تتجسد أحد أكبر المخاوف لمن يريدون الإقلاع عن التدخين في فترة انسحاب النيكوتين من الجسم، إذ أنها قد تكون مرحلة مزعجة وغالباً يشعر خلالها الأشخاص بالعصبية وزيادة الشهية والوزن.
ولكن مع الحصول على الأدوات المناسبة يمكن التغلب على هذه الأعراض ونجاح محاولة الإقـلاع عن التدخيـن.
الأمور المتوقعة خلال فترة الانسحاب
انسحاب النيكوتين من الجسم هو استجابة جسدية وعاطفية طبيعية نتيجة الإقلاع بسرعة أو التقليل تدريجياً من استخدام النيكوتين. تحدث عادةً عند الحد بشكل كبير أو إيقاف التدخين بعد الاعتياد عليه بشكل يومي لعدة أسابيع على الأقل.
نتيجة اعتياد جسمك ودماغك على النيكوتين بانتظام سواءً عن طريق التدخين أو استخدام التبغ الممضوغ أو استنشاق رائحته أو استخدام لصاقة النيكوتين أو العلكة أو العلاج ببدائل النيكوتين (NRT) الأخرى؛ يتوقع جسدك الحصول على كمية معينة من النيكوتين كل يوم. لذا تظهر الأعراض المزعجة إذا حال الأمر دون الحصول عليه.
يصبح استخدام النيكوتين يومياً لدى بعض من الناس جزءاً من كيفية التحكم بعواطفهم وتؤثر على مدى راحتهم ويقظتهم. في حال غياب النيكوتين المفاجئ تبدأ علامات الانسحاب بالظهور.
تظهر الدراسات أن نصف المدخنين إجمالاً يعانون من 4 علامات انسحاب على الأقل عند إقلاعهم عنه.
كم المدة التي تدوم بها فترة انسحاب النيكوتين؟
بشكل طبيعي تدوم أعراض انسحاب النيكوتين بين أسبوع إلى شهر واحد حتى دون الدواء. في الأسبوع الأول، بعد الإقلاع هو الأسوأ وبعدها تخف الأعراض خلال الشهر التالي. التأقلم مع أعراض انسحاب النيكوتين فوائد الإقلاع عن التدخين.
تعتمد مدة الانسحاب على عدة عوامل مثل مدة التدخين وكميته التي اعتدت على تناولها.
جدول زمني لانسحاب النيكوتين
يعاني الأفراد عادةً من عدد من الأعراض مجتمعة بعد الامتناع عن استخدام النيكوتين. الأمر الذي يجعل من فترة الانسحاب فترةً بغيضةً للغاية. التأقلم مع أعراض انسحاب النيكوتين فوائد الإقلاع عن التدخين.
لكن طالما كانت فترة التهيؤ والاستعداد صحيحة ووجدت طرق مناسبة للتأقلم والعلاج، سوف تزيد فرص تحقيق الغاية.
إليك ما هو متوقع في مرحلة انسحاب النيكوتين في الساعات والأيام والأسابيع التالية لبدء الرحلة.
أعراض انسحاب النيكوتين خلال الساعات التي تلي الإقلاع عن التدخين
تظهر أكثر أعراض انسحاب النيكوتين شدةً بعد التوقف مباشرةً عن استخدام النيكوتين وقد يتضمن بعضها:
الرغبة في التدخين: تكون الرغبة قوية خلال الأوقات التي اعتاد فيها الجسم على التدخين.
ازدياد الشعور بالجوع: يقطع النيكوتين الشهية ويؤثر التدخين على حاسة التذوق والشم. لذا يلجأ البعض للتدخين كبديل عن الوجبات الخفيفة وطريقة للتحكم في وزنهم. وستبدأ بعدها عودة الشهية لتناول الطعام بعد الإقلاع عن التدخين.
وخز في اليدين والقدمين: نظراً لتأثير النيكوتين على الأوعية الدموية في سائر أنحاء الجسم قد تشعر بوخز مع بدء تحسن الدورة الدموية. التأقلم مع أعراض انسحاب النيكوتين فوائد الإقلاع عن التدخين.
صعوبة في النوم: تؤثر أعراض انسحاب النيكوتين على النوم ويصعب الحصول على قسط كافٍ منه خصوصاً في الليلة الأولى أو الثانية بعد التوقف عن التدخين.
أعراض انسحاب النيكوتين بعد أيام من الإقلاع عن التدخين
بعد مرور 24 ساعة من التوقف عن التدخين سيزيد وضوح تأثير أعراض الانسحاب لعدة أيام منها:
اشتهاء النيكوتين: يعاني أغلب الناس من شدة الحاجة للتدخين بعد الإقلاع عنه (خلال فترة الانسحاب) وتعرف باسم “الاشتهاء” وهو أمر شائع الحدوث خلال فترة الانسحاب للعديد من الأدوية المسببة للإدمان.
القلق والضجر: يتراوح القلق الذي تشعر به خلال فترة انسحاب النيكوتين من الشعور بالتوتر إلى الشعور بالخوف أو حتى الذعر من مجرد فكرة مواجهة الأيام القادمة دون تأثيرات النيكوتين المهدئة، وترتفع شدة هذه الحالة لدى الأفراد المعرضين للقلق عموماً.
الانفعال: تغيرات المزاج هذه تتراوح من الضيق والإحباط إلى الغضب. لذا يفضل خلال هذه الفترة منح نفسك مساحة بعيداً عن الكثير من الأشخاص. فقد تؤول الأمور لمعاملتهم بطرق لا يمكنهم تقديرها أو لا يستحقونها أساساً.
الاكتئاب: غالباً يشعر الناس بالحزن والاكتئاب أو مزاج سيء خلال فترة انسحاب. من الهام معرفة أن بعض التغيرات المزاجية طبيعية خلال هذه الفترة وليست بالضرورة دلالة على حدوث خطب ما.
التهاب الحلق وزيادة السعال: عندما تبدأ الرئتين بالتعافي يزداد السعال أكثر؛ وذلك طرحاً للمكونات الضارة (البلغم) من الجسم. التأقلم مع أعراض انسحاب النيكوتين فوائد الإقلاع عن التدخين.
مشكلات النوم: أي صعوبة في النوم وهي الحالة المعروفة باسم الأرق/إنسومينيا “insomnia” شائعة نوعاً ما خلال فترة انسحاب النيكوتين. تشكل التمارين الرياضية اليومية التي تتعرض خلالها لأشعة الشمس دوراً هاماً ليساعدك بالشعور بالاسترخاء بشكل أفضل والنوم في موعدك المعتاد.
أعراض انسحاب النيكوتين بعد أسابيع من الإقلاع عن التدخين
بعد الأسبوع الأول من الإقلاع سوف تلاحظ انخفاض في شدة الأعراض الانسحابية وقد تواجه القليل من الأعراض خلال الأسابيع القادمة ومنها:
رغبة عابرة في التدخين ويمكن يكبحها: ربما لايزال ينتابك شعور الرغبة في التدخين من حين لآخر ولكن أقل اشتهاءً ويسهل السيطرة على تلك الرغبة أكثر من ذي قبل.
مزاج سيء: قد تنخفض رغبتك في أداء الأنشطة التي تستمتع بها عادةً، والتي تساعدك في التأقلم مع المزاج السيء. يشعر العديد من الناس بالحزن الشديد لفقدان متعة التدخين. وهذا جزء طبيعي من عملية الإقلاع عن إدمان النيكوتين، وفي النهاية سوف يتحول إلى الشعور بالتقبل والتخلص من هذه المادة.
صعوبة في التركيز: مثل العديد من المنشطات يساعد النيكوتين على التركيز الذهني، لذا قد تواجه صعوبة في التركيز دون التأثيرات المنشطة للمادة.
تظهر أسوأ تأثيرات انسحاب النيكوتين في الأسبوع الأول لكنها لا تلبث أن تقل شدتها تدريجياً مع الوقت، حتى وإن كنت لا تزال تعاني من بعض الأعراض بعد شهر من الإقلاع لكنها لا تستحق الذكر فهي أقل شدةً ووضوحاً.
التأقلم مع انسحاب النيكوتين
تتوافر العديد من الطرق التي تقلل شهوة التدخين وتضبط أعراض الانسحاب الشائعة، حتى دون دواء تهدأ أعراض الانسحاب والمشكلات الأخرى مع مرور الوقت.
التمارين الرياضية
أسرع وأسهل طريقة لتعديل المزاج هي التمارين الرياضية طالما لا تبالغ في ممارستها كأن تستبدل إدمان النيكوتين ويصبح إدمان التمارين الرياضية. الانخراط في النشاطات الرياضية مثل المشي أو ممارسة التمارين الأخرى مثل الهرولة أو السباحة.
ضبط اشتهاء التدخين
يجد العديد من الناس أن إلهاء أنفسهم والتسلية بعمل ما يصرف أذهانهم عن التدخين يقلل الرغبة في التدخين، إذ أنها عادةً تدوم فقط بين 5-10 دقائق حتى لو كانت رغبة شديدة. في المقابل يجد آخرون أن تلك الرغبة تسبب انتكاسهم مجدداً مرةً تلو الأخرى.
في تلك الحالة يفضل أن تتحدث إلى طبيبك حول العلاجات البديلة للنيكوتين (NRTs)، رغم أنها تأخذ وقتاً لكن قد تكسب فرصة نجاح الأمر.
تجنب محفزات الرغبة في التدخين
حاول الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص الذين يسببون في تعكر مزاجك خلال هذه الفترة. مع الوقت ستلاحظ قلة الشعور بالانفعال وحتى قد تشعر بقدرة أكبر على التعامل مع المنغصات ومصادر الإزعاج أكثر من ذي قبل.
أما الآن (خلال فترة انسحاب النيكوتين) امنح نفسك والآخرين أكبر قدرٍ من الوقت والمساحة اللازمين للحفاظ على نطاق صحي قدر الإمكان.
تقليل التوتر
إذا كنت تميل للشعور بالتوتر تحت الضغط، خصوصاً إذا كنت معرضاً لنوبات الهلع، حاول تجنب المواقف أو الأحداث المسببة للتوتر في فترة الإقلاع عن النيكوتين. مما يقلل احتمال نشوب القلق وازدياده.
قد تساعدك محاولة تخفيف الضغط وذلك باختيار وقت مناسب للبدء. أي لا تقلع عن التدخين خلال وقت قريب من الامتحان أو وقت دفع الضرائب أو أي وقت يتطلب الكثير من التركيز الذهني تحت الضغط. بل حاول الإقلاع عن التدخين في فترة تتسم بضغطٍ أقل لتركز على مبتغاك.
تساعدك ممارسة اليوغا واليقظة الذهنية والتأمل وتمارين الاسترخاء على تقليل القلق في حال شعرت به خلال فترة انسحاب النيكوتين من جسمك. التأقلم مع أعراض انسحاب النيكوتين فوائد الإقلاع عن التدخين.
تناول طعام صحي
من السهل الوقوع في فخ تناول الطعام استجابةً لزيادة الشهية والتي تسبب زيادةً في الوزن أو حتى تفاقم الحالة لدرجة إدمان الطعام، لذا ينبغي تجنب تناول الطعام بشكل مفرط حمايةً من هذه العقبات.
فوائد الإقلاع عن التدخين
عندما تميل للاستسلام نحو رغباتك، ذكر نفسك دائماً بالفوائد الصحية للإقلاع عن التدخين. كلما طالت مدة ابتعادك عن التدخين اقتربت مدة الاستمتاع بحياة صحية أكثر.
المنافع المكتسبة من الإقلاع عن التدخين التي تظهر مع الوقت:
- خلال 24 ساعة، تنخفض مستويات النيكوتين في الدم.
- بعد أيام قليلة، تعود مستويات أحادي أوكسيد الكربون إلى الحد الطبيعي.
- بعد شهر تقل أعراض السعال وصعوبة التنفس.
- بعد عام، يقل خطر التعرض لنوبة قلبية بشكل واضح.
- بعد 5-10 سنوات، تنخفض نسبة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان إلى 50%.
العثور على مصادر إلهاء
من الطبيعي أن تهدأ الرغبة في الحصول على النيكوتين وبعد مرور أشهر أو سنوات حتى قد تظهر الرغبة من حين لآخر. الحيلة هنا هي بالحفاظ على أسلوب حياة خالٍ من التدخين لإبعاده عنك بسرعة دون الاستسلام لشهوة التدخين.
تبدأ كل انتكاسة من تدخين سحبة واحدة، لذا تأكد من توافر نشاط بديل للتعامل معه ضمن أي حالة كنت تدخن عند حدوثها. مثال على هذه الأنشطة: إدارة التوتر أو الاحتفال أو للمساعدة على التركيز، بذلك لن تتوق حينها للتدخين مجدداً.
تحذيرات
في بعض الأحيان قد تستمر أعراض الانسحاب لفترات أطول من المعتاد، حينها اذهب لزيارة طبيبك، لأنه من المحتمل أن تؤول بعض الأعراض المعنّدة لانسحاب النيكوتين إلى حالة صحية أخرى. ذكر نفسك أن هذه المشاعر لن تدوم.
يجب الحرص على استخدام العلاج البديل للنيكوتين فقط كما هو موصى به. لأن الإفراط في استخدام البدائل يؤدي إلى جرعة زائدة من النيكوتين. التأقلم مع أعراض انسحاب النيكوتين فوائد الإقلاع عن التدخين.
في حال المعاناة من أي أعراض نتيجة جرعة زائدة من النيكوتين مثل التنفس السريع، نوبات مَرَضيّة، الإسهال، تسارع نبضات القلب أو عدم انتظام دقاته، الوهن أو الضعف، رعشات أو تغيير مفاجئ في ضغط الدم، اتصل على الفور بمقدمي الرعاية أو مراكز خدمات حالات الطوارئ من أجل تقديم المساعدة.
العلاج طويل الأمد لانسحاب النيكوتين من الجسم
قد يتضمن العلاج طويل الأمد الاستخدام المستمر للعلاج ببدائل النيكوتين، وفقاً لبحث أفاد أن لصاقات النيكوتين تجدي نفعها من حيث الامتناع عن التدخين بعد 8 أسابيع من بدء العلاج.
لكن تقترح الأدلة احتمال الحصول على القليل من الفائدة المرجوة في حال استخدام هذه العلاجات بعد 24 أسبوعاً.
أيضاً قد ينفع العلاج السلوكي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، الذي يتمحور حول تغير أنماط الأفكار والسلوكيات المساهمة في التدخين.
إن استبدال الأنماط غير التكيفية واتباع أنماط صحية تزيد فرص الامتناع طويل الأمد عن التدخين.
نصيحة
غالباً تتمثل أصعب مرحلة في الأقلاع عن التدخين بالتعامل مع أعراض انسحاب النيكوتين. لكن تتوافر أدوات تساعد على إدارة وعلاج الأعراض ومن ضمنها العلاج عن طريق استخدام بدائل النيكوتين التي تقلل من شدة الأعراض وتحسن نظرة الفرد المستقبلية.
يجب تحديد المحفزات التي تزيد الرغبة في التدخين ومحاولة العثور على طرق ضبط الشهوة والحاجة المُلحة للتدخين. وعدم تتردد في الحصول على مساعدة من الطبيب وأي وسيلة مساعدة طبية أخرى.
اقـرأ أيضاً: الإقلاع عن التدخين, ما هي الطرق المناسبة وما الآثار المترتبة على انسحـاب النيكوتيـن
اقرأ أيضـاً: تأثير التدخين على الجلد والصحة النفسية
اقـرأ أيضاً: مخاطر التدخين قبل وأثناء فترة الحمل