يتبادر إلى معظم الناس تأثير الاكتئاب على جسدهم، إذ يفكرون في الآثار العاطفية والسلوكية السلبية للاكتئاب. مثل الآثار الجسدية كتغير الوزن أو مشاكل النوم غير المنتظمة. ولكن ما يميل كثير من الناس إلى نسيانه هو العلاقة بين الاكتئاب والدماغ. لقد تكهّن العلماء لسنواتٍ عديدة حول شكل الدماغ المكتئب، ووجدوا اختلافات رئيسية مقارنة مع الدماغ الطبيعي.
الفرق بين الدماغ المكتئب والدماغ الطبيعي
عند مقارنة الدماغ المكتئب مع الدماغ الطبيعي، وجد العلماء بعض الاختلافات الدقيقة. بما في ذلك:
- تشوهات المادة الرمادية
- انكماش الدماغ
- زيادة نشاط اللوزة الدماغية في العقول المكتئبة.
شذوذ المادة الرمادية
تشير المادة الرمادية في الدماغ إلى أنسجة المخ التي تتكون من أجسام الخلايا والخلايا العصبية. تبيَّنَ أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يمكلون مادة رمادية أكثر سمكاً في أجزاء الدماغ التي تشارك في الإدراك الذاتي والعواطف. إذ يمكن أن يلعب هذا الشذوذ دوراً رئيسياً في المشكلات التي يعاني منها الشخص المصاب بالاكتئاب.
انكماش الدماغ المكتئب
يمكن تسمية الكورتيزول على أنه هرمون التوتر في الدماغ. إذ أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد يطلقون كميات من الكورتيزول أكبر من الشخص العادي. نتيجة لهذا التعرض طويل المدى من الهرمون الآنف ذكره. تتقلّص أجزاء عدة من الدماغ بما في ذلك الحُصين والقشرة أمام الجبهية. والتي تلعب دوراً مهماً في الذاكرة واتخاذ القرار.
وجدت إحدى الدراسات أنه في المتوسّط ، 9-13% من النساء اللواتي لديهن تاريخ من الاكتئاب يملكون حُصين أصغر مقارنة مع شخص لم يعاني من الاكتئاب مطلقاً.
نشاط اللوزة الدماغية
تُعد اللوزة كبنية دماغية ترتبط عادةً بتنظيم العواطف. غالباً ما يكون لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب لوزة دماغية أكثر نشاطاً من الدماغ الطبيعي. على وجه الخصوص، تكون اللوزة الدماغية عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب أكثر نشاطاً من الأشخاص غير المصابين بالاكتئاب عند تعرضهم لمحفز سلبي كالوجه الحزين.
عندما يتعرض كلا الشخصين لمحفز إيجابي مثل الوجه السعيد أو الفرح، لا يوجدحينها فرق كبير. إذ يتوقع العلماء أنّ زيادة مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) يمكن أن يكون مسبباً هذا الشذوذ.
مشكلة واحدة مع هذه الاختلافات هي حالة السبب والمسبب. هل تغير بنية الدماغ المكتئب والوظيفة الكيميائية يسبب الاكتئاب؟ أم أنها نتيجة للاكتئاب؟.
تَنشأ مشكلة أخرى عندما يتعلّق الأمر بتعاطي المخدرات. إذ يلجأ الكثير من الناس إلى المخدرات والكحول للتعامل مع اكتئابهم والتخفيف منه. مما قد يؤدي إلى تشوهات دماغية أكثر درجة وفوضى.
اقرأ أيضاً: تأثير الاكتئاب على الجنس والنشوة الجنسية
المصدر: كتاب Psychotraumatologie: PTBS und andere Traumafolgestörungen und ihre Behandlung، لتحميل الكتاب انقر هنا