نظرية الهوية الاجتماعية وتأثيرها على السلوك

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الهوية الاجتماعية هي الجزء من الذات والمحدد بعضوية الفرد في الجماعة. تصف نظرية الهوية الاجتماعية، والتي صاغها عالما النفس الاجتماعي هنري تاجفيل وجون تيرنر، الشروط التي تصبح الهوية الاجتماعية فيها أكثر أهمية من هوية الشخص كفرد.

تحدد النظرية أيضاً الطرق التي يمكن أن تؤثر الهوية الاجتماعية من خلالها على السلـوك بين الجماعات.

نقاط أساسية في نظرية الهوية الاجتماعية

تصف نظرية الهوية الاجتماعية والتي صاغها عالما النفس الاجتماعي هنري تاجفل وجون تيرنر في سبعينات القرن الماضي، العمليات المعرفية (الإدراكية) المرتبطة بالهوية الاجتماعية. وكيف تؤثر هذه الهوية على السلوك بين المجموعات.

تقوم نظرية الهوية الاجتماعية على ثلاثة مكونات معرفية أساسية. وهي التصنيف الاجتماعي، التحديد الاجتماعي، والمقارنة الاجتماعية. بينما كيف تؤثر الهوية الاجتماعية على السلوك.

بشكل عام، يرغب الأفراد في الحفاظ على هوية اجتماعية إيجابية. وذلك من خلال المحافظة على المكانة الاجتماعية المفضلة لمجموعتهم على تلك الخاصة بالمجموعات الخارجية ذات الصلة.

يمكن أن تؤدي المحسوبية (التحيز) داخل المجموعة إلى نتائج سلبية و تمييزية. ولكن تبين الأبحاث أن المحسوبية داخل المجموعة والتمييز خارج المجموعة ظاهرتان منفصلتان ولا تتنبأ إحداهما بالأخرى بالضرورة.

دراسات في التحيز داخل المجموعة

نشأت نظرية الهوية الاجتماعية من أعمال هنري تاجفيل الأولى، والتي فحصت الطريقة تؤدي بها العمليات الإدراكية إلى القوالب النمطية الاجتماعية والتحيز. بينما كيف تؤثر الهوية الاجتماعية على السلوك.

قاد ذلك إلى سلسلة من الدراسات التي أجراها تاجفيل وزملاؤه في أواخر سبعينيات القرن الماضي والتي يشار إليها بدراسات المجموعات الدنيا (الصغرى). بينما كيف تؤثر الهوية الاجتماعية على السلوك.

في هذه الدراسات، تم وضع المشاركين في مجموعات مختلفة بشكل اعتباطي. على الرغم من أن عضويتهم في المجموعة لا فائدة منها، إلا أن الأبحاث أظهرت أن المشاركين فضلوا المجموعة التي تم تعيينهم فيها (مجموعتهم الداخلية) على المجموعة الخارجية.

وذلك حتى لو لم يجنوا أي فوائد شخصية من عضوية مجموعتهم ولا يعرفون أياً من أعضاء المجموعات الأخرى.

أظهرت الدراسات أن عضوية المجموعة كانت قوية جداً، لدرجة أنه يمكن لتصنيف الأفراد ضمن مجموعات ببساطة هو أمر كافٍ لجعل هؤلاء الأفراد يفكرون في أنفسهم من ناحية أنهم أعضاء في المجموعة.

الأكثر من ذلك هو أن هذا التصنيف أدى إلى نشوء المحسوبية ضمن المجموعة والتمييز خارج المجموعة، ما يشير إلى أن الصراع بين المجموعات يمكن أن يظهر حتى في غياب أي منافسة مباشرة بين المجموعات.

قدم تاجفيل وتلاميذه بعد ذلك نظرية الهوية الاجتماعية عام 1979. وهدفت النظرية إلى توضيح كل من العمليات المعرفية التي تقود الأفراد لتحديد عضويتهم في المجموعة والعمليات الدافعة التي تمكنهم من الحفاظ على هوية اجتماعية إيجابية. من خلال المقارنة الإيجابية بين مجموعتهم الاجتماعية والمجموعات الأخرى.

 العمليات المعرفية للهوية الاجتماعية

تحدد نظرية الهوية الاجتماعية ثلاث عمليات عقلية يخوضها الفرد لإنشاء تصنيفات داخل المجموعة وخارج المجموعة.

العملية الأولى، التصنيف الاجتماعي، وهي العملية التي ننظم بها الأفراد ضمن مجموعات اجتماعية بهدف فيه العالم الاجتماعي حولنا.

تمكننا هذه العملية من تحديد الأشخاص، بما فيهم أنفسنا ولك على أساس المجموعات التي ننتمي إليها. ونميل إلى تحديد الناس بناء على تصنيفاتهم الاجتماعية أكثر من خصائصهم وصفاتهم الفردية.

يؤدي التصنيف الاجتماعي عموما إلى التأكيد على أوجه التشابه بين الناس في ذات المجموعة وأوجه الاختلافات بين الأشخاص في المجموعات المنفصلة.

يمكن أن ينتمي الفرد إلى تصنيفات اجتماعية متنوعة، لكن تعتمد أهمية التصنيفات المختلفة على الظروف الاجتماعية. على سبيل المثال يمكن للفرد أن يحدد نفسه كمنفذ أعمال، محب للحيوانات، العمة المخلصة. لكن هذه الهويات تظهر فقط عندما ترتبط بالموقف أو الحالة الاجتماعية.

التحديد الاجتماعي والمقارنة الاجتماعية

العملية الثانية، التحديد الاجتماعي، وهي عملية تحديد الفرد لنفسه كعضو في المجموعة. يؤدي التحديد الاجتماعي مع المجموعة بالفرد إلى السلوك الذي يؤمن بأن على أعضاء المجموعة سلوكه.

على سبيل المثال، إذا حددت فتاة ما نفسها على أنها من دعاة حماية البيئة، فإنها ستحاول الحفاظ على الماء إعادة تدوير الأشياء كلما سنحت لها الفرصة، والمشاركة في سباقات للتوعية بخطر التغير المناخية.

من خلال هذه العملية، يغدو الناس مستثمرين عاطفيا في عضويتهم بالمجموعة. بالتالي، فإن تقديرهم للذات سوف يتأثر بالمكانة الاجتماعية لمجموعتهم.

العملية الثالثة، المقارنة الاجتماعية، في هذه العملية يقارن فيها الناس مجموعتهم بالمجموعات الأخرى من حيث الحضور الاجتماعي والمكانة الاجتماعية.

وفي سبيل الحفاظ على تقدير الذات، على الفرد أن ينظر إلى مجموعته الداخلية على أنها ذات مكانة اجتماعية أعلى من المجموعة الخارجية. على سبيل المثال، يمكن أن يقارن نجم سينمائي نفسه بشكل إيجابي مع نجم تلفزيون الواقع.

لكن، يمكن أن يرى نفسه في مكانة اجتماعية متدنية عندما يقارن نفسه مع ممثل مشهور ومتدرب على مسرحيات شكسبير الكلاسيكية. من المهم تذكر أن عضو المجموعة الداخلية لن يقارن نفسه مع أي مجموعة خارجية فقط لمجرد المقارنة، يجدب أن تكون المقارنة ذات صلة بالموقف أو الظرف.

الحفاظ على الهوية الاجتماعية الإيجابية

كقاعدة عامة، يكون الناس مدفوعين للشعور بالإيجابية تجاه أنفسهم و للحفاظ على تقديرهم لذاتهم. إن الاستثمار العاطفي الذي يقوم بها الأفراد عبر عضوية المجموعة يؤدي إلى أن يكون تقدير الذات مرتبطاً بالمكانة الاجتماعية لمجموعاتهم الداخلية. بينما الحفاظ على الهوية الاجتماعية الإيجابية.

بالتالي، فإن التقييم الإيجابي للمجموعة الداخلية للفرد عند مقارنتها بالمجموعات الخارجية ذات الصلة ينتج عنه هوية اجتماعية إيجابية. وإذا كان هذا التقييم الإيجابي غير ممكن، فيوظّف الأفراد عموما واحدة من ثلاث استراتيجيات:

  • التنقل الفردي، عندما لا ينظر الفرد بشكل إيجابي لمجموعته، يمكن أن يحاول ترك المجموعة الحالية والانضمام إلى مجموعة ذات مكانة اجتماعية أعلى. بالطبع، هذا لن يغير من المكانة الاجتماعية للمجموع، إلا أنه سيغير مكانة الفرد الاجتماعية. بينما الحفاظ على الهوية الاجتماعية الإيجابية.
  • الإبداع الاجتماعي، يمكن أن يعزز أفراد المجموعة الداخلية المكانة الاجتماعية لهذه المجموعة من خلال تعديل بعض عناصر المقارنة بين المجموعات. يمكن تحقيق ذلك عبر اختيار أبعاد مختلفة للمقارنة بين المجموعتين. أو تعديل أحكام القيم بحيث يصبح ما كان سلبيا مرة إيجابيا الآن. يتمثل الخيار الآخر لذلك في مقارنة المجموعات الداخلية بمجموعة خارجية مختلفة، مجموعة ذات مكانة اجتماعية أدنى على وجه الخصوص.
  • التنافس الاجتماعي، يمكن أن يحاول أعضاء المجموعة الداخلية تعزيز المكانة الاجتماعية لها بالعمل الجماعي في سبيل تحسين الحالة الاجتماعية. في هذه الحالة، يتنافس أعضاء المجموعة الداخلية مباشرة مع مجموعة خارجية بهدف عكس المواقف الاجتماعية للمجموعة على بعد واحد أو أكثر.

التمييز ضد المجموعات الخارجية

تعتبر كل من المحسوبية داخل المجموعة والتمييز خارج المجموعة وجهان لعملة واحدة أحياناً. لكن، أظهرت الأبحاث أن هذا ليس الحال بالضرورة. بينما الحفاظ على الهوية الاجتماعية الإيجابية.

لا توجد علاقة منهجية بين الإدراك الإيجابي للمجموعة الداخلية للفرد والإدراك السلبي للمجموعات الخارجية. وتختلف مساعدة أعضاء المجموعة الداخلية أثناء حجب مثل هذه المساعدة عن أعضاء المجموعة الخارجة اختلافاً كبيراً عن العمل النشط لإلحاق الأذى أو الضرر بأعضاء المجموعة الخارجية.

يمكن أن ينتج عن المحسوبية في المجموعة الداخلة نتائج سلبية. بدءاً من التحامل والنماذج النمطية وصولا إلى العنصرية المؤسساتية والتمييز على أساس الجنس. بينما الحفاظ على الهوية الاجتماعية الإيجابية.

لكن، لا تؤدي هذه المحسوبية دائما إلى العداء تجاه المجموعات الخارجية. إذ أظهرت الأبحاث أن المحسوبية في المجموعة الداخلية والتمييز في المجموعة الخارجية هما ظاهرتان منفصلتان. وليس بالضرورة أن تتنبأ إحداهما بالأخرى.

اقـرأ أيضاً: نظرية الانتقائية الاجتماعية العاطفية، هل تتغير أهدافنا مع التقدم بالسن؟

اقرأ أيضـاً: النظرية الاجتماعية الثقافية، كيف يساهم المجتمع في تطور الفرد؟

اقـرأ أيضاً: المقارنة الاجتماعية، فوائدها ومضارّها وكيف تحرّر نفسك من إجهادها؟

المصدر: Understanding Social Identity Theory and Its Impact on Behavior

تدقيق: هبة محمد
مراجعة: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم
خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: