اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، أعراضه، أسبابه، تشخيصه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يصف اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder) نمطاً متأصلاً من السلوك يتجاهل فيه الفرد حقوق الآخرين من حوله وينتهكها باستمرار.

قد يتصرف الأفراد المصابون بهذا الاضطراب بعنف أو تهور أو اندفاع، وأحياناً مع القليل من الاكتراث لرغبات واحتياجات الآخرين.

من الأفضل فهم الاضطراب في سياق الفئة الأوسع من اضطرابات الشخصية. اضطراب الشخصية هو نمط دائم من التجربة الشخصية والسلوك الذي ينحرف بشكل ملحوظ عن توقعات ثقافة الفرد. وهو اضطراب شائع وغير مرن يبدأ في مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة ويستقر بمرور الوقت ويؤدي إلى الإجهاد أو الضعف الشخصي.

نظرة عامة عن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

يمكن أن تختلف أعراض اضطراب الشخصيـة المعادية للمجتمـع في شدتها وقد تشمل العواقب السجن وتعاطي المخدرات وإدمان الكحول.

غالباً ما يشار إلى أنماط السلوك الأكثر فظاعة أو ضرراً أو خطورة بالعامية باسم “السيكوباتية” أو الاعتلال النفسي أو الاعتلال الاجتماعي.

على الرغم من أن الاعتلال الاجتماعي أو الاعتلال النفسي لا يمثلان مصطلحات تشخيصية رسمية في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM). ولا يرسمان بشكل تام أعراض اضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع كما هو موضح في الدليل، يُعتقد أن المفاهيم والبنيات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً.

قد يبدو الأشخاص المصابون باضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع ساحرين وجذابين ظاهرياً، لكن من المرجح أن يكونوا عصبيين وعدوانيين وغير مسؤولين. بسبب ميولهم المتلاعبة، وقد يكون من الصعب معرفة ما إذا كانوا يكذبون أو يقولون الحقيقة.

لا يتم تشخيص اضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ومع ذلك، تظهر أعراض هذا الاضطراب بداية في مرحلة الطفولة أو المراهقة وقد تؤدي إلى تشخيص باضطراب السلوك خلال تلك الفترة.

ويُعد اضطراب الشخصية المعاديـة للمجتمع أكثر شيوعاً عند الذكور مقارنة بالإناث. وإن أعلى معدل انتشار له هو بين الذكور ممن يتعاطون الكحول أو المخدرات أو الموجودين في السجون أو غيرها من الأماكن القضائية.

أعراض اضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع

يتم تأكيد الشخصية المعادية للمجتمع من خلال التقييم النفسي ويجب استبعاد الاضطرابات الأخرى أولاً. وفقاً لـ DSM-5. قد تشمل سمات اضـطراب الشخصية المعادية للمجتمع ما يلي:

  • عدم الامتثال للمعايير الاجتماعية الأساسية بطرق تنتهك القانون غالباً.
  • الانتهاك المتكرر للحقوق الجسدية أو العاطفية للآخرين.
  • عدم الاستقرار في العمل والحياة المنزلية؛ إذ قد يمر الفرد بفترات طويلة دون عمل حتى في المناطق أو المواقف التي تكون فيها الوظائف متاحة بسهولة.
  • الإصابة بحالات التهيج والعدوان التي تقحم الفرد في شجارات متكررة.
  • عدم الشعور بالندم بعد إلحاق الضرر بشخص ما أو بممتلكاته.
  • فقدان الإحساس بالمسؤولية على الدوام.
  • التهور والاندفاع.
  • الخداع.
  • يجب أن يكون التشخيص في مرحلة الطفولة أو الأعراض المتوافقة مع اضطراب السلوك موجودة بشكل عام قبل سن 15 عاماً.

عموماً، قد يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من اضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع يفتقرون إلى التعاطف مع الأشخاص من حولهم. أو يتصرفون بطرق متعجرفة أو مغرورة أو لديهم نظرة ساخرة أو متشائمة للغاية حيال للعالم. في بعض الحالات.

يمكن أن تسطع هالة سحرهم في اللقاء الأول على الرغم من أنها عفوية وسطحية. قد تؤدي ثقتهم وجاذبيتهم الواضحة إلى العديد من العلاقات الجنسية. ومع ذلك، من المحتمل أن تكون الكثير من هذه العلاقات قصيرة الأمد، وغالباً بسبب السلوك القاسي أو الازدواجي تجاه شركائهم. وفي حال كان لدى الشخص المصاب أولاد، فقد يكون مهملاً لهم أو يسيء معاملتهم.

يُعد تعاطي الكحول والمخدرات أمراً شائعاً بين الأشخاص المصابين باضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراضه. عندما يترافق تعاطي المخدرات مع هذا الاضطراب يكون العلاج أكثر تعقيداً لكليهما.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

يتم تشخيص اضطراب الشخصيـة المعادية للمجتمع عادةً من خلال تقييم نفسي متعمق يقيم التاريخ الشخصي والطبي وأنماط السلوك والإدراك والعلاقات مع الآخرين.

نظراً لأن المصابين قد لا يرغبون في الاعتراف بأن سلوكهم أو عمليات تفكيرهم مريبة ومثيرة للمشاكل، فقد يقوم الطبيب أيضاً بمقابلة أفراد الأسرة أو الأفراد المقربين الآخرين لتقييم التأثير وحجم أو هدف سلوكيات الشخص المصاب. 

هل يمكن لمشاكل أخرى أن تحاكي أعراض اضطـراب الشخصية المعاديـة للمجتمع؟

اضطـراب الشخصـية المعادية للمجتمع هو اضطراب يكون التشخيص الدقيق له مهماً بشكل خاص. إذ قد يشترك في بعض الأعراض مع العديد من اضطرابات الشخصية والحالات النفسية الأخرى.

الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية النرجسية أو اضطراب تعاطي المخدرات قد يخالفون القانون أو بطريقة أخرى قد يتصرفون بأساليب مخادعة أو محتالة أو عدوانية.

الأفراد المصابون بالفصام أو الاضطراب ثنائي القطب قد ينخرطون أيضاً في سلوك عنيف أو عدواني خاصة خلال نوبة الهوس أو النوبة الذهانية. بناءً على ذلك يجب استبعاد مثل هذه الحالات قبل تشخيص اضطراب الشخصـية المعادية المجتمع.

في أي عمر يتطور اضطراب الشخصيـة المعادية للمجتمـع عادة؟

وفقاً لـ DSM-5، يمكن تشخيص الأفراد باضطـراب الشخصية المعادية للمجتمـع إذا أظهروا أعراض اضطراب السلوك قبل سن 15.

قد تشمل هذه الأعراض السلوك العدواني تجاه الناس أو الحيوانات والتدمير المتعمد للممتلكات والخداع أو السرقة وغيرها.

يبدو أن الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب السلوك قبل سن العاشرة معرضون بشكل أكبر لخطر استيفاء معايير اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في مرحلة البلوغ.

ومع ذلك، لا يتم تشخيص جميع الأطفال المصابين باضطراب السلوك باضطراب الشخصـية المعاديـة للمجتمع. يمكن أن يزيد التشخيص والعلاج المبكّران من احتمال تعلمهم إدارة الأعراض الناجمة عن الاضطراب والنمو ليصبحوا بالغين أصحاء.

هل يمكن تشخيص الطفل باضطراب الشخصية المعاديـة للمجتمـع؟

عادةً لا يتم تشخيص اضطراب الشخصـية المعادية للمجتمـع قبل سن 18 عام. ومع ذلك، الأطفال الذين يطورون اضطـراب الشخصـية المعادية للمجتمع عند البلوغ تظهر عليهم علامات الاضطراب في العمر الأصغر، والتي تبدأ عادةً خلال مرحلة الطفولة المتأخرة أو سنوات المراهقة المبكرة. يتم تشخيص بعض الأطفال المصابين باضطراب السلوك باضطـراب الشخصية المعاديـة للمجتـمع في مرحلة البلوغ.

ما مدى انتشار اضطـراب الشخصيـة المعادية للمجتمع؟

اضطراب الشخصـية المعاديـة للمجتمع نادر نسبياً. وفقاً لـ DSM-5، قد يستوفي ما بين 2% و 3.3% من العموم معايير اضطـراب الشخصية المعاديـة للمجتمع.

هذا الاضطـراب أكثر شيوعاً عند الرجال إذ أظهرت الأبحاث أن حوالي 3% من الرجال وحوالي 1% من النساء يعانون من اضطراب الشخصية المعاديـة للمجتمـع.

أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع

في حين أن الأسباب الدقيقة لاضطراب الشخصية المعاديـة للمجتمـع ليست مفهومة تماماً، فقد تضمنت مزيجاً من العوامل البيئية والوراثية بقوة.

يُشتبه وجود عوامل وراثية نظراً لأن السلوك المعادي للمجتمع يكون أعلى لدى الأشخاص الذين لديهم والد/ والدة أو أي قرابة أسرية مباشرة أخرى ممن تظهر لديهم صفات معادية للمجتمع. 

قد تلعب العوامل البيئية دوراً أيضاً، لا سيما سوء المعاملة أو الإهمال في مرحلة الطفولة. تشير الدلائل إلى أن الشخص الذي يُعامَل بعنف أو يتربى على يدي شخص أظهر ميولاً معادية للمجتمع هو أكثر عرضة لنشوء الاضطراب لديه أيضاً.

لماذا يُعد اضطراب الشخصية المعادية للمجتمـع أكثر شيوعاً عند الرجال؟

لم يتم فهم السبب الدقيق للتفاوت بين الجنسين في اضطـراب الشخصية المعادية للمجتمـع بشكل كامل. ولكن قد يعود السبب لمجموعة من العوامل الوراثية والثقافية.

يفترض بعض الخبراء أن الاختلافات الجندرية من الناحية السيكوباتية، مفهوم ذا صلة بالاضطراب، قد تنجم جزئياً عن معايير التشخيص المنحازة لسلوك الذكور.

فمثلاً من المرجح أن يتصرف الرجال السيكوباتيين بعنف. في حين أن النساء قد يتصرفن على الأرجح بطرق أقل عدوانية ظاهرياً (ومع ذلك لا تزال معادية للمجتمع). من المحتمل أن ذلك يجعلهن أكثر قدرة على تفادي الكشف عنهن. 

في حين ينطبق الأمر ذاته على اضطراب الشخصيـة المعادية للمجتمع من ناحية عدم وضوحه، إلا أن بعض الأدلة تشير إلى أن الذكور المصابين بالاضطراب هم أكثر عرضة للتصرف بعنف مقارنة بالإناث.

ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية المعاديـة للمجتمع؟

يبدو أن المعاناة من الصدمة أو الإهمال أو سوء المعاملة في وقت مبكر من الحياة تزيد من احتمالية إصابة الشخص باضطراب الشخصية المعاديـة للمجتمـع بشكل كبير. خاصةً بين أولئك المعرضين وراثياً للإصابة.

قد تؤدي النشأة مع والدين كانا يتعاطيان المخدرات أو الكحول أو تعاطي الفرد نفسه إلى زيادة المخاطر. أن يكون الفرد ذكراً يزيد من احتمال التشخيص باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

هل يمكن أن يكون سبب اضطـراب الشخصيـة المعادية للمجتمـع هو إصابة الدماغ؟

العلاقة بين إصابات الدماغ الخطيرة واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ليست مفهومة تماماً. ومع ذلك فقد وُجد أن إصابات الدماغ الرضحية (TBI) مرتبطة بالسلوك المعادي للمجتمع في بعض الدراسات.

العديد من القتلة المتسلسلين البارزين (قد يكون كثير منهم مؤهلين للتشخيص باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.) تعرضوا لإصابات كبيرة في الرأس في شبابهم. ما يشير إلى إمكانية وجود علاقة سببية مباشرة بين ضرر الدماغ المبكر والسلوك العنيف في وقت لاحق.

ومع ذلك، فإن مثل هذا الارتباط لا يزال مجرد تخمين. لأن مثل هذه الإصابات تحدث عادةً في وقت مبكر من الطفولة. فمن الصعب تحديد ما إذا كانت تسببت بشكل مباشر في السلوك المعادي للمجتمع لاحقاً أو إذا لعبت دوراً سواء كانت أكثر أو أقل تأثير من العوامل الوراثية أو البيئية الأخرى.

يمكن أيضاً أن تؤدي إصابات الدماغ الرضحية التي تحدث في مرحلة البلوغ إلى تغيرات في المزاج والشخصية. وتتضمن في بعض الحالات الغضب أو العدوانية.

ومع ذلك، فإن الشخص البالغ الذي يتصرف بعنف أو بشكل معادٍ للمجتمع بعد إصابة في الدماغ لن يكون مؤهلاً للتشخيص باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. لأن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع وفقاً لتعريفه هو نمط عميق الجذور ودائم من نمط السلوك موجود منذ الطفولة حتى مراحل عمرية أكبر.

هل يشبه اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع الاعتلال النفسي؟

لا، إذ قد يشترك اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والاعتلال النفسي في بعض السمات وقد يحدثان معاً في بعض الأحيان. لكن تختلف بُنيتهما. اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع هو نمط متأصل من السلوكيات المعادية للمجتمع مثل خرق القانون أو الاعتداء الجسدي.

الاعتلال النفسي (السيكوباتية) هي سمة تتميز في المقام الأول بنقص التعاطف والتأثر السطحي والإحساس المتعاظم بقيمة الذات.

وأحياناً ينخرط السيكوباتيون بالفعل في السلوك المعادي للمجتمع، إذا كانوا يفعلون ذلك فهو جزء أساسي من تقييم السيكوباتية. وقد يكون الكثيرون مؤهلين لتشخيصهم باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

ومع ذلك تشير بعض الأدلة إلى أن ثلث الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع فقط يستوفون معايير السيكوباتية. 

لا يشبه الاعتلال النفسي (السيكوباتية) اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. إذ يُعد الأول جزء من “الثالوث المظلم” وهو عبارة عن مجموعة من ثلاث سمات شخصية خبيثة وُجد أنها تتداخل بشكل متكرر وأنها ترتبط بالسلوك المتلاعب والقاسي.

لماذا يتم الخلط كثيراً بين اضطـراب الشخصيـة المعاديـة للمجتمع والاعتلال النفسي؟

يتم استخدام المصطلحين “السيكوباتية” و “الشخصيـة المعادية للمجتمع” بالتبادل. لا سيما في تصوير وسائل الإعلام لمن يؤدون أعمال العنف ما يخلق ارتباكاً بين عامة الناس حول التعريف الفني لكلا المصطلحين. 

ويعود سبب الخلط بينهما أيضاً جزئياً إلى تاريخ المصطلحين. في الطبعات الأولى من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، كانت السيكوباتية تشخيصاً رسمياً يمكن إعطاؤه للأفراد الذين أظهروا عدم التعاطف والأنا المبالغ بها وقلة الشعور بالندم والسلوك المعادي للمجتمع المستمر وغيرها من السمات الأخرى.

عندما تم نشر النسخة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-III في عام 1980، تم استبدال السيكوباتية باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

كما تم تحديث معايير التشخيص لتركز بشكل أساسي على السلوكيات الخارجية التي يمكن ملاحظتها. مثل الكذب أو العدوانية أو خرق القانون بدلاً من السمات الداخلية مثل عدم التعاطف أو العظمة أو كتم المشاعر.

انتقد روبرت هير (Robert Hare)، الباحث الذي طور ‘The Hare Psychopathy Checklist‘ وهو مقياس مستخدم على نطاق واسع للاعتلال النفسي، هذا التغيير كما فعل الباحثون الآخرون الذين درسوا السيكوباتية والسلوك المعادي للمجتمع.

إذا جادلوا بأن تعريف الدليل التشخيصي والإحصائي لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لم يعد يصور السمات الداخلية الأساسية للاعتلال النفسي. ولأنه يركز على السلوك ولا يأخذ الحافز في الحسبان، فإنه يجمع العديد من الأشخاص الذين يتصرفون بشكل غير اجتماعي ولكن قد يكون لديهم أسباب مختلفة جداً للقيام بذلك.

في الواقع، يستوفي العديد من السجناء معايير اضطراب الشخصيـة المعادية للمجتمع على الرغم من اختلافهم في الشخصيات والسلوكيات والدافع.

ادّعى روبيرت هير أنه على الرغم من أن معظم السيكوباتيين قد يستوفون معايير اضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع. إلا أن أغلب الأشخاص الذين تم تشخيصهم به ليسوا معتلين نفسياً.

على الرغم من تعليقاته وتعليقات الباحثين الآخرين حول هذه القضية، يواصل العديد من الأشخاص العاديين استخدام الكلمات بالتبادل أو يفترضون أن “السيكوباتي” هو تشخيص رسمي.

علاج الشخصية المعادية للمجتمع

يُعد اضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع أحد أكثر اضطرابات الشخصية صعوبة في العلاج. إذ نادراً ما يبحث الأفراد عن العلاج من تلقاء أنفسهم وقد يبدأون العلاج فقط عند إجبارهم بذلك من قبل المحكمة.

في بداية العلاج، قد لا يلتزموا أو حتى يتصرفوا تصرفات عدائية مع المعالج. لكن، أظهرت بعض العلاجات، بالاشتراك مع العلاج النفسي أحياناً، نتائج واعدة في حالات محددة.

لا يوجد علاج محدد واضح لاضطـراب الشخصية المعادية للمجتمع، على الرغم من استخدام العلاج المعرفي السلوكي أحياناً.

في الآونة الأخيرة، أظهر دواء كلوزابين المضاد للذهان نتائج واعدة في تحسين الأعراض بين الرجال الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

هل يمكن أن يساعد العلاج النفسي في علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

يمكن أن يكون العلاج النفسي فعالاً في بعض حالات اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ولكن ليس كلها. إذ يميل إلى أن يكون أقل فعالية مع ازدياد حدة الاضطراب.

في الحالات التي يتم استخدامه فيها، قد يرتكز على العلاج المعرفي السلوكي أو على طرائق أخرى من العلاج بالكلام التي تستهدف السلوكيات وأنماط التفكير الإشكالية. أو التي تهدف إلى مساعدة الفرد المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع على فهم أفضل لكيفية تأثير أفعاله على الآخرين.

قد يتم دمج العلاج النفسي أيضاً مع عناصر إدارة الغضب أو علاج تعاطي المخدرات أو طرق أخرى ذات صلة تبعاً للأعراض المحددة للفرد والحالات المرضية المصاحبة .

ما الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

تم استخدام العديد من الأدوية لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. وقد كانت ذات فعالية في كبح جماح العدوانية أو المزاج غير المنتظم أكثر من تغيير الدوافع الأساسية الكامنة التي تقود السلوك.

يمكن وصف مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ومثبتات الحالة المزاجية مثل الليثيوم لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

قد يُطلب من الأفراد الموجودين في السجن أو الذين يتلقون العلاج بتكليف من المحكمة تناول الأدوية و/أو الخضوع للعلاج النفسي وفقاً لتعليمات القاضي.

هل يمكن علاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

لا يوجد حالياً علاج معروف لاضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. لكن مع العلاج المتوفر، فإن بعض الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وخاصة أولئك الذين لديهم روابط اجتماعية قوية ودعم مساند من قبل عائلاتهم، قادرون على تحسين قدرتهم على العمل وزيادة مستوى وعيهم حول مدى تأثير أفعالهم على الآخرين.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية التمثيلية، أعراضه، أسبابه وعلاجه

المصدر: Antisocial Personality Disorder

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: