خلايا الدماغ التجدد كيفية التجديد الخلايا الدماغية الجديدة
تقول إحدى الأفكار التقليدية المتعلقة بالدماغ بأنه لا يمكن لخلايا جديدة أن تنمو فيه،.بمعنى أننا نولد بعدد معين من خلايا الدماغ ومن غير الممكن أن يزيد،.وبمجرد انتهاء صلاحية الخلايا العجوز، فإنها تختفي إلى الأبد.
يعود سبب هذا الاعتقاد جزئياً إلى حقيقة أن بعض الوظائف الحركية (الحركة) والوظائف المعرفية (الفكر) تتراجع مع التقدم في العمر. ولكن، هل يعني هذا أن الأمر برمته يتدهور بمجرد أن نقترب من سن معينة،.وأنه ما من خيار أمامنا سوى انتظار هذا الانحدار الحتمي؟
خلايا الدماغ والحصين
تتشكل الغالبية العظمى من خلايا الدماغ أثناء تواجد الجنين في الرحم،.إلا أن هناك أجزاء معينة من الدماغ تستمر في إنشاء خلايا عصبية جديدة خلال مرحلة الطفولة. ولكن، حتى العقود الأخيرة، أثارت قدرة الدماغ المحدودة على التجدد.الاعتقاد بأن تكوين الخلايا العصبية، بمعنى ولادة خلايا دماغية جديدة، يتوقف بعد هذه المرحلة بوقت قصير.
مع ذلك، أشارت الأبحاث التي أجريت على مدى العقدين الماضيين إلى أن جزءاً واحداً.على الأقل من الدماغ يستمر في إنشاء خلايا جديدة طوال عمر الشخص.
في أواخر التسعينيات، أجرى الباحثون في جامعة روكفلر (Rockefellers University) في مدينة نيويورك.دراسات تم فيها حقن قرود القشة (marmoset monkeys) بمادة تتبُّع كيميائية يمكنها التمييز بين خلايا.الدماغ الناضجة بطيئة الانقسام والخلايا الجديدة سريعة الانقسام. ما توصلوا إليه هو أن الحصين (hippocampus) (منطقة في الدماغ.مرتبطة بالذكريات والتعلم والعواطف) استمر في إنشاء خلايا جديدة دون أي قيود عمرية أو زمنية.
خلايا الدماغ التجدد كيفية التجديد الخلايا الدماغية الجديدة
كما أكدت الدراسات اللاحقة التي استخدمت التأريخ بالكربون المشع (carbon-14 dating).(والتي تقيّم العمر وعملية التطور الخلوي) أن الخلايا الموجودة في الحصين، والتي تموت باستمرار،.تستبدل بسرعة بخلايا جديدة، وأن تكوين هذه الخلايا هو الذي يسمح للحصين بالحفاظ على وظائفه المركزية.
أظهرت هذه الدراسات أيضاً أن عدد الخلايا الجديدة وتواتر.خلقها يبدأ في الانخفاض مع تقدم العمر، لكن معدل الانخفاض ليس ثابتاً.ويمكن أن يختلف بشكل كبير من فرد إلى آخر.
ما الذي تخبرنا به الأبحاث عن ولادة خلايا دماغية جديدة؟
تعتبر الأبحاث المذكورة أعلاه مهمة لأنها تشير إلى وجود عوامل يمكن أن تحفز.وتثبط عملية تكوين الخلايا العصبية لدى البالغين، وتلمح أيضاً إلى نماذج محتملة لعلاج الأمراض التنكسية،.مثل مرض الزهايمر (Alzheimer’s diseases) وداء باركنسون (Parkinson’s diseases)، وحتى عكس الضرر الناجم عن إصابات الدماغ الرضية.
تمرين الجسد
من العوامل المهمة التي يمكن أن “تعزز” عملية تجدد الخلايا هي التمارين الرياضية،.إذ وجدت الأبحاث المبكرة التي أجراها علماء في جامعة شيكاغو على الحيوانات أن التمارين الرياضية زادت إنتاج الخلايا في.الحصين، وأيضاً كمية المعلومات الجينية التي يتم تشفيرها؛ يدل هذا على أن وظيفة الدماغ ليست الوحيدة التي تتحسن،.بل وأيضاً زادت قدرة الخلايا نفسها على تخزين المعلومات للتعلم والذاكرة.
خلايا الدماغ التجدد كيفية التجديد الخلايا الدماغية الجديدة
أفاد بحث من جامعة بنسلفانيا عام 2010 أن التمارين الرياضية زادت من الحجم.الفعلي للحصين بنسبة 2% بين 120 من كبار السن، وعكست بشكل فعال فقدان الخلايا المرتبطة بالشيخوخة بمقدار سنة إلى سنتين.
تمرين الدماغ
بالإضافة إلى التمارين الرياضية، وجد العلماء أن بيئات التعلم المثرية يمكن.أن تساهم أيضاً في بقاء الخلايا القديمة وإنتاج خلايا جديدة. باختصار، كلما قمت بتمرين عقلك، كلما تمكنت من إبقاء وظائف الدماغ مثالية.
في المقابل، هناك عوامل تقوض بشكل مباشر تكوين الخلايا العصبية؛ وأهمها العمر. على سبيل المثال، في الثمانينات من العمر، تفقد العديد من الاتصالات العصبية في الحصين.
المزيد من النتائج
في الآونة الأخيرة، فشلت دراسة جديدة أجريت في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.في إثبات تطور خلايا عصبية جديدة في الحصين لدى ما يقرب من 30 مريضاً بالغاً،.ما أثار الجدل حول ما إذا كان تكوين الخلايا العصبية لدى البالغين يحدث بالفعل.
خلايا الدماغ التجدد كيفية التجديد الخلايا الدماغية الجديدة
يؤكد هذا ضرورة البحث المستقبلي على عدد كبير من المرضى وتطوير التقنيات التي تسمح.بتصوير الخلايا العصبية الجديدة في الدماغ الحي لتأكيد أو دحض نظرية تكوين الخلايا العصبية لدى البالغين بشكل نهائي.
المهم ألا يثنيك هذا الجدل عن ممارسة الرياضة جسدياً وعقلياً؛ فحتى لو لم.تساعد في تكوين الخلايا العصبية، فإن آثارها على الصحة ككل لا خلاف عليه.
اقرأ أكثر: دراسة العقل والسلوك في علم النفس الحيوي
اقرأ أكثـر: الحُصين (Hippocampus)، وظائفه، مخاطر إصابته وكيفية الحفاظ على سلامته
اقـرأ أكثر: ما هي المرونة العصبية؟ وما تأثير الهواتف الذكية عليها؟
المصدر: ?What Is Neurogenesis
