يواجه مرضى فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) أو القهم العصابي بعض الأعراض التي يمكنهم أن يعانوا منها بموضوعية، بالإضافة لعلامات واضحة وجلية أو بدونها. حيث تظهر اضطرابات الطعام والشهية غالباً بشكل مختلف عن الأنماط الشائعة له كما تصورها وسائل الإعلام.
نظرة عامة عن فقدان الشهية العصبي (القهم العصابي)
يلاحظ أحياناً أفراد العائلة والأصدقاء بعد تشخيص الحالة عدم إدراكهم عدد السلوكيات والتغيرات المرتبطة بإضطرابات الطعام والشهية. علماً أن فقدان الشهية العصبي يؤثر فعلياً في كافة مجالات حياة الفرد.
يصيب هذا الاضطراب الإناث بشكل غير تناسبي، وغالباً ما يبدأ من أوائل حتى منتصف مرحلة المراهقة، ويصيب أيضاً الرجال والفتيان. إذ يمكن تشخيصه لدى الأطفال كما عند البالغين الأكثر رشداً.
من المهم معرفة أن اضطرابات الشهية تصيب كافة الناس باختلاف أجناسهم وأعمارهم وأعراقهم، وحتى باختلاف أشكال أجسامهم وأوزانهم أو ميولهم الجنسي أو حالتهم الاقتصادية الاجتماعية.
يعد فقدان الشهية العصبي اضطراباً نفسياً مهدداً للحياة ومصحوباً بأشد حالات فقدان الشهية فتكاً، وصُنّف كواحد من أعلى نسب الوفيات بين الأمراض النفسية.
غالبا لا يعتقد المصابون بفقدان الشهية العصبي أنهم مرضى، فهم غالباً يحاولون إخفاء وزنهم.
أعراض فقدان الشهية العصبي (القهم العصابي)
هذه ليست قائمة شاملة لكل العلامات والأعراض، إذ إن العديد من الناس المصابين بالمرض لا تظهر عليهم كافة الأعراض أدناه. أيضاً لا تظهر دائماً هذه العلامات والأعراض خصيصاً مع اضطراب فقدان الشهية العصبِي، فربما تظهر مع حالات مرضية أخرى.
الأعراض الجسدية
يتسم فقدان الشهية العصبي بقلة تناول المريض للطعام، فالأعراض الجسدية ما هي إلا نتيجة رفض الجسم للعناصر الغذائية الأساسية.
كما أن الجسد مُجبر على المحافظة على احتياجاته الغذائية بكلِ جهد للبقاء على قيد الحياة.
تظهر العديد من هذه الأعراض الجسدية فقط في حالة فقدان الشهية العصبي الحاد، بما أن الأعراض تظهر في حالات طبية أخرى؛ فمن المهم تقييم الحالة من قبل أخصائيين أو طبيب نفسي لتحديد التشخيص الصحيح والبحث عن علاج مناسب. الأعراض هي:
- آلام في البطن.
- الإصابة بفقر الدم، والتكدم بسهولة.
- أظافر هشة (سهلة الكسر).
- برود باليدين والقدمين.
- الإمساك.
- شعر ناعم (وبر) يغطي كافة أنحاء الجسم، والذي يساهم في الحفاظ على درجة حرارته.
- شعر جاف وخفيف.
- تجفاف حاد.
- تساقط شعر فروة الرأس.
- دوخة وفقدان التوازن وإغماء أحياناً.
- نقص كثافة العظم (ترقق بالعظام).
- انقطاع الحيض أثناء سن البلوغ أو تأخر أول دورة طمثية (لقد تم إلغاءه كمعيار تشخيص لـ DSM-5، وهو الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية)، كي يلائم معايير فقدان الشهية العصبي عند الرجال.
- إنخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
- انخفاض في كتلة العضلات وضعفها.
- تأثر زائد بالبرودة.
- شحوب وجفاف في البشرة.
- انخفاض ملحوظ بوزن الجسم.
الأعراض السلوكية
تُلاحظ هذه العلامات أفراد العائلة والأصدقاء بشكل واضح لدى الشخص المصاب بـ فقدان الشهية العصبي، إذ تُلاحظ هذه العلامات بوقت أبكر نوعاً ما من بعض الأعراض الجسدية. تشمل الأعراض السلوكية:
- رغبة فظيعة في التمرين حتى في أوقات غير ملائمة.
- قد يبدو مهووساً بالطبخ وشراء كتب خاصة بالطبخ أو مشاهدة عروض تلفزيونية تهتم بالطبخ أو أي مواضيع متعلقة بالطعام.
- الإصرار على ارتداء ملابس شتوية رغم دفء الطقس في الخارج.
- الابتعاد فترات طويلة لتجنب تناول الطعام أو مثلاً إختلاق أعذار تجنباً من تناول وجبة الطعام مع العائلة أو التظاهر بتناول الطعام مسبقاً، أو ربما إخفاء الطعام تجنباً من تناوله.
- رفض تناول أصناف معينة من الطعام أو كل طعام يحوي مكونات معينة مثل الكربوهيدرات أو الحلويات.
- عادات أكل غريبة أو طقوس تناول طعام كالإصرار على استعمال أواني وصحون معينة.
- تغييرات مفاجئة أو حادة كأن يصبح المريض نباتي أو يرفض تناول طعام غير عضوي رغم توفرهم.
- التحدث عن الخوف من اكتساب الوزن أو السمنة حتى في مرحلة فقدان الوزن.
- التحدث أو التفكير بشكل كبير بالطعام والوزن والسعرات الحرارية والحمية الغذائية أثناء الأحاديث الإعتيادية.
- وزن أنفسهم مراراً وتكراراً والنظر كثيراً في المرآة أو تفحص حجم أجزاء معينة من الجسم.
- الانسحاب من الأجواء العائلية والاجتماعية.
الأعراض النفسية
تبدو بعض هذه الأعراض أكثر صعوبة لتقييمها ومعرفتها خصوصاً لشخص غريب (أي خارج نطاق العائلة والأصدقاء المقربين).
حيث أن العديد من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين بمقدروهم تقييم من يحبون بأنه يعاني من بعض أو كل العلامات التحذيرية:
- الخوف.
- الإحباط.
- تدني تقدير الذات، وتحديد الجاذبية بالمظهر والوزن.
- سرعة الغضب.
- النقد الذاتي الشديد.
- تحفز ضئيل للمشاركة في العلاقات أو النشاطات الاجتماعية.
- حاجة شديدة لتقبل الأخرين (ضعف الثقة بالنفس).
من الجدير بالذكر، يتسم كل مصابي فقدان الشهية العصبي بالهزال، ويمكن تشخيص المرض لدى الأشخاص الذين فقدوا وزنهم بشدة مؤخراً، والذي قد يعتبره العديد أنه “الوزن الطبيعي”.
إذا كنت تعاني أنت أو من تحب من هذا المرض لا تترد في استشارة طبيب أخصائي، فهو أول خطوة تقدماً نحو التعافي.
الخلاصة
معظم الأعراض والعلامات لمرضى فقدان الشهية العصبي (القهم العصابي) قابلة للعلاج، إذ كنت تعاني أنت أو من تحب من هذا المرض، قد يأخذ ذلك وقتاً للتعافي، مع العلم أن التحدث مع الطبيب النفسي أو البحث عن دعم من الأحباء، تعد أول خطوة في طريقك للعلاج والتعافي.
اقرأ أيضأ: الشره المرضي العصبي (البوليميا)، الأعراض، المسببات، التشخيص والعلاج
المصدر: Anorexia Nervosa
تدقيق: محمود خضره
تحرير: جعفر ملحم