تأثير الإجماع الخاطئ، تعريفه، أسبابه وكيفية التعامل معه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تأثير الإجماع الخاطئ (false-consensus effect) هو انحياز معرفي يدفع الناس لتقييم مبالغ فيه لمدى تشابه الآخرين معهم من حيث مشاركتهم أشياء بما فيها معتقداتهم وقيمهم، وصفاتهم كما سلوكياتهم وخبراتهم أيضاً.

يعني هذا أن تأثير الإجماع الخاطئ يقود الناس إلى افتراض أن الآخرين يشبهونهم أكثر مما هم عليه في الواقع.

على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب تأثير الإجماع الخاطئ في افتراض خاطئ لشخص لديه معتقدات سياسية متشددة حول أن غالبية السكان يتفقون معه ويشاركونه تلك المعتقدات على الرغم من أن معظمهم ليسوا كذلك.

نظراً لأن هذا التحيز قد يؤثر على أفكار الناس وأفعالهم في مختلف المجالات، فمن المهم فهمه. سيتكفل المقال بشرح مفهوم تأثير الإجماع الخاطئ وتقديم أمثلة عنه وعن أسبابه، وكيف يتم التعامل معه سواءً مع نفسك أو الآخرين.

أمثلة عن تأثير الإجماع الخاطئ

أحد الأمثلة على تأثير الإجماع الخاطئ هو اعتقاد شخص ما أن المرشح السياسي الذي يفضله يحظى بدعم أكبر من الناس مقارنةً بالمرشحين الآخرين، حتى وإن لم يكن الغالبية كذلك.

مثال آخر، اعتقاد العنصريين غالباً أن آرائهم العنصرية سائدة بين أقرانهم، حتى عندما لا يكون الأمر كذلك.

المثال الأخير هو مثال مشهور عن تأثير الإجماع الخاطئ، في دراسة أُجريت في عام 1977. حينها تم سؤال طلاب الجامعات عن استعدادهم للتجول في الحرم الجامعي لمدة 30 دقيقة وهم يحملون لافتة كتب عليها عبارة دعائية “Eat at Joe’s” [كانت تستخدم قديماً لتشجيع الأشخاص على تجربة شيء ما أو زيارة مكان معين].

بعد ذلك طُلب منهم تقدير نسبة أقرانهم الذين يوافقون على فعل الشيء نفسه. وكانت النتائج كما يلي:

  1. وافق حوالي 53% من الناس على حمل اللافتة، وقدّروا أن حوالي 65% من الناس سيفعلون الشيء نفسه.
  2. رفض حوالي 47% من الناس حمل اللافتة، وقدّروا أن حوالي 69% من الناس سيفعلون الشيء نفسه.

هذا يدل على ميل الأشخاص الذين وافقوا على حمل اللافتة والذين رفضوا ذلك إلى المبالغة في تقدير احتمال تصرف الآخرين مثلهم. أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

أسباب تأثير الإجماع الخاطئ في علم النفس

يمكن أن يُعزى تأثير الإجماع الخاطئ إلى عدة آليات نفسية محتملة ومنها ما يلي.

التفكير المحفز

يعكس التفكير المحفز رغبة الناس في الشعور بالرضا عن أنفسهم وخصوصاً لاعتقادهم أن آرائهم وخبراتهم وسلوكياتهم معيارية ومشتركة، لذا فهم يتوافقون مع الآخرين.

يرتبط هذا بتعزيز الذات، والانحياز لمصلحة الذات والذي ينطوي على زيادة تقدير واحترام الذات.

التعرض المتحيز للمعلومات

يميل الناس إلى قضاء وقت أطول في التفاعل مع الأفراد الذين يشاركونهم آرائهم وخبراتهم وسلوكياتهم أكثر من أولئك الذين لا يشاركونهم إياها. مما قد يؤدي إلى تحيز تصورهم نحو الأغلبية المماثلة لهم.

علاوةً على ذلك، قد يتعرض الأشخاص إلى تحيّز مشابه للمعلومات عندما يتعلق الأمر بأشياء أخرى. مثل المقالات التي يقرؤونها أو العروض التي يشاهدونها. أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

ترتبط هذه الظاهرة بحد ذاتها بمفاهيم مختلفة كالتعرض الانتقائي للمعلومات التأكيدية. مثلاً من خلال غرف الصدى (Echo Chambers) على وسائل التواصل الاجتماعي.

غرف الصدى هي خوارزميات ضمن منصات التواصل الاجتماعي تهدف إلى تلقين المستخدم معلومات تناسب هواه وتتوافق مع أفكاره ورغباته.

التوافر المعرفي

يجد الناس عموماً أنه من الأسهل التفكير في آرائهم وخبراتهم وسلوكياتهم أكثر من التفكير فيها لدى الآخرين، مما قد يقودهم إلى عرض وجهات النظر والتجارب هذه على الآخرين.

ويرتبط هذا بالإرشاد المتوفر (availability heuristic) مما يجعل الناس يعتمدون بقوة أكبر على المعلومات التي يسهل عليهم تذكرها.  أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

[الإرشاد المتوفر هو اختصار عملية التحليل العقلي اعتماداً على المعرفة الفورية المتوفرة والتي تتبادر إلى الذهن لحظة تقييم أي موضوع أو اتخاذ القرارات.

تركيز الاهتمام

يركز الناس بشكل عام على ما يفكرون به ويفعلونه أكثر من تركيزهم على ما يفكر فيه الآخرون ويفعلونه. مما يجعلهم يفترضون أن الآخرين يقومون بالمثل.

يمكن أن يرجع ذلك لأسباب مختلفة، مثل أن المعلومات المتعلقة بالذات هي بشكل عام أكثر بروزاً للناس من المعلومات المتعلقة بالآخرين. أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

الارتساء

عندما يحاول الأفراد تقييم منظور الآخرين، من ناحية أفكارهم وتجاربهم، فقد يستخدمون وجهة نظرهم الخاصة كمرساة أولية، ثم يفشلون في التكيف معها بشكل كافٍ. يمكن أن يؤدي هذا النوع من الارتساء والتعديل الخاطئ أيضاً إلى أشكال أخرى من “التشابه المفترض” بين وجهة نظر الفرد الحالية وبعض وجهات النظر الأخرى.

قد تلعب العديد من هذه الآليات دوراً عند التعرض لأي موقف، وقد يواجه الشخص تأثير الإجماع الخاطئ في العديد منها.

تكون هذه الآليات أيضاً مترابطة أحياناً، على سبيل المثال في الحالة التي يقود فيها التفكير المحفز الناس إلى أن يكونوا انتقائيين في المعلومات التي ينخرطون ويتعاملون معها.

عوامل أخرى

علاوةً على ذلك، قد تلعب عوامل أخرى أيضاً دوراً في التسبب في تأثير الإجماع الخاطئ في بعض الحالات.

على سبيل المثال، عندما ينظر الناس إلى أفكارهم وأفعالهم على أنها مدفوعة بعوامل ظرفية. فقد يكون لديهم مشكلات في تنسيب الأفعال والأقوال للظروف. ويبالغون في تقدير هذه العوامل ومدى انتشارها أو احتمال تأثيرها على الآخرين بنفس الطريقة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تباين كبير عندما يتعلق الأمر بما إذا كان الأشخاص يظهرون تأثير الإجماع الخاطئ ومدى قوتهم في إظهار ذلك، بسبب عوامل شخصية وظرفية مختلفة. أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

على سبيل المثال، قد يملك الناس شجاعةً وتحفيزاً أكبر لإطلاق تعميم مبالغ فيه حول المواقف التي تهمهم مثل معتقداتهم السياسية، أكثر من المواقف الأقل أهمية مثل تفضيلاتهم الغذائية. على الرغم من أن هذا العامل بحد ذاته لا يلعب دوراً دائماً.

بطريقة مماثلة، فإن الدرجة التي يُظهِر بها الناس تأثير الإجماع الخاطئ على رأي معين قد تتأثر فيما إذا سيتم مشاركة رأيهم بالفعل من قبل الأغلبية من الناس أم لا.

تأثير التفرد الخاطئ

في بعض الحالات عندما لا يتواصل الأشخاص بشكل كبير مع الذين يشاركون تجاربهم. فقد يظهرون نمطاً معاكساً من التفكير ويطلق عليه تأثير التفرد الخاطئ (false-uniqueness effect)، حيث يقللون من مدى تشابه الآخرين معهم.

يرتبط هذا النمط المعاكس من التفكير أيضاً بمفهوم الجهل التعددي، والذي يحدث عندما يعتقد الناس أن وجهات نظرهم الخاصة تختلف عن آراء الآخرين على الرغم من أن سلوكهم العام متشابه. مما يعني أنهم يميلون إلى التقليل (بدلاً من المبالغة في التقدير) من كيفية مشاركة الآخرين لوجهات نظرهم.

يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة إلى مواقف يرفض فيها جميع الأعضاء في مجموعة ما قواعدها بشكل سرّي. بينما يؤمنون في نفس الوقت أن أعضاء المجموعة الآخرين يقبلونها. أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

بشكل عام، يمكن أن يُعزى تأثير الإجماع الخاطئ إلى عدة أسباب مترابطة جزئياً. بما في ذلك التفكير المحفز والتعرض المتحيز للمعلومات، وزيادة التوافر المعرفي لمعلومات معينة، وزيادة التركيز على معلومات معينة، واستخدام منظور المرء كمرساة عند تقييم وجهة نظر الآخرين.

قد تؤثرعوامل أخرى أيضاً عندما يتعلق الأمر بهذا التأثير. وهناك تباين كبير من حيث ما إذا كان الأشخاص يظهرونه ومدى قوة ذلك، وما إذا كانوا يظهرون تأثير التفرد الخاطئ بدلاً من ذلك.

ملاحظة: تأثير الإجماع الخاطئ هو شكل من أشكال الإسقاط الاجتماعي، ويستخدم مصطلح “تحيز الإسقاط” أحياناً للإشارة إليه. بالإضافة إلى ذلك، يعدّ هذا التأثير نوعا من أنواع التحيز الأناني.

كيفية التعامل مع تأثير الإجماع الخاطئ

من أجل تقليل انحياز الإجماع الخاطئ يمكنك استخدام التقنيات التالية.

زيادة الوعي بهذا الانحياز

مثلاً معرفة ماهية هذا التحيز وأسبابه، وتحديد حالات ظهوره فيها، وسؤال نفسك فيما إذا كنت متأثراً به حقاً.

وتذكر أن مجرد إدراك هذا التحيز غالباً غير كافٍ لتجنبه؛ حيث يمكن للناس الاستمرار في إظهاره حتى عند درايتهم به أو إخبارهم من قبل الآخرين أن تقديراتهم تميل للانحياز.

الانخراط في وجهات نظر بديلة

يمكنك القيام بذلك بعدة طرق، مثل التحدث إلى أشخاص لديهم وجهات نظر مختلفة عنك أو من خلال التفكير في ماهية هذه المنظورات المختلفة.

وقد يحقق ذلك نفعاً بمختلف النواحي مثل زيادة الوعي بوجهات النظر الأخرى ويسهل التفكير فيها كما يؤدي إلى زيادة بروزها. أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

مقارنة وجهة نظرك مع وجهات نظر الآخرين

على سبيل المثال، يمكنك محاولة تحديد الجوانب الإيجابية لوجهات النظر البديلة، أو الجوانب السلبية لوجهة نظرك الخاصة.

يمكن أن يساعدك ذلك على الانخراط في وجهات النظر البديلة، ويمكن أن يساعدك في تقييم وجهات النظر بطريقة عقلانية. أسباب التعامل مع تأثير انحياز الإجماع الخاطئ تحيز الإسقاط.

تذكر السبب الدافع إلى تطوير منظورك وما قد يدفع الآخرين إلى تطوير منظور مختلف

التفكير في جوانب شخصيتك التي دفعتك إلى التصرف بطريقة معينة. وكيف يمكن أن تختلف شخصيات الآخرين عن شخصيتك بطريقة تؤدي بهم إلى اتخاذ خيارات مختلفة.

خلق مسافة نفسية من وجهة نظرك

يمكنك تحقيق ذلك باستخدام لغة الشخص الثاني والثالث عند التفكير في آرائك (على سبيل المثال، خلق حوار سردي بعد سؤال “لماذا تعتقد هذا؟”. أي التحدث إلى النفس بصيغة “الآخر” مما يحسن القدرات الإدراكية وإيجاد حلول أكثر حكمة للمشكلة).

تغيير الاعتبارات والعوامل التحفيزية لديك

يمكنك التركيز على أن اختلاف وجهة نظرك عن وجهة نظر الأغلبية لا تعني بالضرورة أن هنالك خطباً ما يلوح في الأفق.

استخدم تقنيات تقليل الانحياز العامة

مثل التروي خلال عملية التفكير وتحسين بيئة صنع القرار لديك. علاوة على ذلك، من المحتمل أن تستفيد بشكل خاص من تقنيات تقليل الانحياز التي تعالج الأسباب المحددة لظهور تأثير الإجماع الخاطئ. على سبيل المثال، التريث قبل إبداء الرأي أو تقدير أمر ما إلى حين تكون في بيئة تقلل من ضغط أقرانك المقربين.

النظر إلى البيانات الملموسة

على سبيل المثال، إذا لم تكن متأكداً من نسبة السكان التي تدعم مرشحك السياسي المفضل، فبدلاً من التخمين حاول العثور على مصادر موثوقة توفر معلومات ذات صلة.

عند تحديد أي من هذه الأساليب يجب استخدامها في موقف معين، تذكر أن فعاليتها تعتمد على عوامل مختلفة. مثل أسباب ظهور انحياز الإجماع الخاطئ وما هو مبتغاك من ذلك تحديداً.

يمكنك أيضاً استخدام هذه الأساليب ليس فقط لتقليل تأثير الإجماع الخاطئ لديك وحسب. بل لتقليل إظهار الآخرين له أيضاً عن طريق تثقيفهم وتزويدهم بمعلومات عن هذا الانحياز. أو مساعدتهم على تنفيذ تقنيات تقليل الانحياز، أو تنفيذها بأنفسهم.

هل هناك فوائد لهذا الانحياز؟

مع العلم أن إدراك تأثير الإجماع الخاطئ قد يكون مفيداً من ناحية فهم أفكار الناس وأفعالهم والتنبؤ بها. حتى لو لم تكن تنوي تقليلها بشكل مباشر.

على سبيل المثال، يمكن أن يساعدك على التنبؤ بأن المتطرفين سوف يبالغون في تقدير انتشار وجهات نظرهم بين الناس. والذي يكون مفيداً من ناحية التنبؤ بسلوكهم حتى عند عدم تمكنك من تقليل الانحياز الذي يظهرونه.

عند التعامل مع تأثير الإجماع الخاطئ، من المهم أن تتذكر أن هناك الكثير من الاختلافات والتقلبات ويعني عدم إظهار الناس لهذا الانحياز دائماً أو يظهرونه بأساليب ودرجات مختلفة. كما يمكن أحياناً أن يظهرونه بطريقة عكسية أي بخفض توقعاتهم حول مدى تشابه الآخرين لهم.

بناءً على ذلك، لا يجب أن تتوقع دائماً إظهار الناس لهذا التحيز، ويجب أن تفهم أن تقديرات الناس لمدى تشابههم مع الآخرين قد تكون صحيحة.

عندما تكون في حالة شك، يجب تذكر العوامل المرتبطة في الدلالة عن مدى دقة تقدير شخص ما، مثل المعلومات التي يستند إليها. وانظر أيضاً إلى المعلومات المرتبطة بنفسك عند تقييم تقديرات شخص ما.

الخلاصة

إن تأثير الإجماع الخاطئ هو تحيز معرفي يجعل الناس يبالغون في تقدير مدى تشابه الآخرين معهم، من حيث مشاركة أشياء مثل معتقداتهم وقيمهم وصفاتهم وخبراتهم وسلوكياتهم.

يمكن أن يُعزى تأثير الإجماع الخاطئ إلى عدة أسباب مترابطة جزئياً، بما في ذلك التفكير المحفز، والتعرض المتحيز للمعلومات، وزيادة التوافر المعرفي لمعلومات معينة، وزيادة التركيز على معلومات معينة، واستخدام منظور المرء بمثابة مرساة عند تقييم منظور الآخرين.

بالمجمل من أجل تقليل انحياز الإجماع الكاذب يمكنك زيادة الوعي بهذا الانحياز، والانخراط في وجهات نظر بديلة، والنظر في ما يمكن أن يجعل الناس يطورون وجهات نظر مختلفة. وخلق مسافة نفسية من وجهة نظرك، وتغيير الاعتبارات والعوامل التحفيزية لديك، واستخدام تقنيات أخرى لتقليل الانحياز، والنظر إلى البيانات الملموسة. 

يمكن أن يساعدك تفسير هذا التحيز على فهم سلوك الناس والتنبؤ به. كما فهم سلوكك أيضاً، حتى في حين عدم تقليلك لهذا التحيز بشكل مباشر. ولكن يجب أن تتذكر أن هناك تبايناً كبيراً في ما إذا كان الناس يظهرونه وكيفية إظهاره.

اقـرأ أيضاً: 6 انحيازات معرفية شائعة وأمثلة عنها

اقرأ أيضـاً: الانحياز الضمني، أسبابه، تأثيراته وكيفية الحد منه

اقـرأ أيضاً: انحياز الفاعل المراقب في علم النفس الاجتماعي، تعريفه، أسبابه وكيفية تجنبه

المصدر: The False-Consensus Effect: People Overestimate How Much Others Are Like Them

تدقيق: هبة محمد
مراجعة: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: