العلاج الشامل (Holistic Therapy)، والذي يُشار إليه أحياناً باسم العلاج النفسي الشامل أو العلاج النفسي المرتكز على الجسم، هو نوع متكامل من العلاج يشمل العلاجات التقليدية وغير التقليدية لمساعدة الفرد بشكل كامل.
بدلاً من التركيز على مشكلة صغيرة، يأخذ العلاج الشامل بالاعتبار العوامل النفسية والجسدية والروحية التي تؤثر على صحة الشخص، ويسعى لمساعدة الناس في التعافي والنجاح على مستوى أعمق.
يجمع العلاج الشامل جوانب العلاج التقليدي بالكلام والأساليب غير التقليدية، بما في ذلك التنويم المغناطيسي وعلاج التنفس والتأمل.
أنواع العلاج الشامل
يشمل العلاج النفسي الشامل عدداً من أنواع العلاجات المختلفة. قد يشير الأخصائيون الذين يقدمون هذا النوع من العلاج إلى أنفسهم على أنهم معالجون شاملون، لكن قد يُشار إلى ممارساتهم العلاجية بأنها:
علاج انتقائي أو تكاملي (Eclectic or Integrative Therapy) : هو نهج يعتمد على عادات وتقنيات متعددة تلبي احتياجات الفرد بأفضل صورة.
عـلاج العقل – الجسم (Mind – Body Therapy): يشير هذا العلاج إلى عدة مجموعات من التقنيات والأساليب التي تركز على تحسين الأداء الوظيفي للجسم والحث على الاسترخاء كوسيلة لتقوية الصحة.
علاج جسدي (Somatic Therapy): هو نهج يرتكز على الجسم ويستخدم استراتيجيات مثل التنفس والرقص والتأمل لعلاج الصدمة أو التوتر أو مشاكل الصحة النفسية الأخرى.
عـلاج روحي (Spiritual Therapy): هو نهج يدمج النظم العقائدية والإيمان الروحي من أجل استكشاف المشكلات التي تواجه الفرد في حياته.
تقنيات العلاج الشامل
يستخدم العلاج الشامل مجموعة من التقنيات التي تساعد الأفراد على فهم وإدراك أعراضهم. بالإضافة إلى أن وجود مثل هذه الاستراتيجيات يساهم في تعزيز إحساس أكبر بالوعي الذاتي لاستيعاب الروابط بين الجسم والعقل والعلاقات بشكل أفضل وكيف تلعب هذه العناصر دوراً في الصحة النفسية.
تتجذر هذه التقنيات غالباً في ممارسات اليقظة الذهنية وتمارين الجسم. قد تتضمن الاستراتيجيات في العلاج الشامل تقنيات معروفة تُستخدم في الطب المكمّل والبديل (CAM) المصمم لتعزيز الاسترخاء ومساعدة الأفراد على فهم العلاقة بين الجسم والعقل والروح بشكل أفضل.
تشمل بعض هذه الممارسات:
- الوخز بالإبر
- الارتجاع البيولوجي
- التنفس
- التخيل الموجه
- التنويم المغناطيسي
- التدليك
- التأمل
- اليقظة الذهنية
- الريكي
- تاي تشي
- اليوغا
يدمج المعالجون، بالإضافة إلى هذه العناصر، أساليب العلاج النفسي بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، التحليل النفسي، والعلاج المرتكز على الفرد.
بماذا يساعد العلاج الشامل؟
قد يساعد العلاج الشامل في علاج عدد من الحالات الفيزيولوجية المختلفة، ويتضمن بعضها:
نظراً لأن هذا النوع من العلاج يسعى إلى شفاء الفرد بشكل كامل، فقد يفيد مع المشكلات التي لا تُعزى لسبب محدد واحد أو تلك التي تؤثر على جوانب متعددة من حياة الفرد.
فوائد العلاج الشامل
تستخدم الممارسات الصحية المتبعة بشكل متكرر في العلاج الشامل لمساعدة الناس على التعامل مع التوتر والضغط وتحفيز الصحة والعافية ككل.
إحدى فوائد العلاج الشامل هي أنه نهج للجسم كاملاً، لأنه يعالج المشكلات الصحية النفسية والجسدية والروحية، ويسمح غالباً للأفراد برؤية أفضل للروابط بين هذه الجوانب المختلفة في حياتهم وكيفية تأثيرها على صحتهم وسلامتهم.
يمكن للناس ممارسة العديد من التقنيات الشاملة وأداؤها على طريقتهم الخاصة خارج نطاق جلسات العلاج، وهي مفيدة بشكل خاص في الحياة اليومية لدى من يواجهون مواقف تثير التوتر، القلق أو تقلبات المزاج.
يمكن أن يتحكم الفرد بشكل أفضل بالمواقف التي تؤدي إلى الإجهاد من خلال تنفيذ تكتيكات مثل التنفس العميق، اليقظة الذهنية، أو التأمل.
تركز المقاربات الشمولية أيضاً على الوقاية إلى جانب العلاج. بدلاً من انتظار المشكلة حتى تظهر، فإن تعلم استخدام العلاج الشامل قد يفيد في منع ظهور هذه المشاكل المؤذية لمشاعر الفرد وصحته الجسدية والاجتماعية والروحية.
فعالية العلاج الشامل
نظراً للتنوع الشاسع لطرق وأساليب العـلاج الشامل، يصعب تحديد مدى فعاليته. ولكنه يُدمَج غالباً مع تقنيات أثبتت فعاليتها تجريبياً مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والعلاج النفسي الديناميكي المختصر.
بالإضافة إلى أن تقنيات الوخز بالإبر واليوغا والتنفس العميق أثبتت فعاليتها للعديد من الغايات.
تشير بعض الأبحاث إلى وجود عدة فوائد للرعاية الشمولية المتكاملة:
- تشير إحدى المقالات عام 2017 أن الأساليب الشاملة تقدم فوائد جسدية ونفسية فعالة إضافة إلى كونها أقل كلفة.
- وجدت الأبحاث أن التأمل واليقظة الذهنية مفيدان في تقليل القلق والتوتر ويمكن تكييفهما لأغراض ومواقف مختلفة.
- قد يساعد التخيل الموجه الذي يستخدم غالباً في الممارسات الشاملة في تحسين النوم والحالة المزاجية والاسترخاء وتقليل التوتر.
- أظهرت الأبحاث أن تقنيات التنفس العميق يمكن أن تقلل من مستويات التوتر وتعزز الاسترخاء، مما يعود بالفائدة على كلّ من الصحة الجسدية والنفسية للفرد.
معلومات مهمة
كما هو الحال مع أنواع العلاج الأخرى، من الضروري أن تكون على استعداد للتعاون مع معالجك للتعامل مع الصراعات العاطفية والنفسية التي تواجهها؛ إذ تتطلب الأساليب الشاملة التشاركية وغالباً ما تتسم بأنها أساليب عملية.
يبين المركز الطبي الأكاديمي غير الربحي ( Cleveland Clinic ) أن العـلاج الشامل لا ينبغي أن يحلّ محل الطب التقليدي ولكن يمكن استخدامه مع العلاجات الأخرى للمساعدة في تحسين عملية الشفاء والسلامة بشكل كامل.
في بعض الحالات، قد يبدأ معالجك باستخدام أساليب علاج نفسي أكثر تقليدية قبل الانتقال إلى علاجات بديلة أخرى. من المفيد غالباً تلقي العلاج بعقل منفتح للتمتع بفوائد هذه العملية
البدء بالعلاج الشامل
إذا كنت مهتماً بتجربة العـلاج الشامل، فهناك بعض الأشياء التي يجب عليك فعلها بداية:
ابحث عن معالج
تنطوي الخطوة الأولى على العثور على متخصص في منطقتك يمارس العلاج الشامل. قد يكون العلاج عبر الإنترنت خياراً في بعض الحالات، لكن العديد من الممارسات العملية، كالتدليك والريكي مثلاً، تتطلب مواعيد شخصية.
يمكنك بدء البحث عن طريق التحدث إلى طبيب الرعاية الأولية الخاص بك لمعرفة ما إذا كان بإمكانه إحالتك إلى معالج محلي يقدم العـلاج الشامل، ويمكن إجراء بحث عام عبر الإنترنت.
قد يلقب الأشخاص الذين يدمجون التقنيات الشاملة في ممارساتهم أنفسهم بألقاب أخرى بما في ذلك عالم النفس السريري أو معالج الزواج والأسرة. لذلك قد تحتاج إلى السؤال عن التقنيات التي يمارسونها إذا كانت هناك تجربة معينة ترغب فيها.
ماذا تتوقع خلال العـلاج الشامل
خلال جلستك الأولى، سيقوم معالجك بتقييم حالتك الحالية من حيث الأداء، ويعمل معك لوضع أهداف لعلاجك. نظراً لأن العلاج الشامل هو علاج مرن، يمكن تقييم احتياجاتك وتكييف خطتك العلاجية بناءً على ما تحتاجه كلما تقدمت في العلاج.
اقرأ أيضاً: العلاج السلوكي الجدلي، تقنياته، فوائده وفعاليته
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم