النوبات النفسية غير الصرعية، الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يكون سبب النوبات النفسية غير الصرعية (Psychogenic nonepileptic seizures PNES)، المعروفة سابقاً باسم النوبات الزائفة (pseudoseizure) نفسياً عادة، مثل الإجهاد الشديد. ومع ذلك لا تتضمن تغييرات في النبضات الكهربائية في الدماغ كما هو الحال في النوبات الصرعية.

تتشابه أعراض (PNES) مع أعراض الصرع، لكنها ليست نفس الحالة ويختلف سببها. من غير المحتمل أن يكون علاج ضبط الصرع فعالاً لمن يعانون من  (PNES)، لكن قد يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وذلك وفقاً لـ المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NINDS).

أشار الناس إلى النوبات الزائفة في الماضي، على الرغم من أن استخدام كلمة “المزيف” يمكن أن يوحي أن الشخص يتظاهر بأنه مصاب بنوبة إلا أن هذه ليست هي الحالة.

لهذا السبب، فإن المصطلح المفضل الآن هو النوبات النفسية غير الصرعية (PNES). قد يشير إليها الطبيب أيضاً بـ (psychogenic nonepileptic episodes/EPEE) وتعني أيضاً النوبات النفسية غير الصرعية.

ما هي النوبات النفسية غير الصرعية؟

 هي نوع من النوبات غير الصرعية التي تنتج عن حالات نفسية بدلاً من التغيرات في وظيفة الدماغ. هناك أنواع عديدة من النوبات لكن الفئتين الرئيسيتين هما النوبات الصرعية وغير الصرعية.

يعاني الشخص الذي تحدث لديه نوبات صرعية من الصرع، وتنشأ النوبات الصرعية النموذجية عندما يتسبب اضطراب كهربائي في الخلايا العصبية في الدماغ في فقدان الشخص السيطرة على جسمه، وقد تهتز عضلاته أو تتشنج بشكل لا يمكن التحكم به وقد يفقد وعيه أيضاً.

تحدث النوبات غير الصرعية لدى الأفراد غير المصابين بالصرع، وأحد أسباب النوبات غير الصرعية هو نفسي إذ لا يشمل تغييرات في النبضات الكهربائية في الدماغ.

وفقاً لمجموعة المؤيدين Epilepsy Foundation، فإن حوالي 20-30% من الأشخاص الذين يذهبون إلى مراكز الصرع للنوبات المستعصية (النوبات التي يصعب علاجها) لديهم PNES. عموماً بالنسبة للسكان، تشير المجموعة أنه قد تؤثر (PNES) في 2-33 من كل 100,000 شخص.

أعراض النوبات النفسية غير الصـرعية

تختلف PNES عن نوبة الصرع، لكن قد تشابها في الأعراض إذ تتضمن الآتي:

  • لا يستجيب المصاب فجأة
  • تغييرات في الوعي
  • حركات الاهتزاز
  • حركات دفع الحوض أو ركوب الدراجة
  • هز الرأس من جانب إلى آخر
  • إغلاق العينين
  • إغلاق أو الضغط على الفم
  • نوبات التحديق 

قد تشير بعض العلامات إلى أن الشخص يعاني من PNES بدلاً من الصرع وتشمل:

  • الضرب بعنف
  • حركات الرأس من جانب إلى جانب
  • عبارات التلعثم أو الصراخ
  • إغلاق الفم والعينين ومقاومة فتحهما أثناء النوبة
  • الاستجابة للضوضاء الصاخبة أو غيرها من المحفزات أو الفزع منها
  • قلة النعاس بعد النوبة

بالإضافة إلى ذلك، قد لا يشعر الشخص الذي عانى سابقاً من PNES بالنعاس بعد النوبة ولكن الشخص الذي يعاني من نوبة صرعية عادة ينام بعد الحدث.

ومع ذلك، لا تتبع كل أحداث PNES هذا النمط، فقد يعاني بعض الأشخاص فقط من فقدان مفاجئ و قصير للوعي دون أعراض أخرى. و قد يعاني الأشخاص المصابون بـ PNES أيضاً من أعراض مشاكل صحية نفسية أخرى، مثل القلق.

أسباب النوبات غير الصرعية

يميل PNES إلى التأثير على الأشخاص الذين عانوا من الصدمة أو لديهم حالة صحية نفسية أو إجهاد نفسي. وقد يكون الإجهاد ناتجاً عن حدث صادم واحد أو حالة مزمنة كامنة.

يشير الخبراء إلى PNES على أنه اضطراب تحويل، ما يعني أن الشخص غير مدرك لما يحدث ولا يتظاهر بوعي بأنه مصاب بنوبة صرع.

تشمل الحالات الأساسية المحتملة ما يلي:

يمكن أن يكون لـ PNES والظروف المصاحبة لها تأثير شديد على جودة حياة الشخص، لذلك من الضروري الحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

تشخيص النوبات غير الصرعية

قد يكون تشخيص PNES صعباً، إذ لا يشهد الطبيب عادةً نوبة الصرع، وتتطابق الأعراض التي يصفها الفرد مع أعراض نوبة الصرع غالباً. يشخص في كثير من الأحيان أخصائي الرعاية الصحية الصرع، ويعتبرها PNES فقط عندما لا تجدي أدوية الصرع نفعاً.

وفقاً لـ NINDS فإن 5-20% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالصرع لديهم بالفعل PNES وقد يكون لدى البعض كلا النوعين من النوبات.

إذا كان الشخص يعاني من نوبات متكررة ولا تستجيب هذه النوبات لأدوية الصرع، فقد يوصي الطبيب ببقائه في وحدة رعاية متخصصة. عادةً تتضمن هذه الإقامة تصوير مقطع فيديو للمريض و تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لرصد نشاط دماغ الشخص.

من خلال النظر إلى البيانات من الفيديو ومخطط كهربية الدماغ أثناء النوبة، يمكن لأخصائي الرعاية الصحية معرفة ما إذا كانت التغييرات في النبضات الكهربائية للشخص تلعب دوراً في ذلك أم لا، ويمكنه أيضاً مشاهدة الفيديو لملاحظة أي علامات جسدية. 

قد يرغب الطبيب أيضاً في استبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن تسبب أعراضاً مشابهة مثل:

  1. اضطرابات النوم، مثل النوم القهري
  2. اضطرابات الحركة، مثل متلازمة توريت
  3. النوبات الجزئية المعقدة
  4. نوبات الغياب (مصحوبة بغيبة)
  5. إغماء
  6. دوّار
  7. عدم انتظام ضربات القلب أو اضطراب قلبي

إذا سبق أن تم تشخيص إصابة الشخص بالصرع وكان يستخدم الأدوية لضبط الأمر، يجب على الطبيب التأكد من توقف هذا الشخص عن تناولها.

من غير المحتمل أن تساعد هذه الأدوية ويمكن أن تكون ضارة إذا لم يكن الشخص بحاجة إليها. قد يعمل فريق من علماء النفس والأطباء النفسيين وأطباء الأعصاب معاً لصياغة التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.

علاج النوبات غير الصرعية

يركز علاج PNES غالباً على إدارة أعراض أية حالات صحية نفسية أو عوامل الإجهاد الأخرى. تعد كل من الاستشارة والعلاج المعرفي السلوكي (CBT) من الخيارات الممكنة المساعدة.

يمكن أن يكون علاج PNES صعباً إذا كان الشخص غير مدرك لمدى تأثير النوبات عليه، وغالباً ما تكون الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك هي من خلال العائلة أو الأصدقاء.

يقوم الطبيب النفسي عادةً بإجراء تقييم رسمي للمساعدة في تحديد مصدر الصدمة أو الاضطراب أو الإجهاد، ويمكنه بعد ذلك التوصية بعلاج محدد للحالة الكامنة وراء ذلك.

الوقاية من النوبات غيـر الصرعية

لا توجد طريقة مباشرة للوقاية من PNES ولكن معالجة أي مشاكل تتعلق بالصحة النفسية قد تساعد في الوقاية منها. يمكن أن يستفيد أي شخص يعاني من صدمة من الاستشارة أو العلاج المبكرين لمنع حدوث مضاعفات، وقد تتضمن التقنيات المتبعة الحديث عن الحدث أو ممارسات الاسترخاء أو تمارين التفكير أو العلاجات النفسية الأخرى.

التوقعات والآفاق فيما يتعلق بالنوبات النفسية غير الصـرعية 

يجب على أي شخص يعاني من نوبات ووجد أن دواء الصرع لا يساعد أن يتحدث مع الطبيب، فإذا كانت الأعراض ناتجة عن PNES، قد تستجيب لمقاربات العلاج البديلة.

وفقاً لبعض الأبحاث، فإن التعرف على التشخيص وقبوله قد يساعدان في تقليل أعراض PNES، ويتوقف بعض الأشخاص عن الإصابة بالنوبات بمجرد تلقيهم التشخيص بعد تصويرهم بالفيديو وطرق التخطيط الكهربائي للدماغ فلا يتعرضون لمزيد من النوبات. 

تنص إحدى الدراسات القديمة على أن 16% من الأشخاص لم يعد لديهم نوبات بعد 6 أشهر من تشخيصهم. ومع ذلك، فإن المزيد من الأبحاث من عام 2013 تشير إلى أن 66 – 87% من الأفراد الذين يعانون من PNES قد يستمرون في المعاناة من هذه الحالة. 

قد تساعد معالجة أي قلق أساسي نابع أو غيره من الحالات الصحية النفسية عموماً في إدارة الحالة وتقليل فرصة حدوث النوبات على المدى الطويل.

خلاصة

يعاني الشخص المصاب بالنوبات النفسية غير الصرعية من نوبات لا تنتج عن الصرع، ولا تلعب التغييرات التي تطرأ على النبضات الكهربائية في الدماغ دوراً بذلك، ولكن قد يكون السبب الأساسي هو صدمة سابقة أو قلق أو تاريخ من سوء المعاملة.

نظراً لأن PNES يمكن أن تبدو مشابهة للصرع، فقد يصف الطبيب في البداية أدوية لإدارة الصرع. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تجدي نفعاً. بمجرد أن يحصل الشخص على تشخيص صحيح، قد يستفيد من الاستشارة والعلاج المعرفي السلوكي وعلاج الاضطرابات ذات الصلة، مثل القلق.

اقرأ أيضاً: ما هي نوبة الهلع؟ وكيف تساعد شخصاً يتعرض لها؟

المصدر: ?What are psychogenic nonepileptic seizures (PNES)

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: