اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) (Postpartum Depression) هو أحد أشكال الاكتئاب الذي يصيب الأم بعد ولادة طفلها، وهو أخطر من تقلبات المزاج المعتدلة التي يمكن أن تحدث بعد الولادة (baby blues)، فقد يؤثر في قدرة الأم على القيام بوظائفها.
من المهم للأمهات الجدد وأفراد الأسرة أن يبحثوا عن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، كي يغنوا مفاهيمهم حول هذا الاكـتئـاب. الأهم أن يعوا فكرة أنه قابل للعلاج، وأن التدخل المبكر هو المفتاح للشعور بالتحسن في أسرع وقت ممكن.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
من الطبيعي تماماً أن تشعر الأمهات الجدد بالتعب أو تقلب المزاج أو الإرهاق بعد الولادة. ولكن عندما تتداخل هذه الأعراض مع قدرة الأم على القيام بوظائفها ورعاية طفلها، فهذا بمثابة علامة على اكتئاب ما بعد الولادة.
تختلف الأعراض من شخص لآخر. حتى أنها قد تختلف من يوم لآخر. عموماً، الأعراض التي تعاني منها الأمهات المصابات بهذه الحالة:
- البكاء ومشاعر الحزن غير المبررة.
- الإرهاق بسبب عدم القدرة على النوم.
- شهية مفتوحة أو معدومة.
- الأوجاع والآلام غير المبررة.
- تغيرات مفاجئة في المزاج.
- مشاعر الانفصال عن المولود الجديد والشعور بالذنب لعدم الشعور بالفرح بوجوده.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
- قلة الاهتمام بالأنشطة التي كانت تجدها الأم ممتعة في السابق.
- التهيج والقلق والغضب الذي قد يكون أحياناً خارج عن السيطرة.
- صعوبة في التركيز والالتزام بمهمة معينة وصعوبة في تذكر الأشياء عموماً.
- مشاعر اليأس والعجز.
- أفكار مزعجة حول إيذاء النفس أو إيذاء الطفل.
تظهر الأعراض عادةً في غضون أسابيع قليلة بعد الولادة، وقد لا تظهر إلا بعد شهور. وفي بعض الأحيان تهدأ مؤقتاً ثم تعود إلى الظهور.
تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة
يمكن للطبيب أو مختص الصحة النفسية تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة. يتم إجراء التشخيص بعد مقابلة مع الأم وتقييم لحالتها.
يسأل العديد من الأطباء بشكل روتيني الأمهات حديثات الولادة حول ما إذا كانت تراودهن أفكار إيذاء أنفسهن أو أطفالهن، أو إذا كن يشعرن بالإحباط. وهذا جزء من عملية التشخيص.
يُحتمل أيضاً أن يجري الأطباء بعض الاختبارات لاستبعاد أي مشكلات صحية قد تساهم في ظهور الأعراض. فمثلاً يمكن لأمراض الغدة الدرقية أن تسبب الاكتئاب.
بمجرد استبعاد مشكلات الصحة البدنية، قد يتم تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة إذا استوفت حالة الأم جميع المعايير.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
يصيب اكتئاب ما بعد الولادة ما يصل إلى 15% من الأمهات. هناك مجموعة من الأسباب لإصابة بعض الأمهات باكتئاب ما بعد الولادة والبعض الآخر غير معروفة تماماً، إلا أن الأبحاث الحديثة لخصت مجموعة من عوامل الخطر التي من شأنها أن تسبب الحالة.
تشمل عوامل الخطر النفسية والاجتماعية لاكتئاب ما بعد الولادة ما يلي:
- الاكتئاب والقلق أثناء الحمل.
- أحداث مجهدة أثناء الحمل.
- ضعف الدعم الاجتماعي.
- مشكلات في العلاقة الزوجية.
- دخل منخفض.
- الاغتراب عن الوطن أثناء الحمل.
- الأم في سن الشباب.
- نقص الدعم من قبل الشريك.
قد يرتبط اكـتئاب ما بعد الـولادة بالحساسية الناجمة عن التقلبات الهرمونية. والنساء اللواتي عانين من هذه الحالة من قبل أكثر عرضةً للإصابة بها مرةً أخرى بعد ولادة طفل آخر.
التقلبات الطبيعية في مستويات الهرمونات أثناء الحمل وبعد الولادة قد تؤدي إلى تغيرات في نمط النوم. ويمكن أن تساهم هذه الانقطاعات في النوم في ظهور اكـتئاب ما بعد الـولادة.
وجدت إحدى الدراسات أن صعوبة النوم خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة قد تكون عامل خطر.
توقعات سير المرض
من المهم طلب العلاج، إذ من دونه قد تتفاقم الأعراض. كما أنه علاوةً على الألم العاطفي، فإن النساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة أكثر عرضةً للانتحار. وفي حالات أخرى من تفاقم الاكتئاب، قد تؤذي الأم طفلها أو حتى تقتله.
والأمهات المصابات باكتئـاب ما بعد الـولادة قد يكافحن لتكوين روابط صحية مع أطفالهن. ولهذا عواقب طويلة المدى على الأطفال خصوصاً والأسرة عموماً. حتى أن تأثير ذلك قد يطال العلاقة الزوجية.
بينما أعراض تشخيص أسباب علاج اكتئاب ما بعد الولادة.
قد يلاحظ البعض أن الأعراض تختفي من تلقاء نفسها. في حين يتخلص البعض الآخر منها بالأدوية أو العلاج النفسي أو مزيج من الاثنين معاً. تبدأ الأم بالتحسن في غضون ستة أشهر من العلاج تقريباً.
التأقلم مع اكتئاب ما بعد الولادة
الحصول على يد العون من الآخرين ليست بالأمر السهل، ولكنها مفتاحية عند التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة.
تشعر العديد من الأمهات بالحرج الشديد أو بالذنب لإخبار أي شخص عن معاناتهن. لكن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يحدث لأي امرأة بعد الولادة. لذلك من المهم أن تبقي في ذهنك أنها ليست علامة ضعف، ولا تعد إشارة لكونك أماً سيئة.
قد تطلبين من شخص ما مساعدتك في مراقبة الطفل حتى يتاح لكِ أخذ قيلولة. أو تخبرين شريكك عما تحتاجينه وما هو مفيد لك.
بينما أعراض تشخيص أسباب علاج اكتئاب ما بعد الولادة.
ربما يعرض البعض مساعدته بقول، “أخبريني إن احتجتِ أي شيء”، لكنهم قد لا يعرفون الطريقة الصحيحة لتقديم العون. لذا لا تترددي في طلب المساعدة لإنجاز الأعمال المنزلية أو مهمات معينة إذا شعرت أن قيامك بها بنفسك أمر مربك. أو ببساطة أعلمي أحدهم أنك بحاجة إلى مشاركة أفكارك ومشاعرك والتحدث.
تذكري أن رعايتك لنفسك أمر مهم للغاية عند التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة. بالطبع الأمر صعب عليك خاصةً وأن هناك طفل عليك الاعتناء به أيضاً، مع ذلك كافحي ولا تيأسي.
إن اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة القليل من التمارين، والحصول على قسط كافٍ من الراحة سيساعدك على الشعور بالتحسن. الانضمام إلى مجموعة دعم للأمهات الجدد قد يكون مفيداً أيضاً. ستجدين على الأرجح أن العديد منهن يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة حالياً أو عانين مسبقاً.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
يشمل علاج الحالة كلاً من الأدوية والعلاج النفسي أو مزيج من الاثنين معاً.
عادةً ما توصف مضادات الاكتئاب لعلاج الحالة. تنظم هذه المضادات المواد الكيميائية في الدماغ والمسؤولة عن إدارة العواطف. وقد يستغرق تأثيرها بضعة أسابيع ليظهر. وأحياناً لا يعمل مضاد الاكتئاب المستخدم كحل مبدئي، لذا قد يتم استبداله بآخر للتحقق من نتائجه.
بينما أعراض تشخيص أسباب علاج اكتئاب ما بعد الولادة.
بالنسبة للأم المرضعة، فيوجد مضادات اكتئاب آمنة لتأخذها، وفي المقابل يوجد أنواع يجب عليها توخي الحذر منها. سيناقش طبيبك خيارات العلاج معك بالإضافة إلى أي آثار جانبية قد تواجهينها.
قد يحيلك طبيبك إلى معالج نفسي. يمكن أن يساعدك مختص الصحة النفسية في العثور على طرق صحية للتعامل مع التوتر، بالإضافة إلى استراتيجيات للتعامل مع الاكتئاب أثناء رعايتك لنفسك ولطفلك.
الخلاصة
إذا كنت تعتقدين أنك مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، تحدي نفسك وتحدثي إلى طبيبك على الفور. شاركيه أعراضك ومخاوفك. إذ يمكن لطبيبك مساعدتك في الحصول على العلاج الذي تحتاجينه لتتحسني.
في حال راودك قلق بشأن إصابة أحد أفراد أسرتك الإناث باكتئاب ما بعد الولادة، فلا تترد في سؤالها عن حالها. واعرض عليها يد المساعدة سواء مادية أو معنوية إن أمكنك ذلك.
اقـرأ أيضاً: تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، الفوائد والأضرار
اقرأ أيضـاً: القلق أثناء الحمل، أسبابه، علاجه وكيفية التخلص منه
اقـرأ أيضاً: أحدث خيارات علاج الاكتئاب وأكثر طرق العلاج استخداماً
المصدر: ?What Is Postpartum Depression