علم النفس هو دراسة العقل والسلوك وفقاً للجمعية الأمريكية لعلم النفس. بمعنى آخر علم النفس هو دراسة العقل، كيف يعمل وكيف يؤثر على السلوك.
أضافت الجمعية الأمريكية لعلم النفـس على التعريف بأنه “يحتضن كل أوجه التجربة الإنسانية بدءاً من وظائف الدماغ وصولاً إلى سلوك الشعوب ومن نمو الطفل إلى رعاية المسن”.
على الرغم من أن علماء النفس والأطباء النفسيون يختلفان عن بعضهما، إلا أنهما يتعاونان في سبيل مساعدة الأشخاص المصابين بحالات نفسيّة صحيّة.
يتعامل عالم النفس مع المريض من خلال العلاج النفسي، إذ يساعده في تخفيف الأعراض عن طريق التغيير السلوكي. أما وظيفة الطبيب النفسي فتكمن في التركيز أكثر على وصف الأدوية وغيرها من الأمور التي يمكن أن تتدخل في العلاج وذلك بهدف السيطرة على النفسيّة الصحيّة.
حقائق سريعة حول علم النفس
علمُ النفس هو دراسة العقل والسلوك، وىيساعد عالم النفس الشخص الذي يعاني من حالة نفسية تؤثر على صحته العقلية عن طريق تقييم الحالة وعلاجها.
يمكن لعالم النفس تقديم العلاج الذي يركز على التكيّفات السلوكيّة. غالباً يركز الطبيب النفسي على إدارة العلاج الدوائي للحالات الصحيّة العقليّة.
ما هو علم النفس؟
كما يتراوح عمل عالم النفس من إسداء المشورة للأفراد الذين يعانون من القلق إلى تقديم النصائح للشركات فيما يخص طريقة بناء فريق عمل أفضل.
لا يمكن رؤية العمليات الفكرية،المشاعر، الذكريات، الأحلام، التصورات وغيرها جسديّـاً مثل الطفح الجلدي أو الجلطة القلبيّة.
على الرغم من إمكانية ملاحظة بعض العلامات الجسدية لبعض الحالات العقليّة. مثل نمو اللويحات الناتج عن مرض الزهايمر، إلا أن العديد من النظريات النفسيّة تعتمد على مراقبة السلوك البشري.
يقابل العالم النفسي الممارسُ المرضى، ويجري التقييمات اللازمة لمعرفة الأمور التي تشغلهم وما الأسباب التي تؤدي إلى الصعوبات التي يواجهونها وينصحهم بالبدء بالعلاج أو يقدمه إليهم عبر إسداء المشورة والعلاج النفسي.
يمكن أن يلعب عالم النفس أدواراً أخرى أيضاً مثل:
- إجراء الدراسات من أجل تقديم النصيحة للهيئات الصحيّة و الكيانات الاجتماعية والاستراتيجيات الأخرى.
- تقييم الأطفال الذين يجدون صعوبة في التعلم.
- تقديم ورشات عمل حول كيفية الحد من التنمر.
- العمل مع فريق التوظيف في الشركات والكثير أيضاً.
فروع علم النفس
لعلم النفـس أنواع مختلفة تخدم أهدافاً متعددة، لا توجد طريقة ثابتة لتصنيفه. ولكن هناك عدد من الأنواع الشائعة له وهي:
علم النفـس السريري
يجمع علم النفـس السريري بين العلوم، الجانب النظري والتطبيق العملي من أجل فهم والتنبؤ وحل المشكلات المتعلقة بالتكيّف والعجز وعدم الراحة وهو يعزز أيضاً التأقلم والتنظيم والتنمية الذاتيةّ.
يركز أخصائي علم النفـس السريري على النواحي العقلية ، العاطفية ، البيولوجية ، النفسية الاجتماعية والسلوكية الخاصة بالأداء البشري خلال حياة الفرد عبر الثقافات المتنوعة والمستويات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.
يساعد علم النفـس السريري على الفهم والحدّ والتخفيف من الإجهاد أو الخلل الوظيفي الناجم عن العوامل النفسية. بالإضافة إلى تحسين رفاهية الفرد والتنمية الذاتيّة.
كما يشكل كل من التقييّم النفسي والمعالجة النفسيّة ركيزة ممارسة علم النفـس السريري. لكن يشترك أخصائيو علم النفـس السريري في البحث والتدريب وشهادة الطب الشرعي وغيرها من المجالات.
علم النفـس المعرفي
يبحث علم النفس المعرفي في العمليات الذهنية الداخلية. مثل حل المشكلات والذاكرة والتعلم واللغة وينظر إلى كيفية تفكير الفرد وإدراكه وتواصله مع الآخرين وتذكّره وتعلمه. ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الأعصاب والفلسفة واللغويات.
ينظر أخصائيو علم النفس المعرفي إلى كيفية اكتساب الفرد للمعلومات وطريقة معالجتها وتخزينها.
كما تشمل التطبيقات العمليّة لعلم النفـس المعرفي كيفية تحسين الذاكرة وزيادة مستوى الدقة في صنع القرارات و كيفية إنشاء برامج تثقيفية تعزز عملية التعلم.
علم النفس التنموي (التطويري)
هو الدراسة العلميّة للتغيرات النفسيّة المنهجيّة التي يمر بها الفرد خلال فترة حياته ويشار إليه في بعض الأحيان بالتنمية البشرية.
لا يركز علم النفـس التنموي على الأطفال حديثي الولادة واليافعين فقط. بل على المراهقين والبالغين وكبار السنّ أيضاً. وتشمل عناصره مهارات القيادة، حل المشكلات ،الفهم الأخلاقي،اكتساب اللغة ، العواطف، الشخصية، مفهوم الذات وتشكيل الهوية الشخصيّة.
أيضاً ينظر في البنى العقليّة الفطرية مقابل التعلم من خلال التجربة أو بطريقة أخرى في كيفية تداخل الميزات الشخصية للفرد مع العوامل البيئية وكيف يؤثر هذا الأمر على التنمية والتطور، ويمكن أن يتداخل علم النفـس المعرفي مع مجالات أخرى مثل اللغويات.
علم النفس التطوري
يبحث هذا الفرع في كيفية تأثير سلوك الفرد مثل اكتساب اللغة بالتغيرات النفسية خلال تطوره، ويعتقد أخصائيو علم النفـس التطوري أن سماتٍ نفسية متعددة للفرد هي سمات تكيُّفية في كونها تجعلنا قادرين على البقاء منذ آلاف السنين.
علم النفس الشرعي
ينطوي هذا العلم على تطبيق علم النفس على التحقيقات الجنائية وفي القانون. كما يمارس أخصائي علم النفـس الشرعي علم النفـس كعلمٍ ضمن نظام العدالة الجنائيّة والمحاكم المدنيّة. أيضاً يتضمن علم النفـس الشرعي تقييمَ العوامل النفسيّة التي يمكن أن تؤثر على القضية أو على السلوك وتقديم النتائج النهائية أمام المحكمة.
علم نفس الصحة
يسمى أيضاً الطب السلوكي أو علم النفـس الطبي، لأنّه يفسر كيف يمكن للسلوك والبيولوجيا والسياق الاجتماعي أن تؤثر على الصحّة والمرض.
ينظر الطبيب أحياناً في البداية إلى الأسباب البيولوجية المتعلقة بالمرض. بينما يركز أخصائي علم نفس الصحّة على الفرد ككل وعلى المؤثرات التي يمكن أن تؤثر حالته الصحيّة. ويتضمن ذلك الحالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافة والمعلومات الأساسية والسلوكيات التي يمكن أن تؤثر على المرض كالامتثال للتعليمات والأدوية.
يعمل أخصائي علم نفس والصحة جنباً إلى جنب مع الأخصائيين الطبييّن الآخرين ضمن بيئة سريرية.
علم النفـس العصبي
ينظر علم النفس العصبي في هيكلية ووظيفة الدماغ فيما يتعلق بالسلوكيات والعمليات النفسيّة.
يفيد علم النفس العصبي إذا كانت الحالة تنطوي على آفة في الدماغ، وفي التقييمات التي تنطوي على تسجيل نشاط كهربائي في الدماغ .
يُستخدم تقييم علم النفس العصبي في تحديد ما إذا كان الفرد يمكن أن يعاني من مشاكل سلوكية تتبع إصابة دماغية متوقعة أو مشخّصة مثل السكتة الدماغية. وتمكّن النتائج الطبيب من تقديم العلاج الذي يمكن أن يساعد الفرد في الوصول إلى التحسّن المحتمل للضرر العقلي الذي حدث.
علم النفـس المهني
يشترك هذا العلم في تقييم وتقديم التوصيات حول أداء الأفراد أثناء العمل والتدريب ويساعد الشركات في الحصول على طرقٍ أكثر فعالية في الأداء. على سبيل المثال فهم كيفية تصرف الأفراد والمجموعات في العمل. إذ تساعد هذه المعلومات بدورها على تحسين الفعالية والكفاءة والرضا الوظيفي وحماية الموظفين.
علم النفـس الاجتماعي
يستخدم علم النفس الاجتماعي مناهج علميّة من أجل فهم كيفية تأثير المجتمع على سلوك الفرد، حيث يسعى للحصول على تفسير لكيفية تأثر المشاعر والسلوك والأفكار بالوجود الفعلي المتصوّر أو الضمني للآخرين، إذ يبحث أخصائي علم النفس الاجتماعي في سلوك الجماعة والإدراك الاجتماعي والسلوك غير اللفظي والتوافق والعدوانية والتحيز والقيادة.
يُعد كل من الإدراك الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي سرّ فهمِ السلوك الاجتماعي.
تتضمن الفروع الأخرى لعلم النفس ما يلي: علم النفـس العسكري، الاستهلاكي، التربوي، عبر الثقافات وعلم النفـس البيئي وتستمر هذه الفروع بالازدياد.
تاريخ علم النفـس
عُرف علم النفـس في السياق الفلسفي منذ آلاف السنين في اليونان ومصر والهند وبلاد فارس والصين.
في عام 387 قبل الميلاد، أشار “أفلاطون” إلى أن الدماغ هو موطن العمليات النفسيّة. من جهة أخرى أشار “أرسطو” في عام 335 قبل الميلاد إلى أن القلب هو كذلك.
أما الطبيب المسلم المشهور “ابن سينا”، والذي وُلد عام 980 ميلادي، فقد درس الصّـرع وعلاجه، الكوابيس والذاكرة الضعيفة.
يُقال أن أول مشفى عالج الحالات النفسيّة بُني بأيدي أطباء مسلمين في العصور الوسطى.
قدّم “فرانز ميسمر” عام 1774 مقترحاً يقول بأن التنويم المغناطيسي يمكن أن يساعد في علاج بعض أنواع الأمراض النفسية.
وفي عام 1793، أطلق “فيليب بيينل” سراح أول المرضى النفسييّن الذين يعانون من مشاكل عقليّة من الحجز، في خطوة مثّلت تقدماً باتجاه علاج البشر بشكل أكبر.
في عام 1879 أسس العالم الألماني “فيلهلم فونت” علم النفس كحقل تجريبي مستقل للدراسة. ,أنشأ أول مختبر يجري أبحاثاً نفسية حصراً في جامعة لايبزيغ، يُعرف فونت اليوم بأنه “أب علم النفس“.
في عام 1890 نشر الفيلسوف الأمريكي “ويليام جيمس” كتاباً بعنوان “مبادئ علم النفس” تمت دراسته من قبل من قبل العديد من علماء النفس حول العالم على مدى عدة قرون.
كما أصدرت ولاية نيويورك “قانون رعاية الدولة” في نفس العام، والذي مكّن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية من مغادرة الملاجئ والدخول إلى المشافي لتلقي العلاج.
تم إنشاء الجمعية الأمريكية لعلم النفس تحت إدارة “غرانفيل ستانلي هال”.
وكان “هيرمان ايبنجهاوس” الذي عاش من 1850 حتى 1909 وعمل في جامعة برلين، أول طبيب نفسي درس الذاكرة بشكل موسع.
فيما أجرى “إيفان بافلوف” الذي عاش من عام 1849 حتى 1936 الاختبار المشهور والذي أظهر أن الكلاب يسيل لعابها كلما توقعت الحصول على الطعام، مقدّماً بذلك مفهوم “التعلم الشرطي”.
سيغموند فرويد
هذا وقدم “سيغموند فرويد” الذي عاش من عام 1856 حتى 1939 مجال التحليل النفسي وهو نوع من العلاج النفسي. وقد استخدم “فرويد” المناهج التفسيرية والاستبطان والمراقبة السريرية للحصول على فهم للدماغ.
أيضا ركّز على حل صراعات اللاوعي (العقل الباطن) والإجهاد النفسي وعلم النفس المرضي. وجادل فرويد بأن العقل الباطني هو المسؤول عن معظم أفكار الأفراد وسلوكهم وعن مشاكل الصحة النفسيّة.
بينما آمن عالم النفس الأمريكي “إدوارد بي تيتشينر” بشدّة “البُنية” والتي تركز على سؤال “ما هو الوعي؟“. وبالمقابل آمن “ويليام جيمس” و “جون ديوي” بقوة “الوظيفة” والتي وجهت سؤال “ما هي وظيفة الوعي؟“
وقد أدى الجدل القائم بين المذهب البنيوي والمذهب الوظيفي إلى النمو المتسارع للاهتمام بعلم النفس في الولايات المتحدة وغيرها. أيضا إلى تأسيس أول مختبر نفسي فيها في جامعة جونز هوبكنز.
المدرسة السلوكية
أسس عالم النفس الأمريكي “جون بي واتسون” عام 1913، حركة جديدة غيّرت محور تركيز علم النفس. حيث اعتبر أن السلوك ليس نتيجة عمليات عقليّة داخلية بل كيف نستجيب للبيئة المحيطة.
تركز المدرسة السلوكية على كيفية تعلم الفرد لسلوك جديد من البيئة المحيطة.
المذهب الإنساني
نظرت هذه المدرسة للمدرسة السلوكيّة والتحليل النفسي على أنهما ابتعاد كبير عن الإنسانية.
فبدلاً من كوننا ضحية اللاوعي أو البيئة المحيطة، افترض روّاد المدرسة الإنسانية أن الإنسان جيّد بالفطرة وأن العمليات العقليّة الخاصة بكل فرد تلعب دوراً نشطاً في سلوكه.
أعطت هذه الحركة قيمة كبيرة للعواطف والإرادة الحرة ووجهة النظر الشخصية الخاصة بتجربة الفرد.
النظرية المعرفية
ظهرت في سبعينيات القرن الماضي وتُعتبر أحدث مدرسة فكريّة في علم النفس.
يعتقد مناصرو هذه النظرية أننا نأخذ المعلومات من البيئة عن طريق الحواس، ثم نقوم بمعالجة المعطيات عقلياً عن طريق تنظيمها أو التلاعب بها أو تذكرها وربطها بالمعلومات التي تم تخزينها للتو.
تُطبق النظرية المعرفية على اللغة والذاكرة والتعلم والنظم الإدراكية والاضطرابات النفسيّة والأحلام.
علم النفس حالياً
يدرس علماء النفس هذه الأيام جميع المقاربات السابقة ويختارون الأفضل من كل منها والخاص بكل حالة.
المصدر: What is psychology and what does it involve
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم