أسباب الاستنزاف انحياز الاستنزاف حالات الاستنزاف الانتقائي مخاطر الاستنزاف على الصلاحية
يصف مصطلح الاستنزاف الانتقائي (Selective Attrition) في تجارب علم النفس ميل بعض الأشخاص.للانسحاب أو التسرب من الدراسة أكثر من البعض الآخر، ما قد يؤثر في صلاحية التجارب.
عند جمع بيانات التجربة في وقتين مختلفين أو أكثر، فمن الطبيعي وجود بعض الأشخاص الذين بدأوا بالتجربة وانسحبوا قبل نهايتها. يحدث هذا الانسحاب لأسباب كثيرة ومتنوعة في تصاميم الدراسة الطولية والتجريبية.
يجدر الانتباه إلى أن الاستنزاف الانتقائي لا يعني أن أشخاصاً محددين أكثر احتمالاً للانسحاب من الدراسة،.إنما ببساطة وجود ميل لدى البعض للانسحاب منها لأسباب متنوعة.
أسباب الاستنزاف
يعزى تسرب البعض من الدراسات البحثية إلى الأسباب الأربعة التالية:
1- الحافز: يفقد الناس ببساطة في بعض الأحيان ما يدفعهم لإكمال التجربة، إذ يشعرون بالملل ويفتر.اهتمامهم أو يجدون ما يفضلونه أكثر من إكمال التجربة.
2- الانتقال: يغير الناس في حالات أخرى أماكن سكنهم، ما يجعلهم غير قادرين على متابعة الدراسة لأسباب جغرافية،.وتتضح هذه الحالة في الدراسات الطولية (longitudinal studies)، فلا يجد الباحثون المشاركين الأساسيين عندما يحاولون الوصول إليهم.
أسباب الاستنزاف انحياز الاستنزاف حالات الاستنزاف الانتقائي مخاطر الاستنزاف على الصلاحية
3- المرض: قد يمنع المرض البعض من المشاركة في البحث أو يدفعهم أيضاً للانسحاب من الدراسة،.ويمكن أن يعاني المشاركون من فترات مرضية قصيرة المدى تمنعهم من المشاركة في مراحل حاسمة من الدراسة،.وربما يتطور لدى بعضهم أمراض خطيرة أو يعودون للإدمان؛ ما يعيق استمرارهم في المشاركة.
4- الموت: يموت المشاركون قبل إنهاء الدراسات البحثية أحياناً، ويحدث ذلك في الدراسات الطولية التي تدرس البالغين المسنين خاصة.
انحياز الاستنزاف
الاستنزاف الانتقائي لا يعني أن أشخاصاً محددين أكثر احتمالاً للانسحاب من الدراسة،.لكنه يؤدي إلى انحياز بحثي بسبب وجود اختلاف حقيقي بين الأشخاص الذين خرجوا من الدراسة قبل إنهائها.والأشخاص الذين تابعوا الدراسة حتى النهاية، وتصبح العينة النهائية مختلفة عن العينة الأصلية تماماً.
تسبب الاختلافات بين العينة الأصلية والعينة النهائية من المشاركين في الدراسة ما يعرف بانحياز الاستنزاف والذي يؤثر على نتائج الدراسة
يجب أن نلاحظ أن عدم وجود اختلافات منهجية بين أولئك الذين أتموا الدراسة.وأولئك الذين تسربوا لا يؤدي إلى تأثر نتائج البحث بانحياز الاستنزاف.
مخاطر الاستنزاف على الصلاحية
يؤثر انسحاب فئات معينة من الأفراد في صلاحية النتائج نظراً لكون المجموعة النهائية.من المشاركين لا تمثل بدقة عينة المشاركين الأصلية، بالتالي لا يمكن تعميم نتائج البحث على مجتمع أكبر.
تخيل قيام مجموعة من الباحثين بدراسة طولية عن تأثير تمارين التحمل (cardio exercise).في الوظائف المعرفية مع تقدم الأشخاص في العمر، فيبدأون دراستهم بجمع بيانات من عينة نموذجية من أشخاص بالغين في منتصف.العمر تتراوح أعمارهم بين 40 و 45 عاماً، ويتابع الباحثون خلال العقود التالية جمع بيانات حول اللياقة البدنية.التنفسية (aerobic fitness) والوظيفة المعرفية من العينة الأصلية دورياً.
أسباب الاستنزاف انحياز الاستنزاف حالات الاستنزاف الانتقائي مخاطر الاستنزاف على الصلاحية
يحدث الاستنزاف الانتقائي بصورة تلقائية في مثل هذه الدراسات التي تستغرق فترة زمنية طويلة،.فبعض المشاركين يغيرون مكان سكنهم، ويفتر اهتمام بعضهم الآخر بإكمال الدراسة وقد يعاني آخرون من الأمراض أو يموت البعض أيضاً.
ماذا سيحدث لو أصبحت مجموعة معينة من الأفراد أكثر عرضة للانسحاب الانتقائي؟
على سبيل الافتراض، يميل الأرامل للانسحاب من الدراسة أكثر من الذين أزواجهم على قيد الحياة. يؤدي ذلك إلى جعل العينة النهائية تفتقر لبيانات عن هذه الفئة،.بالتالي لن تعكس توجهات المجتمع الكلي وستهدد الصلاحية الخارجية (External validity).في الدراسة المتمثلة في القدرة على التعميم على مجتمع أكبر؛ ما يصعب تعميم النتائج على كامل المجتمع.
قد تشكل الصلاحية الداخلية (Internal validity) المتمثلة في مدى تمثيل النتائج لحقيقة.مجموعة السكان المدروسة مشكلة نظراً لاختلاف معدلات الاستنزاف بين مجموعات التحكم والمجموعات التجريبية.
على سبيل المثال، إذا أجريت تجربة على علاج القلق، قد تكون نتائج الدراسة منحازة في حال كان.معدل الاستنزاف من الدراسة في المجموعة التجريبية أعلى منه في مجموعة التحكم. ولنفترض أن معدل الاستنزاف هذا يعود للقلق الذي يمنع المشاركين من إكمال الدراسة.وأن المجموعة التجريبية تتضمن نسبة عالية من المستفيدين من المعالجة،.فإن النتائج ستكون منحازة، وربما تظهر أن العلاج أكثر فعالية مما هو عليه في الواقع.
أسباب الاستنزاف انحياز الاستنزاف حالات الاستنزاف الانتقائي مخاطر الاستنزاف على الصلاحية
في الختام
حدوث بعض حالات الاستنزاف في دراسات علم النفس أمر طبيعي، لكن زيادتها يقلل من صلاحية النتائج. أظهرت الدراسات أن الاستنزاف الانتقائي يؤثر أيضاً في نتائج الأبحاث،.إذ وجد الباحثون في إحدى الدراسات أن الاستنزاف أدى إلى تضخيم تقدير تأثيرات العلاج.
اقرأ أكثر: العينات في أبحاث علم النفس، أنواعها، أنماطها والأخطاء الحاصلة أثناء جمعها
اقـرأ أكثر: خطوات إيجاد المصادر للورقة البحثية في علم النفس
اقرأ أكثـر: القواعد الأساساية لصيغة الجمعية الأمريكية لعلم النفس
