You do not have permission to view this result. أربعة انواع من القلق وأعراض كل نوع | Obstan - أوبستان

أربعة انواع من القلق وأعراض كل نوع

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

في عالم الممارسة السريرية الحقيقي، لا يأتي مرضى اضطرابات القلق مع ملفات أعراض تتماشى بدقة مع تشخيصات الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية – النسخة الخامسة. فمعايير اضطرابات القلق فيه محددة للغاية، والذي يعد أمراً ضرورياً لإرساء قواعد صحيحة وموثوقة عند التحري والتقصي في الأبحاث، لكنه يجعل التشخيصات ضمن إطار الممارسة السريرية أمراً أكثر صعوبة أحياناً.

لردم الفجوة بين ما يظهر في العالم الحقيقي لاضطرابات القلق وبين تشخيصات الدليل، ابتكر الدكتور النفسي جون جي كوتوني (John G. Cottone) مخططاً مبسطاً اعتماداً على عمله وتجربته الشخصية مع المرضى. وذلك لتبني وتعزيز نقاشات بناءة وأكثر دقة وملاءمة فيما يتعلق بالقلق؛ سواء ضمن الممارسة السريرية أو بين الأشخاص العاديين.

شرح الدكتور جون أربعة أنواع مختلفة من القلق والتي تعكس أربع فئات من الاكتئاب: الظرفي، البيولوجي، النفسي والوجودي .

في حين أن هذا المخطط لا يمثل نموذجاً تشخيصياً رسمياً، إلا أنه يمكن أن يكون مفيداً من وجهة نظره، خاصةً للأشخاص العاديين. وذلك من أجل معرفة ما يعانون منه وإيصاله للآخرين بشكل أفضل بحيث يتلقون ما يحتاجونه من مساعدة وتأكيد ودعم.

النوع الأول: القلق الظرفي (Situational Anxiety)

على مدى العامين الماضيين، هل شعرت بعدم الراحة كلما ارتفعت معدلات العدوى بفيروس كوفيد-19؟ هل نفذ صبرك وأنت تدفع مبالغ كبيرة من المال؟ هل عانيت من صعوبة في التركيز بعملك وأنت تنتظر نتائج اختبار الفيروس؟ إذا عانيت من قلق شديد استجابة لأحداث مماثلة لما سبق، فهذا هو القلق الظرفي.

بالنسبة للكثير من الناس، الشعور بالقلق كاستجابة لتهديدات واقعية أو لأهداف لها علاقة بالبقاء (أي القلق الظرفي) هو شيء طبيعي للغاية، حتى ولو كان ذلك لفترات طويلة. في الحقيقة، القليل فقط لا يشعر بالقلق في معظم هذه المواقف. 

يتغنى علماء الأحياء المختصون بالتطور بفوائد القلق في المواقف الحياتية المهددة. إذ يعتبرونه مساعداً في البقاء على قيد الحياة (Bateson, Brilot, & Nettle, 2011). لكن، إذا كان القلق لا يتناسب مع التهديد، خاصة من وجهة نظر شخص محايد وموضوعي في حياتنا، أو إذا استمر طويلاً بعد زوال التهديد، فإنه يعد علامة على قلق من أنواع أخرى وليس قلق ظرفي.

النوع الثاني: القلق البيولوجي (Biological Anxiety)

تحديد فيما إذا كان سبب القلق بيولوجياً (قلق بيولوجي) أم نفسياً (قلق نفسي) هو فن بحد ذاته. وقد يستغرق وقتاً طويلاً من العلاج ليتم ذلك. يقول الدكتور جون بأنه ومن خلال تجربته، بدأ يشك بوجود سبب بيولوجي وراء قلق الفرد عندما سمع أحدهم يقول أشياء مثل ” لطالما شعرت بالقلق.” أو عندما لاحظ أنه غير مرتاح دائماً، يقطف أظافره وينتف شعره بشكل منتظم. أو يشتكي من دقات قلب متسارعة أو ارتفاع في ضغط الدم.

قد يبدأ القلق البيولوجي مع اختلال مستويات النواقل العصبية، مثل غابا (GABA)، السيروتونين، الأدرينالين/ الإندروفين والنورادرينالين/نورابينفرين. أو مستويات الهرمونات مثل الثيروكسين، والذي يعدل حالات الإثارة ويضبطها. 

في بعض الحالات، اختلال توازن الناقلات العصبية أو الهرمونات بحد ذاته يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالقلق مباشرة. في حالات أخرى، قد تسبب حالات طبية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية و داء غريفز (Grave’s Disease) ارتفاعاً كبيراً في الإثارة ما يؤدي إلى حلقة مفرغة من القلق البيولوجي.

نظرية عاملا العاطفة/Two-Factor Theory of Emotion

وفقاً لنظرية شاشتر – سينغر (نظرية عاملا العاطفة/Two-Factor Theory of Emotion) والتي لا يزال تأثيرها إلى الآن، فإن زيادة الإثارة (بما فيها تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.) يمكن أن يحفز استجابة الكر أو الفر (القتال أو الهروب.) عبر الجهاز العصبي الودي، والتي يمكن أن تؤدي بعدها إلى تجربة فردية من القلق (OpenStaxCollege, 2014). ينجم عن ذلك حلقة مفرغة مع المزيد من تحفيز القلق للإثارة بشكل متزايد، وهكذا دواليك.

في هذه المرحلة، لا بد من شيء ما يكسر هذه الحلقة. لكن قبل الإحالة لإجراء تقييم نفسي، ينصح الدكتور جون عادة بتجربة تقنيات التنفس أو التأمل. إذ تساعد هذه التقنيات مثل تنفس الحجاب الحاجز في كسر حلقة القلق المفرغة من خلال خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم. هذا الأمر يبطئ في المقابل استجابة الكر أو الفر أو يوقفها.

عندما يستدعي الأمر تناول الدواء، ينصح الدكتور جون باستشارة مقدم الرعاية الأولية قبل زيارة الطبيب النفسي. وذلك لاستبعاد الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية (hyperthyroidism) أو الحالات الطبية الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الإثارة.

النوع الثالث: القلـق النفسي (Psychological Anxiety)

تعود التسمية إلى ارتباط هذا القلق بعوامل نفسية، واعية ولا واعية على حد سواء. قد يتجلى القلق النفسي بأشكال عدة، مثل الشعور بالإحباط بسهولة عندما تتغير مخططات الفرد، تجنب الأصدقاء والتجمعات الاجتماعية، الخوف من ممارسة الجنس، رفض الذهاب إلى المدرسة، خوف غير مبرر من تلوث الطعام، الاعتقاد بأن الفرد مصاب بأذية في الدماغ كلما شعر بالصداع والكثير من التظاهرات التي لا تعد ولا تحصى.

على عكس القلق الظرفي، والذي ينطوي على استجابة خوف منطقية تتناسب مع التهديد الحقيقي، يحدث القلق النفسي أحياناً عندما تكون استجابة الخوف عند الفرد لا تتناسب مع التهديد الحقيقي أو المتخيل. يرجع ذلك لأسباب عدة، بما فيها الأمثلة على الإشراط الكلاسيكي (أي عندما يتم الربط بشكل خاطئ بين مثير محايد، مثل المعجنات، وبين حدث مؤلم، مثل الاختناق، ما يؤدي إلى الخوف من تناولها مجدداً.)، الإشراط الإجرائي (عندما يتم ربط سلوك معين مثل التحدث أمام العامة مع نتيجة سلبية، مثل السخرية.) أو عندما يقع الفرد ضحية التشوهات المعرفية مثل الإفراط في التعميم والتهويل.

تناسب الأمثلة السابقة على القلق النفسي بشكل دقيق النموذج المعرفي السلوكي للقلق؛ فهي تعود لأسباب ملموسة وسهلة التحديد. حسب تجربة الدكتور جون، يستجيب هذا النوع من القلق بالشكل الأفضل للعلاج المعرفي السلوكي. لكن، لا يكون السبب وراء شعور الفرد بالقلق ملموسا أو ضمن نطاق وعيه حتى. في مثل هذه المواقف، وبشكل عام عندما يكون هناك احتمال يفيد بوجود مكسب لا واعي ثانوي ناجم عن سلوك الفرد القلق، وُجد أن العلاج النفسي الديناميكي هو خيار أفضل للعلاج. 

أحد الأمثلة التي قابلها الدكتور جون على هذا النوع من القلق هو شخص يتجنب العمل لأسباب يجهلها هو. لكنه اكتشف من خلال العلاج أنه يخرب دون وعي وظيفته ويفسدها لأنها ليست المهنة التي يريدها حقاً، لكنه كان خائفاً من أن يخيب ظن عائلته.

النوع الرابع: القلق الوجودي (Existential Anxiety)

قدرنا جميعاً أن نفارق الحياة يوماً ما. وفقاً لعالم الإنسانيات إيرنست بيكر (Ernest Becker)، القدرة على الاعتراف بحتمية الموت والتنبؤ به ليست حكراً على الجنس البشري فحسب، بل هي القوة الدافعة وراء كامل ثقافتنا وسيكولوجيتنا. بهذه الطريقة، يمكن النظر إلى القلق المصيري أو الوجودي على أنه الأم لكل أنواع القلق الأخرى.

في السنوات التي تلت كتاب بيكر الإبداعي “إنكار الموت” (1973)، حول علماء النفس شيلدون سولومون، جيف غرينبيرغ و توم بيزنزكي عام 2015 عمل بيكر إلى نظرية سُميت (نظرية إدارة الرعب/ Terror Management Theory).

أظهرت سنوات البحث التي قاربت الخمسين والتي تناولت هذه النظرية أنه كلما ازداد وعينا وإدراكنا للموت؛ حتى مجرد سماع كلمة “موت”، كلما ازداد احتمال تغيير قراراتنا عدداً لا يحصى من المرات، حتى وإن كانت متناقضة أحياناً. 

في بعض السياقات، قاد ما يذكّر بالموت القضاة إلى إصدار عقوبات أقسى. وفي حالات أخرى، أدى بالناس إلى جعل معتقداتهم الثقافية أكثر صلابة وقَبَلية. وساهم في ازدياد السلوكيات التي تعزز تقدير الذات عند البعض أيضاً. مثل شراء السيارات الرياضية، أو حماية أنفسهم بواقيات الشمس (Solomon et al., 2015; Morris et al., 2014)

في الممارسات السريرية، عندما يعاني الفرد من القلق الوجودي بشكل أساسي، قد يتنكر هذا القلق بزي أحد أشكاله الآنفة الذكر. على سبيل المثال، يمكن أن ترتبط الطقوس الدينية الوسواسية وأنواع الرهاب المحدد بتكيّف في الماضي، لكنها قد تنبع أيضاً من قلق وجودي أكثر عمقاً. 

في حالات أخرى، يمكن أن يتجلى القلق الوجودي بشكل أكثر وضوحاً. على سبيل المثال رفض زيارة مريض من أفراد العائلة، تجنب الجنائز أو المدافن أو التركيز المتكرر على الإرث الذي سيعيش أكثر من الفرد.

علاج القلق الوجودي

قد يكون القلق الوجودي أكثر الأنواع صعوبة من حيث العلاج. إذ إن تناول دواء إكساناكس لن يمنح المصابين الراحة من حقيقة أنهم سيرحلون عن الوجود. وبالمثل، في حين أن العلاج المعرفي السلوكي والعلاج الانفعالي العقلاني (rational emotive therapy) فعالان في علاج معظم أنواع القلق الأخرى. يعتقد الدكتور جون أنه عندما يحاول ممارسو هذين العلاجين إقناع الناس أن خوفهم من الفناء والمجهول يعادل “المعتقدات اللاعقلانية”، فهم على الأرجح يجعلونهم يشعرون بالإلغاء.

بناء على تجربته، يقول الدكتور جون أن القلق الوجودي يتطلب مزيجاً من الاستراتيجيات الموجهة على مدى فترة من الزمن. وأن العلاج النفسي المستمر بوجود معالج يتبع العلاج بالبصيرة (ربما العلاج النفسي الديناميكي/التحليل النفسي) هو بداية جيدة لهذا النوع من القلق.

يجب أن لا يكون العلاج بوتيرة أسرع مما يرغب بها المريض. وقد يبدو التقدم فيه غير ملموس حتى بعد سنوات منه. لكن، هذا النوع من العلاج يمنح المريض المساحة الآمنة التي يحتاجها لاستكشاف وجهات نظر جديدة في بيئة تدعمه وتشد على يده وتكون خالية من الأحكام.

على غرار الاكتئاب الوجودي، يعتقد الدكتور جون أن الاستكشاف والاشتراك في مجموعات تنحو باتجاه وجهات نظر أكثر شمولية (تفكير الصورة الكبرى) يمكن أن يكون مساعداً مهماً للعلاج النفسي. إذ يساعد المرضى في الأخذ بالاعتبار طرقاً مختلفة للتفكير في معنى الحياة وما بعدها.

اقرأ أيضاً: اضطراب القلق الاجتماعي، أعراضه وتشخيصه

اقرأ أيضاً: اضطراب القلق المعمم (GAD)، أعراضه وتشخيصه

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن يكون ألم الصدر أحد أعراض القلق؟

المصدر: Types of Anxiety

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: