الهلوسة هي أن ترى أو تسمع أو تشعر أو تشم أو تتذوق شيئاً غير موجود فعلياً. تحدث الهلـوسـة من خلال أحد الحواس الخمس، ولكن أكثر الأنواع شيوعاً هي الهلوسة البصرية والسمعية. فيما تنتشر بشكل أقل تواتراً الهلوسة اللمسية، الهلوسة التنويمية والهلوسة الشمية والذوقية.
الهلوسة السمعية
تتراوح الهلـوسـة السـمعية بدءاً من تشوهات سمعية طفيفة وصولاً إلى سماع أصوات دون أن يتحدث أي أحد. قد تكون هذه الأصوات خافتة أو عالية، ودودة أو مخيفة.
هذا النوع من الهلوسة هو أكثر الأنواع التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالفصام. وبالنسبة للأشخاص الذين يتعاطون العقاقير المسببة للهلوسة، فإنه لأمر شائع أن يحدث لديهم تشوهات سمعية وحدّة في التجارب السمعية، كتلك التي تحدث عند الاستماع إلى الموسيقى.
الهلوسة البصرية
قد تكون الهلوسة البصرية تشوهات بسيطة لما تراه أو قد يصل الأمر لرؤية أشياء غير موجودة فعلياً. من جهة أخرى يمكن أن تكون ممتعة أو مزعجة. أيضاً قد يحدث انتقال سريع بين الواحدة والأخرى، ما يسبب تغيرات سريعة في المزاج.
الأمور الشائعة في الهلوسة البصرية:
- رؤية ألوان زاهية بشكل غير عادي.
- وهم بصري واضح.
- رؤية أنماط جديدة مترافقة مع أنماط أخرى تظهر بشكل طبيعي، كرؤية عروق على أوراق النباتات، أو أنماط متراكبة على الأشياء.
- أشياء أو أشخاص غير موجودين.
- رؤية وجوه تبدو وكأنها صناعية أو مصنوعة من البلاستيك أو الطين أو بعض المواد غير الحية الأخرى.
- هالات حول الأشياء.
- تشوهات في الرؤية المحيطية.
- رؤية الجدران وكأنها “تتنفس”.
الهلوسة البصرية هي من الآثار المميزة للأدوية المهلوسة مثل ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD). يختلف مدى تعرض الشخص للهلوسة -وهو تحت تأثير هذه الأدوية- من شخص لآخر.
يرى بعض الناس هلوسات بصرية باستمرار عند استخدام جرعات منخفضة من العقار، في حين أن البعض الآخر لا يعاني إلا من تأثير منبه، حتى عند تناول جرعات عالية.
الجدير بالذكر أن الأمر غير ثابت وقد يتغير فجأةً عند تجربة ذات العقار. وبالنسبة للشخص الذي لم يصب بالهلوسة سابقاً، فسيجد نفسه فجأةً في خضم عالم غريب يبدو وكأنه خيالي.
الهلوسة اللمسية
الهلوسة اللمسية هي أحاسيس جسدية لشيء غير موجود. تعد الهلوسة اللمسية الخفيفة شائعة لدى الأشخاص الذين يتعاطون العقاقير ذات التأثير النفساني وليست ممتعة أو خفيفة دائماً. جميع هذه الأدوية لا يمكن التنبؤ بآثارها التي تختلف من شخص لآخر.
يشتهر الكريستال ميث بتسببه لهلوسة لمسية مزعجة. إذ يشعر من يتعاطون الميثامفيتامين وكأن الحشرات تزحف على جلدهم أو تحته حتى.
وقد تبدو هذه الهلوسة اللمسية حقيقية لدرجة أن يخدش الفرد جلده بقوة أو حتى يتسبب بثقوب على بشرته في أثناء محاولته التخلص من الحشرات “غير الموجودة”. وهذا بدوره يؤدي إلى ظهور تقرحات وقشور وندبات والتهابات.
الهلوسة الشمية
وهي شم شيء غير موجود. قد تترافق مع تلف في الدماغ ونوبات الصرع. يكون هذا النوع من الهلوسة مقلقاً على نحو يختلف عن بقية الأنواع، خاصةً إذا تداخل مع الأوهام.
بالنسبة لشخص يعتقد أن المنزل يحترق، على سبيل المثال، فإن الهلوسة الشمية للدخان ستؤكد هذا الاعتقاد.
الهلوسة الذوقية
هي نوع نادر. وتشبه الهلوسة الشمية من ناحية أنها تحدث أحياناً بالتزامن مع تلف في الدماغ والنوبات. وأيضاً من ناحية احتمال تسببها بالتوتر خاصةً عندما تقترن بأوهام.
مثلاً، قد تكون الهلوسة الذوقية مزعجة للغاية بالنسبة لشخص يعاني من وهم أنه يتعرض للتسمم. فقد يرى في تلك الهلوسة إثبات على صحة وهمه.
الهلوسة التنويمية (الهيبناغوجيا)
تحدث الهلوسة التنويمية (الهيبناغوجيا) في مرحلة بين اليقظة والنوم. وهي شائعة جداً، بصرف النظر عن حالة الصحة النفسية.
وعلى عكس الهلوسة المرتبطة بالأمراض النفسية مثل الفصام، عادةً ما تكون هذه الهلوسة بصرية. وبطبيعة الحال يعي الناس عموماً أنها هلوسة وليست حقيقية.
هناك بعض الحالات تهيئ الشخص لاختبار الهلوسة التنويمية، مثل:
- النوم القهري.
- الاكتئاب السريري.
- اضطراب ثنائي القطب.
- ذهان ما بعد الولادة.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- اضطراب الشخصية الحدية.
- بالإضافة إلى بعض الأدوية مثل الأميتريبتيلين (amitriptyline) التي تستخدم لعلاج الحالات النفسية، والتي يمكن أن تزيد من الهلوسة التنويمية.
ما الذي يسبب الهلوسة؟
قد تحدث الهلوسة تحت تأثير الأدوية، وخاصةً المواد المهلوسة أو المخدرة مثل LSD والفطور السحرية (magic mashrooms). ويُحتمل أن تكون من أعراض الذهان أيضاً، كما هو الحال في الفصام واضطراب ثنائي القطب.
إن احتمال حدوث الهلوسة لأي شخص يتعرض لضغط بدني أو عقلي شديد هو احتمال قائم وبشدة. تشمل الأسباب المحتملة الأخرى، الحرمان الشديد من النوم والصداع النصفي والصرع والعزلة الاجتماعية.
علاج أنواع الهلوسة
يعتمد علاج الهلوسة على الحالة المسببة لها بشكل كلي. عادةً ما يوصي الطبيب بمزيج من الأدوية والعلاج النفسي، جنباً إلى جنب مع بعض الاستراتيجيات التي يمكن للشخص استخدامها للتعامل مع الهلوسة.
العلاج النفسي
عادةً ما يشجع المعالجون النفسيون الناس على استكشاف شعورهم حيال الهلوسة وما يشعرون به قبلها وفي أثنائها وبعدها.
قد يوصي الطبيب بالاطلاع على بعض المواد والمواقع الإلكترونية التي تتناول الموضوع لتثقيف الشخص حول الحالة والأسباب المحتملة والعلاجات.
الأدوية والعلاجات الأخرى
تساعد بعض الأدوية في القضاء على الهلوسة أو تقليل تواترها. ويوصف البعض الآخر للمساعدة في تهدئة الشخص حتى يتمكن من التأقلم.
ما تزال الأبحاث حول الأدوية والعلاجات للهلوسة مستمرة. على سبيل المثال، فإن العقار الجديد نسبياً نوبلازيد (Nuplazid) والمعروف باسم بيمافانسيرين (pimavanserin) هو أول دواء تمت الموافقة عليه لعلاج الهلوسة المرتبطة بداء باركنسون.
تشير بعض الأبحاث إلى أن التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، قد يساعد في تقليل تواتر الهلوسة السمعية وشدتها لدى بعض المصابين بالفصام.
استراتيجيات المواجهة
قد يستفيد الشخص الذي يعاني الهلوسة السمعية من:
- التمارين الرياضية.
- دندنة أو غناء أغنية مألوفة بشكل متكرر.
- تجاهل الأصوات التي يسمعها أثناء الهلوسة.
- سماع الموسيقى.
- المطالعة.
- التحدث مع الأصدقاء المقربين أو العائلة.
أسئلة شائعة
كيف تبدو الهلوسة البصرية؟
عادةً ما تكون الهلوسة البصرية البسيطة على شكل رؤية ومضات ضوئية وخطوط وأنماط وأشكال غير حقيقية.
تضمن الهلوسة الأكثر تعقيداً صوراً حية وواقعية لأشخاص وحيوانات ومناظر طبيعية، وأحياناً تكون أصغر أو أكبر مما تبدو عليه في الحياة الواقعية.
ما الأدوية التي قد تسبب الهلوسة؟
يمكن أن تسبب العقاقير مثل الأمفيتامينات والكوكايين وLSD وإكستاسي والسيلوسيبين (الفطر السحري) والميسكالين وثنائي مثيل التربتامين (DMT) والعديد من المواد الأخرى المهلوسة.
بعض الأدوية الموصوفة طبياً تسبب هلوسة أيضاً، خاصةً عند إساءة استخدامها. وتشمل أوكسيكودون، بيركوسيت، فيكودين، فينتانيل، مورفين.
ما الفرق بين الهلوسة والأوهام؟
الهلوسة هي تجربة حسية، مثل رؤية حيوان غير موجود؛ بينما الوهم ينطوي على اعتقاد خاطئ، على سبيل المثال، قد يعتقد الشخص أنه يتعرض للتسمم.
الخلاصة
تسبب الهلوسة الخوف والقلق لمن يعاني منها وكذلك لأحبائه. لا يوجد سبب محدد لجميع أنواع الهلوسة، لذا فإن العلاج يعتمد على الظروف الأساسية المرتبطة بالهلوسة.
في حال كنت تعاني من الهلوسة، فيمكن للطبيب أو مختص الصحة النفسية مساعدتك في الوصول إلى جذور هذه الوقائع المجهدة وإيجاد العلاج المناسب لك.
اقرأ أيضـاً: سماع الأصوات (الهلوسة السمعية) والتعايش مع الفصام
اقـرأ أيضاً: المهلوسات، تاريخ استخدامها، أنواعها وآثارها
اقرأ أيضـاً: الهلوسة والأوهام والفرق بينهما
المصدر: Types of Hallucinations
تدقيق: لبنى حمزة
تحرير: جعفر ملحم