إذا كنت قد خضعت للعلاج النفسي من قبل، فمن المحتمل أنك لاحظت أن معالجك يسأل الكثير من الأسئلة الغامضة. وحتى أنّ ذلك أصبح مصدراً للفكاهة في الثقافة الشعبية، كالسؤال الشهير لـ بوب نيوهارت: “كيف شعرت نتيجة لذلك؟”، إذ أصبحت طريقة قياسية للعلاج بالكلام. لكن ما هي الأسئلة المفتوحة والأسئلة المغلقة في العلاج النفسي؟ وهل هناك أسئلة شائعة في العلاج النفسي بشكل عام؟
الأسئلة المفتوحة في العلاج النفسي ليست مجرد أداة مفيدة في العلاج فحسب، بل هي أيضاً طريقة جيدة لبدء المحادثات في الحياة اليومية. وفي هذا المقال سوف نتعرف على قيمة هذه الأنواع من الأسئلة التي قد تبدو غامضة.
تسع أسئلة شائعة في العلاج النفسي
رغم اختلاف الأسئلة بين معالج وآخر تبعاً للأساليب المستخدمة، فهناك بعض الأسئلة الشائعة التي قد يطرحها المعالجون في الجلسة الأولى:
- ما الذي أتى بك إلى هنا اليوم؟
- هل سبق لك أن رأيت استشارياً/ معالجاً / طبيباً نفسياً من قبل؟
- ما الذي تراه أكبر مشكلة بنظرك؟
- كيف تشعرك هذه المشكلة؟
- ما الذي يمكن أن يكون حلاً للمشكلة
- ما هي التغييرات الإيجابية التي تود أن تراها تحدث في حياتك؟
- كيف تصف حالتك المزاجية عموماً؟
- ماذا تتوقع من عملية الاستشارة هذه؟
- ما الذي قد يتطلبه الأمر لتشعر بسعادة أو بسلام أكبر؟
الأسئلة المفتوحة مقابل الأسئلة المغلقة في العلاج النفسي
يتم تدريب معظم المعالجين على طرح أسئلة مفتوحة، فهي وسيلة جيدة لجمع أكبر قدر ممكن من التفاصيل عن الشخص المقابل عوضاً عن مجرد الإجابة بـ نعم ولا، كما أنها تشجع المريض على مشاركة المواضيع ذات الصلة حول حياته وطريقة تفكيره ومعتقداته.
تأمل الفرق بين الجملتين التاليتين :
- هل علاقتك جيدة بوالديك؟
- أخبرني عن علاقتك بوالديك.
الموضوع في الجملتين واحد، ولكن من المؤكد أن الإجابات ستكون مختلفة للغاية؛ فالسؤال الأول هو سؤال مغلق، والرد المتوقع هو “نعم” أو “لا”، فإذا طرح أحد المعالجين هذا السؤال وحصل على واحدة من تلك الإجابات، تعود الكرة إلى ملعب المعالج لتشجيع الرد الكامل، وقد يختار المريض أن يقول المزيد لكنه لا يفعل ذلك غالباً.
هناك فرق مهم آخر بين هاتين الجملتين، فالأول سؤال استدراجي يطرح فكرة “الخير” في وعي المريض، هذا ليس مثالاً مقلقاً بشكل خاص لسؤال إيحائي، لكن ضع في اعتبارك سؤالاً كـ: “هل اعتدى والدك عليك جنسياً؟” نظراً لحقيقة أن هذا السؤال قد يدفع إلى إجابة معينة، يتجنب المعالجون عموماً طرح مثل هذه الأسئلة.
أحد الأخطاء التي يجب تجنبها هو عندما يكون السؤال المفتوح مغلقاً بالفعل. في بعض الأحيان، تصنع سؤالاً معقداً ويبدو لك أنه مفتوح النهاية، ولكن في الواقع، قد تنتج عنه إجابة نعم أو لا.
أنواع الأسئلة المفتوحة
من المعتاد أن تتميز الأسئلة المفتوحة بـ “من وماذا وأين ومتى ولماذا وكيف” المستخدمة في الصحافة الجيدة، إذ تستخلص هذه الأسئلة أنواعاً مختلفة من الردود التي ربما تكون مفيدة للمعالج.
- من: تعطي نظرة ثاقبة عن العلاقات.
- ماذا: غالباً ما تؤدي إلى معرفة الحقائق.
- أين: تتيح المناقشة بخصوص المكان الذي حدثت فيه المشكلة.
- متى: توضح توقيت المشكلة، بما في ذلك ما حدث قبلها وبعدها مباشرة.
- لماذا: غالباً ما تجلب الأسباب.
- كيف: تمكّن الشخص من التحدث عن المشاعر و / أو العمليات.
نبرة الصوت المناسبة مهمة عند طرح أي سؤال، وتحديداً أسئلة “لماذا”، فعند بدء السؤال بـ “لماذا”، قد يبدو ذلك اتهامياً ويجعل الشخص يجيب بشكل دفاعي. استخدام نبرة بعيدة عن الحكم تؤدي إلى منع هذا الرد.
استخدام الأسئلة المفتوحة في الحياة اليومية
لا يستفيد المعالجون النفسيون وحدهم من استخدام الأسئلة المفتوحة، إذ يمكن لأيّ كان الاستعانة بها في حياته اليومية. حقيقة الأمر هي أن هذه الأسئلة ستجعل المحادثة تنساب بسهولة وتصل الشخص مع الآخرين مقارنة بالأسئلة المغلقة.
إذا كنت تتحدث مع شخص لا تعرفه جيداً، فاطرح عليه أسئلة مفتوحة. إذا فكرت في سؤال إجابته نعم أو لا، راجع ما إذا كان يمكنك تغييره إلى سؤال مفتوح واسأله بدلاً عنه. من المحتمل أن تصبح المحادثة أكثر حيوية بسهولة أكبر، وستتعرف على هذا الشخص بشكل أعمق.
فيما يلي بعض الأسئلة المغلقة:
- كيف حالك؟
- هل تحب عملك؟
- هـل أنت الولد الوحيد؟
- هَل تحب العيش هناك؟
الآن بعد تحويلها إلى أسئلة مفتوحة تصبح:
- ما الذي يدور في ذهنك؟
- لماذا اخترت هذا المجال؟
- أخبرني عن عائلتك.
- ما هو شعورك عندما كنت تعيش هناك؟
خلاصة
لا يُقصد من الأسئلة المفتوحة أن تكون غامضة أو مراوغة أو مزعجة، لكنها في الواقع طريقة معالجك للتعرف عليك، مثل ما الذي يثيرك ويجعلك تتصرف بهذه الطريقة، ماذا تعتقد، ما الذي يزعجك، ماذا تحب، وكيف يمكنه مساعدتك بشكل أفضل.
فمن المحتمل أن تقدم إجاباتك له معلومات مفيدة أكثر مما لو كان سيسأل أسئلة ‘نعم’ أو ‘لا’ ببساطة.
ضع في الاعتبار طرح أسئلة مفتوحة في حياتك اليومية لتشجيع بدء محادثات أطول وأكثر تشويقاً وعمقاً، وتأمل كيف تؤثر على علاقاتك الخاصة.
اقرأ أيضاً: هل عليك إخبار المعالج النفسي كل شيء؟
اقرأ أيضاً: أسئلة المتابعة في المحادثة القصيرة لمصابي اضطراب القلق الاجتماعي
اقرأ أيضاً: مواضيع المحادثة القصيرة، الأفضل منها والأسوأ
المصدر: ?Why Are Therapist Questions Open-Ended
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم