الشجار الأسري، كيف يؤثرعلى الطفل؟ وكيف تتخلص من آثاره السلبية؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إنَّ الشجار الأسري والمشاكل الأسرية أمر شائع جداً، فالجميع يتشاجرون حول العديد من الأشياء بدءاً من الأمور البسيطة كأي محطة تلفزيونية يجب مشاهدتها إلى أشياء في غاية الأهمية كما هو الحال فيما إذا رغب الوالدين بإنجاب مولود ثانٍ. قد يكون أثر الخلافات الزوجية والشجار الأسري على الطفل (خلاف الأهل) كبيراً، ويثير مشاعر الآباء بشدة.

ليست كل المشاجرات الأسرية وخيمة ويجب تحاشيها. يمكن أن ترسم الطريقة التي يتعامل بها البالغين مع هذه المشاكل أمام أطفالهم، عواقب مختلفة لدى الأطفال.

كيف يؤثر الشجار الأسري والخلافات الزوجية على الطفل؟

في الواقع، يُعد خلاف الأهل جزء طبيعي من أي علاقة وفي بعض الأحيان قد تحصل المشاجرات أمام أطفالك وربما يخطر ببالك بضعة تساؤلات منها: هل الآباء الذين يتشاجرون أمام أطفالهم يؤذونهم بأي شكل من الأشكال؟

إنه لأمرٌ مضني ومتعب دائماً أن نشهد مشاجرة الآباء ولكن الخبر السار هو أنه ليس من المُشترط أن يكون لجميع أنواع المشاجرات آثار ضارة على الأطفال على المدى البعيد.

يعتمد ضرر الشجار بين البالغين على الأطفال الصغار على تواتر الشِّجار وحدّته وسياق أحداث الشِّجار وطريقة حله.

تظهر الأبحاث أن المشاكل بين الأبوين التي قد تولّد نتائج سلبية كبيرة على الأطفال لها عدة خصائص سنقوم بذكرها.

أولاً، المشاكل المتكررة

من المتعب دائماً لأي فرد أن يرى شخصان يصرخان على بعضهما بعضاً، لكن بالمقابل يسبب الاندهاش لعقول الأطفال الصغار، قد يؤدي خلاف الأهل المتكرر بانتظام إلى زيادة الضيق والتعاسة لدى الأطفال الصغار.

عندما يكون الطفل في مشكلة، يرتفع مستوى هرمون التوتر “الكورتيزول” في الدم، إذا حدث شجارٌ من حين لآخر فإن مستوى الهرمون في جسم الطفل يستقر ويعود إلى طبيعته بعد فترة وجيزة من النوبة.

ومع ذلك، فإن الشجار المستمر يشكل تقلبات هرمونية متكررة في مستويات الكورتيزول وتعطل أنماط الكورتيزول الموجودة في الجسم مما يسبب مشاكل صحية جسدية مثل انكماش في حجم الدماغ واضطراب في النوم وضعف جهاز المناعة.

ترتبط المشاجرات المتكررة أيضاَ بزيادة المشاكل السلوكية مثل العدوانية والتمرد واضطرابات سلوكية عند الأطفال كاضطراب التحدي المعارض. نتيجةً لذلك سوف يزداد تدهور علاقة الأطفال مع آبائهم.

الأطفال الذين يعانون من الشجار الأسري المنتظم لديهم رد فعلي أكثر وعندما يواجهون صراعاً في وقت آخر تكون ردود أفعالهم أكثر حدةً وقوة.

هؤلاء الأطفال أكثر عرضةً لمشاكل القلق والاكتئاب ومشاكل الانسحاب الاجتماعي كما أن المعارك المتكررة تزيد أيضاً من عدوانية الطفل مع أخوته وأقرانه في المدرسة.

ثانياً، المشاكل المُكثفة والمدمرة

عندما يتشاجر الأبوان بشدة أمام أطفالهم فإن الطفل يتوتر وتنتابه مشاعر سلبية ويشعر بالتهديد المباشر. عندما يتعرض الطفل لأمور مزعجة كالعدوان اللفظي أو التعنيف الجسدي أو التهديدات غير المألوفة له، سوف يزداد سلوكه العدواني بشكل كبير.

الأمر الذي غالباً ما سوف يسبب مشاكل عاطفية ومشاكل صحية عقلية كانخفاض تقدير الذات، الاكتئاب، الغضب وإيذاء الذات عند هؤلاء الأطفال.

ثالثاً، مشاكل تتعلق بالطفل نفسه

يعتمد تأثير الشجار أمام الطفل أيضاً على كيفية تفسير الطفل للشجار الأبوي في حال كان الشجار حول موضوع يتعلق بالطفل نفسه، فقد يشعر بالاكتئاب والخوف من إشراكه في الشجار.

إن مثل هذا الشجار ليس مزعجاً فقط بل يهدد الطفل بشكل مباشر أيضاً. تميل مواضيع هذا النوع من الشجار أيضاً إلى إثارة مستوى أعلى من العدوانية.

رابعاً، الافتقار للحلول

قد يكون للشجار الأسري التي يتم حلّه بشكل غير صحيح تأثير سلبي على العلاقات الزوجية والعلاقة بين الوالدين والطفل وعلى الأداء الوظيفي للأسرة.

عندما يفتقر جدل ما إلى تفسير مقنع أو أنها قد يلقي الوالدين أو الأطفال اللوم، يمكن أن يكون الضرر العاطفي الذي يلحق بالأطفال أكبر.

أظهرت دراسة أن بعض الأطفال وخاصة الفتيان، قد يلومون أنفسهم بأنهم سبب الشجار.

كيفية التخلص من الآثار السلبية للشجار الأسري على الأطفال

غالباً ما يكون الشجار الأسري مصدراً للتوتر في الأسرة ومشاكل التأقلم لدى الأطفال. وفي حين أن جميع الناس يختلفون، فإن الشجار لا يحتاج إلى إلحاق الأذى بالأطفال ولا يجب أن يكون الأطفال هم الضرر الجانبي في مشاكل الزواج.

قد تساعدك هذه النصائح في تقليل حدة الآثار على صحة طفلك العقلية.

1- تحاشي المشاجرات المدمرة

ليس علينا تحاشي كل الخلافات أمام الأطفال، لأنه في الواقع للأسف لا يمكننا تجنبها. وقد وجدت دراسة مؤخراً أنه في الحقيقة أن الشجار الزوجي قد يكون مفيداً في تنمية الطفل إذا ما كان هذا الشجار بناءً.

تشمل سلوكيات الشجار المدمرة الغضب غير اللفظي أو معاملة الأبوين الصامتة أو انسحاب الوالدين من النقاش.

هذه السلوكيات “الصامتة” تزعج الأطفال بنفس القدر. أفضل ما يتوجب القيام به عند حدوث مشاجرات مفتوحة هو عدم استخدام استراتيجيات مدمرة.

2- نموذج الخلاف المحترم

ليست كل الشجارات سيئة إذا اختلفنا بطريقة محترمة.ى لنفترض أن طفلين قد تشاجرا، كيف ترغب في أن يحلا الشجار. ثم افعل نفس الشيء تماماً في المرة القادمة التي تدخل فيها في شجار كبير مع شريكك.

يتعلم الأطفال من سلوكنا، فالعداء المتبادل بين الآباء والأمهات عن غير قصد هو نموذج فعلي للسلوك العدواني. إنهم يعلمون الأطفال في هذه الحال أن العدوانية هي “طريقة الكبار” لحل المشكلات.

وبالتالي، فإن المحافظة على احترام العلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة سيعلم الأطفال المهارات الأنسب حل المشكلات. كما أن الحفاظ على جو الشجار بطريقة دالة على الاحترام بين الأبوين يمنع تصاعد حدة المشاجرات بينهما.

3- الحد من مواضيع الخلاف

ليست كل مواضيع الشجار مزعجة للأطفال بنفس القدر. وفقاً للأبحاث، فإن المشاجرات حول الشؤون المالية والقضايا الاقتصادية وإدارة الوقت وتحديد الأهداف لا تؤثر على مشاعر الطفل ولكن خلاف الأهل حول تربية الأطفال تؤثر على ذلك.

الحد من أنواع النزاعات بحيث لا تتم مناقشة الموضوعات المتعلقة بالطفل أو المواضيع الصعبة إلا سراً أي بعيداً عن مسمعهم.

4- استخدام سلوكيات شجار بناءة

تم ربط سلوكيات الصراع البناءة بالنتائج الإيجابية لدى الأطفال من خلال تحسين أمن الطفل وعواطفه الإيجابية والنوم والتحصيل العلمي والمهارات الاجتماعية ومهارات حل المشكلات وحل النزاعات والتعامل مع الإجهاد والنتائج المتعلقة بالصحة.

تتضمن سلوكيات الصراع البناءة ما يلي:

  •  ابدأ بالتواصل عاطفي عوضاً عن السلوك العدائي.
  • كن محترماً حتى عندما تختلف عن الآخر.
  • قدّم النقد البناء عوضاً عن التهزيء وإلقاء اللوم على أحدهم 
  • استخدم حل المشكلات للتوصل لحل قطعي، فإن الحلول الجزئية قد تساعد في إيجاد حل قطعي إذا كانت بناءة.
  • اشرح الموقف لطفلك ولا تلومه على أنه سبب الشجار.

5- البحث عن علاج عائلي

تتعدد تأثيرات الخلافات الزوجية على الطفل، فقد تخلق المشكلات المتزعزعة والتي لم تُحل بيئات أسرية محفوفة بالمخاطر ومشكلات تهدد للأطفال.

بالنسبة للأسر المضطربة وظيفياً والتي تعاني من مستويات عالية من الشجار، من الصعب على الآباء حل المشاكل بأنفسهم في هذه الحال تكون المساعدة المهنية كالعلاج الأسري واحدة من أفضل الطرق لإعادة حياتك الأسرية إلى مسارها الصحيح.

كما يساعدك المعالج الأخصائي في إيجاد على طريقة مثلى للتعامل مع حالات تأثير الشجار الأسري على الطفل والاضطراب العاطفي. كما يمكنهم مساعدة الأسرة بأكملها في تطوير علاقات صحية واستراتيجيات إدارة الغضب ومهارات تنظيم العاطفة.

اقرأ أيضاً: كيفية تأديب الطفل الغاضب الذي لا يحترم الآخرين ونصائح للوالدين

اقـرأ أيضاً: الأبوة المفرطة، دلائل وآثار الحوم المستمر حول الأطفال

اقرأ أيضاً: كيف تضبط سلوكيات مراهق لا يبالي بالعواقب؟

المصدر: What Happens When Parents Fighting In Front Of Kids

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: