إذا كنت تربي طفلاً صغيراً يحبو، فمن المحتمل أنك على دراية بقدرته على الشعور والتعبير عن الكثير من المشاعر القوية. قد يضحك سريعاً من الفرح، ثم تنقلب الضحكات بعد عدة ثوانٍ إلى نوبة غضب. نوبات الغضب هي سلوك شائع عند الأطفال الصغار، لذا يجب أن تتعرف على علامات الغضب لدى الأطفال وعلى نوبات الغضب الشائعة عند الأطفال الصغار.
رغم أن طفلك الصغير أقوى مما كان عليه عندما كان رضيعاً، لكنه لا يمتلك حتى الآن مفردات التعبير عن جميع احتياجاته، وسيطرته ضعيفة على البيئة حوله. يمكن أن تسبب هذه العوامل الكثير من الإحباط ما يفسح المجال سريعاً للغضب.
يتخلص معظم الأطفال الصغار من نوبات الغضب مع تقدمهم في السن ويكتسبون قدرة أكبر على السيطرة على مهارات التواصل الاجتماعية والتحلي ببعض الصبر، وحتى يصلوا إلى هذه المرحلة، هناك خطوات مساعدة يمكنك اتخاذها للتحكم في غضبهم ومنع نشوب نوبات الانفعال لديهم.
علامات الغضب لدى الأطفال
يميل الأطفال الصغار إلى الاستجابة للغضب والإحباط عبر نوبات الانفعال. يشير مركز دراسات الطفل بجامعة ييل إلى تعرض الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 4 سنوات لما يصل إلى 9 نوبات غضب وسطياً كل أسبوع. بعد أن يكبروا، سوف يتخلص معظمهم من هذه النوبات بحلول الوقت الذي يدخلون فيه رياض الأطفال (الحضانة).
يمكن أن تتضمن بعض علامات الغضب لدى الأطفال في عمر سنة وسنتين ما يلي:
- البكاء
- الصراخ
- العض
- الركل
- السير بخطى ثقيلة غضباً
- السحب أو الدفع
- الضرب
- رمي الأشياء
عموماً سوف ينمو الأطفال الصغار متغلبين على نوبات الغضب هذه مع تقدم مهاراتهم النمائية والتطورية وأيضاً تعليمهم الاستراتيجيات المناسبة لضبط عواطفهم.
هل يجب أن أقلق من غضب طفلي؟
فكر في التحدث إلى طبيب طفلك في حال لاحظت الآتي:
- يعاني طفلك الصغير بانتظام من نوبات غضب متعددة كل يوم.
- رغم محاولاتك للتحكم في سلوكه، تستمر نوبات غضب طفلك بانتظام لفترات طويلة جداً.
- كنت قلقاً من أذية نفسه أو الآخرين أثناء نوبات الغضب
نوبات الغضب الشائعة عند الأطفال الصغار
يمكن أن يغضب الطفل عندما يواجه تحدياً ما أو يكون غير قادر على توصيل ما يريد أو حرمانه من حاجة أساسية. قد تتضمن بعض مثيرات نوبات الغضب الشائعة عند الأطفال ما يلي:
- عدم القدرة على إيصال الاحتياجات أو المشاعر الحالية.
- اللعب بلعبة يصعب اكتشافها أو القيام بنشاط يصعب معرفته.
- الشعور بالجوع أو التعب.
- التغييرات في الروتين اليومي المعتاد والمتوقع.
- الاحتكاك مع أحد الأقرباء أو طفل آخر.
- عدم حصوله على شيء يريده.
يمكن لبعض العوامل أيضاً أن تعرض طفلك الصغير للغضب ونوباته، كالآتي:
- التوتر في سن الرضاعة.
- الاختلافات المزاجية.
- الجينات.
- البيئة المحيطة.
- العلاقات الأسرية .
- نهج التربية المتبع من قبل الأهل.
كيف تساعد طفلك على إدارة الغضب؟
سيطور طفلك مزيداً من مهارات التأقلم والتواصل بين عمر السنة و الثلاث سنوات، قد يساعد هذا في تخفيف بعض مسببات الغضب.
بحلول عمر الأربع سنوات، يكون معظم الأطفال مستعدين أكثر للانخراط والتعبير عن مشاعرهم وغيرهما الكثير من خلال مهاراتهم الحركية الجيدة والغريزية.
على الرغم من أنه لا يمكنك تسريع الزمن، إلا أن هناك العديد من الاستراتيجيات التي تستطيع استخدامها لمساعدة طفلك على ضبط نوبات الغضب وتقليل تكرارها.
يتميز بعضها بفعالية لطفلك أكثر من غيرها والطرق التي نجحت مع طفل آخر غير طفلك أو مع أهل غيرك قد لا تحظى بنفس درجة النجاح معك. بالإضافة إلى ذلك، قد لا تنفع الأساليب خلال نوبة غضب سابقة مع النوبات المستقبلية.
إذا كان طفلك يعاني من نوبة غضب، فإن أول شيء يجب عليك فعله هو التأكد من عدم تعرضه لأي أذية لنفسه أو للآخرين. غالباً يتحكم الأطفال الصغار في أجسادهم قليلاً خلال نوبة الغضب.
قد ترغب في نقله إلى مكان أكثر أماناً، مثل غرفة نومه إذا كنت في المنزل أو منطقة هادئة بعيداً عن السيارات والمارة إذا كنت في الخارج.
استراتيجيات إدارة نوبات الغضب عند الأطفال
بمجرد أن يصبح طفلك بأمان، إليك بعض الاستراتيجيات لإدارة نوبة غضبه:
- تجاهل السلوك واسمح له أن يترك نوبة الغضب تأخذ مجراها. قد يكون هذا صعباً إذا كنت في الأماكن العامة أو تحاول التركيز على القيادة. إذا كنت تقود السيارة، حاول الوقوف على جانب الطريق، إذا كان ذلك آمناً، حتى تنتهي نوبة الغضب. إذا كنت في الخارج، ذكر نفسك أن نوبات الغضب أمر طبيعي وأن السماح لطفلك بالتعبير عن مشاعره هو أفضل ما يمكنك القيام به لمساعدته في تلك اللحظة.
- شتت انتباه طفلك بكتاب أو لعبة. يميل هذا إلى العمل بشكل أفضل إذا تمكنت من تشتيت انتباه طفلك حالما تبدأ نوبة الغضب. عندما يكون ضمن نوبة غضب كاملة، قد لا تنفع هذه الطريقة.
- بدِّل مكان طفلك الصغير أو انقله لمكان استراحة هادئ إذا كان أكبر من سنتين. أحياناً، إزالة مسببات الغضب تساعد على تهدئة طفلك.
- امسك طفلك حتى يهدأ. اعتماداً على شدة نوبة الغضب، قد يعمل هذا بشكل أفضل من خلال الانحناء ولف ذراعيك حوله؛ بهذه الطريقة إذا فلت من بين يديك، فلن تخاطر بأن يسقط.
- انزل إلى مستوى طفلك وتحدث معه بصوت منخفض وهادئ مع الحفاظ على التواصل البصري.
- ضع حدوداً من خلال التحدث مع طفلك الصغير حول الموقف، قد تحتاج الانتظار حتى تهدأ نوبة الغضب. تعمل هذه الطريقة بشكل أفضل مع الأطفال الأكبر من سن الحبو.
- حاول أن تجعل الموقف فكاهياً، ولكن ليس على حساب طفلك أبداً. حاول أن تصنع وجهاً أو صوتاً مضحكاً أو تفعل شيئاً آخر تعرف أن طفلك يستمتع به.
- تفاعل مع طفلك للتحقق من مشاعره وساعده على التعبير عنها. دعه يعرف أنك تفهم استياءه أو إحباطه، وأنه لا بأس بالشعور بها.
كيف تساعد طفلك على الشعور بقدر أقل من الغضب؟
من المهم مقاومة الرغبة في تأديب طفلك الصغير الغاضب، إذ يمكن أن يتسبب ذلك في زيادة سلوكه العدواني وقد يؤدي إلى مزيد من الإحباط.
تعد نوبات غضب طفلك إحدى الطرق الوحيدة للتعبير عن مشاعره في مرحلة النمو هذه. إن السماح له بالتعبير عن مشاعره يساعده على فهم عواطفه وتنظيمها بشكل أفضل بما يلائم عمره.
نوبات الغضب جزء متوقع في مرحلة الطفولة، ولن يكون من الممكن منع حدوث كل نوبات الغضب. لكن فيما يلي بعض الطرق التي قد تتمكن من خلالها من تقليل مشاعر الغضب لدى طفلك الصغير:
- حافظ على روتين يومي قدر الإمكان.
- توقع حدوث تغييرات واستعد لها ضمن إطار عادات طفلك أو بيئته. حاول الحفاظ على سلوك إيجابي عندما تتغير الخطط في اللحظة الأخيرة أو عندما لا تسير الأمور كما هو متوقع، يمكن أن يساعد ذلك في نمذجة السلوكيات التي ترغب في أن يظهرها طفلك الصغير.
- ساعد طفلك على التعبير عن مشاعره بالكلمات أو بمهارات التأقلم، مثل السير مع ضرب الأرض بغضب.
- أرشد طفلك الصغير لحل المشكلة عندما يواجه عقبة.
- قدم تعزيزاً إيجابياً عندما يُبدي طفلك سلوكاً جيداً.
- تجنب وضع طفلك في بيئة غير مريحة أو إعطاءه ألعاباً معقدة للغاية بالنسبة لسنه.
- تحكم في مشاعرك وتجنب الانفجار غضباً منه.
لا تتوقع أن يكون طفلك سعيداً طوال الوقت فهو مثل جميع الناس بداخله مجموعة متنوعة من المشاعر. تحدث إليه حول ما يشعر به وساعده على فهم العديد من المشاعر المختلفة.
متى تطلب المساعدة؟
غضب الأطفال الصغار هو أمر متوقع ومن المحتمل ألا يكون مدعاة للقلق إذا حدث لفترات قصيرة من الوقت حتى لو يومياً.
اهتم بالتحدث مع طبيب عن طفلك إذا كانت نوبات الغضب أكثر تكراراً أو استمرت لفترات طويلة أو كانت تحدث من العدم. قد ترغب أيضاً في التحدث إلى طبيب أطفال إذا كانت نوبات الغضب الجسدية مفرطة أو تعرض طفلك أو الآخرين للخطر.
قد يوصي الطبيب بتعقب نوبات غضب طفلك للمساعدة في تحديد السبب الكامن وراءها، ويمكنه أيضاً مناقشة الأساليب المختلفة التي بمقدورك استخدامها لتهدئته.
يحيلك الطبيب في بعض الأحيان إلى أخصائي نمو الأطفال أو أخصائي الصحة النفسية للمساعدة في معالجة نوبات غضب طفلك إذا كانت أكثر تكراراً أو شدةً من المعتاد.
تذكر أن طلب مساعدة متخصصة والتدخل المبكر قد يساعدان طفلك على ضبط الغضب بشكل أفضل بمرور الوقت. يمكن أن يساعد هذا طفلك على المدى الطويل ضمن نطاق المدرسة والمنزل والأوساط الأخرى.
خلاصة
يعاني معظم الأطفال الصغار في سن الحبو من الغضب المسبب لنوبات الانفعال والهيجان. لذا، حاول استخدام استراتيجيات التربية التي تناسب طفلك عندما يعاني من تلك النوبات.
قد تكون قادراً على تجنب بعض نوبات الغضب أو تقليلها عن طريق الحفاظ على روتين يومي ومساعدة طفلك على التعبير عن مشاعره. ومع ذلك، لن تتمكن من منعها كلها، فهي جزء طبيعي من نمو الطفل.
تحدث إلى الطبيب في حال راودتك مخاوف تتعلق بخطر غضب طفلك الصغير على نفسه وعلى الآخرين أو بتكرار هذا الغضب.
اقرأ أيضاً: مزاج الطفل، أطفلكُ ليّن أم صعبُ المراس؟
اقرأ أيضاً: حماية الآباء المفرطة لأطفالهم، أسبابها، علاماتها ونتائجها
اقرأ أيضاً: كيف يمكن للوالدين المساعدة في مهارات التأقلم عند الأطفال؟
المصدر: ?Why Is My Toddler Angry and What Can I Do to Help Them
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم