يعرّف العلاج في العيادات الخارجية (Outpatient Therapy) أو علاج المرضى الخارجيين (غير المقيمين)، بأنه أية خدمة علاج نفسي تقدم عندما لا يدخل المريض إلى المستشفى، أو برنامج سكني، أو أي بيئات أخرى للمرضى الداخليين (المقيمين).
العلاج في العيادات الخارجية هو مصدر للأفراد الذين يسعون للحصول على الدعم من أجل صحتهم النفسية. والذين لا يحتاجون إلى دعم أو مراقبة سلامتهم على مدار الساعة.
يمكن تقديم علاج العيادات الخارجية من خلال المستشفيات وفي عيادات الأطباء التي توظف المعالجين النفسيين أو من خلال الممارسات الجماعية، أو الممارسة الخاصة.
يمكن للأطباء النفسيين، الأخصائيين الاجتماعيين السريريين، الاستشاريين وبعض المهنيين الطبيين تقديم العلاج للمرضى الخارجيين. و يمكن أيضاً للمتدربين والطلاب الذين يعملون للحصول على درجات أو ترخيص في مجال الصحة النفسية تقديم علاج للمرضى الخارجيين مع الإشراف من مهني مؤهل ومرخص.
أنواع العـلاج في العـيادات الخارجية
قد يتخذ العلاج في العيادات الخارجية العديد من الأشكال، اعتماداً على احتياجات المريض. ويمكن توفير العلاج الفردي، العلاج الجماعي، العلاج الأسري وعلاج الأزواج في العيادات الخارجية.
قد تتراوح الجلسات من حيث عددها؛ إذ تتضمن جلسات أسبوعية، أو مرتين في الأسبوع، أو كل أسبوع أو جلسات شهرية. وهذا يتوقف على حاجة المريض الفردية ومدى التقدم في العلاج.
يمكن للمعالجين الذين يقدمون خدمات العيادات الخارجية ممارسة العلاج انطلاقاً من العديد من التوجهات النظرية المختلفة وذلك اعتماداً على الأسلوب الشخصي للمعالج والتدريب الخاص به. ويمكن تنفيذ معظم التوجهات التي يتم تدريسها في البرامج السريرية والاستشارية في أوساط العيادات الخارجية، بما في ذلك:
العـلاج الأدلري (Adlerian therapy): مقاربة علاجية مختصرة تؤكد على وضع وتحقيق أهداف محددة، فضلاً عن التثقيف النفسي حول الصحة النفسية.
العـلاج السلوكي: هو شكل من أشكال العلاج يهدف إلى تغيير السلوكيات الإشكالية من خلال تعزيز السلوكيات المفضلة.
العلاج المعرفي: عادة ما يكون هذا العلاج قصير المدى ويستكشف كيفية تأثير أفكار الشخص على المشاعر والسلوكيات.
العلاج السلوكي المعرفي: هو شكل من أشكال العلاج يهدف إلى مساعدة الأفراد على تحديد العلاقة بين الأفكار والسلوكيات والعواطف غير القابلة للتكيّف وإجراء تغييرات إيجابية على هذه الأنماط.
الـعلاج الإنساني: مقاربة صحية نفسية تساعد المرضى على تحديد “ذاتهم الحقيقية” وكيفية عيش حياتهم بطريقة أكثر حقيقية.
التحليل النفسي: نهج علاجي بالكلام على المدى الطويل ينطوي على استكشاف كيفية تأثير العقل اللاواعي على الأفكار والمشاعر والسلوكيات.
العلاج النفسي الديناميكي: أسلوب علاج طويل الأجل ينطوي على استكشافٍ عميق وفهمٍ للعواطف والأفكار من خلال العلاج بالكلام.
العلاج القائم على نقاط القوة: مقاربة علاجية تركز على نقاط القوة الموجودة بالفعل لدى المرضى ويساعدهم على تحديدها واستخدامها في حياتهم.
تقنيات العـلاج في العيادات الخارجيـة
سوف تختلف تقنيات العلاج على أساس التوجه النظري للمعالج وكذلك الاحتياجات الفردية للمريض. وتشمل جميع التوجهات العلاج بالكلام الذي يساعد المريض على وصف احتياجاته وأهداف العلاج. ويتيح للمعالج تحديد التدخلات التي قد تكون الأكثر فائدة.
نظراً لوجود فترة زمنية بين جلسات العلاج، فإن العديد من المعالجين في العيادات الخارجية يقومون بتخصيص واجبات منزلية بين الجلسات، وقد تشمل المهام المتضمَّنة تتبع الأفكار والمشاعر، تمارين اليقظة الذهنية أو التأمل، تجربة أساليب تواصل مختلفة أو حل النزاعات.
بماذا يساعد العلاج في العـيادات الخارجية؟
نظراً لأن المعالجين في العيادات الخارجية يتمتعون بالمرونة في الاعتماد على مجموعة متنوعة من التوجهات والتقنيات النظرية، فقد يساعد العلاج في معالجة مجموعة واسعة من المشكلات الصحية النفسية. ويمكن للمعالجين استخدام العلاج في العيادات الخارجية للمساعدة في العديد من التشخيصات، بما في ذلك الاكتئاب، القلق، الصدمة، والتوتر.
فوائد العـلاج في العيادات الخارجية
يسمح العلاج في العيادات الخارجية للمرضى بجدولة الجلسات بناءً على وقتهم، كما يمكنهم اختيار وتيرة العلاج و أهدافه وفقاً لاحتياجاتهم وأولوياتهم.
يتيح العلاج في العـيادات الخارجية لأي شخص بطلب الخدمات العلاجية والدعم لصحته النفسية مع السماح له بعيش حياته بشكل طبيعيّ بين الجلسات، ويمكن للعديد من المرضى مواصلة العمل أو الذهاب إلى المدرسة مع الاستمرار في تلقي خدمات العلاج.
ونظراً لوجود العديد من الأنواع المختلفة من العلاج في العيادات الخارجية، يمكن للمرضى العثور على معالج يلبي احتياجاتهم وتفضيلاتهم الفردية. ويمكن أيضاً إجراء العلاج للمرضى الخارجيين عن طريق الرعاية الصحية عن بعد. إذ لا يضطر الزبائن الذين يعيشون في المناطق الريفية إلى السفر لتلقي الخدمات.
فعالية العلاج في العيادات الخارجية
قد يشير مصطلح “العلاج في العيادات الخارجية” إلى العديد من التقنيات والمناهج العلاجية المختلفة، والتي تختلف في دعمها التجريبي والبيانات القائمة على الأدلة حول فعاليته. مع ذلك، قد يقلل هذا النوع من العلاج من خطر احتياج الفرد للإقامة في مستشفى نفسي أو لتلقي الخدمات الصحية النفسية للمرضى الداخليين.
أظهرت الأبحاث أن العديد من خدمات العيادات الخارجية قد تخفف من أعراض تشخيص الاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية الحدية. بالإضافة إلى ذلك، يُعد هذا العلاج مورداً مهماً ودعماً للمرضى بعد خروجهم من المستشفى. بما في ذلك تحسين نتائج العلاج والحد من الحاجة إلى إقامات إضافية في المستشفى.
أشياء يجب أخذها في الاعتبار
إذا كنت تعاني من مشاكل صحية نفسية لكنك قادر على أن تعيش بمفردك، فقد يكون العلاج في العيادات الخارجية مصدراً جيداً لك. إذ يمكن أن يحتاج الأفراد الذين يتطلّبون دعماً علاجياً مستمراً، أو يحتاجون إلى أن يُراقبوا يومياً أو الذين لا يستطيعون العيش بشكل مستقل إلى علاج داخلي (في المستشفى)، و إذا كنت تعاني من التفكير الانتحاري النشط، قد تحتاج إلى مستوى أعلى من الرعاية لضمان سلامتك.
كيفية البدء بالعلاج في العيـادات الخارجية
إذا شعرت أنك قد تستفيد من هذا النوع من العلاج ، يمكنك أن تجد معالجاً يتناسب تدريبه وأسلوبه مع احتياجاتك وتفضيلاتك. ومن المرجح أن تشمل جلسة العلاج الأولى تزويد المعالج بمعلومات عن تاريخك الشخصي، تاريخ عائلتك وأعراضك.
عندما تبدأ بالعلاج، قد يستغرق الأمر وقتاً لبناء العلاقة والثقة مع معالجك، وقد تجد نفسك تستكشف مشاعر لم تختبرها من قبل، وقد يلزم أيضاً أن تجرّب أكثر من اختصاصي واحد في المعالجة قبل أن تجد الملائم لك، وستعمل أنت والمعالج معاً لوضع خطة وأهداف علاجية تناسب احتياجاتك وتعالج أعراضك المحددة .
قد يكون بدء العلاج في العيادات الخارجية مرهقاً. لكنه يسمح لك بالاستمرار في عيش حياتك بينما تتلقى الدعم لاحتياجاتك الصحية النفسية.
اقرأ أيضاً: خطة العلاج في العلاج النفسي، أنواعها وآلية تطويرها
المصدر: What Is Outpatient Therapy
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
