دائماً ما يقوم الطفل المشاغب بإثارة قدر معين من الفوضى والشغب عندما يُطلَب منه الاستعداد مثلاً، أو عند وجوب تناوله خضرواته. أو أن يجلس بهدوء في مكان واحد عندما تأخذه بنزهة في الخارج.
ولكن في كل الأحوال، هناك فئة من الأطفال الهادئين والذين يحسنون التصرف بسهولة تامة.
بينما بالمقابل، الفئة الأخرى من الأطفال تتميز بصعوبة المراس والشغب. ويصل الأمر لآباء هذه الفئة من الأطفال بأن يتوقعوا دائماً ما قد يبدر منهم من التصرفات الفوضوية القادمة.
أو قد يحاولون إيجاد طريقة لتهذيب سلوك أطفالهم لينفذوا المهام الأساسية دون إحداث فوضى عارمة في جميع أنحاء المكان.
لذا، نحن هنا لنقدم إليك أفضل الحلول التي قد تحتاجها من أجل معرفة كيفية التعامل مع الطفل المشاغب وذو المراس الصعب.
التعرف على “الطفل المشاغب” والسبب وراء “شغبه”
غالباً ما يبدو سلوك الطفل المشاغب ملحوظاً بين بقية الأطفال. إذ يُلحَظ إنهم يغضبون ويخلقون شجاراً بشكل كبير عندما يأتي الأمر لإنجاز بعض المهام اليومية. مثل ارتداء الملابس، تناول الطعام، وقت الاستحمام أو الاستعداد للنوم.
وهذه المعضلة تمتد إلى بعدٍ أطول لتصل إلى مشاكل في الأنشطة الأخرى. فغالباً ما يسبب هذا الأمر القلق للآباء عندما يتوجب عليهم أخذ أطفالهم إلى اللقاءات الاجتماعية.
وذلك خوفاً من أن يصل بهم الأمر إلى تعرضهم للإنهيار العصبي من طفلهم، أو العجز بشكل عام عن معرفة الحل للتعامل مع تصرفاتهم الغاضبة.
بالإضافة إلى ذلك، يرجع هذا الأمر لعدة أسباب تجعل بعض الأطفال مشاغبين، ومن المفاجئ أن أحد الأسباب الشائعة هو العامل الوراثي والجيني أيضاً!
فبينما يواجه الآباء صعوبة في تقبل دقة التعامل مع الأطفال المولودين بطبعٍ صعب. إلا أنه من الجلي أن بقية الأطفال الهادئين منذ الصغر سيكبرون وهم بنفس درجة الهدوء.
وعندما يراجع الأطفال والآباء تصرفات أهلهم، سيتم تقليد هذا الأمر بشكلٍ ما من قبل أطفالهم ليتصرفوا بنفس الطريقة.
بالمقابل، يوجد أيضاً سبب يتعلق بالطريقة التي يربي بها الآباء أبنائهم، ونوع التعامل معهم هو ما يجعل الأطفال مشاغبين أحياناً.
وفي مثل هذه الحالات، يمكن للفحوصات الوراثية أن تثبت السبب وراء شغب أطفالهم وصعوبة طبعهم سواء كانت جيناتهم أو طريقة تربيتهم. سلوك كيفية التعامل مع تأديب الطفل المشاغب الشغب عند الأطفال.
السلوكيات الشائعة التي يقوم بها الطفل المشاغب
إذا كنت تظن أنه لديك طفل صعب المراس ومشاغب، فهناك علامات سلوكية نموذجية يقومون بها لإثبات ذلك، نذكرها لك فيما يلي:
المنافسة الدائمة
دائماً ما يقوم الطفل المشاغب بتحدي الغير، ويقصد رفض إحسان التصرف لأبسط المهمات لهذا الدافع. منها عدم الصبر حتى ينهي أحد الآباء من مشترياته في المتجر قبل أخذه لشراء المثلجات.
أو حتى عدم قبول الذهاب للسرير والنوم، وبالطبع يتكرر التحدي في وقت الذهاب إلى المدرسة. بالمجمل سيرفضون أي طلب بسيط لا يرغبون في تنفيذه. سلوك كيفية التعامل مع تأديب الطفل المشاغب الشغب عند الأطفال.
الهياج والنفور
يمكن للطفل الصعب المراس أن يكون صعب الإرضاء حتى في المراحل العمرية الأولى له. إذ يقوم بقذف الطعام الذي لا يحبه، ويكون مصراً على طعام معين ليتناوله.
ويمكن أن يستمر هذا التصرف برغم شعوره بالجوع لفترات طويلة من الزمن حتى يحقق ما يريده، وتتفاقم تصرفات النفور إلى العناد المستمر حتى يرتدي مايرغبه أو يستحم وقتما يشاء.
مهاجمة الآخرين وإيذائهم
إن هذا السلوك على وجه الخصوص هو الأكثر شيوعاً بين الأطفال المشاغبين، حيث غالباً ما يتعاملون بعدوانية، ولا يلعبون بلطف مع بقية الأطفال أو الكبار.
قد يلجؤون أيضاً إلى القيام بالعض أو الركل أو القرص المؤذي عندما يغضبون بسبب عدم تحقيق رغباتهم.
الإفراط في الغضب
يعد هذا الأمر شائعاً جداً أيضاً، خاصةً عندما لا يحصلون على ما يريدون، وأياً كان المكان والوقت. وقد يدفعهم شعور الغضب للتحدي المُتعمَّد أو القيام برمي الأشياء أرضاً أو مهاجمة وإيذاء الآخرين.
النوبات الانفعالية الغاضبة
إن حالات الغضب الروتينية كعادة يومية تقريباً هي أيضاً صفة من الصفات الرئيسية للطفل المشاغب.
إذ يمكن لأن يمتد التحدي المفرط للأطفال لأن يتصرفوا بفوضوية و ينهاروا حتى في المناسبات بشكل يجذب جميع الأنظار إلى شغبهم.
إذ يتعمَّدون إحداث نوبات الغضب كمحاولة أخيرة لتحقيق ما يرغبون به مهما كلف الأمر.
عشرة طرق فعالة للتعامل مع الطفل المشاغب
إذا كنت والداً لأحد هؤلاء الأطفال، إليك بعض التوجيهات لتتعلم كيفية التعامل مع الطفل المشاغب.
أولاً، حدّد أسباب غضبك عليه
إذا كنت على شجار دائم مع طفلك بسبب كل تصرف سيء يقوم به، ستعيش في حالة من الحرب طوال الوقت!
بدلاً من ذلك، ضع قائمة تحدد فيها 10 أو 15 من أخطر الأمور التي لا تقبل بها بتاتاً لما ينتج عنها من إزعاج أو قلة لباقة بالنسبة للغير.
صنف ضمن هذه الأمور الأشياء المحظورة تماماً، منها مثل ركوب دراجتك النارية في الشارع إن وُجِدت. لذا ضع عواقب جدية للغاية بحيث يمكنك منعهم عنها.
وحافظ على الوضوح والموازنة في إسلوب التأديب معهم، لأن العشوائية في التعامل ستربكهم وتزيد من التمرد.
ثانياً، هيّئ نفسك مسبقاً لما قد يحدث
قد تحتاج هذه الخطوة لبعض الممارسة ولكنها تعطي نتائج فعالة، استخدم خبرتك بالتصرفات المُتوقَّعة من طفلك لتفادي المواقف المربكة معه.
إذا كان طفلك يعبر عن غضبه باستفزازك برمي الأشياء من خزائن المطبخ. قم بإقفالها مسبقاً حتى لا يتمكن من الوصول إليها.
كن على علمٍ تام بالأوقات التي يكون فيها نشِطاً أو متعباً وغاضباً، حتى تتمكن من تحديد الأوقات المناسبة مع ذلك لتقوم بمسؤولياتك الضرورية خارج المنزل، أي عندما يكون في المزاج الأفضل والأكثر هدوءاً.
بإمكانك حمل ألعابه المفضلة معك، أو إعطائه بعض المكافآت التي تفرحه لمنع شعوره بالملل.
ثالثاً، سيطرعلى انفعالك
إياك أن تخضع وتفقد السيطرة لسلوكيات ونوبات غضب طفلك. كن متماسكاً بغض النظر عن حالتك ومدى صبرك ونشاطك على فعل ذلك.
فالاستسلام لتصرفاته سيعطيه تأكيداً إنك عاجز، وسوف يلجأ دائماً لنوبات الغضب للتحكم بك مرة أخرى.
بل بدلاً من ذلك، يمكنك أن تضبط مشاعرك بإستمرار لتشتيته عما يقوم به للسيطرة عليك.
رابعاً، ابقَ هادئاً ومرتاحاً مع الأمر
كلما زدت من مستوى هدوئك، زادت سهولة التعامل مع الموقف بشكل أفضل. كما يجب أن تحافظ على هدوء وثبات نبرة صوتك في الحديث عندما تطلب من طفلك التوقف عن الشغب.
إذا أردت إقناعه بالقيام بأمر مثل غسل اليدين قبل الوجبة، فإن نغمة الصوت الحيادية الهادئة تعطي مفعولاً أكبر من أسلوب الفظاظة والأمر.
لذا بدلاً من قول “اذهب وقم بغسل يديك وقدميك في الحال!”، قل بصيغة الاقتراح “لم لا تغسل يديك وقدميك بينما أكمِل تحضير العشاء لك؟”. سلوك كيفية التعامل مع تأديب الطفل المشاغب الشغب عند الأطفال.
خامساً، اصغِ له بعناية
إن محاولة التفهم والاستماع أحد أهم الأشياء الفعالة مع الأطفال، إذ أن أغلب تصرفاتهم تهدف لجذب الانتباه لهم.
لذا كن مصغياً لهم عندما يعبرون عن فرحهم أو حزنهم، استمع لهذه الإنفعالات بعناية، وناقشهم بها حتى يعلموا أن حديثهم يعنيك.
لنفترض أن طفلك يريد فتح صندوق البسكويت في المتجر، ببساطة اشرح له سبب عدم وجوب فعل ذلك. وانتظر حتى تخرج من المتجر. سلوك كيفية التعامل مع تأديب الطفل المشاغب الشغب عند الأطفال.
سادساً، تعاطف معه
قد لا يستوعب طفلك سبب الانفعال العاطفي الضخم الذي يحدث له، لكن أنت من يمكنه فهم ذلك.
لذا بقدر ما تستطيع، ساعده على فهم مشاعره، وعلّمه كيفية تصنيفها في يومه حتى يتمكن من التعبير عن مشاعره بشكل أفضل وأكثر فعالية.
إلجأ لقول بعض الجمل مثل ” أنا أعلم أنك محبط لأنه لا يمكنك الحصول على هذا البسكويت الآن”. “أفهم أنك متعب للغاية على أن تستحم”.
سابعاً، أعطِ الطفل المشاغب المزيد من التفسيرات
بدلاً من مهاجمتهم لقيامهم بسلوك سيء، اشرح لهم بهدوء أن انتزاع لعبة طفل آخر على سبيل المثال أمرٌ سيء، وفسر لهم أنهم سيستاؤون للغاية إذا تعرضوا لنفس ما فعلوه.
وينطبق الأمر نفسه على محاولتهم لضرب أو عض الآخرين، فبالتفسير سيسهل عليهم فهم كيفية تأثير سلوكهم على الآخرين بشكل أفضل.
ثامناً، اعطِه مجالاً للاختيار
غالباً ما يعود سبب التمرد والرفض المستمر لطلبك هو تعاملك بإسلوب السيطرة، لذا بدلاً من أمرهم بصيغة متحكمة، اعطهم مجالاً أن يختاروا بإرادتهم المهمات التي يرغبونها.
على سبيل المثال، بدلاً من أن تأمر طفلك بإعادة جميع ألعابه إلى السلة أو تنظيف غرفته، اسأله عن نوع المهمة التي يرغب بالقيام بها ريثما تساعده بإتمام المهمة الأخرى.
سيصل الأمر إلى أن تتوقف عن مساعدته في النهاية، وستجعله يعتاد أن يفعل كل شيء بمفرده بدءاً من طلب مهمة واحدة منه في كل مرة. سلوك كيفية التعامل مع تأديب الطفل المشاغب الشغب عند الأطفال.
تاسعاً، امنح الطفل المشاغب المكافآت على سلوكه الجيد
يمكنك استخدام هذه الإستراتيجية فقط عندما يتصرفون بشكل جيد وهادئ، وعندما تكون في أشد الأوقات حاجة لأن يفعلوا هذا.
لنفترض أنك تزور أحد الأصدقاء في منزلهم، وقد وعدك طفلك أن يلعب بهدوء مع الأطفال الآخرين ونفذ وعده بالفعل.
كافئه بأن تشتري له المثلجات التي يحبها، أو أي وجبة خفيفة يفضلها كمكافأة على سلوكه الجيد.
وهذا الأمر فعال مع بعض المهام البسيطة مثل تناول الأدوية. حيث تعد مكافئتهم بملعقة من السكر عندما يشربوا الدواء أمرٌ فعال بالتأكيد!
عاشراً، اختر أسلوب العقاب المناسب لـ الطفل المشاغب
إن اختيار الأسلوب السليم في معاقبة طفلك عامل مهم بقدر تأثير المكافآت على مدى صعوبة التعامل معه.
إذ تعمل عقوبة العزل الإجباري لبعض الدقائق بأن يفكر طفلك بمدى سوء ما فعله لأن لديه متسعٌ من الوقت للتفكير فيما فعله ضمن مكان ممل.
إذا لم تنجح هذه الطريقة، هناك دائماً بديل بالأنشطة التي يمكنك حظرها عنه عند سوء التصرف. مثل وقت مشاهدة التلفاز أو تناول الحلوى.
إن عملية تأديب الطفل المشاغب مهارة قد لا يعرفها معظم الآباء، لكن يتم اكتسابها بالممارسة حتى يتمكنوا من فهم طفلهم ومعرفة ما يناسبه. سلوك كيفية التعامل مع تأديب الطفل المشاغب الشغب عند الأطفال.
قد يشعر الآباء في البداية أنه من الغريب وجود شغب مفرط عند بعض الأطفال أكثر من غيرهم، إلا أنهم سيكتشفون بالنهاية الطبع الخاص بطفلهم ليجدوا إستراتيجية للتعامل معه.
يكمن الحل بالتحلي بالصبر عليه، مع وجود منتهى الدقة في الانتباه لما يفعله وابتكار الطرق الذكية للتعامل معه.
اقرأ أيضـاً: مزاج الطفل، أطفلكُ ليّن أم صعبُ المراس؟
اقـرأ أيضاً: خمس حيل لجعل طفلك يصغي لك بشكل أفضل
اقرأ أيضاً: كيفية عقاب الأطفال حسب فئتهم العمرية بعيداً عن الضرب والعنف
المصدر: How to Handle a Difficult Child