العوامل الاجتماعية المسببة للفصام وتأثير العوامل العقلية والجسدية

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

نظراً لأن الأسباب المؤدية للفصام صعبة التحديد، كُـرّست دراسات إضافية لبحث وتقصّي تأثير العوامل الاجتماعية، الجسدية والعقلية المسببة للفصام أو التي يمكن أن تساهم في بداية مرض الفصام عند البعض. هل تعلم أن التغيرات المفاجئة في حياة الفرد قد تسبب الفصام؟

العوامل الاجتماعية المسببة للفصام

تتعدد العوامل الاجتماعية المسببة للفصام والتي أظهرت الأبحاث ارتباطها بشكلٍ أو بآخر بظهور أعراض المرض. ومن أهم هذه الأسباب ما يلي.

أن تعيش في مناطق مكتظة بالسكان

تبين أن العيش في الأماكن المزدحمة يمكن أن يشكل عامل خطر الإصابة بالفصام. إذ أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين نشؤوا في المدن هم أكثر عرضةً للإصابة به مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية.

نقص الغذاء الحادّ خلال المرحلة الجنينية

تبيّن أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يعانين من قلة الغذاء خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، من الممكن أن يزداد احتمال نشوء الفصام لديهم.

البيئة الأسرية قد تكون أحد العوامل الاجتماعية المسببة للفصام

إن التربية ضمن عائلة تعاني من الفصام تزيد الضغط النفسي بشكلٍ كبير واحتمال معاناة الطفل من سوءِ المعاملة والصدمة النفسية، وبالتالي تطوّر هذا المرض لدى هؤلاء الأطفال.

لكن، يفسّر العامل الجيني وليس الضغط النفسي وجود معظم معدلات الإصابة عند الأطفال الناشئين في هذه العائلات.

من الممكن بالتأكيد البحث في تاريخ العديد من الأشخاص المصابين بالفصام واكتشاف حدوث صدمة نفسية سابقة تعرضوا لها. إلا أن العديد من المصابين به يعيشون في بيئةٍ مُحبةٍ وداعمة. 

تكمن مأساة الفصام في كثيرٍ من الأحيان في أن الناس يُلقون باللوم، وعن حسن نية، على ذوي المصابين الذين هم أساساً يشعرون بالأسى على مرض أطفالهم.

من المهم إدراك أن عوامل الخطورة هذه لا تشير إلى سبب الفصام بحدّ ذاتها. ولكن يبحث العلماء بين هذه المجموعات من المصابين عن الأسباب التي يمكن أن تفسر معاناتهم من مستوياتٍ مختلفة من الخطر.

عوامل الخطر الجسدية والعقلية المسببة للفصام

تتعدد العوامل الجسدية المسببة للفصام، حيث يُعدّ نمو الدماغ وتطوره بدءاً من المراحل الجنينية الأولى والسنوات الأولى من الطفولة، مروراً بمرحلة المراهقة عمليةً معقدةً جداً. إذ تتشكل ملايين الخلايا العصبية وتتجه من مناطق مختلفة من الدماغ. وتَتخصص لأداء وظائف مختلفة.

تشير النظريات التطوّرية للفصام إلى وجود خللٍ ما في تطور الدماغ. يمكن أن يكون هذا (الخلل) ناجماً عن عدوى فيروسية أو اختلالٍ في توازن هرمون معيّن أو خطأ في تشفير الجينات، أو نقص التغذية (الإجهاد الغذائي قد يسبب الفصام) أو غيره.

العامل الشائع في جميع نظريات الفصام التطورية هذه، هو أن المسبب للحدث (الفصام) ينشأ خلال تطور الدماغ.

على الرغم من أن هذه الأسباب المحتملة يمكن أن تكون متجذّرة في مراحل التطور الدماغية الأولى. إلا أن أعراض انفصام الشخصية تظهر عادةً في أواخر المراهقة وبداية البلوغ. 

الاضطرابات المبكرة قد تكون من أهم العوامل العقلية المسببة للفصام

تشير النظريات التطورية إلى وجود اضطرابات مبكّرة تؤدي إلى عدم انتظام هيكلية (بنية) الدماغ.

تؤدي بداية مرحلة البلوغ إلى عددٍ من التغيرات العصبية من بينها الموت المبرمج لكثيرٍ من خلايا الدماغ. وفي هذه المرحلة تغدو الاضطرابات والاختلالات خطيرة وحرجة.

تشير هذه النظريات إلى وجود عددٍ من عوامل الخطورة للفُصام مرتبطةٍ بفترات حرجةٍ وحاسمة خلال المرحلة الجنينية. مثل:

  • الإصابة بالفُصام أكثر شيوعاً عند الأفراد الذين يولدون خلال فصلي الشتاء والربيع.
  • يزداد خطر الإصابة بالفُصام عند الأطفال الذين عانت أمهاتهم من نقصٍ حادّ في التغذية خلال الثلث الأول من الحمل.
  • تزيد مضاعفات الحمل والولادة من خطر الإصابة بالفُصام.

لكن، لا يوجد إلى الآن دليلٌ كافٍ على أن وجود تخبّط في دماغ البالغين المصابين بالفصام بالطريقة التي تتوقعها النظريات التطورية. إضافةً إلى أن هذه النظريات تتناول (متى) بدأ الفُصام وليس السبب بحدّ ذاته.

المواد الكيميائية العصبية

من الواضح أن الفُصام ينطوي على عدم انتظامٍ في كيمياء الدماغ (neurochemicals) والتي تسمح للخلايا الدماغية بالتواصل مع بعضها البعض.

نحن نعلم ذلك، لأن التأثير الذي تسببه العقاقير المخدرة على ناقلاتٍ عصبية محددة. مثل: الأمفيتامين أو الفينسيكليدين (PCP)، يمكن أن يسبب أعراضاً تشبه الفصام.

أيضاً، تؤدي الأدوية المضادة للذهان والتي تمنع وظيفة الدوبامين إلى تقليل الأعراض بشكل واضح.

في الواقع، اعتُقد في البداية أن اختلال مستويات الدوبامين يسبب الفصام. لكن بعض العوامل الحديثة مثل (مضادات الذهان الجيل الثاني) مثل أريبيبرازول (Abilify) وبريزيبرازول (Rexulti) وكاريبرازين (Vraylar) تعمل دون أن تعترض عمل الدوبامين. إضافةً إلى أن بعض أنواع العقاقير التي تم تطويرها من الممكن ألا تستهدف مضادات مستقبلات الدوبامين.

تُشير الدراسات الحالية إلى أن الاضطرابات في النواقل العصبية GABA (حمض جاما – أمينوبيوتيريك) والغلوتامات يمكن أن تشترك في أسباب الفصام.

تكمن صعوبة نظريات الكيمياء العصبية في أن معظم العمليات العقلية يمكن أن تؤثر على مستويات النواقل العصبية. وأن الناقلات العصبية (وعددها مئة على الأقل) كلها تتفاعل مع بعضها بعضاً.

عندما نقول أن ناقلاً عصبياً محدداً أو غيره هو المسبب للفصام فإننا ندّعي هذا بناءً على النظر إلى زاوية واحدة من صورة طويلة متحركة ومعقدة دون القدرة على رؤيتها من جميع الزوايا والتي أدت إلى التغيير الذي نلحظه.

يعتمد العلاج الطبي للفصام اليوم غالباً بشكل كامل على تنظيم مستويات النواقل العصبية، بالتالي فإن الأبحاث التي تتناول هذه النقطة بالذات مهمة وجوهرية في تطوير علاجات أكثر فعالية.

عوامل تتعلق بنمط الحياة تؤدي إلى الفصام

بينما تبدو بعض العوامل المتعلقة بنمط حياة الفرد على صلةٍ بالفصام، إلا أن هذه الصلة ارتباطية أكثر من كونها سببية.

الإجهاد والضغط النفسي

يؤدي الضغط النفسي إلى حدوث تأثيرات جسدية تسبب أو تساهم في حدوث اضطراباتٍ نفسية مثل: اضطراب ما بعد الصدمة، فيما تفاقِم الضغوط النفسية من الاضطرابات الجسدية كارتفاع ضغط الدّم وأمراض القلب.

لم يتبين أن بعض الأنواع المحددة من الضغوطات النفسية مثل: الصدمات وتبعات الحروب والكوارث الطبيعية أو السجن في معسكرات الاعتقال تسبب الفُصام. 

هذا الأمر لا يبدو مفهوماً للكثير من الأشخاص المطّلعين على هذا المرض، كيف يمكن أن يكون هذا صحيحاً؟ لسبب واحد، لم يصبح الفصام أكثر شيوعاً بعد هذه الأنواع من الصدمات.

لكن، تظهر بعض الأبحاث فعلياً تزايد خطر تطور الفصام لدى الأشخاص الذين مروا باضطرابات نفسيةٍ ناجمة عن صدمة ما (مثل التغيرات المفاجئة في الحياة كالفقدان قد تسبب الفصام). خاصةً إذا كانت الأحداث المسببة للصدمة حدثت مبكراً في حياة الفرد و بشكلٍ متكرر مثل العنف الجنسي أو إحدهما.

يلعب الإجهاد النفسي دوراً مهماً أيضاً في السيطرة على المرض. إذ يغدو المصابون بالفصام حسّاسين للإجهاد والضغط والتغيير في حياتهم.

يمكن أن يكون الضغط النفسي وحدَه كافياً لإثارة نوبة انفصام الشخصية. لذلك فإن تطوير والحفاظ على روتين معين في حياة الفرد هو واحد من أكثر الأمور أهمية لتجنّب الانتكاس.

التغيرات المفاجئة في حياة الفرد قد تؤدي إلى الفصام

تمتلئ حياة الناس غالباً بالفقد والخسارة خلال الفترة التي تسبق أول نوبةٍ ذهانية. ومع ذلك، فإن هذه الخسارات (مثل خسارات في العلاقات أو الوظائف أو المدرسة أو الحوادث وما إلى ذلك) تكون أحياناً نتيجة الأعراض المبكّرة بما في ذلك الشكّ واضطراب الذاكرة والانسحاب وفقدان الدافع.

إذاً التغيرات المفاجئة قد تسبب الفصام، بشكلٍ أساسي، يمكن أن يكون الفصام الذي لم يتمّ تشخيصه سابقاً سبباً للعديد من الأحداث التي تغيّر الحياة، وليس العكس.

اقرأ أيضاً:

اقــرأ أيضاً:

اقرأ أيضاً: العوامل الوراثية والبيئية المسببة لمرض الفصام

المصدر: Causes and Risk Factors of Schizophrenia

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: