اضطراب المتحدي المعارض، أعراضه، تشخيصه، أسبابه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

اضطراب المتحدي المعارض (Oppositional defiant disorder) هو اضطراب نفسي يظهر عادة في مرحلة الطفولة بين عمري السادسة والثامنة، وقد يستمر إلى مرحلة المراهقة والبلوغ. كيف يتم تشخيص اضطراب المتحدي المعارض وما هي أعراضه وطرق علاجه؟

اضطراب المتحدي المعارض أكبر من كونه نوبات غضب في الطفولة، ويسبب تواتر هذا الاضطراب وشدته صعوبات في المنزل والمدرسة. الأكثر من ذلك أن الأطفال المصابون به الاضطراب يواجهون أحياناً صراعاً مع مشاكل التعلم تتعلق بالسلوك.

أنواع اضطراب المتحدي المعارض

لهذا الاضطراب نوعان:

  1. اضطراب المتحدي المعارض الذي يبدأ في مرحلة الطفولة: يظهر في عمر مبكرة ويتطلب تدخلاً وعلاجاً لمنع تطوره إلى اضطراب سلوك أكثر خطورة.
  2. اضطراب المتحدي المعارض الذي يبدأ في مرحلة المراهقة: يظهر فجأة في سنوات المدرسة المتوسطة والثانوية مسبباً صراعاً في المنزل والمدرسة.

أعراض اضطراب المتحدي المعارض

يُبدي الأطفال والمراهقين المصابون باضطراب المتحدي المعارض سلوكيات تشكل تحدياً للأهل والمدرّسين. على سبيل المثال، يظهرون عمداً سوء سلوك يتسم بالعدوانية، ويواجهون أحياناً صعوبة في التفاعل بشكل مناسب مع الأقران والبالغين، ويشيع عندهم أيضاً كثرة الجدال والمعارضة.

فيما يلي بعض العلامات والأعراض الشائعة لاضطراب المتحـدي المعارض:

  • سهولة الانزعاج.
  • التسبب بنشوء صراعات.
  • نوبات غضب متكررة.
  • انخفاض القدرة على تحمل الإحباط.
  • الكذب.
  • المزاجية والغضب دون سبب.
  • عدم الامتثال حتى للطلبات البسيطة.
  • عدم الشعور بتأنيب الضمير.
  • تعمُّد إغضاب الآخرين.

من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض تحدث في ميادين ومجالات متعددة وليس فقط المنزل، إذ ينخرط العديد من الأطفال في السلوكيات المعارضة مع ذويهم دون غيرهم.

تشخيص اضطراب المتحدي المعارض

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – النسخة الخامسة، يقتضي التشخيص باضطراب التحدي المعارض أن تظهر لدى الطفل أربعة أعراض على الأقل مما يلي، ويجب أن تحدث لمدة لا تقل عن ستة أشهر وأن تؤثر سلباً على الأداء الاجتماعي، الدراسي والمهني.

  • المزاج الغاضب/المنفعل: فقدان السيطرة على الأعصاب أحياناً، الغضب أو الإزدراء، الحساسية والانزعاج بسهولة.
  • كثرة الجدال/ السلوك المتحدي: الجدال مع ذوي السلطة من البالغين، معارضة أو رفض الامتثال لرغباتهم وطلباتهم أو للقواعد، إزعاج الآخرين عمداً أحياناً وإلقاء اللوم عليهم في أخطائهم.
  • الانتقام: الحقد أو الانتقام مرتين على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية.

بعد تشخيص اضطراب المتحدي المعارض قد يقيّم مقدم الرعاية الصحية شدة الأعراض لدى طفلك باستخدام المقياس في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية إلى:

  • خفيفة: ترتبط الأعراض بحالات وظروف واحدة
  • معتدلة: تظهر بعض الأعراض في بيئتين على الأقل
  • حادة: تظهر الأعراض في ثلاثة أماكن أو أكثر

أسباب اضطراب المتحدي المعارض

في حين لا يوجد سبب معروف، إلا أن اضـطراب المتحـدي المعارض تم ربطه مع مزيج من العوامل البيولوجية، النفسية والاجتماعية.

تشمل العوامل البيولوجية ما يلي:

لدى أحد الوالدين تاريخ مع اضـطراب نقص الانتباه/فرط النشاط، اضطراب المتحدي المعارض أو اضـطراب السلوك.

تتضمن العوامل الاجتماعية ما يلي:

  • سوء المعاملة أو الإهمال.
  • تواجد الطفل في بيئة فوضوية.
  • عدم الاستقرار الأسري ( مثل الطلاق أو التنقل المستمر).
  • عدم اتساق نظام التأديب والانضباط.
  • الافتقار إلى وجود مشرف على الطفل.
  • الفقر.
  • الأهل المهملون أو البعيدون عن الطفل.

علاج اضطراب المتحدي المعارض

من المهم التدخل مبكراً قدر الإمكان لعلاج الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. فمن دون التدخل العلاجي المناسب، يمكن أن يتطور اضطـراب المتحـدي المعـارض إلى اضطـراب السلوك.

العلاج النفسي

يشمل العلاج النفسي لاضطـراب المتحـدي المعارض عند المراهقين والأطفال أحياناً ما يلي:

علاج مهارات حل المشكلات المعرفي: حيث يتعلم الأطفال كيفية إدارة أعراض محددة من هذا الاضطراب وتحديد المشكلات التي تنشأ معه وحلها.

العلاج الأسري: يمكن أن تتم دعوة الأبوين، الأشقاء وأفراد آخرين من العائلة لحضور العلاج مع الطفل بهدف تحسين التفاعلات والعلاقات الأسرية.

تدريب الأهل: يمكن أن يتم تعليم الأهل ومقدمي الرعاية استراتيجيات وتقنيات إدارة السلوك وذلك للحد من سوء السلوك في المنزل.

العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج الفردي الطفل على تعلم مهارات جديدة مثل إدارة الغضب والسيطرة على الاندفاعات.

التدريب على المهارات الاجتماعية: يمكن أن يكون التدريب على المهارات الاجتماعية الرسمية فعالاً في مساعدة الطفل المصاب باضطراب المتحدي المعارض على التفاعل مع الأقران والبالغين.

من المهم أن يعمل معالج الطفل بشكل وثيق مع الأهل والمعلمين وذلك لضمان فعالية برنامج العلاج نظراً لأن التقنيات السلوكية التي تؤتي ثمارها مع معظم الأطفال قد لا تكون ذات فاعلية مع الأطفال المصابين باضطراب المتحدي المعارض

العلاج الدوائي

بينما لا يُنصح بالعلاج الدوائي لوحده في حالة اضطـراب المتحـدي المعارض، إلا أن طفلك قد يحتاج إلى الأدوية لعلاج أعراض الحالات المرافقة مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، القلق واضطرابات المزاج.

التدريب

قد تكون أساليب تعديل السلوك طرقاً فعالة لتقليل مشاكله عند الأطفال. من الممكن أن يقابل الطبيب مقدمي الرعاية بشكل منفصل وذلك لتقديم التدريب على تقنيات التربية، التي ستذكر لاحقاً، والتي بإمكانها الحد من سوء السلوك.

سوف يركز العلاج أحياناً على واحدة أو اثنتين من مشكلات السلوك، لكن يجب أن ينصب الاهتمام على تعزيز السلوكيات المؤيدة للمجتمع ( إبقاء اليدين والقدمين ثابتين، إظهار الاختلاف باحترام).

إقامة علاقة إيجابية

تتمثل الخطوة الأولى للعلاج في بناء علاقة إيجابية مع طفلك، إذ تبدأ معظم علاجات اضطراب المتحدي المعارض بانخراط الأهل مع الطفل في اللعب الذي يقوده الطفل مع ذويه حيث يقدمون له التعزيز والمشاركة الإيجابيين.

وضع توقعات

يهدف الأطفال المصابون باضطراب المتحدي المعارض إلى إزعاج الأهل والمعلمين عن طريق سوء السلوك وذلك بهدف الإثارة والتحريض على رد فعل سلبي منهم. من المهم بشكل خاص وضع قواعد توقعات واضحة وتطبيقها باستمرار.

إنشاء روتين محدد

يمكن أن يساعد وجود روتين محدد للأطفال المصابين بهذا الاضطراب في التأقلم مع النشاطات في المنزل مثل الانتقال من تناول العشاء إلى حلّ الفروض المنزلية ومن ثم الخلود إلى النوم. هذا هو سبب أهمية تطبيق القواعد واتباع الروتين بانتظام وبشكل دائم.

التأديب والمكافأة

تقديم ثناءات ومديح ومكافآت محددة للسلوكيات المؤيدة للمجتمع التي ترغب برؤيتها عند طفلك. إذا استجاب الطفل لنظم إدارة السلوك، استخدم الملصقات أو الرموز أو مخطط سلوك لتبيان التقدم الحاصل نحو أهداف السلوك. اسمح لطفلك أن يختار المكافآت التي يرغب بالحصول عليها.

مع نجاح الطفل، قدم له التعزيز مثل قضاء وقت في ممارسة نشاط مفضل لديه، كلمات المديح، المكافآت القابلة للأكل أو عناصر من صندوق يحوي جوائز.

التفاعل الاجتماعي

عندما يتفاعل الطفل مع الآخرين، تأكد من وجود إشراف مناسب عليه وذلك لضمان تطبيق القواعد وتعزيزها، ويمكن للبالغين مساعدة الطفل على التفاعل بشكل ملائم. من المفيد وجود استشاري مدرسي للعمل مع الأقران في سبيل مساعدتهم على الاستجابة الصحيحة لسلوكيات هذا الطفل.

التأقلم مع اضطراب المتحدي المعارض

يستطيع الأهل أيضاً مساعدة الطفل في التأقلم مع هذا الاضطراب بشكل أفضل من خلال بذل قصارى الجهد في:

تجنب المديح المباشر الذي يمكن أن يؤدي إلى سوء السلوك، خاصة إذا كان الطفل يميل إلى فعل عكس ما تريده أن يفعل. على سبيل المثال، قول “تروق لي الطريقة التي تتمالك بها أعصابك” قد يحرّض الطفل أن يصبح أكثر عدوانية جسدياً.

مقاومة الرغبة الملحة في الجدال أو المحاضرة في الطفل، ومحاولة ضبط الأعصاب قدر الإمكان.

تجنب إظهار الغضب أمام الطفل إذ قد يكون ذلك بمثابة مكافأة له.

استخدام نبرة صوت معتدلة غير عاطفية، والتصريح ببساطة عن القواعد التي تم خرقها من قبل الطفل وما هي العواقب المحتملة.

الحفاظ على النظام ورباطة الجأش وتجنب الدخول في جدال كلامي مع الطفل حول العواقب أو ما حدث.

منحه بعض المساحة للتنفيس عن غضبه وارتباكه. أعطه وسادة ليلكمها أو يصرخ عليها.

دعم الأهل

قد تكون تربية طفل مصاب باضطراب المتحدي المعارض ذات كلفة كبيرة عاطفياً؛ لذا من المهم البحث عن فرص للحديث مع الأهل الآخرين. لا يهم مدى تفهّم أو مراعاة أفراد العائلة أو الأصدقاء لحالتك، فللحديث مع الأهالي الآخرين ممن يفهمون معنى أن تعيش مع طفل مصاب بهذا الاضطراب ميزة خاصة.

بالإضافة إلى الدعم العاطفي، يمكن أن تساعد مجتمعات المساندة الافتراضية أو المجموعات على منصة فيس بوك في ضمان اطلاعك على آخر المستجدات والنهج لإدارة اضطراب المتحدي المعارض.

خلاصة

إن التكهنات الخاصة بالشفاء من اضطراب المتحدي المعارض غير واضحة. قد ينضج بعض الأطفال وتتنحى أعراض الاضطراب وتهدأ في مرحلة المراهقة، وقد يحمل آخرون هذا الاضطراب إلى تلك المرحلة. تلبية الاحتياجات المعقدة لهؤلاء الأطفال تتطلب تعاوناً بين الأهل وكادر المدرسة بالإضافة إلى أخصائيي الصحة النفسية.

تُحسن الجهود الدائمة المبذولة للتعاون في المنزل والمدرسة احتمال تحقيق نتائج إيجابية مع هؤلاء الأطفال، خاصة إذا بدأ التدخل في عمر مبكر.

اقرأ أيضاً: كيفية تأديب الطفل الغاضب الذي لا يحترم الآخرين ونصائح للوالدين

اقرأ أيضاً: كيف تجعل طفلك يصغي إليك؟ إليك خمس حيل ونصائح مفيدة

اقرأ أيضاً: طفلك يجادلك في كل شيء تقوله؟ كيف تتعامل معه؟

المصدر: ?What Is Oppositional Defiant Disorder (ODD)

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: