الجامود أو الكاتاتونيا (الجمود)، الأسباب، الأعراض والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إن حالة الجامود (ويُعرف أيضاً بالجمود أو كاتاتونيا) أكثر شيوعاً وأكثر قابلية للعلاج مما يعتقد كثير من الناس وحتى لو كنت لست متعمقاً بتفاصيل الحالة، من المحتمل أنك قد سبق وشهدت أعراض هذه الحالة من خلال أحد أفراد أسرتك أو ربما اختبرت شعور الجمود بنفسك، وذلك دون أن تفهمها تماماً.

ما هو الجامود أو الكاتوتونيا (الجامود)؟

يندرج الجامود (Catatonia) أو ما يعرف ب الكاتاتونيا تحت مظلة الاضطرابات النفسية الحركية (Psychomotor Disorders)، وهي الاضطرابات التي تعكس العلاقة بين كلّ من وظائف الدماغ والحركات الجسدية.

إذ يمكن للضغط النفسي والعاطفي أن يسبب تعطيل الوظائف الحركية العادية، كما أنه يؤدي إلى حركات (أو قلة الحركة) تختلف بشكل ملحوظ عن المعتاد، إذ يصنف الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Health) حالات الجمود مع الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى.

ويمكن للجمود أن يترافق مع حالات الصحة العقلية والطبية الأخرى، بغض النظر عن كيفية تصنيف هذة الحالة أو تشخيصها تبقى الكاتاتونيا أو الجمود حالة حقيقية ومعقدة ويمكن أن تنطوي على مجموعة واسعة من الأعراض.

وأهم ما في الأمر أن تعلّم كيفية التعرف على هذا المرض سيقود إلى العلاج في الوقت المناسب ويقلل فرص حدوث عواقب صحية وخيمة.

هل الجمود عرض أو حالة؟

يمكن النظر للجمود على أنه عرض أو حالة وكلاهما صحيح، لكن بشكل رسمي لا يصنف DSM-5 الجمود على أنه حالة مستقلة بحد ذاتها، لكنه يتميز بثلاثة أنواع فرعية مختلفة:

  • الجامود المترافق مع حالة صحية عقلية أخرى.
  • الجامود (كاتاتونيا) المترافق مع حالة طبية أخرى.
  • الجامود غير المحدد.

وأيضاً اكتشف خبراء الصحة الطبية والعقلية ثلاثة أنواع من الجمود في الماضي:

  • الجمود الانفعالي (excited catatonia) والذي ينطوي على حركة سريعة مضطربة. 
  • الجمود اللاحركي (akinetic catatonia) وهو بطئ في الحركة وفقدان الكلام في كثير من الأحيان. 
  • الجمود الخبيث (malignant catatonia) والذي يشمل الهذيان والحمى. 

ولا يزال بعض مقدمي الرعاية يستخدمون هذه المصطلحات حتى الآن على الرغم من أنها لم تعد أساساً يُرتَكَز عليه، قد يتبادر إلى مسمعك مصطلحات كالفصام الجامد (catatonic schizophrenia) أو الاكتئاب الجامد (catatonic depression) ولكن تلك المصطلحات كانت شائعة فقط في الماضي أما الآن فإن معظم الأطباء يشخصون هذه الحالات على أنها “انفصام في الشخصية مع جمود” (schizophrenia with catatonic ) أو “اكتئاب مع جمود” (depression with catatonic).

ما اهي أسباب الجامود؟

لا يحدد الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) سبباً محدداً للجمود ولكنه يربطه بأعراض حالات أخرى وتشمل حالات الصحة العقلية التي قد تتضمن الجمود ما يلي:

كما يمكن أن يصاحب الجامود بعضاً من الحالات الطبية، بما في ذلك:

  • إصابة في الرأس
  • نقص حمض الفوليك الدماغي Cerebral Folate) Deficiency).
  • بعض اضطرابات المناعة الذاتية.
  • الحماض الكيتوني السكري (Diabetic Ketoacidosis) (وهو أحد المضاعفات الخطيرة التي تحدث بسبب نقص الأنسولين في الجسم). 

تشير بعض الأدلة إلى أن التعرض لصدمة خاصة في مرحلة الطفولة، يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض الجمود.

كما ذكر بحث أقدم فكرة احتمالية تطور الجمود لدى الشخص استجابةً للخوف؛ وما يزال البحث الذي يستكشف الجمود على أنه رد فعل إزاء الصدمة والخوف محدوداً.

ماذا عن السبب الفسيولوجي للجمود؟

يعتقد بعض الخبراء أن سبب الجامود مرتبط بالوظيفة غير المنتظمة للنواقل العصبية للدماغ أو النواقل الكيميائية وتحديداً الدوبامين (Dopamine) والغلوتامات (Glutamate) وحمض جاما أمينوبوتيريك (Gamma-Aminobutyric Acid GABA) منها.

ما هي أعراض الجامود؟

يمكن لعلامات وأعراض الجمود أن تختلف من شخص لآخر وذلك بناءً على سببها، إلا أن الدليل التشخيصي النسخة الخامسة (DSM-5)  يسرد اثنا عشر عرضاً رئيسياً ومن أجل الحصول على تشخيص، سيحاول أخصائي الصحة تحديد ثلاثة أو أكثر من هؤلاء:

  • فقدان الإحساس أو غيبوبة (Stupor): أي انعدام الحركة أو التفاعل مع البيئة المحيطة.
  • التخشب أو الجمود (Catalepsy): اتخاذ الشخص وضعية ثابتة حتى عندما يحرك شخص ما أطرافه.
  • المرونة المتذبذبة (Wavy flexibility): مقاومة طفيفة للوضع الجديد الناجم عن تحريك الأطراف.
  • الخرس (Mutism): التحدث بشكل قليل جداً، إذا تحدث الشخص أصلاً.
  • النزعة السلبية أو المعاندة (Negativism): تجاهل الشخص للتوجيهات أو مقاومتها وعدم الاستجابة للمنبهات.
  • التموضع (Posturing): أي اتخاذ وضعية ثابتة.
  • التكلف (Mannerism): يقوم الشخص بحركات وإيماءات وخطابات غير عادية ومبالغ فيها في كثير من الأحيان.
  • النمطية (Stereotypy): القيام بحركات متشابهة ومتكررة بدون هدف.
  • الانفعال (Agitation): زيادة الحركة المضطربة لدى الشخص.
  • التكشير أي تقطيب الوجه (Grimacing): يحرك الشخص وجهه بطريقة تعبر عن الرفض أو الألم.
  • صدى لفظي (Echolalia): تكرار ما يقوله الآخرون.
  • محاكاة الأفعال (Echopraxia): نسخ حركات الآخرين.

كيف تبدو الكاتاتونيا؟

يمكنك بشكل عام التعرف بسهولة على الشخص المصاب بالجامود، على سبيل المثال قد يحدق في نقطة ثابتة دون أي يقوم بأي حركة أو ينطق بكلمة واحدة حتى لو نقرت بلطف على كتفه أو هززته لجذب انتباه؛ لن يعيرك أي انتباه. 

وستلاحظ ثباته بذات الوضع الذي هو عليه، على الرغم من أن أرجله تبدو في وضع مربك أو غير ملائم أو ربما يبدو لك في البداية مضطرب ومنفعل كما لو أنه لا يستطيع التوقف عن الحركة.

والأهم أنه لا يتكلم، لكن عندما تتحرك سوف يقلد حركاتك، سيبدو لك أنه مقطب الوجه وعابس أو مكشّر في أغلب الأوقات، ثم فجأة يتغير سلوكه. كما سيستمر في هز يديه مراراً وتكراراً بذات الطريقة والتي ستكون غير عادية وإن حدث وحاولت مساعدته على الجلوس سوف يقاومك ويرفض المساعدة.

والفكرة الأغرب هنا هي أن يمكن للشخص المصاب بالجمود أن يحافظ على ذات الوضع الثابت لدرجة إهماله لاحتياجاته الأساسية، مثل الأكل أو الشرب أو الذهاب إلى الحمام.

 كما يمكن أن تتطور إلى الإصابة بالحمى والهذيان المصاحبان للجمود، مما يعرض صحتهم العامة للخطر.

ما هو شعور الجمود؟

غالباً ما يصف الأشخاص الذين اختبروا شعور الجمود أنه أشبه بالشعور وكأنك عالق أو محاصر، عندما تعيش شعور الجمود قد تظل على إدراك تام بمحيطك ولكنك غير قادر على تحريك جسمك أو الاستجابة عندما يتحدث إليك شخص ما.

حتى أن بعض الناس يعتقدون أنهم على وشك الموت. باختصار، يمكن أن تكون تجربة شعور الجمود مرعبة حرفيّاً خاصة عندما لا تدرك ماهية ما يحدث أو إلى متى قد يستمر الأمر. 

كيف يشخّص الخبراء الجامود؟

يشخص أخصائيو الصحة العقلية عادةً مرض الجمود (كاتاتونيا) بناءً على معايير DSM-5، كما نوهنا سابقاً فإنهم يحتاجون إلى تحديد ثلاثة أعراض على الأقل للإقرار بالتشخيص ونظراً لعدم  تشخيص مرض الجامود بمفرده عادةً، فسوف يضعون في عين الاعتبار أعراض الصحة العقلية أو الطبية الأخرى وذلك في سبيل تحديد التشخيص الدقيق، وقد يقومون على سبيل المثال بما يلي:

  • تشخيص الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول مع الجمود (Bipolar I Disorder with Catatonia)، وذلك في حال ظهور أعراض الجمود على الشخص أثناء نوبة الهوس (mania) [وهي فترة من الطاقة العالية والنشاط] ويكون لدى الشخص تاريخ مرضي من حالات الهوس والاكتئاب والذهان. 
  • تشخيص اكتئاب ما قبل الولادة مع الجامود (Peripartum Depression with Catatonia)، عندما يصاب شخص ما بالجامود (كاتاتونيا) مع الاكتئاب بعد فترة وجيزة من الولادة. 

وعندما يتعلق الأمر بالحالات الطبية يستبعد الطبيب بعض الأشياء حتى لا تؤثر على التشخيص مثل:

  • حالات الصحة العقلية.
  • الهذيان نتيجةً سبب آخر.
  • آثار جانبية من الأدوية المضادة للذهان.
  • تشنجات شديدة.
  • السكتة الدماغية.

وعلى الرغم من عدم وجود طريقة صعبة وسريعة لتحديد مرض الجامود إلا أن أخصائي الرعاية الصحية قد يستخدم بعض الاختبارات المختلفة للمساعدة في التشخيص مثل:

  • اختبار الدم.
  • مقياس تصنيف بوش فرانسيس كاتاتونيا ( Bush-Francis Catatonia Rating Scale BFCRS).
  • الأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

كما يراقبون الأعراض السلوكية لمدة يوم كامل على الأقل لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى.

كم من الوقت يستمر الجامود (الكاتاتونيا)؟

قد تستمر أعراض الجمود لمدة ساعة أو ساعتين والأمر المؤسف أنها قد تستمر لفترة أطول أي أسابيع وأشهر وأحياناً سنوات.

كما يمكن أن تستمر الأعراض لعدة أيام وتتحسن ثم تعود مجدداً وقد يتكرر هذا النمط على مدى أشهر أو سنوات.

وفي كثير من الأحيان تظهر أعراض الجمود بشكل واضح للغاية، ولكن يمكن أن تظهر بطريقة ماكرة أحياناً وعندما لا يتم علاج الأعراض بالطبع سوف تتفاقم.

والأمر الواجب التنويه عليه هنا، هو أن النوبات الأطول من الجامود تحمل فرصة كبيرة للجفاف أو الجوع ويعود ذلك إلى أنه أثناء نوبة الجمود قد لا يتمكن الشخص من تناول الطعام أو الشراب أو حتى نقل نفسه إلى بر الأمان من خلال الاستعانة بالطوارئ.

الأساطير المتعلقة بالجامود والمفاهيم الخاطئة

في الواقع تشير إحدى الأبحاث إلى أن الجامود يصيب 10 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية حادة، إن لم يكن أكثر.

يتطور مرض كاتاتونيا فقط مع مرض انفصام الشخصية

صحيح يمكن للجامود أن يحدث كعرض سلبي من أعراض انفصام الشخصية، إذ يقدر DSM-5 أنه يظهر على ما يزيد عن 35 بالمئة من الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى احتمالية أن يكون الجمود جزءاً من حالات أخرى، على سبيل المثال يعاني 45 بالمئة من المصابين بالجمود أيضاً من اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب وأيضاً من 12 إلى 17 بالمئة من الأطفال المصابين بالتوحد سبق لهم أن اختبروا شعور الجامود.

لا يمكن علاج الجامود (Catatonia)

في حقيقة الأمر فإن الجمود يستجيب بشكل جيد جداً للعلاج تحديداً العلاج المناسب له وغالباً ما تؤدي مضادات الذهان والتي تعتبر الخط الأول لعلاج الفصام والذهان إلى تحسن طفيف أو حتى يمكنها أن تفاقم الحالة سوءاً. باختصار، من الضروري التمييز بين الجمود وأعراض الفصام الأخرى.

كيف يتم علاج الجامود؟

قد يوصي المعالج أو الطبيب النفسي بأحد علاجات الجامود التالية.

العلاج بالدواء

قد يلجأ مقدمو الرعاية الذين يشتبهون إصابة الفرد بالجامود إلى علاج الأعراض أولاً باستخدام لورازيبام (Lorazepam)، أتيفان (Ativan) ويعد هذا البنزوديازيبين بمثابة خط العلاج الأول وتشمل الأدوية الأخرى المستخدمة غالباً في علاج الجمود على ما يلي:

  • مرخيات العضلات. 
  • الزولبيديم (Zolpidem) المهدئ. 
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic Antidepressants). 
  • مثبتات المزاج (Mood Stabilizer)، بما في ذلك حمض الفالبرويك (Valproic Acid) والليثيوم (Lithium). 
  • N-methyl-D-aspartate (NMDA) 

وقد يوصي أخصائيو الصحة أيضاً بالتوقف مؤقتاً عن تناول الأدوية المضادة للذهان ريثما تتحسن أعراض الجمود.

العلاج بالصدمات الكهربائية Electroconvulsive) Therapy ECT)  

عندما لا يُفلح الدواء في تحسين الأعراض، عندها قد يوصي أخصائيو الرعاية بالصدمات الكهربائية كعلاج للجمود.

وفي حين أن العلاج بالصدمات الكهربائية ذو سمعة سيئة إلى حد ما، إلا أنه يعد علاجاً فعالاً للغاية للجمود.

فكرة هذا العلاج قائمة على أنه أثناء التخدير يتلقى الشخص المصاب بالجامود صدمة كهربائية، فيؤدي هذا إلى حدوث نوبة والتي يعتقد الخبراء أنها تحفز إطلاق الناقلات العصبية في الدماغ.

وقد يكون العلاج بالصدمات الكهربائية مفيداً بشكل خاص في حالات الجمود الذي لم يعالج وتطورت فيه الأعراض إلى حد الطوارئ الطبية.

المضاعفات المحتملة للجمود

يمكن أن يعرض شعور الجمود سلامتك للخطر خاصة عندما يتعلق الأمر بما يلي:

  • الخدر أو فقدان الحس.
  • رفض الطعام أو الماء.
  • الحُمى.
  • الحركات المتكررة التي تؤدي إلى حدوث إصابة أو إيذاء النفس، مثل الركل أو ضرب الرأس.

وغالباً ما يصل الأمر إلى الحاجة لدخول المستشفى حتى تتحسن الأعراض، خاصةً إذا كان الشخص المصاب بالجمود ضمن أحد الحالات التالية:

  • لديه أعراض طبية أو عقلية خطيرة أخرى.
  • لا يستطيع أن يأكل أو يشرب.
  • لا يستطيع تلبية احتياجاته الأساسية.

إذ يمكن لفريق الرعاية الصحية علاج مرض الجمود إضافةً إلى مراقبة العلامات الحيوية وتوفير البيئة الملائمة والعناصر الغذائية.

ويمكن أن يكون للجمود الشديد أو غير المعالج آثار صحية خطيرة بما فيها:

  • ضغط دم مرتفع.
  • جلطات (خثرات) دموية في الرئتين.
  • تورم شديد.
  • انهيار الأنسجة العضلية.
  • حمى شديدة.
  • التهاب العين.
  • فشل كلوي.

وقد ترغب في الحصول على دعم طبي لأحد أفراد أسرتك، إن كنت تعتقد أنه قد يكون مصاباً بمرض الجمود.

الخلاصة

بينما يمكن للجمود أن يكون خطيراً بل حتى أنه قد يهدد الحياة، إلا أن العلاج المناسب يؤدي إلى تحسن سريع.

 كما أن الحصول على الدعم من طبيب نفسي مدرب وخبير سوف يساعد في منع التشخيص الخاطئ.

إذ يمكنهم التعرف بسرعة على أعراض الجمود ووصف العلاجات الأكثر فائدة وفاعلية أيضاً.

ومن المهم أن تضع في اعتبارك أن الأعراض قد تعود بمرور الوقت، لذلك سيكون من الجيد الاستمرار في العمل مع أخصائي صحي حتى يتمكن من مراقبة الأعراض وعلاج أي حالات كامنة قد تلعب دوراً في الإصابة بالجمود.

اقرأ أيضاً: علاج مرضى الفصام، ما هي خيارات العلاج الدوائي والنفسي؟

اقـرأ أيضاً: مراحل الفصام الثلاثة وأعراض كل مرحلة، التشخيص والعلاج

اقرأ أيضاً: الفصام عند الأطفال، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

المصدر: what is catatonia

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: