You do not have permission to view this result. الضغائن تثقل صدر حاملها، فما مضار حمل الضغينة على الصحة النفسية والجسدية؟ | Obstan - أوبستان

الضغائن تثقل صدر حاملها، فما مضار حمل الضغينة على الصحة النفسية والجسدية؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يشير تعبير حمل الضغينة “Holding a Grudge” إلى كبت مشاعر الغضب والمرارة والنقمة أو أي مشاعر سلبية أخرى بعد فترة طويلة من قيام أحد ما بأذيتك.

يكون ذلك عادةً استجابة لشيء قد حدث للتو و قد يتطور أحياناً بعد إدراكك ببساطة بأن هذا الشخص ضدك أو يخطط لأذيتك سواء كان كذلك صحيحاً أم لا. يمكن وصف الضغائن أيضا بأنها التفكير المستمر بشأن شخصٍ و/أو حادثةٍ بسوء نية.

ربما قد نكره الاعتراف بهذا، إلا أن حمل الضغينة يعد طريقةً يستجيب بها الناس لشعورهم بالظلم.

إذا كنت لا تزال غاضباً جداً بعد فترةٍ من حادثة ما، فقد تكون متمسكاً بهذه المشاعر السلبية لمدةٍ طويلة للغاية؛ وأحياناً أطول من الفترة التي يحتاجها الآخرون لتجاوزها. قد تتذكر العديد من الأحداث السيئة الماضية، وتعيد إحياء هذه التجارب كل مرة تفكر فيها بهذا الشخص أو تتفاعل معه، سواء أظهرت استياءك بوضوح له أو أبقيت ذلك لنفسك، وربما قد تحمل ضغينةً عن قصد؛ لكن من الممكن ألا تكون واعياً لذلك أحياناً.

مهما كانت نواياك أو سبب شعورك بالمرارة واللوعة، فإن حمل الضغينة قد يؤذيك بقدر الأذى الذي سببه الشخص الذي أشعل هذه الضغينة.

في هذا المقال ستتعلم كيف يؤثر التشبّث بالغضب عاطفياً، جسدياً واجتماعياً على الفرد. وأيضاً، كيف تبدأ بالتخلي عما تحمله من ضغائن وكيف تواجه غضبك بطريقة صحية أكثر.

مقدمة

يُعد حمل الضغينة أحد الطرق التي يستجيب بها الناس للمشاعر والأحداث السلبية منذ الطفولة الباكرة، و رد الفعل هذا شائع خاصةً إذا كنت تعتقد أن شخصاً ما قد قام بأمرٍ ما عن قصد، باستهتار أو بلا تفكير من أجل أن يؤذيك، و تحديداً إن لم يُظهر اهتماماً أو لم يحاول الاعتذار وتصحيح الموقف.

إذا كانت ثقتك بنفسك منخفضة ومهاراتك بالمواجهة ضعيفة، وإن كنت تشعر بالحرج من الأذية و/أو كنت سريع الغضب، فلديك احتمالٌ أكبر لأن تحمل ضغينةً داخلك.

على الرغم من كون الجميع معرضين لحمل ضغينةٍ عَرَضية، إلا أن بعض الناس يميلون للتمسك بمشاعر الاستياء أو الغضب أكثر من أناس آخرين. أحياناً، قد يكون حمل الضغينة ولوم الآخرين شكلاً من أشكال الدفاع عن النفس.

منشأ الضغينة

على نفس المنوال، قد يكون بعض الناس على إدراكٍ كامل بأنهم يأججون مشاعر الحقد أكثر من غيرهم ممن لا يدركون أنهم يلعبون دوراً بإبقاء الغضب مشتعلاً. قد ينمو الحقد المستمرّ من مجموعة متنوعة من المشاكل سواء كانت كبيرة أو صغيرة.

على سبيل المثال، قد تأتي الضغينة نتيجة إهاناتٍ بسيطة ظاهرياً، مثل عدم اختيارك ضمن الفريق من قبل أحد ما، استيلاء أحدهم على مقعدك المفضل، عدم إضافتك لمجموعة محادثة وعدم دعوتك لحدث ما أو مناداتك باسم خاطئ، عدم ملاحظتهم لتسريحة شعرك الجديدة، النظر إليك بطريقة غريبة أو حتى الاصطدام بك ببساطة.

وبالطبع، ينشأ الاستياء والغضب طويل الأمد أحياناً من أخطاءٍ أكبر، مثل أن ينسى أحدهم يوم ميلادك أو ألا يساعدك عندما تحتاجه، وأن يقوم بتعليق طائش أو وقح أو أن يقلل من قيمتك بطريقة مؤذية أخرى.

قد تنشأ الضغائن بشكلٍ طبيعي من أحداثٍ أكثر فظاعةً، مثل أن ينسب أحدهم فضل جهودك في العمل لنفسه، الكذب، الاتهامات الزائفة، نسيان أو تجاهل أمرٍ مهم أو أن يتودد أحدهم إلى شريكك أو إلى الشخص المعجب به.

بالإضافة لذلك، قد تحمل أنت والشخص الذي أساء إليك ضغائن تجاه بعضكما البعض، فتتسع بذلك دائرة المرارة والغضب واللوم. يرتبط حمل الضغينة أحياناً بأفكار الناس السلبية التلقائية والتشوهات المعرفية.

تعيش بعض الضغائن لفترة قصيرة نسبياً عند البعض، إذ يتم تخطيها بالنهاية أو تتبدد نهائياً، بينما يمكن أن تستمر الضغائن عند آخرين طيلة الحياة.

لكن، يبدو أن الغضب من فينةٍ لأخرى أو الانزعاج والحسرة وخيبة الألم أو الشعور بأن أحدهم يهاجمك أو يتجاهلك أو يقلل من قيمتك؛ وكل هذه المشاعر السلبية هي واقعٌ لا يمكن تجنبه في الحياة، وأن مواجهتها بطريقة إيجابية أمرٌ ضروري لحياة صحية سليمة، وحمل الضغينة يأتي بنتائج عكسية على هذا الأمر دائما.

هل يُعد حمل الضغينة مؤذياً؟

بشكل أساسي، لا يعد حمل الضغائن جيداً لك، فهو يجعلك رهينةَ غضبك وأكثرَ عرضة للتفكير الدائم بالحدث بدلاً من تجاوز الأمر والمضي قدماً في الحياة، وقد تظن أن إضمار نوايا سيئة لشخص آخر ستؤذيه هو فقط، لكن في النهاية أنت الوحيد الذي سيعاني منها.

تثبّط الضغينة من قدرتك على مواجهة أو حلّ المشكلة وتبقيك عالقاً في الماضي ومحتجزاً في دوامة حادثٍ مزعج أو موقفٍ يسبب لك القلق، ولا تحلّ الضغينة مشكلتك، ومن غير المحتمل نهائياً أن تجعلك تشعر بأي تحسن.

من المؤكد أنه من غير الصحي ألا تشعر أو تعالج مشاعرك كلياً (وتتقبلها)، إلا أن الأبحاث قد أظهرت أن تشبثك بهذه المشاعر السلبية، عوضاً عن حلّها، أمرٌ مؤذٍ أيضاً ويمكن أن يكون سبباً لسلوكٍ غير مُرضٍ (مزعج) ولضعف صحتك بشكل كبير.

تعود عبارة ” حمل الضغينة ” “holding a grudge”  للكلمة الفرنسية القديمة grouchier والتي تعني “حانق” وهي مرتبطة بالكلمة الإنكليزية “grouch” ” التذمر”، وهناك كلمات ألمانية وإنجليزية قديمة لها معانٍ مشابهة يتم ترجمتها إلى “أن يتذمر”، “أن ينحَب” ” أن يصرخ”.

من الواضح أن حمل الضغينة قد يكون ضاراً و مؤذياً للشخص الذي يحملها تماماً مثل الأذية التي سببت نشوء هذه الضغينة.

تأثير حمل الضغينة على الصحة النفسية 

يؤثر حمل الضغينة على الصحة النفسية بشكلٍ كبير وبطرق مختلفة، أهمها أن كبت الغضب سيجعلك عموماً أكثر غضباً. و بدلاً من التقبّل والمضي قدماً من تجربةٍ سلبية أو إيجاد حلّ مقبول، يسجنك التمسك بالأمر في حلقةٍ من الاستياء والمرارة، فقدان الأمل، الفراغ أو الغضب.

ببساطة، يجعلك كبت المشاعر السلبية معرضاً أكثر للمزيد من الأفكار والمشاعر المزعجة بشكلٍ طبيعي ما يحرف عقلك باتجاه السلبية سواء ببطء أو بتحول سريع. ولا جدل بأن التركيز على السلبية يضعف صحتك العامة.

إن إحياء الموقف والمشاعر السلبية مجدداً، وعدة مرات، يعد أمراً مزعجاً، مستنزفاً ومحبطاً. لأن لا حلّ يلوح في الأفق أو لا شيء يتغير إلا ازديادُ مشاعر الغضب والأذى.

الأعراض النفسية لـ حمل الضغينة

في الحقيقة، أظهرت الدراسات أن الإسهاب في التفكير بموقفٍ مزعج يجعلك تشعر أن هذا الموقف ليس ببعيد الحدوث على الرغم من مرور الوقت عليه.

بالإضافة لذلك، إذا كنت في النهاية تبالغ بالمشكلة أو التجربة في عقلك، وهو أمرٌ شائعٌ نوعاً ما. فإن حمل الضغينة سيجعلك أكثر ألماً من الموقف نفسه، وللأسف فإن هذا الجرح ذاتيّ المنشأ لن يجعلك تشعر بتحسن على الإطلاق .

يخلق الاستياء والحنق الداخلي المتراكم الفرصة للمزيد من القلق والتوتر، الدفاع والعدائية والسلبية. وكلها قد تزيد استعداد الفرد لمشاكل صحية نفسية. مثل:

  •  القلق.
  • السلوك العدواني.
  • الاكتئاب.
  • سوء تنظيم العواطف.
  • اضطرابات المزاج الأخرى.
  • أذية النفس والتفكير الانتحاري.

أظهرت الأبحاث أن التنظيم غير الصحي للعواطف، لوم الآخرين، كبت المشاعر والتمسك بالسلبية منها ستولّد المزيد من هذه المشاعر.

تؤدي المسامحة والتقبل، من جهة أخرى، إلى استقرارٍ نفسي وعاطفي أكثر وإلى شعورٍ أقل بالقلق وصحةٍ عامة أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، يجعلك كتمان الغضب أكثرَ تركيزا على الانتقام الذي يتضمن أفعالاً عدوانية. ناهيك عن أن العيش تحت الضغط يؤدي إلى استنزاف طاقة الفرد.

تأثيرات حمل الضغينة على الصحة الجسدية

أظهرت الدراسات أن التمسك بالغضب بدلاً من الاستجابة له بالمسامحة و/أو تخطيه له تأثيرات بالغة على الصحة الجسدية. ومن المحتمل أن يعود ذلك إلى القلق الذي يضيفه حمل الضغينة.

يمكن أن يسبب القلق المزمن طيفاً من التأثيرات الصحية الواسعة على الجسم، مثل:

  • صحة القلب والأوعية.
  • عملية الهضم.
  • الإنجاب.
  • النوم.
  • الجهاز المناعي.




 من المعروف أن كلا من الصداع، الأرق، التلبك المعوي، أمراض القلب والربو هي من أكثر الأمور التي يشيع حدوثها عند من يعيشون تحت درجات عالية من الضغط. خصوصاً أولئك الذين لا يستجيبون بشكل جيد للتغيير أو للمواقف الصعبة. ويؤدي إيجاد الوسائل الفعالة للترويح عن الغضب والاستياء وأنماط التوتر الأخرى. مثل التخلي عن الضغائن، إلى الحد من هذه الأعراض الجسدية.

تبين أن الغضب المفرط يؤثر بشكلٍ كبير على الوظيفة المعرفية والتنفيذية. في الحقيقة، وجدت إحدى الدراسات أن مهارات صنع القرار تَضعَف عند من يعانون من مستوياتٍ عالية من الغضب. وكذلك ترتبط الذاكرة وفهم الواقع بشكلٍ سلبي بحمل الشخص للضغينة.

التأثيرات الاجتماعية 

لحمل الضغائن تأثيرٌ كبير على الحياة الاجتماعية أيضا، إذ يمكن أن يسبب رد الفعل القاسي على المواقف المؤذية القطيعةَ مع أفراد العائلة وأن يخرب الصداقات أو أن يحدّ من عدد الناس الذين تخالطهم. لكن، من المهم الانتباه إلى أن إنهاء أو الحدّ من بعض العلاقات، خصوصاً إذا ارتأيت بأنها علاقاتٌ سامة، قد يكون أمراً جيدا.

ومع ذلك، خذ وقتك لتقييم ما إذا كنت تبالغ برد الفعل أو إذا كان بالإمكان اتخاذ إجراءٍ آخر لرأب هذا الصدع قبل أن تُبعد شخصاً ما عن حياتك.

أيضاً، خذ بالاعتبار أن ضمر الاستياء يمكن أن يمتد إلى علاقاتك الأخرى بعيداً عن علاقتك مع الشخص الذي تستاء منه ليتضمن أشخاصاً آخرين ممن يرفضون حقيقة أنه لا يمكنك التخلص من مشاعر الغضب.




وإذا نظر إليك الناس على أنك شخص يحمل الضغائن بشكلٍ متكرر، عندها سيقلّ ميلهم إلى الاختلاط بك أو الثقة بأن تكون بجانبهم. حتى لو لم تكن تحمل ضغينة تجاههم، بالإضافة لذلك. قد تفقد منظوراتٍ أخرى لجوانب مختلفة من علاقتك مع الشخص أو الأشخاص الذين تشعر أنهم أخطؤوا بحقك.

على سبيل المثال، إذا كان جُلّ تركيزك على حقيقة أن صديقك قد ألغى خطتكم سوياً في اللحظة الأخيرة. فقد تنسى أنه يمكن الوثوق به جداً عادة، أو قد تفشل بالتعاطف معه كونه قام بذلك لأنه غارق في العمل أو لا تتذكر أنك قد ألغيت خطتكم سوياً مؤخراً أيضاً.

من الممكن أيضا أن تنسى أنه عندما يتأخر صديقك عادة أو لا يأتي؛ فإن هذا الأمر لا علاقة لك به. وأنت لا تريد أن يعرقل غضبك تجاه هذه الصفة السيئة علاقة الصداقة بينكما. وإذا أقدم شريكك على فعل أمر مؤذٍ حقاً، تذكر أن الغفران له فقط يمكنه أن يشفي هذه العلاقة، طبعاً باعتبار أن هذا ما ترغب به.

كن على علم بأنه إذا كان لديك أطفال فإنك تضع لهم هذا السلوك مثالاً يحتذون به. وأن التمسك المستمر بمشاعر المرارة بدلاً من معالجة المشاكل السلبية من خلال المسامحة، التقبل، الحزن، حل النزاع. أو غيرها من الطرق الصحية أكثر في التعامل مع الموقف سيعلم الأطفال تقليد نفس السلوك.

الفوائد المحتملة لحمل الضغينة

على الرغم من وضوح فكرة أن حمل الضغائن بشكل متكرر يؤدي إلى الكثير من المساوئ. إلا أنه من المهم النظر في أية فوائد محتملة قد يأتي بها إبقاء هذه المشاعر السلبية.

بدايةً، كما لاحظنا سابقاً، ليس من المثالي أن تتجاهل مشاعرك أو تدفنها. لذلك قد يكون من المفضل في بعض الأحيان حمل الضغائن بدلاً من تجاهل تلك المشاعر كلياً.




 قد يكون حمل الضغينة عند بعض الناس الخطوة الأولى في التقبل والاعتراف بمشاعرهم؛ سواء لأنفسهم أو للشخص الذي أخطأ بحقهم.

بينما يعد من الأفضل أن تتعامل مع مشاعرك بشكل مباشر أو، إن أمكن، مناقشة المسألة مع الشخص الذي يزعجك. إلا أن حمل الضغينة على الأغلب هو ما يضع حجر الأساس للوصول لهذه الأمور. بدلاً من تجنب الاستجابة للموقف أو تجنب مشاعرك كلياً.

إذا كان حمل الضغينة المؤقت يحملك على التحدث مع الشخص عن الأذى الذي سببه لك أو على تتدارك موقف مثير للقلق والانزعاج، فلا بد أنه أمر جيد عملياً.

يحمل الناس الضغينة غالباً عندما يشعرون أن شخصاً ما قد خذلهم، وبينما يمكن تبرير شعور الانزعاج أو الاستياء. كما لاحظنا مسبقاً، إلا إن معالجة الموقف وجهاً لوجه مع الشخص المعنيّ يعد أكثر الطرق المناسبة والصحية. خصوصاً أن أصل هذه المشاكل على الأغلب هو سوء التفاهم والتوقعات غير الصحيحة.

يريد الناس أحياناً إلقاء اللوم فقط، حتى إن لم يكن أحد مخطئ، مما يزيد النزعة لحمل الضغينة خصوصاً إذا كنت تحتفظ بمشاعرك لنفسك و تتخلص منها في النهاية.




على سبيل المثال، عندما يقوم أحدهم بتصرف ما أحيانا (كالاصطدام بك) فقد يكون له عواقب أكبر وغير محسوبة. مثل إسقاطك لمشروبك وسكبه على لباسك المفضل. وهذا ما يجعلك تحمل ضغينة حتى لو بدا أن الغضب على هذه الزلة غير عادل ، بالرغم من أن لباسك قد أُفسد.

في مثل هذا الموقف، ستشعر أن غضبك غير مبرر وخاطئ كلياً. ولكن التمسك به قد يساعدك في معالجة مثل هذا الموقف المزعج، وإبقاء الضغينة في نفسك سيجعلك تشعر بالغضب من دون أن تواجه الشخص الذي تلومه. وهو أمرٌ لا تريده إذا لم يكن هذا الشخص يستحق اللوم فعلا.

بينما لا تبدو هذه الطريقة بأنها المثلى للتعامل مع المواقف المزعجة. إلا أنها مفضلةٌ على المبالغة برد الفعل المفرط أو اتهام الناس بأمور لم يفعلوها.

النزعة إلى حمل الضغينة

تشير الأبحاث والأدلة القولية المتناقَلة إلى فكرة أن بعض الناس يميلون لحمل الضغينة أكثر من غيرهم. إذ أن الأشخاص الذين يتصفون بالغيرة، الحساسية، عدم النضج، السلبية وعدم القدرة على التحكم بالانفعالات هم أكثر قابلية لحمل الضغائن.

يمكن أن تشارك كلٌّ من العوامل الثقافية، التربوية، البيئية والجينية، نمط الحياة وعوامل أخرى في نزعة شخص ما لأن يكنّ مشاعر الاستياء أيضاً.

من المرجح أن تستجيب بعض أنماط الشخصيات بنفس هذه الاستجابة لمشاعر المرارة أو الغضب. في الحقيقة، من غير المحتمل أن يحمل الناس الأكثر تعاطفاً والأكثر مرونة والذين لديهم قدرة أكبر على تنظيم الذات. و يمتلكون مهارات مواجهة وتأقلم أقوى أن يحملوا الضغائن.

المثير للاهتمام، هو ما تُظهره الأبحاث بأن بعض العادات الحياتية، مثل ممارسة التمارين بانتظام. يمكن أن تجعلك أكثر قابلية للتسامح وللتعامل بمرونة مع المواقف السلبية. 




بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أكثر أن يحمل الناس الذي يميلون للشعور بالانزعاج. أو لأن يكونوا ذوي مشاعر هشّة أن يضمروا الغضب. وأن يلقوا باللوم على الآخرين بدلاً من تحمل المسؤولية في هذه المواقف أيضا.

في الحقيقة، يمكن للأشخاص الذين لديهم اضطرابات صحية نفسية مختلفة، كاضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، أن يُظهروا سلوكيات نابعة من الغضب والانزعاج، وهذا ما يجعلهم ذوي قابلية أكبر لحمل الضغائن.

في النهاية، فإن بعض الناس لديهم مَلَكة القدرة على النهوض والتعافي من الجروح أو التعامل معها بشكل مباشر(أو أنهم يعملون بجهد لذلك).

بينما يميل آخرون إلى الشعور بالسخط والازدراء. قد يكون جزء من هذا الاختلاف خارجاً عن إرادتك. ولكن هناك أيضاً استراتيجيات يمكن للناس اتباعها لتطوير آلياتٍ أكثر صحة لمواجهة وتدبير الغضب.

حمل الضغينة مقابل المواجهة الصحية 

إذاً، كيف تعرف ما إذا كنت تحمل ضغينة أو إذا كنت ببساطة تشعر بمشاعر غضب عادية تجاه أمر ما؟




يكمن الفرق في أن الغضب الصحي عادة ما يتبدد مع الوقت و/أو بالحلول المناسبة. مثل التحدث عنه أو الحصول على اعتذار، أو إصلاح سوء التفاهم أو الوصول للتقبّل و/أو إنهاء العلاقة. بالمقابل، ينطوي حمل الضغينة على العكس، أي عدم ترك الأشياء تمضي أو تقبل أي حل مهما يكن.

تتضمن الاستراتيجيات الأخرى ملاحظة ما إذا كنت تشعر بتحسن بعد التفكير أو التحدث عما حدث. إذا كان هذا ما تشعر به فأنت بهذا الشكل تقوم بمعالجة مشاعرك بطريقة فعالة.

لكن، إذا كنت تشعر بالتوتر والانهزام أو الانفعال بعد مراجعة الأحداث في عقلك أو بعد مناقشة المشكلة. فأنت على الأغلب تكوّن ضغينة عوضاً عن مواجهة الأمور بطريقة صحية.

في حال لم تكن متأكداً مما تشعر به، اعتبر أن صديقك قد وصف لك ما حدث كأنه أمر حدث له وتأمل رد فعلك تجاه الحدث. هل ستبقى تشعر بنفس الاستياء إذا لم يكن الأمر متعلقاً بك؟ وأيضاً، فكر فيما إذا كنت ستشعر بالراحة (أو الإحراج) عند إخبارك شخصاً قريباً منك عما تفكر به داخل عقلك فيما يخص مشاعر الضغينة بداخلك. وتأمل فيما إذا كان سيعتقد أن رد فعلك مبرر أم أنه مبالغ به.




إضافة لما سبق، يمكنك دائماً أن تسأل شخصاً تثق به عن رأيه في كيفية تعاملك مع الموقف. إذ أن الأخذ بمنظور شخص آخر، تقدّر حُكمه على الأمور. قد يساعدك في فهم ما إذا كنت تحمل ضغينة أو أنها مجرد عملية غضب مبرر وطبيعي. في كلا الحالتين، فإن التحدث عن الموقف وعن مشاعرك سيساعد في فهم ماذا حدث، وكيف عليك أن تمضي قدماً.

نصائح للتخلص من مشاعر الضغينة

إذا وجدت نفسك تتمسك بمشاعر المرارة والضغينة بدلاً من التخلص منها. فمن المفيد التحدث مع مستشار أو حتى مع صديق أو حبيب، كما ذكرنا مسبقاً.

يساعدك الخروج من حيز التفكير المستمر على توضيح الأمر و وضع خطة للبحث عن حل أفضل. قد يعطيك الحديث عما تعانيه من صراع داخلي مع معالجك النفسي رؤىً عن سبب حملك للضغائن. وقد يساعدك على تطوير مهارات استجابة أكثر فعالية للمواقف الصعبة والمؤذية.

بالإضافة لذلك، قبل أن تستبق النتائج أو أن تحكم على تصرف شخص ما. سيساعدك الحديث مع من تثق به على أن تضع نفسك مكان الشخص الذي أساء لك. خذ بالاعتبار أن أسوأ الشكوك التي تراودك قد تكون غير دقيقة. أو أن أفعال الناس السلبية بالحقيقة ليس لك علاقة بها على الإطلاق. أو أن يومهم كان سيئاً ليس أكثر، وربما قد أساؤوا فهم ما تأمله منهم أو أن حظهم قد ساء على الرغم من نواياهم الحسنة. 




استثمر الوقت بالتعلم والتدرب على مهارات المواجهة والتأقلم الإيجابية، مثل أن تسامح حقاً من تسببوا لك بالأذى، وبممارسة آليات التحكم بالقلق السليمة التي تتضمن:

  •  تقبّل ما حدث والمشاعر الخاصة به وما يمكنك فعله للتعويض.
  • خذ بالاعتبار دورك الشخصي بالأمر وما كان يمكنك فعله أو قد تفعله بشكل مختلف.
  • اكسب التعاطف سواء مع نفسك أو مع من تحمل ضغينة تجاهه.
  • جرب ما يشتت الانتباه عن الحدث المزعج؛ شاهد فيلماً، اقرأ كتاباً، ارسم أو قم بأي شيء تستمتع به ويجعلك تبعد تفكيرك عما يزعجك.
  • مارس اليوغا، التمارين الرياضية والتأمل.
  • ركز على إيجابيات ما حدث.
  • احصل على قسط كاف من النوم.
  • تعلم مهارات تدبير الغضب.
  • عش اللحظة (بوعي تام).
  • ضع خطة نهائية تتضمن الطرفين.
  • تدرب على التنفس الذي يبعث على الانتعاش والحيوية.
  • تقبّل مشاعرك وعالجها بدلا من الحكم عليها؟
  • قل ما يجب أن تقوله للشخص الذي تكنّ له ضغينة (أو أرسل له رسالة نصية أو بريدا إلكترونيا أو رسالة ورقية).
  • ضع حدوداً صحية لعلاقاتك مع الآخرين.
  • امض الوقت مع أحبائك أو مع حيوانك الأليف.
  • تحدث مع الأصدقاء الداعمين.
  • دوّن مشاعرك.

الخلاصة

في النهاية، من المهم جداً معالجة المشاعر المسببة للضغينة؛ لأن التمسك بهذه المشاعر يعد غير صحيّ لكل المتورطين بها. لا يعد الاندفاع للمسامحة أو تجنب التعامل مع المواقف غير المريحة حلولا جيدة. فبدلاً عن ذلك، ضع نصب عينيك هدف تنظيم المشاعر والأحداث الصعبة. وفي حال احتاج الأمر، أعط نفسك قليلاً من الوقت لأن تحزن أو تغضب أو لأن تتخبط بالمشاعر والأفكار. ولا تدع طرق مواجهة الحادثة المزعجة تغدو حالة طويلة الأمد. بل اهدف إلى معالجة المشكلة، حلّها والمضي قدماً.

اقرأ أيضاً: الكد العاطفي، تعريفه وأين يظهر؟

المصدر: The Mental Health Effects of Holding a Grudge

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: