يشير إدمان العادة السرية إلى الاستمناء المفرط أو القهري، على الرغم من أنه ليس باضطراب نفسيّ قابلٍ للتشخيص، إلا أنه بمقدوره أن يؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي لأولئك الذين يكون سلوكهم الجنسي خارج نطاق سيطرتهم.
ما هو إدمان العادة السرية؟
الاستمناء في حد ذاته لا يُعتبر نشاطاً ضاراً، ويمكن أن يستمتع به أولئك المنغمسين في علاقة غرامية أو أولئك الذين يستخدمونه للتعويض عن عدم ممارسة الجنس مع شريكهم.
ومع ذلك، بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن يكون الميل إلى العادةِ السرّية مفرطاً أو قهرياً، لدرجة أن يخرج سلوك الشخص وأفعاله عن السيطرة بشكل كامل.
في هذه الحالة، يُشار إلى هذا السلوك أحياناً باسم إدمان العادةِ السرّية.
يندرج إدمان العادةِ السرّية (الاستمناء) تحت الفئة الأكبر ألا وهي الإدمان الجنسي. تتضمن هذه الفئة أنواعاً مختلفة من السلوكيات الإدمانية أو القهرية، مثل إدمان الجنس أو إدمان العادة السرية أو إدمان الأفلام الإباحية.
يشار إلى الإدمان الجنسي أحياناً بـ السلوك الجنسي القهري.
أعراض إدمان العادة السرية
إن ممارستك لـ العادةِ السرية بانتظام لا يعني بالضرورة أنك تعاني من مشكلة، أما في حال كنت تعاني من الأعراض التالية، فالوقت قد حان للحصول على المساعدة:
- يسيطر الاستمناء على الكثير من وقتك.
- مواجهتك المشاكل في حياتك الشخصية أو العملية بسبب العادةِ السرية.
- تفضيل الاستمناء على الأنشطة الشخصية (على سبيل المثال، العودة إلى المنزل بدلاً من البقاء في حفلة ما، واختيار أن تكون وحيداً بدلاً من شريكك).
- ممارسة العادةِ السرية في الأماكن العامة أو في الأماكن التي لا تفضلها (على سبيل المثال، مرحاض عام).
- ممارسة العادةِ السرية حتى في حال عدم رغبتك بذلك أو عندما لا تكون مثاراً.
- اللجوء إلى العادة السرية للتعامل مع المشاعر السلبية والتغلب عليها.
- الشعور بالذنب أو الانزعاج أثناء الاستمناء أو بعده.
- تفكيرك المستمر في هذه العادة.
تشخيص إدمان العادة السرية
نظراً لأن الاستمناء ليس باضطراب عقلي يمكن تشخيصه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، فلا توجد معايير محددة لتحديد ما إذا كانت هذه الحالة بمشكلة بالنسبة لك.
ومع ذلك، يمكن للطبيب أو المعالج النفسي أن يطرح أسئلة لتحديد ما إذا كانت مشكلتك قد تحتاج إلى تلقي العلاج المناسب أم لا.
أسباب إدمان العادة السرية
فيما يلي بعض الأسباب المحتملة للشعور بالحاجة إلى ممارسة العادةِ السرية بشكل مفرط أو قهري:
الاكتئاب والقلق
وجود سبب كامن وراء الاكتئاب أو القلق الذي تعاني منه، والتعامل معه عن طريق ممارسة العادة السرية، لتحسين المزاج العام، الاسترخاء أو تقليل التوتر.
تركيبة دماغك العصبية
يميل الشخص نحو إدمان العادة السرية أحياناً وذلك بسبب تركيبته العصبية الدماغية الخاصة.
على سبيل المثال، أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من السلوك الجنسي القهري أظهروا صلات عصبية أكبر في دماغهم مماثلة لتلك الموجودة في نظام المكافأة.
الألم العاطفي
الألم العاطفي الناجم عن ظروف الحياة، والتي تسعى إلى التخلص منها وتشتيت تفكيرك عنها من خلال التركيز على السلوكيات الجنسية المسببة لـ إدمان العادة السرية.
تأثير إدمان العادة السرية على حياة الشخص
قد يشعر الشخص الذي يمارس العادةِ السرية بشكل متكرر أو قهري بما يلي:
- انخفاض الرضا الجنسي.
- تدني احترام الذات.
- تداخل عادات الاستمناء المختلفة مع مجالات أخرى من الحياة، مثل العلاقات الشخصية أو العمل.
علاج إدمان العادة السرية
إذا وجدت نفسك تعاني من مشكلة ملحة في العادةِ السرية لا يمكنك حلَها بنفسك، فقد يكون من الهام والضروري طلب المساعدة المهنية من طبيبك أو معالجك النفسي.
العلاج النفسي
قد يساعدك العلاج بالكلام مع الطبيب النفسي على تحديد السبب الكامن وراء إدمانك على العادة السرية. مما سيتيح لك تطوير استراتيجيات لتقليل هذا السلوك والتخفيف منه.
على سبيل المثال، إذا كنت قد مررت بصدمة نفسية سابقة، يمكن أن يساعدك معالجك في معالجة الصدمة والعثور على طرق أفضل للتعامل مع الألم العاطفي.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تستخدم الاستمناء كوسيلة للتعامل مع ضغوط الحياة ، فيمكن للمعالج أن يساعدك في ذلك أيضًا.
من المهم أن تدرك أنك قد تحتاج إلى أسابيع أو شهور من العمل على حل مشكلاتك الأساسية. بالرغم من أن السلوك ظاهرياً قد يبدو بسيطاً وذو تأثير عادي.
العلاج بالأدوية
لا يوجد دواء معمتد لإدمان العادة السرية، ولكن في حال تم تشخيصك باضطراب نفسي آخر، مثل الاكتئاب الشديد أو اضطراب الوسواس القهري (OCD). فقد يساعد الدواء المستخدم في علاج الاضطرابات السابقة في تقليل السلوكيات القهرية والإدمانية.
التأقلم
إذا كنت غير قادر على البحث عن علاج في الوقت الحالي. فإليك بعض الاقتراحات للمساعدة في السيطرة على سلوكك الإدماني على العادة السرية:
انخرط في الأنشطة التي تستمتع بها
يمكن أن يساعد تخصيص وقت للمشاركة في الأنشطة المهتم بها في تحويل تركيزك من العادة السرية إلى سلوكيات أخرى مُرضية.
تتضمن بعض الأنشطة التي يمكنك تجربتها ما يلي:
- ممارسة اليوغا.
- الركض.
- التأمل
- الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي.
يمكن للعثور على أشخاص آخرين يعاننون من نفس المشكلة أن يكون أمراً مريحاً للغاية.
على سبيل المثال، يمكنك الانضمام إلى مجموعات مدمني الجنس والحب المجهولين، أو منتدى عبر الإنترنت. لمقابلة أشخاص آخرين يمكنهم أن يقدموا بعض النصائح والعون حول تخطيهم لهذه المشكلة.
ضع في اعتبارك تقليل أي وصمات عار تشعر بها حيال العادة السرية
هل ترى أن العادةِ السرية مخزية أو غير أخلاقية وتشعر أنه يجب عليك إبقائها سراً؟ قد يساعدك البحق عن أي تأثيرات دينية أو ثقافية أو روحية مرتبطة بهذا الأمر على إدراكك للسلوك الخاطئ وتجنبه.
كن فعالاً في علاقاتك الشخصية والاجتماعية
ابذل جهداً للذهاب في مواعيد أو التخطيط لنزهات مع أفراد عائلتك وأصدقائك.
يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف الرغبة في أن تكون بمفردك لممارسة العادة السرية. سيساعدك هذا أيضاً على تقوية ارتباطاتك مع أحبائك وبناء شعورٍ بالانتماء.
التخلص من المواد الإباحية
بالإضافة إلى ذلك، قد يساعدك الحد من المحفزات الجنسية أو التخلص منها تماماً، مثل الأفلام الإباحية على الإنترنت وأي أجهزة جنسية أخرى قد تكون في منزلك، على تخفيف إدمان العادة السرية وربما التخلص منه بشكل كامل.
الخلاصة
إذا كنت تعاني من إدمان العادةٍ السرية، فاعلم أنك لست وحدك. هناك أشخاص آخرون يتعاملون مع هذا النوع من الإدمان أيضاً، وسيكونون قادرين على فهم تجاربك والتحقق من صحتها، وحتى تقديم نصائحهم الخاصة.
إذا كنت غير قادر على تخفيف حدة رغبتك في ممارسة العادة السرية وتجد صعوبة متزايدة في التركيز على الحياة المهنية وعلاقاتك الشخصية، سيكون حينها اختصاصي الصحة العقلية قادراً على العمل معك، للمساعدة في تحديد محفزاتك الجنسية والتقليل منها، وتزويدك أيضاً بمهارات التأقلم الصحية.
اقرأ أيضاً: هل إدمان الألعاب حقيقي؟ وما هي أعراضه، الوقاية منه وكيفية علاجه
المصدر: Masturbation Addiction
تدقيق: محمود خضره
تحرير: جعفر ملحم