لا يمكن تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) عن طريق الفحص الجسدي، مثل اختبار الدم أو الأشعة السينية. بدلاً من ذلك، يُجري الأخصائي الطبي عملية تقييم لتشخيص هذا الاضطراب.
خلال التقييم، يجمع الإخصائي المعلومات عن المريض أو الطفل (إذا كان المريض طفلاً) لتحديد ما إذا كانت الأعراض تستوفي معايير التشخيص باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، إذ تُحدَّد هذه المعايير من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM) وهو الدليل التوجيهي الرسمي المستخدَم في الولايات المتحدة الأمريكية.
معايير تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
بغضّ النظر عن الأشكال المحددة التي يتجلّى بها هذا الاضطراب سواء كانت نقص انتباه فقط أم فرط نشاط واندفاع فقط أم كليهما معاً، يجب استيفاء مجموعة من الشروط للوصول إلى التشخيص الدقيق، وهي:
- ظهور عدة أعراض قبل سن الـ 12
- ظهور الأعراض في أماكن مختلفة (المنزل، المدرسة أو العمل)
- تداخل الأعراض وتأثيرها على الأداء اليومي سلباً
- لا ترجع الأعراض إلى حالة صحية نفسية أخرى
النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه (Inattentive Type)
بالنسبة للأطفال حتى سن الـ 16 عاماً، يجب ظهور ستة أو أكثر من أعراض نقص الانتباه، ومن سن الـ 17 عاماً وما فوق يجب ظهور خمسة أو أكثر من الأعراض، ويجب أن تكون هذه الأعراض ظاهرة مدة ستة أشهر على الأقل وذلك للتشخيص باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. تشمل الأعراض ما يلي:
- ارتكاب أخطاء متهورة أو عدم الانتباه إلى التفاصيل أحياناً
- صعوبة في الالتزام بمهمة أو نشاط محدد
- يبدو المريض وكأنه لا يستمع عند التحدث معه
- إخفاق في إتمام المهام أو اتباع التعليمات
- صعوبة في التنظيم
- تجنب أو عدم تفضيل المهام الطويلة
- نسيان أماكن الأشياء أحياناً (المحفظة أو الأغراض المدرسية وغيرها)
- التشتّت بسهولة
- النسيان أحياناً
النوع الذي يغلب عليه فرط النشاط والاندفاع (Hyperactive/Impulsive Type)
يجب استيفاء الأعراض التالية وذلك في نفس معايير الوقت والعمر المذكورة سابقاً:
- التململ أو الإرتباك بشكل دائم
- تجاهل التعليمات بالبقاء جالساً في مكان واحد
- التنقل من مكان لآخر أو الشعور بعدم الراحة في المواقف التي لا تسمح بالحركة
- لا يمكنه الاشتراك في الأنشطة الترفيهية بهدوء
- الإفراط في الكلام
- الإجابة باندفاع قبل نهاية السؤال
- يواجه صعوبة في انتظار دوره أن يحين
- يقاطع أو يتطفل على الأحاديث عادةً
خلال عملية تشخيص المريض باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يشير الطبيب أيضاً إلى حدة الأعراض إذ يمكن أن تكون خفيفة، متوسطة أو شديدة.
الأعـراض الخفيفة: عندما تؤدي الأعراض الحاصلة إلى تعطيل بسيط في الأداء اليومي مع وجود أعراض كافية لاستيفاء معايير التشخيص.
الأعراض المتوسطة: يبدو تعطيل الأداء اليومي أكثر وضوحاً فيها.
الأعراض الشديدة: ظهور أعراض أكثر من الحد الأدنى المطلوب للتشخيص، بالإضافة إلى تعطيل واضح للأداء اليومي كنتيجة لهذه الأعراض.
أهمية التشخيص الدقيق لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
يمكن أن تميل إلى تجنّب الحصول على التشخيص الرسمي لك أو لطفلك. لكن في النهاية، ما هو الهدف إذا لم تتناول الدواء المناسب؟ أو من الممكن أنك تظن بأن الوصمة الاجتماعية لهذا الاضطراب ستسبب الأذى لك أكثر من الفائدة.
لكن، توجد العديد من الفوائد عند تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط. إذ يشكل التشخيص سر الحصول على المساعدة، حتى لو لم يكن تناول الدواء جزءاً من خطة العلاج التي ترغب باتباعها.
للتشخيص فائدة من ناحية المشاعر أيضاً، إذ يمكن أن تؤدي الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب إلى الشعور بالذنب أو العار أو الإحراج إزاء انخفاض مستوى الإنجاز لديك.
أو يمكن أن تؤدي أيضاً إلى الشعور بالإحباط من مقدار الوقت الذي تستغرقه في إنجاز مهامك. لذلك، فإن التشخيص يساعد على التقليل من هذه المشاعر.
يمكن منح رعاية خاصة أو تسهيلات في المدرسة أو مكان العمل عندما تُقدم تشخيصاً موثقاً باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ويمكن لبعض التغييرات الصغيرة كـ الانتقال للعمل في مكان أكثر هدوءاً أو إعطاء وقت أكبر للاختبارات التي تجريها أن تُحدث فرقاً كبيراً.
عندما يتم تشخيصك باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يمكنك البدء بمسيرة علاج تساعدك على السيطرة أكثر على حياتك اليومية.
أخصائيو تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
يوجد العديد من المختصين المؤهلين لتشخيص هذا الاضطراب، مثل الطبيب النفسي والاخصائي النفسي والمعالج النفسي وطبيب الأعصاب وبعض الأطباء. قبل حجز موعد مع الطبيب، قم بالاستفسار عما إذا كان مقدم الرعاية خبيراً بتشخيص هذا الاضطراب.
وفي حال كنت مهتماً بإجراء تقييم لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يمكنك البدء بالتحدث طبيبك بذلك. يمكن ألا يكون طبيب العائلة قادرا على إجراء تقييم دقيق ومفصل ولكنه يستطيع إحالتك إلى أخصائي بمقدوره إجراء هذا التقييم بشكل صحيح.
يمكن أن يقوم بعض أطباء الأطفال أو الأطباء العامين بتشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، إذا راودت طبيبك شكوك بأنك أو طفلك مصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يمكنك سؤاله عن اختصاصي لإجراء تقييمات إضافية لكما.
لا يمكن إجراء تشخيص هذا الاضطراب عبر الإنترنت؛ لكن تتوافر العديد من الاختبارات والاستبيانات الخاصة به على الإنترنت والتي يمكن أن تساعد في إجراء عملية تقييم ذاتي.
يمكن أن يبعث إجراء هذا الاختبار في نفسك الثقة للبحث عن أخصائي صحة قادر على إجراء التقييم المعتمد لهذا الاضطراب.
المعلومات التي تشاركها مع مقدم الرعاية الصحية
عند لقاء الطبيب، أحضر معك نسخاً من السجلات الطبية المهمة أو سجلات المعالجة النفسية أو سجلات المدرسة أو التوظيف، وحضّر نفسك جيداً لتقديم تفاصيل تاريخ العائلة المَرَضي والاجتماعي بدقة للطبيب.
يعمد الكثير من مقدمي الرعاية الصحية إلى إرسال استبيان للمريض وذلك لإتمام الموعد. لذا تأكد من إحضار الاستبيان بعد الإجابة عليه بشكل كامل في هذه الحالة.
ويمكن أن يرسلوا الاستبيان إلى أشخاص آخرين بعد موافقتك مثل المدرّس في المدرسة أو مقدم الرعاية النهارية في حال كان طفلك مصاباً بهذا الاضطراب.
عملية إجراء التقييم
على الرغم من تنوّعها؛ إلا أن عملية التقييم الاعتيادية للبالغين المصابين باضطراب (ADHD) يمكن أن تستمر ثلاث ساعات تقريباً.
يجري كل طبيب عملية التقييم بطريقته الخاصة، لكن توقع أن يطلب الطبيب منك إجراء مقابلة شخصية معه وذلك لجمع معلومات شاملة أكثر مثل نشأتك وصحتك العامة وعن العائلة وأسلوب حياتك.
ويمكن أن يطلب مقابلة أناس آخرين أيضاً مثل الشريك أو أفراد العائلة. وفي حالة الأطفال، يمكن أن يطلب الطبيب مقابلة المدرّس أو المدرّب الرياضي أو مقدّم الرعاية النهارية.
يمكن أن يشمل التقييم استبيانات وجداول تصنيف وفحوصات ذهنية ومقاييس مدى الانتباه المستمر وقابلية التشتت. يمكن للطبيب أن يطلب منك الإسهاب في شرح:
- كم مـرة لم تكمل إنجاز مهمة ما؟
- كـم مرة وضعت أشياءك في غير مكانها؟
- كم مرة نسيت المواعيد أو الأمور المهمة الأخرى؟
- هل تواجه مشكلة في الجلوس بثبات في نفس المكان؟
- هل لديك مشكلة في الاسترخاء؟
- كم مرة يتشتّت انتباهك بما يحيط بك؟
لتاريخك الطبي أهمية كبيرة في عملية التقييم، وإذا لم تقم بفحص طبي مؤخراً، فمن الأفضل اجراؤه بهدف استبعاد أية أسباب طبية أخرى في نشوء الأعراض.
على الرغم من أن الاختبار النفسي لا يتم الاعتماد عليه وحده في تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، إلا أنه مفيد في دعم النتائج النهائية وتقديم تقييم أكثر اتساقاً وترابطاً، ويمكن أيضاً أن يتم فحص صعوبات التعلم لديك.
خلاصة
يمكن أن يسبب تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط تدفق المشاعر داخلك، ويمكنك أن تشعر بالراحة عندما تحصل على شرح للأعراض التي تعاني منها أو قد تشعر بالحيرة حيال الخطوة التالية الواجب اتخاذها.
لا تتسرع باتخاذ القرارات بما يخص العلاج، عليك أن تسمح لنفسك بقضاء وقتٍ ولو قليلاً لمعالجة المعلومات الجديدة قبل البدء بالخطوات القادمة.
عندما تكون مستعداً، قم بمقابلة الطبيب لتحديد مسار العلاج الأفضل لك والذي يمكن أن يتضمن العلاج النفسي أو العلاج الدوائي أو تغيير نمط الحياة ويمكن أن يتضمن أكثر من علاج معاً.
المصدر: How Is ADHD Tested and Diagnosed
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم
