الأوهام والهلوسة عبارة عن مفاهيم متغيرة للواقع وهي أحد الأعراض التي يختبرها مرضى الفصام، إلا أنها قد تبدو حقيقية جداً للشخص المصاب بالفصام.
يوصم المصابون بالفصام بالعار إلى حد ما وذلك نتيجةً للطريقة التي تظهر بها أعراض معينة. مع ذلك فإن الأفكار التي تتمحور حول خطورة المصابين بالفصام خاطئة ليس ذلك وحسب بل إنها ضارّة جدّاً.
في حقيقة الأمر ووفقاً لمؤسسة الصحة العقلية، فإن معظم المصابين بالفصام ليسوا عنيفين، بل هم أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم أو أن يكونو ضحية عنف.
يصل أعداد المصابين بالفصام إلى عشرين مليون شخص حول العالم. لكن على الرغم من أن الفصام هو حالة صحية عقلية مزمنة صعبة إلا أنه قابل للعلاج.
والأمر الذي يجب التنويه عليه هنا هو أن التعرف على مرض الفصام وأعراضه، مثل الأوهام والهلوسة سيكون ذو عون كبير في استكشاف خيارات العلاج لنفسك أو لأحبائك حتى.
الوهم مقابل الهلوسة
الهلوسة والأوهام من الأعراض التي تظهر أحياناً لدى مصابي الفصام (Schizophrenia)، فكلاهما كما ذُكر سابقاً مفاهيم متغيرة عن الواقع. لكن الشخص الذي يختبرهما سيُهيّأ له بأنهما واقعيان وحقيقيان.
الهلوسة والأوهام
يختبر الشخص الهلوسة عندما يرى أو يسمع أو حتى يشعر جسديّاً بأشياء لا تحدث في الواقع. إذ أن بعض الأشخاص قد يسمعون أصواتاً أو يرون أشياءً لا يلاحظها غيرهم.
أو حتى قد يصل الأمر لشم روائح غير موجودة أو الشعور بأشياء تتحرك على جسدهم وكلها أمور غير حقيقية ولا يشعر بها أحد سواهم.
الأوهام (Delusions)
الأوهام تحدث عندما يمتلك الشخص إيماناً قويّاً شيء آخر، والوهم لا يمت للواقع بصلة، حتى مع وجود أدلة دامغة تدحض ذاك الشيء.
يمكن للناس اختبار مجموعة متنوعة من الأوهام. على سبيل المثال قد يعتقد بعض الأشخاص أن شخصاً ما يتبعهم أو يحاول إيذائهم وهذا ما يسمى بجنون العظمة (Paranoia).
أو قد يعتقد البعض الآخر أن هناك من يتحكم بأفكارهم أو حتى يسمع ما يخالجهم من أفكار.
أما عندما يعتقد شخص ما أنه مشهور أو لديه قدرات خاصة أو أن هناك علاقة خاصة تجمعه بشخص ما أو شيء مهم، عندها سيكون يعاني من أوهام العظمة (Delusions of Paranoia) (وهي بشكل أساسي أن يعتقد الشخص بأنه شخص آخر).
متى يتطور مرض انفصام الشخصية؟
يمكن لمرض الفصام أن يحدث في أي عمر، إلا أنه يبدأ بالظهور خلال فترة المراهقة المتأخرة إلى أوائل الثلاثينيات. ويملك الفصام تأثيراً متشابهاً على كل من الذكور والإناث، إلا أنه قد يحدث في وقت أبكر عند الذكور.
وتجدر الإشارة إلى أن تشخيص حالة الفصام قبل سن الثانية عشر أو بعد سن الأربعين أمر نادر للغاية، لكن على الرغم من ذلك، هناك دراسة واحدة تقول أن عشرين بالمئة من مصابي الفصام يعانون من “مرض انفصام الشخصية المتأخر” (Late-onset Schizophrenia) وهو الذي يتم تشخيصه بعد سن الأربعين.
أعراض الفصام
ينطوي الفصام على عدة مراحل أشبه بالحلقة، خلال المرحلة الأولى، تحدث تغييرات سلوكية صغيرة فقط، تصبح واضحة ويزداد القلق بشأنها تدريجياً مع الوقت. وفيما يلي العلامات المبكرة لمرض انفصام الشخصية:
- عزلة أكثر
- صعوبة إكمال مهام معينة مثل الواجبات المدرسية
- زيادة الانفعال
- مشاكل في النوم
وبعد هذه المرحلة، تنقسم أعراض الفصام عادةً إلى ثلاث فئات رئيسية كالتالي:
- إيجابية (positive).
- سلبية (negative).
- معرفة أو إدراكية (cognitive).
الأعراض الإيجابية
وهي عبارة عن سلوكيات لا تظهر عادة لدى الأشخاص غير المصابين بهذه الحالة وتشمل على:
- الهلوسة.
- الأوهام.
- حركات الجسم غير العادية مثل تكرار حركات معينة أو الجامود (المعروف أيضاً باسم كاتاتونيا والتي تندرج تحت الاضطرابات النفسية الحركية التي تعكس العلاقة بين وظائف المخ والحركات الجسدية).
الأعراض السلبية
بالنسبة للأعراض السلبية فهي سلوكيات أو عواطف منعدمة بشكل ملحوظ وتتضمن ما يلي:
- التهرب من الآخرين.
- يصنف الشخص على أنه “سطحي” (Flat) [أي غير معقد نسبياً ولا تتغير شخصيته في جميع الأحوال] أو يفتقر إلى التعبير العاطفي.
- إظهار اهتمام قليل تجاه المتعة أو حتى الأنشطة.
- عدم القدرة على بدء أو إكمال الأنشطة.
ويجدر التنويه إلى أنه يمكن الخلط بين أعراض الاكتئاب وبعض هذه الأعراض.
الأعراض المعرفية
تؤثر الأعراض المعرفية بشكل رئيسي على الذاكرة والتفكير، إذ يواجه الأشخاص المصابون بالفصام صعوبة في تنظيم أفكارهم أو إكمال المهام، وتشمل هذه الأعراض:
- صعوبة في الانتباه أو التفكير بوضوح.
- ضعف البصيرة والفهم المتعلق بحالات الصحة العقلية (أي اعتقاد الشخص بأن ما من مشكلة لديه).
- مشكلة في معالجة المعلومات واستخدامها لاتخاذ القرارات.
لكن الأمر البالغ أهمية هنا هو أن الأخصائي الطبي هو الوحيد القادر على تشخيص مرض الفصام بدقة حتى وإن كان الشخص يعاني من بعض هذه الأعراض فلا يمكنه التكهن بإصابته.
الخلاصة
تُعرف الأوهام والهلوسة بأنها الأعراض الإيجابية لمرض انفصام الشخصية أي سلوكيات لا تظهر غالباً لدى الأشخاص الذين لا يعانون من هذه الحالة.
بالنسبة للهلوسة فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحواس الشخص، لذلك فقد يسمع أو يرى أو يشم أو يشعر بشيء غير موجود في الواقع.
أما الأوهام فهي إيمان الشخص بقوة بشيء لا يستند إلى الواقع.
ومن المهم للغاية أن تلجأ لطلب المساعدة إذا صادف وتملكك إحساس أنك أو أي شخص تعرفه مصاب بالفصام، إذ يمكن لخيارات العلاج كالعلاج النفسي والأدوية أن تساعدك بشكل كبير على فهم وإدارة الأعراض وأيضاً العيش بشكل جيد.
في النهاية إن التعايش مع مرض انفصام الشخصية قد يكون ذو ضرر هائل في بعض الأحيان، لكن تذكر دائماً أنك لست وحيد؛ مع وجود فريق علاج مناسب وحلفاء داعمين بجانبك، يمكنك التعامل مع حالتك بنجاح.
اقرأ أيضاً: أنواع الفصام الفرعية وأعراض كل منها
اقـرأ أيضاً: مراحل الفصام الثلاثة وأعراض كل مرحلة، التشخيص والعلاج
اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الفصامية، الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج
المصدر: ?What’s the Difference Between Delusions and Hallucinations
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم