كيفية تأديب الطفل الغاضب الذي لا يحترم الآخرين ونصائح للوالدين

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

لماذا طفلي غاضب ولا يبدي الاحترام؟ لهذا السؤال جزءان: “لماذا طفلك غاضب” و “لماذا لا يحترم الغير”. لكن، تسهل الإجابة على السؤال الثاني أكثر من الأول. سنتحدث في هذا المقال عن كيفية تأديب الطفل الغاضب والتعامل معه، وسنقدم لك نصائح لتهدئة طفلك الغاضب ستفيدك في أن تسيطر على غضب طفلك.

يمكن أن يؤثر الغضب على الحكم وإدراك من هو المسؤول عن الأحداث السلبية، وعندما يغضب الطفل، يكون هناك إحساس باليقين بأنك على خطأ ويصعّب هذا التصور إظهار الاحترام عليه.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال مهارات التنظيم العاطفي للأطفال قيد التطور، لذلك من الصعب جداً على الطفل الغاضب أن يتصرف باحترام. 

قد يجد البالغون أن التعامل مع غضب أطفالهم أمرٌ محير، مستنزف ومجهد. عندما كنا أطفالاً، تعلمنا أن الغضب أمر سيء، وكثيراً ما كنا نعاقب أو نوبخ إذا عبرنا عنه.

لم نتعلم أبداً كيفية التعامل مع غضبنا أو التعبير عنه بشكل صحيح. نتيجة لذلك، غالباً ما نغضب على أنفسنا عندما نواجه غضب طفلنا. علاوة على ذلك، فإن عدم الاحترام الذي يظهره الأطفال في مثل هذه الأوقات يجعل التحكم في عواطفنا أكثر صعوبة. 

الآن بعد أن عرفنا من أين يأتي عدم الاحترام هذا، فلنكتشف كيفية التعامل مع الطفل الغاضب باستخدام نهج قائم على العلم، سنقدّم لك عشر نصائح لتهدئة وتأديب طفلك الغاضب.

1. لا تغضب أنت أيضاً

قد يؤدي سلوك الطفل غير المحترم إلى إثارة غضبك، وقد تشعر برغبة في معاقبته أو الصراخ، “كيف تجرؤ على التحدث معي بهذه الطريقة!” لذا لا بد من معرفة كيفية تأديب الطفل الغاضب.

نادراً ما ينجح استخدام ردود الأفعال التي لا تنم عن احترام لتعليم الاحترام، إذ يمكن للبالغين الفظّين تصعيد الأمور تماماً كما يفعل الأطفال الوقحون. يجب أن تكون قدوة جيدة، وبيّن لأطفالك كيفية الحفاظ على رباطة جأشهم واحترامهم حتى في المواقف العصيبة.

عندما يكون الطفل غاضباً، فإنه يختبر مشاعر كبيرة. إذا أصبحت غاضباً من عدم احترامه لك، فإنك تتجاهل مشاعره بينما تطالبه أن يراعي مشاعرك.

يحتاج الأطفال الذين لا يستطيعون التحكم في غضبهم إلى مساعدتنا للقيام بذلك. ركز عليه بدلاً من غضبك، إذ يعد القيام بـ “الأفضل” لأطفالنا جزءاً من التربية الصالحة، ووضع اهتماماتنا الخاصة قبل الأطفال ليس كذلك.

إذا كنت لا تستطيع أن تظل هادئاً في مواقف صعبة مثل هذه، فكيف تتوقع أن يقوم طفل بعقل في طور النمو وبمهارات تنظيم عاطفي أقل القيام بذلك؟ كما أن المشاعر معدية، ما يعني أن غضبك سيغذي غضب طفلك. لذا، أولاً وقبل كل شيء، حافظ على هدوئك.

يلعب الآباء أدواراً مهمة في تعليم أطفالهم كيفية التعامل والتأقلم مع التحديات. خذ نفساً بطيئاً، عميقاً وواعياً إذا كنت تواجه صعوبة في الحفاظ على الهدوء.

دع ذهنك يصفو وركز على مساعدة طفلك في تعلم كيفية التعامل مع غضبه أولاً. يمكنك دائماً العودة وتعليمه الاحترام عندما تمر العاصفة ويكون الجميع هادئين. لكن أولاً حاول أن تسيطر على غضب طفلك.

2. تأكد من سلامة الجميع قبل تأديب طفلك الغاضب

 في حالة الغضب الشديد، قد ينتهي الأمر بالأطفال الخارجين عن السيطرة بإيذاء الآخرين أو أنفسهم. إذا أظهر طفلك عدواناً جسدياً، فتأكد من وجوده في منطقة آمنة وإبعاد الآخرين وخاصة الأطفال عنه.

إذا كان طفلك يرمي الأشياء أو يضرب غيره، فستحتاج إلى السيطرة عليه جسدياً، من أجل سلامته وسلامة الآخرين.

ببساطة، عانقه بقوة وقل: “أنا آسف. ربما لا تريد عناقاً الآن، لكني بحاجة للحفاظ على سلامتك أنت والآخرين ومساعدتك على الهدوء. فلنعمل الآن على ذلك معاً. خذ نفساً بطيئاً وعميقاً … “

3. لا تستخدم العقاب لتأديب الطفل الغاضب

أن تؤدب طفلك يعني أن تعلمه، وليس من الضروري معاقبته لتحقيق ذلك، كما أنه ليس وسيلة فعالة. لا يعلم العقاب طفلك كيفية التحكم في غضبه، ويؤدي إلى شرخ في علاقتك معه، أي يمكن فقط أن تجعل الأمور أسوأ بذلك.

تعلم كيفية تأديب الطفل الغاضب دون اللجوء إلى العقاب البدني، فالعقاب البدني مثل الصفع والضرب ضار بشكل خاص لنمو الطفل وتطوره.

لم يُثبت أن الضرب غير فعال في تحسين سلوك الطفل فقط، بل هو مرتبط أيضاً بـ 13 نتيجة سلبية، بما في ذلك العدوانية، المشاكل الصحية النفسية، ضعف القدرة المعرفية وتعاطي المخدرات.

يصر بعض الآباء على أن العقاب ضروري لتعليم الأطفال العواقب عندما يكون الطفل متحدياً وقليل الاحترام.

هناك العديد من الدراسات البحثية التي تثبت أن التعليم أفضل من العقاب عند تأديب الطفل الغاضب. إذا كان أحد الوالدين على علم بهذا ولكن لا يزال مصراً على كيفية استخدام العقوبة، فقد تكون هناك مشكلات أعمق. هل يعاقب حقاً لتعليم طفله أو لرد الغضب الذي سببه؟

4. اعترف بغضب طفلك

يعني الاعتراف بغضب طفلك إدراك أن لديه مشاعر، حتى لو كانت مشاعر لا تحبذها، ويتعلق الأمر أيضاً بترك طفلك يتقبل مشاعره الخاصة.

تظهر الأبحاث أن قبول وتوكيد المشاعر والاعتراف بصدقها هو أفضل استراتيجية للتكيف من محاولة قمعها؛ فأولئك الذين يستخدمون القبول كآلية للتأقلم لديهم تحمّل أفضل للإجهاد العاطفي.

للاعتراف بغضب طفلك، يمكنك ببساطة وصف مشاعره بالقول: “أنت تشعر بالغضب الشديد. يبدو الأمر كما لو أنني لا أهتم بمشاعرك “.

عند الاعتراف، فإن أحد الأخطاء الشائعة هو الحكم عليها أو محاولة تغييرها بعد ذلك. على سبيل المثال، “أنت تشعر بالغضب، يبدو الأمر كما لو أنني لا أهتم بمشاعرك، لكن هذا ليس صحيحاً لأن … “، “لكن” كلمة مروعة. لا تضف “لكن …”.

المشاعر ليست صحيحة ولا خاطئة. إذا حاولت تغييرها أو الدفاع عن نفسك، فلا يزال الأمر متعلقاً بك وليس باحترام مشاعر طفلك.

في كثير من الأحيان، لا يغضب الأطفال لأنهم لا يحصلون على ما يريدون، بل لأنهم لا يشعرون بأن أحداً يسمعهم.

من خلال جعل الأمر يتعلق بما تعتقده، فأنت لا تعترف حقاً بمشاعرهم. لذا، ما عليك سوى وصف ما يشعرون به واترك الأمر عند هذا الحد.

5. حاول فهم مصدر الغضب قبل أن تقوم بتأديب الطفل الغاضب

اكتشف سبب مشاكل الغضب لدى طفلك. في بعض الأحيان، يكون السبب شيئاً صغيراً لا يسير كما هو مخطط له. وفي البعض الآخر، يكون الغضب المكبوت طويل الأمد ناتجاً عن علاقة متوترة بين الوالدين والطفل، لذا اطرح أسئلة استقصائية بهدوء لتحديد السبب.

 مثلاً، “هل أنت غاضب لأنك أردت تناول وجبة خفيفة قبل العشاء؟ كنت تتضور جوعاً، لكنني لم أدعك تتناولها، أليس كذلك؟ ”  أو “هل أنت غاضب لأنني أتجاهل ما تحتاجه دائماً؟”

عندما تطرح أسئلة، فإنك تعلم طفلك تسمية ووصف ما يمر به حتى يتعرف كيف يخبرك بها بدلاً من استخدام السلوك الفظ وغير المحترم أو الإدلاء بتعليقات ساخرة لتوضيح وجهة نظره.

يمكن للأطفال تحسين تنظيمهم العاطفي من خلال تعلم مهارات الاتصال، وسيتعلمون أيضاً طريقة مقبولة للتعبير عن مشاعرهم والاستماع إليهم.

هناك أسباب أخرى لغضب الطفل، فقد يستخدمه لتجنب العواطف المؤلمة مثل الشعور بالفشل، تدني تقدير الذات، الوحدة أو القلق؛ يمكنك معرفة ذلك بالسؤال فقط، واستمر في التحقيق بلطف لمعرفة سبب انزعاجه الشديد.

6. اعرض المساعدة على طفلك الغاضب

ساعد طفلك في إيجاد حل بديل إذا كان الغضب ناتجاً عن حاجة غير ملباة. إذا كان طفلك غاضباً لأنه لا يستطيع تناول الحلوى قبل العشاء عندما يكون جائعاً، فاقترح تناول البسكويت أثناء انتظاره.

دع طفلك يختار قدر الإمكان؛ بالطبع، تأكد من أن الخيارات مسموح بها فهذه إحدى أفضل النصائح لتهدئة طفلك الغاضب. 

قد يحتاج الغضب الناجم عن علاقة متوترة بينك وبين طفلك إلى مزيد من العمل. اعرض التحدث معه أكثر وتعلم الاستماع لاحتياجاته بدلاً من رفضها تماماً. اعمل على إصلاح وبناء علاقة صحية بينك وبينه، وساعده على تطوير تعلق آمن بأن تكون والداً متجاوباً.

يتمتع الأطفال ذوو التعلق الآمن بقدرة أفضل على تنظيم المشاعر السلبية وعادة ما يكون لديهم نتائج أفضل في الحياة.

7. علمه مهارات التنظيم العاطفي

اعرض مساعدة طفلك من خلال تعليمه كيفية تنظيم عواطفه. الشعور بالغضب مؤلم، ولكن عندما يمر الشخص بعواطف شديدة، يكون التخلص منها أمراً صعباً، لذا، علم طفلك كيفية التأقلم قبل حدوث ذلك مرة أخرى.

يعتبر التنفس العميق البطيء أو العد التنازلي من الرقم 10 هو الأسهل والأكثر فاعلية. إن التحدث عما يشعر به بدلاً من الانفجار في نوبات من الغضب هي طريقة أخرى قابلة للتطبيق للتعامل مع غضبه. إن مساعدة الطفل على تعلم التنظيم الذاتي سيمنعه من أن يصبح مراهقاً غاضباً في المستقبل.

8. علمه كيفية التعبير عن الاعتراض باحترام

تعلم كيف تسيطر على غضب طفلك، وعندما ينجلي كل الغبار ويهدأ الجميع، يمكنك العمل على تعليمه السلوك الصحيح. لا يمكننا فقط إخبار الأطفال بالسلوك الذي نجده غير مقبول، بل يجب علينا أيضاً أن نعلمهم الطرق المناسبة للتعبير عن اعتراضهم.

ابتكر عدة طرق يمكن استخدامها في المرة القادمة التي يواجهون فيها مثل هذه المشكلات. قل: “اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالاً على ما قد يفعله بعض الأطفال في هذه الحالة …”، ثم دربهم على ذلك؛ فمجرد قول، “في المرة القادمة افعلوا هذا، ليس هذا” لا يكفي. اطلب منهم التدرب عن طريق قول ذلك بصوت عالٍ لمساعدتهم على الالتزام به.

9. عزز الطبيعة الجيدة والخيّرة بداخله

واحدة من أفضل الطرق لتحفيز السلوك الذي ينم عن الاحترام وتقليل المشكلات السلوكية هي تنمية بذرة الطيبة والخير في الفرد.

كافئ الجهود الإيجابية باستخدام التعزيز الإيجابي. عندما يتم التعزيز الإيجابي بشكل صحيح، يغدو أداة تأديبية قوية للغاية يمكن أن تساعد في وقف السلوك السيئ عند الأطفال.

كن متيقظاً وستجد العديد من الفرص على مدار اليوم لمنح طفلك اهتماماً إيجابياً. امدحه عندما يحدث ذلك، “شكراً لك على انتظار العشاء بصبر. بعد ممارسة كرة القدم، لا بد وأنك جائع “، أو” أقدر طريقتك المهذبة عندما تطلب مني إعداد شطيرة لك”.

بالإضافة إلى ذلك، ذكره باستخدام تقنيات المواجهة التي تعلمها عندما ترى علامات عدم الاحترام أو الغضب.

10. تحلى بالصبر إن كنت تريد تأديب طفلك الغاضب

كن صبوراً مع طفلك. مثل أي مهارة جديدة، فإن التحكم في أعصاب المرء يستغرق وقتاً وممارسة. يتضمن التأديب الجيد استخدام المنطق وخلق بيئة من الهدوء والاحترام. يستخدم التأديب السيئ العقاب القاسي والسخرية والاعتداء اللفظي على الطفل.

لتربية شخص يحترم الآخرين ويتمتع بإحساس بالضمير، فإنه لا يحتاج إلى تطوير احترام الآخرين فقط بل احترام نفسه أيضاً.

قد يستغرق الأمر سنوات من الممارسة، ولكن عندما نُظهر الاهتمام، الرعاية، اللطف والاحترام بصدق، فسوف يتعلم في النهاية كيفية التعامل مع الآخرين بشكل صحيح.

تلك كانت أفضل النصائح لتهدئة طفلك الغاضب والقائمة على العلم، اتّبع هذه النصائح وستصبح قادراً على السيطرة على غضب طفلك معظم الأوقات.

خلاصة

تعد القدرة على التعرف على مشاعر الفرد وتنظيمها بشكل صحيح مهارة مكتسبة لا يولد بها الأطفال، وإنجاب طفل يُظهر سلوكاً يفتقر إلى الاحترام لا يعني أنك والد سيئ.

أنا تكون أباً فاعلاً ومؤثراً لا يعني أيضاً أن يكون لديك أطفال مثاليون؛ بل يعني أنك تبذل قصارى جهدك لمساعدة طفلك على النمو ليصبح شخصاً مؤدباً، ناجحاً، على خُلق ويتمتع بصحة جيدة.

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع المراهق الناكر للجميل؟

اقرأ أيضـاً: كيف تضبط سلوكيات مراهق لا يبالي بالعواقب؟

اقـرأ أيضاً: كيف تجعل طفلك يصغي إليك؟ إليك خمس حيل ونصائح مفيدة

المصدر: How To Discipline An Angry Child

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: