

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

تدقيق: هبة مسعود
مراجعة: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: