تُستخدم الأدوية في معظم حالات اضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder) لمساعدة المريض في الحفاظ على استقرار حالته. يمكن أن تستخدم الأدوية الموصوفة لعلاج الذهان، الاكتئاب، الهوس والهوس الخفيف والتي تظهر عند المصابين باضطراب ثنائي القطب. كما يستخدم العلاج النفسي لعلاج اضطراب ثنائي القطب بالتزامن مع العلاج الدوائي أيضاً.
على الرغم من أن الليثيوم كان في السابق الدواء الوحيد المستخدم في اضطراب ثنائي القطب، تتوافر الآن العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج المرض وتندرج ضمن الفئات التالية: مضادات الاختلاج ومضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والبيندوزيبينات.
فيما يلي بعض أنواع الأدوية الأكثر شيوعاً المستخدمة في علاج اضطراب ثنائي القطب بالإضافة إلى بعض العلاجات غير الدوائية.
علاج اضطراب ثنائي القطب
في الحقيقة، أظهرت إحدى الدراسات أن حوالي نصف المرضى المصابين باضطراب ثنائي القطب يتناولون على الأقل ثلاثة أنواع من الأدوية ذات التأثير النفسي.
على سبيل المثال، يمكن إضافة بينزوديازيبين إلى أحد مثبتات المزاج لعلاج أعراض القلق أو اضطرابات النوم التي يمكن أن تحدث في هذا الاضطراب.
علاج اضطراب ثنائي القطب النفسي
يُستخدم العلاج النفسي أحياناً بالتزامن مع العلاج الدوائي لمساعدة المرضى المصابين باضطراب ثنائي القطب في إدارة الحالة على المدى الطويل ومنع النوبات. تشمل بعض طرائق العلاج الشائعة:
- التثقيف النفسي (الفردي أو الجماعي).
- العلاج المعرفي السلوكي.
- العلاج المرتكز على الأسرة.
- علاج النظم الاجتماعي التفاعلي (interpersonal and social rhythm therapy).
- العلاج المعرفي المرتكز على اليقظة الذهنية الجماعية.
- العلاج الجماعي التكاملي.
- العلاج السلوكي الجدلي.
يمكن أن تتضمن العلاجات الأخرى العلاج المعتم (dark therapy)، العلاج بالصدمة الكهربائية، التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة والكيتامين.
الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب ثنائي القطب
تشمل أدوية اضطراب ثنائي القطب الليثيوم؛ هو أحد ركائز علاجه، ومضادات الاختلاج، مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان والبينزوديابينات. فيما يلي ما تحتاج معرفته عن كل نوع منها.
الليثيوم (Lithium)
على الرغم من أن الليثيوم معدن موجود في الطبيعة، لم تُكتشف قدرته على المساعدة في علاج نوبات الهوس حتى عام 1949 من قبل جون كايد (John Cade). لكن لم توافق إدارة الغذاء والدواء (FDA) على استخدامه كدواء لعلاج اضطراب ثنائي القطب حتى عام 1970.
كيُعتقَد أن الليثيوم يعمل كمثبت مزاج والذي يخفض التقلبات المزاجية، قد يساعد أيضاً في حال تفاقم خطر الانتحار.
تمت دراسة تأثيره على كبار السن الذين يعانون من الهوس على وجه الخصوص، ويمكن أن يكون مفيداً حتى في علاج الاكتئاب أحادي القطب (اكتئاب دون هوس).
مضادات الاختلاج (Anticonvulsant)
في حين أن السبب الذي يجعل هذه الأدوية فعالة لا يزال غير واضح تماماً، تقول إحدى النظريات أن أدوية مضادات الاختلاج تجعل الخلايا العصبية في الدماغ أقل قابلية للاستثارة، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض احتمال حدوث الهوس أو الاكتئاب.
وهناك نظرية أخرى تعتقد أن مضادات الاختلاج ترفع مستويات الناقل العصبي جابا (GABA) الذي يهدئ الدماغ.
يمكن أن تعدل هذه المضادات الغلوتامات، وهو ناقل عصبي استثاري، أي يحفز الخلايا العصبية الأخرى بشكل كبير. ترتفع مستويات الغلوتامات أحياناً عندما يتعرض الشخص لنوبة هوس.
لكن لا تساعد كل مضادات الاختلاج في تحسن ذات الأعراض. على سبيل المثال، يكون ديباكوت (حمض الديفالبروكس) وتيغريتول (كاربامازيبين) فعالاً مع الهوس على وجه الخصوص ولاميكتال (لاموتريجين) في علاج الاكتئاب.
تتضمن مضادات الاختلاج الشائعة الأخرى:
- غابابيتن (Gabapentin)
- توبيرامات (Topiramate)
- تياجابين (Tiagabine)
- اوكسكاربازيبين (Oxcarbazepine)
مضادات الاكتئاب (Antidepressant)
قد يكون وصف مضادات الاكتئاب لاضطراب ثنائي القطب مثيراً للجدل؛ إذ يعتقد البعض أنها مفيدة بينما يعتقد البعض الآخر أنها تزيد الأمر سوءاً، إذ تحرض نوبة الهوس وتزيد من تغير المزاج الدوري،
لكن هناك شيء يتفق عليه الكثير وهو أن مضادات الاكتئاب لا يجب أن تستخدم لوحدها في علاج اضطراب ثنائي القطب.
قد تسبب بعض فئات مضادات الاكتئاب مثل ثلاثية الحلقات أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين معدل “تبدل” أعلى (من الاكتئاب إلى نوبات الهوس) مقارنة بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والبوبروبيون (Bupropion). تشمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية:
- سيليكسا (سيتالوبرام).
- ليكسابرو (إكسايتالوبرام).
- لوفوكس (فلوفوكسامين).
- بروزاك (فلوكسيتين).
- باكسيل (باروكسيتين).
- زولوفت (سيترالين).
- فييبرايد (فيلازودون).
- ترينتيلكس (فورتيوكسيتين).
مضادات الذهان (Antipsychotic)
توصف مضادات الذهان أحياناً للأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب ــ خاصة ثنائي القطب من النوع الأول حيث تظهر الهلوسات والأوهام. يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للذهان في إدارة الأعراض الذهانية المرتبطة باضطراب ثنائي القطب وتتمتع مضادات الذهان “غير النمطية” الجديدة بخصائص مثبتة للمزاج.
لهذا النوع من الأدوية فئتان: فئة أحدث تسمى مضادات الذهان “غير النمطية”، وأقدم يشار إليها بـ مضادات الذهان “النمطية”. عموماً، تختلف الآثار الجانبية بين الفئتين.
الجمع بين مضادات الذهان ومثبتات المزاج
كثيراً ما يوصف أحد أدوية مضادات الذهان مع مثبت للمزاج، وأظهرت الأبحاث أن الجمع بينهما يمكن أن يكون أكثر فعالية من تناول كل منهما على حدة.
لكن، ترتبط مضادات الذهان الأقدم بأعراض خارج الهرمية، أو ما تعرف بـ الآثار الجانبية المرتبطة بالحركة، مثل ردود فعل مختلّة التوتر وحادة، الباركنسونية (parkinsonism)، شلل الحركة (akinesia) وتعذر الجلوس (akathisia) ومتلازمة مضادات الذهان الخبيثة (neuroleptic malignant syndrome).
رغم ذلك لا تخلو مضادات الذهان غير النمطية من العيوب، إذ قد تحمل معها خطراً أكبر للآثار الجانبية الأيضية مثل زيادة الوزن والسكري من النمط (ب).
تشمل مضادات الذهان غير النمطية التي تملك خصائص استطباب للاكتئاب في اضطراب ثنائي القطب سيروكويل (كويتيابين)، لاتودا (لورازيدون) وفرايلار (كاريبرازين). ويظهر كل من زيبراكس (أولانزيبين) و كلوزاريل (كلوزابين) فعالية عالية في علاج جوانب مختلفة من هذا الاضطراب.
البينزوديازيبينات (Benzodiazepines)
أدوية مضادة للقلق وتوصف أحياناً للمصابين باضطراب ثنائي القطب لعلاج الانفعال، القلق واضطرابات النوم المصاحبة لنوبة الهوس الحادة أو الاكتئاب ثنائي القطب.
هناك خطر يتعلق بالاعتماد على هذه الأدوية وسوء استخدامها، لذلك تستخدم لإدارة الاضطراب على المدى القصير غالباً.
خلاصة
تحمل العديد من هذه الأدوية معها آثاراً جانبية إذا توقفت عن تناولها فجأة، لذا تحدث إلى طبيبك قبل إجراء أي تغييرات على روتين تناول الدواء.
اقرأ أيضاً: أنواع الاضطراب ثنائي القطب
اقرأ أيضاً: الأفكار والأوهام المرجعية في الاضطراب ثنائي القطب
اقرأ أيضاً: الفرق بين الهوس والهوس الخفيف في اضطراب ثنائي القطب
المصدر: ?What Medications Are Used to Treat Bipolar Disorder
تدقيق: هبة محمد
تحرير: جعفر ملحم