الشعور باليأس، سواء إن كان نابعاً من عدم قدرتك على التخلص من الديون، أو تجاه كل شيء في الحياة تقريباً، سيجعل حياتك صعبةً حتماً.
إنه كالشعور بأنك عالق في حيّز مُفرّغ من الأمل.
لحُسن الحظ هناك بعض الأشياء التي يمكنك فعلها عندما تشعر باليأس لتحسن حياتك قليلاً مهما بدت الأمور سيئة.
إليك تسعة أشياء ستساعدك على التخلص من الشعور باليأس:
فلتأخذ بعين الاعتبار أن عقلك قد يكذب عليك
قد يخبرك عقلك أن الأمور بغيضة ومخيفة ومروعة. أو يحاول إقناعك بأنك لا تستطيع تحقيق النجاح، وقد يخبرك بأنه لا توجد فرصة لتَحَسُّن الأمور.
ولكنَّ مجرد تفكيرك فيها لا يعني أنها صحيحة، إذ يمكن أن تكون أفكارك مشتّتة أو خالية من الدقة أو خاطئة كلياً.تُغذي مشاعر اليأس الأفكار الميؤوس منها، ومن السهل الانشغال بدوامة سلبية تجعل من الصعب رؤية أن الأمور قد تتحسن.
حتى إنك قد تفكر في أشياء مثل: “لقد جربت كل شيء بالفعل ولم ينفع أي منها”، لكنه غالباً تشوه معرفي. ربما جربت بعض الأشياء أو حتى 10 منها ولكن على الأرجح لم تجرب كل شيء.
كُن منفتحاً على الأقل باعتبار أن طريقة تفكيرك قد تكون غير صحيحة، ربما يكون هناك أمل أكثر مما تتخيل.
جادل نفسك بالعكس
عند الشعور باليأس، من الوارد أن تفكر بكافة الأسباب وراء عدم تحسن أي شيء على الإطلاق، فخذ بضع دقائق لتجادل نفسك بالعكس.
ما الدليل على أن الأمور قد تنجح على نحوٍ أفضل مما تتوقع؟ أو كيف قد تتحسن الأمور بالفعل؟
التفكير قليلاً في الإيجابيات الممكنة يجعلك مُنفتح لمزيدٍ من الاحتمالات.
رغم احتمال ألا تسير الأمور نحو الأفضل إلا أن هناك أيضاً فرصة بألا تنتهي بحال سيئة (أو البقاء بنفس السوء) كما تتوقع.
أن تناقش نفسك بالعكس قد يـُفتّح ذهنك حول فكرة أن الأمور قد لا تكون سوداوية كما تتوقع.
فكر فيما ستكسبه من الشعور باليأس
قد يبدو التفكير فيما ستكسب من كونك يائساً عملاً غريباً للوهلة الأولى، بعد ذلك ربما تفكر “لا استفيد من أي شيء، لا أريد أن أشعر بذلك”.
لكن بعد مزيدٍ من التفكير قد تكتشف أن الشعور باليأس يحميك من الشعور بخيبة الأمل. إذا لم تتوقع حدوث أي شيء جيد عندها لا يوجد داعٍ لأن تقلق من وجود خيبة الأمل في حال ساءت الأمور.
قد يساعدك اليأس أيضاً على الشعور بأنه من الصحيح تماماً عدم اتخاذ أي إجراء.
على سبيل المثال إذا كنت يائساً حول عدم قدرتك على سداد ديونك على الإطلاق، قد لا تزعج نفسك حتى بمحاولة زيادة راتبك (بالحصول على وظيفة أخرى)، أو قد لا تنظم صرفك للمال (أي إنشاء ميزانية).
لذلك فكر فيما إذا قد يكسبك بقائك يائساً أي شيء، لعلك تجد أن اليأس بطريقةٍ ما يبعدك عن إحداث تغيير أو القيام بأي شيء بطريقة مُغايرة.
فكر فيما يمكنك كسبه من تعزيز شعورك بالأمل
فكر بطريقة ثانية، ماذا يمكن أن تكسب إذا أصبحت أكثر تفاؤلاً. كيف يمكن لحياتك أن تتغير؟ ما الذي يمكنك فعله بشكل مختلف إذا كان لديك الأمل؟
بعد ذلك يمكنك المضي قدماً، كما سوف تبدأ في التصرف كما لو كنت مفعماً بالأمل حقاً.
فمثلاً قد تلاحظ أنه إذا كنت متفائلاً ستخرج وتقابل أشخاصاً جدد أو ستقدم على وظيفة جديدة، اذهب وافعل تلك الأشياء حتى لو لم تكن متفائلاً فهذه الأمور ستنجح وتشعرك بذلك.
وأحياناً عليك تغيير تصرفاتك أولاً والمشاعر التي قد تتبعها لذلك إذا تصرفت كمتفائل فإنك في نهاية المطاف ربما تبدأ بالشعور بمزيدٍ من التفاؤل.
انخرط في حل المشاكل
إن اليأس بمفهومه وتعريفه هو الاعتقاد بأن الأمور لن تتحسن أو أنك لن تستطيع النجاح.
فقط اقضِ بعض الوقت في التفكير في الحلول الممكنة للمشكلة. اطرح الأفكار ودعها في عقلك دائماً، فليس بالضرورة أن تحتاج إلى أفكار جيدة، فقط فكر قدرَ الإمكان بأكبر عدد من الخطط لحل مشكلة ما.
إذا لم تستطع حل المشكلة (كمرض شخص تحبه)، فكر في كيفية تغيير شعورك تجاه المشكلة.
هل يساعدك قضاء الوقت مع أفراد العائلة في الشعور ببعض التحسن؟
في حال أخذت إجازة عن عملك ليوم، هل سيساعدك أن تشعر بالتفاؤل أكثر؟
تذكر دائماً أنه هناك شيء يمكنك فعله لتجعل الأمور أفضل قليلاً أو لتساعد نفسك بالشعور ببعض التحسن.
تحدث إلى صديق موثوق أو لأحد أفراد عائلتك بمجرد الشعور باليأس
أثناء معاناتك في تحديد حلول ممكنة، أو إن كنت تواجه وقتاً عصيباً في الخروج من تلك القوقعة، تواصل مع صديق تثق به أو مع أحد أفراد العائلة وأخبرهم بما تواجهه.
فقد يكون قادراً على مساعدتك في رؤية الأمور من منظورٍ مختلف، أو يعرض عليك بعض الحلول التي يمكن أن تساعدك في الشعور بتحسن.
قد يكون من الصعب إخبار الناس عما تَمُر به، بالرغم من أن إخبار شخص ما قد يكون مفتاحاً لمساعدتك في الحصول على المزيد من الأمل لحالتك.
قم بإعداد خطة
بعد تطوير الأفكار، سواءً بنفسك أو طورها شخص أخر أو كلاكما، ارسم خطة وحدد الخطوة التي ستقوم بها أولاً.
ضع في الاعتبار أنه إذا لم تنجح الخطة A فدائماً يمكنك اللجوء للخطة B.
تذكر أن خطتك عبارة عن تجربة، وتكمن مهمتك في إجراء أكبر عدد ممكن من التجارب حتى تكتشف الخطة الأفضل.
ابدأ بالتنفيذ
بمجرد أن يكون لديك خطة جاهزة من المهم أن تبدأ التطبيق.
إذ إنه من المحتمل بحالتك هذه أنك لن تجنيَ الأمل عبر بقائك جالساً دون حراك.
بدلاً من ذلك؛ ضع نفسك خارج نطاق اليأس، عندها ستحصل على مزيدٍ من مشاعر الأمل وستبدأ برؤية قدراتك وما يمكنك فعله.
اطلب المساعدة المختصة عند الشعور باليأس
قد يكون الشعور باليأس أحد أعراض مشاكل الصحة النفسية كالاكتئاب.
لذلك إذا استمر لديك الشعور باليأس لأكثر من أسبوعين، أو كنت غيرَ مطمئن بشأن صحتك النفسية، تحدث إلى طبيبك النفسي.
يمكن لأخصائيي الصحة النفسية تقييم احتياجاتك، ومناقشة الخيارات المتاحة لمعالجتك مثل العلاج بالكلام أو بالأدوية.
كما أن معظم مشاكل الصحة النفسية قابلة للعلاج تماماً.
يمكن أن يساعدك العلاج في الشعور بمزيد من الأمل والتفاؤل بشأن المستقبل.
الخلاصة
تذكرّ أن ما تشعر به من يأس تجاه الأمور لا يعني أنها كذلك بالفعل.
بقليلٍ من المساعدة من شخص آخر أو بمنظور مختلف قليلاً، سوف تكتشف أن الأمور يمكن أن تتحسن للأفضل.
اقرأ أيضاً: ما هو الشعور بالذنب؟ وكيف يمكننا التخلص منه بخطوات بسيطة؟
المصدر: 9 Things to Do If You Feel Hopeless
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم