التوكيد العاطفي للأطفال، أهميته لنمو الطفل وصحته النفسية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

التوكيد العاطفي لمشاعر الطفل لا يعني بالضرورة أنك توافق عليها، بل هو بمثابة الاعتراف بأنه شخص مقبول ويُسمع له. وعندما يحدث التوكيد العاطفي للأطفال بالشكل الصحيح، يكون له دور جوهري وكبير في النمو العاطفي لدى الطفل.

تُربي بعض الثقافات الطفل على فكرة أنه “مرئي لكن غير مسموع” والتي تعني بصريح العبارة “أنت غير مهم” ويعدّ هذا شعوراً مروّعاً، فجميعنا يريد الإحساس بأنه على قدر من الأهمية؛ أن يُسمع ويتقبله الآخرون.

التوكيد العاطفي للأطفال

التوكيد العاطفي (Emotional Validation) هو فهم مشاعر شخص آخر، مُوالفتها، الاعتراف بها وقبولها حتى وإن كانت مشاعر سلبية.

ينطوي بشكل أساسي على الاستماع للآخرين عندما يعبرون عن مشاعرهم دون تجاهلهم، رفضهم، التقليل من شأنهم، إنكار مشاعرهم أو الحكم عليهم، وذلك سواء كنت تقبل وتوافق على استجابتهم العاطفية أم لا.

يتضمن التوكيد العاطفي للأطفال طمأنتهم بأن مشاعرهم وأفكارهم وما يختبرونه بداخلهم من أشياء صحيحة ومقبولة وهو بمثابة الاعتراف بمشاعر الطفل؛ ويعد هذا من أكثر المهارات الأبويّة والتواصل قيمة.

أهمية التوكيد العاطفي

يعد التوكيد العاطفي أمراً بالغ الأهمية لنمو الطفل، وتتمحور أهميتة في النقاط التالية.

التعلق الآمن

يشكل الآباء الذي يؤكدون مشاعر أطفالهم اتصالاً عاطفياً معهم. عندما يُسمح للأطفال بالتعبير عن مشاعرهم القوية، فإنهم يطورون شعوراً داخلياً بالأمان.

إضافةً إلى شعورهم بالراحة إزاء الانفتاح والصدق مع شخصية التعلق الخاصة بهم، ويتعلمون أيضاً كيفية تطوير التعاطف مع الذات والذي له ارتباط وثيق بالتعلّق الآمن (secure attachment).

التنظيم العاطفي

يؤدي تجاهل وإلغاء مشاعر وعواطف الأطفال إلى صعوبات بالغة في تنظيمها، لذا فإن التوكيد العاطفي يساعدهم على فهم تجاربهم العاطفية وتنظيم مشاعرهم بمساعدة والديهم.

من جهة أخرى، قد ينتج عن الإهمال العاطفي صعوبات في التنظيم العاطفي (emotional regulation).

الصحة النفسية

يطور الأطفال الذين يتلقون التوكيد العاطفي إحساساً صحياً بهويتهم وشخصيتهم كما يعزز من تقدير الذات لديهم، ما يلعب دوراً كبيراً في صحتهم النفسية.

في المقابل، فإن الإلغاء العاطفي (Emotional Invalidation) والذي يعني تجاهل أو رفض مشاعر شخص ما وعدم تقبلها، قد يؤدي إلى تطور حالة صحية نفسية في مرحلة الطفولة، مثل اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder) أو اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). 

كيفية ممارسة التوكيد العاطفي

يعدّ التوكيد العاطفي من أهم الطرق المستخدمة مع الطفل الذي يظهر مشاعر سلبية، كما أنه الأكثر فعالية عندما يتعلق الأمر بتهدئة طفل يعاني من نوبات غضب متكررة.

ومع ذلك، قد يكون التوكيد الفعال صعباً إلى حد ما؛ لذا يجب على الوالدين أن يحرصوا على عدم تكرار ذات العادات والأخطاء عند تعاملهم مع ما يشعر به أطفالهم.

فيما يلي الخطوات الثلاثة الأكثر أهمية الخاصة بالتوكيد العاطفي للمشاعر السلبية لدى الطفل.

أولاً، الملاحظة

يتجلّى التوكيد العاطفي للأطفال بعدة أشكال، أحدها ألّا تتجاهل أو تتظاهر بأنك لم تلاحظ أن طفلك منزعج، بل على العكس، احرص على تأكيد أنك تعلم ما به من خلال قول عبارات مثل: “رأيتك تسقط عندما حاولت اللحاق بي”، “سمعت أنك خسرت اللعبة للتو”، “تجاهلتك أختك عندما حاولت التحدث معها”. 

ثانياً، الاعتراف

اعترف بما يشعر به الطفل في مكنونه وحدد مصدر ذاك الشعور. فإن كان الطفل قادراً على التحدث، استخدم الاستماع التعاطفي (أو الإصغاء الفعال).

أما إن كان صغيراً جداً أو حالتة المزاجية سيئة للغاية، علمه أن يسمّي مشاعره؛ يمكنك قول: “لابد أنك مستاء للغاية لأنني لم أنتظرك”. “هذا يبدو غير عادل بتاتاً، لأنك لعبت بشكل جيد خلال اللعبة”. “إنه شعور مؤلم للغاية، يبدو الأمر كما لو أنها لم تهتم بك “.

ثالثاً، المشاهدة 

تعد هذه الخطوة حاسمة وأكثر خطوة يخطئ فيها الأهل. ففي حين أن العديد منهم يدركون تماماً مفهوم التوكيد العاطفي، لكنهم يفشلون في تهدئة الطفل عندما يكون مستاء للغاية، وذلك يعود لعدم اتباعهم هذه الخطوة تحديداً. 

فـي هذه المرحلة، يحاول العديد من الآباء شرح لماذا لا يجب أن يشعر الطفل بهذه الطريقة أو يقدمون نصائح غير مرغوبة.

في الحقيقة، قد يهدم هذا كل ما تمّ بناؤه في الخطوتين السابقين وذلك لأن ما قام بفعله أو قوله الأباء ينطوي على شعور خفيّ بالإلغاء يوحي بأن ما يشعر به الطفل خاطئ، ما يزيد الوضع سوءاً.

فـي هذه المرحلة بالذات، لست بحاجة إلى قول أي شيء، كل ما يتوجب عليك فعله هو أن تبقى مع طفلك وتعبر له عن تعاطفك وتفهمك من خلال تعابير وجهك ولغة جسدك أيضاً.

فإن كنت تريد تعليمه “التفكير بشكل مختلف” أو رؤية الأشياء من منظور مغاير، افعل ذلك لاحقاً. هذا ليس الوقت المناسب إطلاقاً، بل هو الوقت المناسب لتجعله يفهم ما يراوده من مشاعر ويتقبلها وليشكل استراتيجية تنظم مشاعره.

بعض العبارات التي يمكنك استخدامها

فيما يلي العديد من العبارات التي يمكن استخدامها لممارسة التوكيد العاطفي مع طفلك:

  • أستطيع فهم سبب استيائك.
  • لا بدّ أن ذلك صعب.
  • كم هو فظ هذا التصرف معك!
  • لا بدّ أن هذا محبط.
  • هذا محزن جداً.
  • يا له من يوم سيء بالنسبة لك!
  • أخبرني بما حدث.
  • من المنطقي أن تشعر بالضيق.
  • هذا يعني الكثير بالنسبة لك.
  • أعلم أن هذا مؤلم حقاً، هل تريد عناق؟
  • كنت لأشعر بالسوء في هذه الحالة أيضاً.
  • ما أشد فظاعة ما قالوه!
  • أردتَ المساعدة لكنك لم تدرك أنهم لا يريدون ذلك.
  • سأشعر بهذه الطريقة أيضاً.
  • ما تشعر به طبيعي تماماً.
  • مشاعرك صحيحة.
  • لا وجود للمشاعر الخاطئة.
  • لست بحاجة إلى إذنهم حتى تشعر.
  • أنا آسف لأنني جرحتك.
  • من الطبيعي أن تشعر بهذه الطريقة.
  • كان ذلك سقوطاً كبيراً، أنا سعيد لأنك بخير.
  • شكرا لمشاركة مشاعرك معي.
  • أنا آسف جداً.
  • من المنطقي أن تشعر بأنك مهاجَم. 
  • أوافق على أن هذا كان خطأ منهم.
  • لا أصدق أنهم فعلوا ذلك أيضاً.
  • يبدو هذا خاطئاً تماماً، أنا سعيد لأنك لم تغير قرارك مثلهم.
  • كنت شجاعاً للغاية.
  • لقد ثابرت.
  • لاحظت أنك كنت هادئاً جداً رغم كل الفوضى.
  • لا بأس في البكاء، لا تشعر بالسوء حيال ذلك.
  • ليس من الخطأ أن تشعر بهذه الطريقة.
  • آه، يبدو هذا مؤلماً.

اقرأ أيضاً: الإشباع الفوري، الحاجة الملحة لإشباع الرغبة الشديدة على الفور

اقـرأ أيضاً: التوكيد العاطفي، تعريفه، تأثيراته، علاماته وكيفية ممارسته

اقرأ أيضاً: معلومات مهمة عن المشاعر يجب معرفتها

المصدر: Emotional Validation: How to Validate a Child’s Feelings

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: