You do not have permission to view this result. تأثير الكوارث الطبيعية على الأطفال وكيفية مساعدتهم على التأقلم | Obstan - أوبستان

تأثير الكوارث الطبيعية على الأطفال وكيفية مساعدتهم على التأقلم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

تمثل الكوارث الطبيعية تهديداً كبيراً ومتزايداً على الصحة النفسية للأطفال. وتشير التوقعات إلى احتمال تأثر 175 مليون طفل بالكوارث الطبيعية على مستوى العالم كل عام، وتشمل هذه الكوارث الفيضانات، الأعاصير، الجفاف، العواصف الشديدة والزلازل. سنتحدث في هذا المقال عن تأثير الكوارث على الصحة النفسية للطفل (تأثير الزلزال على الأطفال).

يكون الأطفال على وجه الخصوص ضعفاء وأكثر قابلية للتأثر بالكوارث الطبيعية ويعانون من مشاكل متفاقمة تتعلق بصحتهم الجسدية، النفسية والتعلم بعد تعرضهم لها.

يمكن أن تقلل سياسات الوقاية من الكوارث والحد من آثارها الخطر المحدق بالأطفال من خلال مساعدة المجتمعات على الاستعداد والاستجابة لها بشكل أفضل.

رفع مستوى السلامة في المدرسة، زيادة توفر برامج التعافي القائم على الأدلة، وتوجيه الخدمات نحو الأطفال الأكثر عرضة لخطر مواجهة المشكلات كلها إجراءات ضرورية للحد من آثار الكوارث الطبيعية على الأطفال.

تتزايد الكوارث الطبيعية وترتفع شدتها

يتأثر الملايين من الأطفال بالكوارث الطبيعية كل سنة، ويزداد تواتر، شدة وحدة هذه الكوارث وتتسع دائرة تأثيراتها الضارة.

خلال العشر سنوات الممتدة من عام 2010 وحتى عام 2019 بلغت تكلفة الأضرار في الولايات المتحدة والتي خلفتها الكوارث الطبيعية أكثر من بليون دولار ودمرت منازل الأطفال، مدارسهم ومجتمعاتهم. 

كانت حوالي 85% من الحوادث الكارثية من عام 1980 حتى عام 2019 المرتبطة بالطقس لها علاقة بتغير المناخ. بما فيها الفيضانات، الجفاف، موجات الحر، الأعاصير الشديدة وغيرها من الحوادث التي تعكس تغيرات جيوفيزيائية مثل الزلازل.

آثار الكوارث الطبيعية على الصحة النفسية والجسدية وعملية التعلم

يعد الأطفال تحت عمر الـ 18 عاماً على وجه التحديد فئة ضعيفة وهشة عند التعرض للكوارث الطبيعية.

مقارنة بالبالغين، يعاني الأطفال من آثار أكثر حدة لأنهم يستنشقون كمية هواء أكبر لكل رطل من وزنهم. ويكون الجلد لديهم رقيقاً ويعتبرون أكثر عرضة للخطر من غيرهم في حال خسارة سوائل الجسم ويزداد احتمال فقدان حرارة الجسم لديهم. 

يمكن أن تؤذي الكوارث الأطفال بشكل غير مباشر؛ فعندما تؤثر على الأهل وغيرهم من البالغين (مثل المعلمين.) تتراجع حالة الطفل الصحية لفقدانه الرعاية، الاهتمام، الحماية ونظام الدعم المحيط به.

إضافةً إلى ما تسببه الكارثة من صدمة وأذى بشكل مباشر، يمتد تأثير الكوارث على الصحة النفسية للطفل، إذ يعاني الطفل من أوجه عجز نفسية، جسدية وتعليمية طويلة المدى.

المشاكل الصحية الجسدية

ظهر الأطفال الذين تعرضوا لكارثة طبيعية خلال الشهر الماضي زيادة في الأمراض الحادة بنسبة 9-18% وذلك بناءً على النتائج التي تم فحصها. على سبيل المثال، الإسهال، الحمى وأمراض الجهاز التنفسي.

وجدت الأبحاث التي تناولت إعصار كاترينا أن التعرض لهذه الكارثة تنبأ بارتفاع الأعراض الجسدية عند الأطفال. (مثل آلام الرأس، الغثيان والخمول). 

الأعراض الصحية النفسية

أبلغ ما يقارب 50% من الأطفال عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد التعرض لكارثة (مثل تأثير الزلزال على الأطفال). مثل تكرار تراود الأفكار المتعلقة بها، فرط اليقظة أو صعوبة في التركيز أو النوم.

كما عانى الأطفال الذين تعرضوا لكارثة طبيعية من أعراض الاكتئاب أحياناً، مثل مشاعر الحزن أو فقدان الاهتمام بالنشاطات المحببة. ومن أعراض القلق مثل الخوف والهمّ فيما يتعلق بالأمان والسلامة.

إضافة إلى ذلك، لوحظت أعراض صحية نفسية مزمنة بين الأطفال حتى بعد مرور أربع سنوات على الكارثة.

التغيب عن المدرسة ومشاكل في التعلم

تتأثر عملية التعلم بالكوارث الطبيعية، إذ تغلق العديد من المدارس أبوابها فيتغيب الأطفال عن الحضور. بعد إعصار كاترينا، عانى الأطفال من مشكلة تعطيل المدارس وارتفع معدل التغيب عنها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يغير التعرض للصدمة تشريح الدماغ ووظيفته؛ مثبطاً عمليات التعلم والذاكرة.

على سبيل المثال، أفاد الأطفال الذين تعرضوا للكوارث بمشاكل في التركيز (عرض شائع لاضطراب ما بعد الصدمة.) والتي يمكن أن تتداخل مع التعلم في المدرسة.

جدت دراسة فحصت المدارس المتضررة من الأعاصير في شمال كاليفورنيا والتي حدثت بين عامي 1999-2000 (على سبيل المثال إعصار فلويد.) أن درجات التحصيل الدراسي عند التلاميذ انخفضت بنسبة 5-15%.

أي الأطفال أكثر تأثراً بالكوارث الطبيعية؟

يزداد احتمال معاناة الأطفال من مشاكل صحية جسدية ونفسية وتعليمية إذا:

  • تعرضوا لأشكال أخرى من العنف أو الصدمة عقب الكارثة: بعد زلزال هايتي عام 2010. أفادت فئة الشباب ممن تعرضوا للعنف بمعدلات أعلى من الإجهاد النفسي، التفكير الانتحاري وعدد الشركاء الجنسيين مقارنة بأقرانهم. بعد إعصار كاترينا، ارتبط التعرض للعنف الاجتماعي بمستويات أعلى من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
  • تعرضوا لعدة أحداث كارثية مهددة للحياة: مثل رؤية الأشجار تتساقط وزجاج النوافذ يتكسر، الإصابة بالجروح أو مشاهدة شخص آخر يتعرض للأذى (تشابه تأثير الزلزال على الأطفال).
  • اعتقدوا أن حياتهم في خطر أثناء الكارثة.
  • تعرضوا لعوامل توتر عدة خلال فترة التعافي من الصدمة: مثل تغيير الأهل لعملهم أو فقدانه، الانتقال إلى منزل جديد، مرض أو وفاة أحد أفراد العائلة.
  • تغيبوا عن المدرسة: الأطفال الذين فاتتهم الدروس المدرسية لفترة طويلة بعد الكارثة هم أكثر عرضة لانخفاض تحصيلهم العلمي أو التسرب من المدرسة.
  • كانوا ينتمون إلى مجموعة محرومة: تعاني من نقص الخدمات أو مهمشة. فالأطفال الذين يعيشون في بيئة فقيرة، ينتمون إلى الأقليات أو ينشؤون ضمن أسرة مؤقتة أو غير مستقرة هم أكثر تأثراً على وجه التحديد. لأن مثل هذه السياقات الاجتماعية تزيد فرص تعرضهم للأخطار آنفة الذكر.

ماذا يمكن لصنّاع القرار وواضعي السياسات فعله لتقليل الخطر المحدق بالأطفال المتأثرين بالكوارث ومساعدتهم؟

الاستثمار في البنى التحتية المدرسية وجهود الإصلاح: لم تُصمم الكثير من المدارس لمواجهة الكوارث والصمود في وجهها، وتبقى العديد منها دون إصلاح أو ترميم.

تزيد المدارس غير الآمنة خطر تعرض الأطفال للأذى الجسدي وطول فترات التغيب عن المدرسة خلال الأحداث الكارثية.

للتقليل من هذا الخطر، يجب على صناع القرار التوجيه فيما يخص الحدّ من عواقب الكارثة وكيفية مشاركة المجتمع بكافة أطيافه في الإعداد لخطة الإصلاح والتعافي.

زيادة توافر الخدمات الصحية النفسية القائمة على الأدلة: أظهرت العديد من برامج التعافي المستندة إلى الأدلة قدرتها على تقليل الأعراض الصحية النفسية بين الأطفال الذين تعرضوا لأحداث صادمة.

لكن، ليس بإمكان كل الأسر الوصول إلى هذه البرامج بسبب تكاليفها المرتفعة أو صعوبات التنقل. يمكن أن يزيد تواجد الخدمات الصحية النفسية ضمن المدارس من فرصة وصول الأسر لمثل هذه البرامج.

توجيه الخدمات نحو الأطفال الأكثر تأثراً بالكارثة: يمكن تعزيز فعالية جهود الاستجابة للكارثة من خلال تكرار نماذج الخدمات القائمة على الأدلة وتوجيهها لتستهدف الأطفال الأكثر تضرراً وتأثراً بالكارثة.

تشمل المجموعات الضعيفة والهشة الأطفال الأكثر عرضة لعواقب الكارثة وعوامل التوتر والضغط، الذين يفيدون بمستويات أعلى من الأعراض الصحية النفسية وذوي مصادر الدعم المحدودة.

خلاصة

تشكل الكوارث تهديداً خطيراً على صحة الأطفال وعافيتهم ورفاهيتهم بشكل عام. وقد شاهدنا تأثير الزلزال على الأطفال وما يسببه من أذى نفسي.

لذا من الضروري اتخاذ إجراءات ملموسة وفورية على أرض الواقع للحد من تداعيات تأثير الكوارث على الصحة النفسية للطفل.

الاستثمار في البنى التحتية بشكل أكبر، جهود الإصلاح والمزيد من الاستجابات الفعالة والقائمة على الأدلة كلها خطوات مساعدة في تعزيز التطور والنمو الصحي للأطفال الذين تعرضوا للكوارث الطبيعية.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد الأطفال أو البالغين على التأقلم بعد الكارثة؟

اقرأ أيضاً: الدعم النفسي بعد الكارثة وأهميته خلال رحلة التعافي من الصدمة

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للوالدين المساعدة في مهارات التأقلم عند الأطفال؟

المصدر: Understanding the Impacts of Natural Disasters on Children

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: