متلازمة انعدام الحافز هي حالة نفسية تتشخّص بتغيرات في شخصية الإنسان، مشاعره، ووظيفته الإدراكية.

سيواجه المشخَّص بهذه الحالة انخفاض في التركيز والحركة، اللامبالاة، والذاكرة الضعيفة.

تم الاطلاع على هذه الحالة للمرة الأولى في ستينيات القرن الماضي، مع الأشخاص ذو التاريخ الحافل مع الحشيش (القنب الهندي).

ومنذ ذلك الوقت، تم ربطها بإستخدام الأدوية ذات التأثير النفسي كالميتافيتامين وبعض أدوية السعال المتاحة دون وصفة طبية. 

إن كنت تفتقر إلى الحماس والإهتمام في الأمور التي اعتدت الفرح أثناء القيام بها، قد تكون مصاب بـ متلازمة انعدام الحافز. 

أعراض متلازمة انعدام الحافز

تتشابه عوارض متلازمة انعدام الحافزِ مع عوارض الاكتئاب، ولهذا السبب يتم أحياناً الخطأ في التشخيص على أنها اكتئاب. 

عوارض متلازمة انعدام الحافزِ الأكثر شيوعاً تتضمن اللامبالاة وفظاظة المشاعر. قد تتضمن عوارض أخرى غالباً مثل:

• فقدان الذاكرة على المدى القصير.
• صعوبة التركيز في المهمات.
• الغفلة.
• العزلة الاجتماعية.
• فقدان الشغف.

تشخيص متلازمة انعدامِ الحافزِ

تتشابه أعراض متلازمة انعدام الحافز مع الاكتئاب، ما قد يسبب الخطأ في تشخيصه على أنه اكتئاب. تظهر بعض الدراسات أن متلازمة انعدام الحافزِ تؤثر على الفص الجبهي للدماغ.

الفص الجبهي هو جزء من الدماغ وهو مسؤول عن:

• اتخاذ القرارات.
• تنظيم المشاعر.
• الوظيفة الادراكية.

العلامات المبكرة لمتلازمة انعدام الحافزِ هي علامات اللامبالاة، وتتضمن: 

• فقدان الذاكرة على المدى القصير والطويل.
• قلّة إظهار المشاعر.
• عدم القدرة على النشاطات التي تتطلب تركيزاً عالياً.

أسباب متلازمة انعدام الحافز

ليس هنالك بحث نهائي يشير الى المسبب الرئيسي لمتلازمة انعدام الحافزِ، إذ ربطت بعض الأبحاث الحالة إلى فرط استخدام الماريجوانا.

قد تكون أيضاً مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية السبب في متلازمة انعدام الحافز، فهي أنواع متشابهة من مضادات الاكتئاب، وهي تستخدم عادةً لمعالجة الاكتئاب وتتضمن المخدرات كالزولفوفت والبروزاك. 

هناك أيضاً  تقارير متعددة لإستخدام المواد ذات التأثير النفسي كالميتامفيتامين، وبعض أدوية السعال المتاحة بدون وصفة طبية والمذيبات المسببة لمتلازمة انعدام الحافزِ. 

تعتبر هذه المتلازمة واحدة من الحالات النفسية الأكثر شيوعاً للحدوث مع الأشخاص ذو تاريخ مع المواد ذات التاثير النفسي، وهذه المواد تعتبر أي نوع من المخدرات أو المواد التي تبدل طريقة عمل عقلك. 

أنواع متلازمة انعدام الحافز

متلازمة انعدام الحافز المسببة من قبل الماريجوانا ومثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية هما الأكثر شيوعاً لهذه الحالة. 

متلازمة انعدام الحافزِ المتعلقة بالماريجوانا

ظهرت متلازمة انعدام الحافزِ للمرة الأولى عند اولئك الذين يتعاطون الماريجوانا بكثرة، ومع ذلك، يكمل الرابط بين استخدام الماريجوانا وهذه المتلازمة ليكون مصدر الجدل والنقاش.

في حين أن بعض الدراسات أظهرت ان مستخدمي الماريجوانا بإفراط هم أكثر عرضةً لمواجهة متلازمة انعدام الحافزِ.

اعتقد الآخرون أن الماريجوانا لوحدها ليست مسؤولة عن هذه الحالة، بل أن المخدرات الترويحية تسبب فعلاً ارتفاع في نسبة السعادة لمتعاطيها. 

تعرض دراسة واحدة حول ربط الماريجوانا ومتلازمة انعدام الحافز متعاطي المرايجوانا المزمنة الذين يواجهون فقدان الحماس المتعدد بإحتمالية تشخيصهم بالاكتئاب، وقد تكون عوارض هذه المتلازمة فقط مظهر من مظاهر اكتئابهم وليست نتيجة الماريجوانا نفسها. 

أعلنت بعض الدراسات الأخرى أن متلازمة انعدام الحافزِ أكثر عرضةً للحدوث بين 16% و 21% لمستخدمي الماريجوانا بشكل مفرط. 

تظهر الدراسات فعلاً أن حشيش الكنابيس هو السبب في الغالب لمتلازمة انعدام الحافزِ. 

في دراسة سنة 2018، اختبر الباحثون الرابط بين تعاطي الماريجوانا ومتلازمة انعدام الحافز في 505 طالب جامعي.

اخذوا بعين الإعتبار العمر، الجنس، والعرق الديموغرافي، وتضمن أيضاً تقييمات شخصيات المشاركين. على سبيل المثال، اعتبر الباحثون في حال تعاطي المشاركين لأي نوع من المواد كالتبغ والكحول. 

في نهاية الدراسة، وجد الباحثون أن تعاطي الماريجوانا لوحدها يؤدي بشكلٍ ملحوظ الى انخفاض المبادرة والإصرار، مما يعتبر من عوارض متلازمة انعدام الحافزِ، واستنتجوا أن الماريجوانا خطرة فقد تؤدي إلى تطوير المتلازمة. 

متلازمة انعدام الحافزِ الناتجة عن مثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية

أبلغ بعض الناس عن تطور متلازمة انعدام الحافزِ من خلال إستخدام مثبطات استرداد السيروتونين الإنقائية إمّا على المدى البعيد أو القصير. 

مثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية مصمَّمة لتقليد الرسل الكيميائية كالسيروتونين في دماغنا، لتساعد في تقليل عوارض الاكتئاب ولتشعر بالتحسّن.

مع ذلك، ثبت أن هذا يسبب أحياناً تلف مستقبلات السيروتونين الأصلية في دماغنا. 

عندما تتلف هذه المستقبلات أو تصبح بالية، ستواجه صعوبة في إيجاد الحماس للقيام بالأمور التي تستمتع بها عادةً وستشعر بالحزن واللامبالاة. 

متلازمة انعدام الحافز هي أثارٌ جانبيةٌ محتملة لإستخدام مثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية والتي لا تقرير عنها غالباً.

في حين أن هناك معلومات محددة عن هذا العنوان، ويجب إجراء أبحاث عدة حول تسبب  مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لهذه المتلازمة.

أشارت دراسة أجريت في عام 2004 أن 20% من المشاركين أخبروا عن مشاعر اللامبالاة التي أصابتهم بعد أخذ هذه المثبطات، و 16.1% أخبروا عن فقدانهم لمشاعر الحماس والشغف. 

على الرغم من وجود عدة أبحاث حول كون المثبطات السبب وراء متلازمة انعدام الحافزِ.

ما تزال الأبحاث الأخيرة غير موجودة لربط الحالة بإستخدام المثبطات، ويجب القيام بأبحاث أكثر حول الرابط ما بين متلازمة انعدام الحافزِ وإستخدام المثبطات. 

علاج متلازمة انعدام الحافز

تم تشخيص هذه المتلازمة بعوارض متعددة والتي تتشابه مع عوارض الاكتئاب، ولهذا السبب يتشابه علاج الاكتئاب مع علاج متلازمة انعدام الحافز. 

يوصى بإستخدام مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي كعلاجٍ لهذه الحالة، في حين إن كانت المثبطات هي السبب وراء متلازمة انعدام الحافزِ، وسيوصي طبيبك بتقليل تركيز الدواء إلى حد إيقافه بشكلٍ نهائي. 

هناك 3 طرق في كيفية علاج متلازمة انعدام الحافزِ الناتجة عن المثبطات:

• عبر تقليل عيار دواء المثبطات.
• إضافة دواء ثاني يساعد في تقليل أعراض متلازمة انعدام الحافز.
• تبديل نوع مضاد الاكتئاب المستخدم، كمثبطات امتصاص السيروتونين على سبيل المثال. 

الطريقة الأكثر فعالية لعلاج متلازمة الماريجوانا هي عبر تقليل تعاطي الماريجوانا ببطئ، وذلك أن إيقافها بشكلٍ مفاجئ سيزيد من حدة عوارض المريض. 

بعض الجدل حول هذه المتلازمة

زعمت بعض الدراسات نفي وجود متلازمة انعدام الحافز. حسب تقرير منظمة الصحة العالمية، والدليل الوحيد حول وجود هذه الحالة يتضمن تقارير المراقبة وتاريخ الحالات. 

حالياً؛ لم تسفر أي من الدراسات البحثية حول متلازمة انعدام الحافزِ عن أي دليل قاطع على وجودها. 

الخلاصة

إن كنت تشعر باللامبالاة وفقدان الحماس في القيام بنشاطاتك العادية، من المفيد أن تتواصل مع أحدٍ مختصٍ في العلاج النفسي ليشخّص حالتك وعلاجك من متلازمة انعدام الحافز. 

اقرأ أيضاً: ما هي الرجولة السامة؟ وكيف من الممكن أن تضر بحياة الرجل؟

المصدر: Amotivational Syndrome