الفرق بين تعاطي العقاقير وسوء تعاطي العقاقير

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

لعلَّك تتساءل ما إذا كان مُصطلحا تعاطي العقاقير (substance use) وسوء تعاطي العقاقير (substance abuse) مصطلحَين متشابهين، أم ثمة اختلافات بينهما. إذاً ما الفرق بين تعاطي العقاقير وسوء تعاطي العقاقير (اضطراب تعاطي العقاقير حالياً)؟

يشير كلا المصطلحين إلى استخدام مواد، مثل الكحول أو المخدرات أو النيكوتين أو الحشيش أو الوصفات الطبية، إلا أنَّ الفرق بينهما يكمن في أنَّ “سوء تعاطي العقاقير” يشير تحديداً إلى استخدام العقاقير بطريقة تسبب المشكلات، بينما يُعدُّ “تعاطي العقاقير” مفهوماً أوسع يشير إلى استخدام جميع العقاقير المخدرة، سواء أكان ذلك الاستخدام إشكالياً أم لا.

الفرق بين تعاطي العقاقير (substance use) وسوء تعاطي العقاقير (substance abuse)

تعاطي العقاقير: تُعرِّف “ميف أونيل” (Maeve O’Neill)، نائبة المدير التنفيذي للإدمان والتعافي في مركز “أُول سوبر” (All Sober)، “تعاطي العقاقير” بأنَّه استخدام أي عقاقير قانونية أو غير قانونية؛ فهو مصطلح واسع يشمل جميع أشكال استخدام العقاقير الضارة وتواتر استخدامها.

سوء تعاطي العقاقير: تقول “أونيل”: استُخدِم مصطلح “سوء تعاطـي العقاقير” سابقاً لوصف الإدمان أو الاستخدام الخطير لعقار أو أكثر؛ إلا أنَّ الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) لم يَعُد يستخدم مصطلح “سوء تعاطـي العقاقير” بسبب وصمة العار المرتبطة به، بل استُبدِل بمصطلح “اضطراب تعاطـي العقاقير” (substance use disorder)، وذلك على حد قول “أونيل”.

لماذا لم يَعُد مصطلح “سوء تعاطي العقاقير” مستخدماً؟

وفقاً للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات (National Institute on Drug Abuse)، تم إيقاف استخدام مصطلح “سوء تعاطـي العقاقير” لأنَّ عبارة “سوء تعاطي” لها دلالات سلبية وترتبط بالحكم أو العقوبة. لذا “اضطراب تعاطـي العقاقير” هو المصطلح الطبي المستخدم حالياً لوصف الاستخدام غير المنضبط لعقار ما على الرغم من العواقب السلبية التي يعود بها على صحة الفرد وعمله ودراسته وأسرته وحياته اليومية.

تقول “أونيل”: يُعدُّ اضطراب تعاطي العقاقير من الاضطرابات الدماغية المعقدة ومرضاً نفسياً يُصنَّف على أنه خفيف أو متوسط ​​أو شديد بناءً على المعايير التي يستوفيها كل فرد.

كان مصطلح “تعاطـي العقاقير” يُستخدم سابقاً لوصف الاستخدام الخفيف لعقار ما، بينما كان مصطلح “سوء تعاطـي العقاقير” يُستخدم لوصف الاستخدام المعتدل أو الأكثر شدة ولكن لم نَعُد نستخدم كلمة “سوء”، لأن للغة أهميتها.

أعراض اضطراب تعاطي العقاقير

متى يتحول تناول مشروب مع الأصدقاء أو أخذ مسكنات للصداع (الاستخدام الاعتيادي للعقاقير) إلى الإدمان على الكحول أو الإدمان على مسكنات الألم (اضطراب تعاطـي العقاقير)؟

يُشخَّص المرء بإصابته باضطـراب تعاطـي العقاقيـر عندما يبدأ الشعور بالأعراض الآتية:

  • الرغبة الشديدة في تناول العقار.
  • تعاطي جرعات من العقار أكبر من اللازم.
  • عدم القدرة على تخفيف استخدام العقار على الرغم من رغبة الشخص في ذلك أو محاولته باستمرار.
  • قضاء وقت طويل في الحصول على العقار أو تعاطيه أو التعافي من آثاره.
  • مواجهة مشكلات في المنزل أو العمل أو الجامعة بسبب تعاطـي العقاقير.
  • الاستمرار في تعاطي العقار، على الرغم من معرفة المدمن بالمشكلات التي يسببها في علاقاته.
  • قلة ممارسة الهوايات وأي أنشطة أخرى أو التوقف عنها.
  • ممارسة سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو غير آمنة في أثناء الوقوع تحت تأثير المخدرات.
  • الاستمرار في تعاطي العقار، على الرغم من معرفة المدمن بالمشكلات الجسدية أو النفسية التي يسببها أو يؤدي إلى تفاقمها.
  • تحمُّل الجسم للعقار، والحاجة إلى تعاطي مزيد منه في كل مرة للحصول على التأثير نفسه.
  • المعاناة من أعراض الانسحاب عند محاولة التوقف عن تعاطي المخدرات، والشعور بالحاجة إلى تناولها من أجل منع الانسحاب.

معايير تشخيص الإصابة باضطراب تعاطي العقاقير

بناءً على عدد وشدة الأعراض التي يعاني منها الشخص، يقرر مقدم الرعاية الصحية ما إذا كانت طريقة تعاطيه تدعو للقلق، وما إذا كان يعاني من “اضطراب تعاطـي العقاقيـر” خفيف أو متوسط ​​أو شديد.

إليك معايير التشخيص فيما يلي:

  • اضطراب تعاطـي العقاقير الخفيف: ظهور اثنين أو أكثر من الأعراض في آخر 12 شهراً (فهذا هو الحد الذي يفصل بين تعاطي العقاقير العادي واضطراب تعاطي العقاقير).
  • اضطـراب تعاطي العقاقير المتوسط: ظهور أربعة إلى خمسة من الأعراض في آخر 12 شهراً.
  • اضطـراب تعاطـي العقاقير الشديد: ظهور ستة أو أكثر من الأعراض في آخر 12 شهراً.

غالباً يؤدي تعاطي العقاقير إلى الإصابة باضطـراب تعاطي العقاقير؛ فبالنسبة لبعض الناس، يمكن أن تكون تجربة عقار أو استخدامه من حين لآخر الخطوة الأولى للإصابة باضطـراب تعاطي العقاقير.

أسباب تعاطي العقاقير 

غالباً ما يبدأ المدمن استخدام العقاقير للأسباب التالية:

  • تجربة العقار: يبدأ الناس في استخدام العقاقير غالباً بدافع الفضول أو بهدف تجربتها أو بسبب ضغط الأقران.
  • تناول العقار للشعور بالراحة: يستخدم الناس العقاقير لمعايشة شعور السُّكْر واللذة، والمعروفة باسم “النشوة”.
  • تناول العقار لتقديم أداء أفضل: يستخدم بعض الأشخاص العقاقير لتحسين أدائهم وانتباههم ومستويات طاقتهم وإدراكهم.
  • تناول العقار للشعور بحالة أفضل: يلجأ الناس أحياناً إلى تعاطي العقاقير لنسيان مشكلاتهم وتخفيف التوتر وتقليل الألم والشعور بالخدر.

أسباب اضطراب تعاطي العقاقير

بعد أن يبدأ الشخص في استخدام العقاقير، قد يتعرض لخطر الإصابة باضطراب تعاطي العقاقير. إليك بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في خطر الإصابة باضطراب تعاطـي العقاقير:

  • قابلية الإصابة بالإدمان بسبب عوامل وراثية.
  • الضغوطات الاجتماعية.
  • الضغوطات البيئية.
  • حالات الصحة النفسية.
  • السمات الشخصية للفرد.
  • آثار العقار.

كما يمكن أن تلعب العوامل الثقافية والاجتماعية والدينية والتاريخية والقانونية دوراً في تحديد الأشكال المقبولة لاستخدام العقاقير. على سبيل المثال: تحدد القوانين العامة العقاقير التي تُعد قانونية أو غير قانونية، والمقدار الذي يُسمح باستهلاكه قانونياً. بالإضافة إلى ذلك، تمنع بعض الثقافات استخدام عقاقير معينة، بينما تسمح باستخدام أخرى.

التشخيص

تقول “أونيل”: يمكن للأخصائيين المعتمَدين أو المرخَّصين في علاج الإدمان تحديد ما إذا كان تعاطي الشخص للعقار يدعو للقلق، وتشخيص الإصابة ب”اضطراب تعاطي العقاقير” وعلاجه، كما يمكن لطبيبك إحالتك إلى أخصائي، إذا لزم الأمر.

وفقاً ل”أونيل”: تشمل عملية التشخيص تقييماً كاملاً، والذي غالباً ما يتضمن:

  • إجراء مقابلة مع الشخص الذي يتعاطى عقاراً.
  • إجراء نقاشات مع آخرين قد يكونون في حياة ذلك الشخص.
  • استخدام أدوات التشخيص لتحديد ما إذا كانت أعراض الشخص تفي بالمعايير التشخيصية لاضطراب تعاطي العقاقير المدرَجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية النسخة الخامسة (MDS-5).
  • إجراء فحص بدني أو فحوصات أخرى لتحديد مدى استخدام الشخص للعقار وتقييم حالته الصحية والتحقق من حالات الصحة البدنية أو النفسية الأخرى.

من الهام أن تكون منفتحاً وصادقاً بشأن الأعراض وتعاطـي العقاقير مع مقدم الرعاية الصحية التي تتعامل معه، كي يتمكن من تحديد ما إذا كان استخدامك للعقار يدعو للقلق أم لا، وما إذا كنت مصاباً أو معرَّضاً لخطر الإصابة باضطراب تعاطي العقاقير.

تقول “أونيل”: “يُعدُّ التشخيص المناسب في غاية الأهمية لضمان حصولك على أكثر مستويات الرعاية إفادة”.

علاج اضطراب تعاطي العقاقير

إذا قرر مقدم الرعاية الصحية أنَّ طريقة تعاطي الشخص للعقاقير تمثِّل مشكلة، وأنَّه مصاب باضطراب تعاطـي العقاقير، فقد يحتاج إلى العلاج؛ إذ تقول “أونيل”: إنَّ العلاج يتضمن تقييم أخصائي وخطة علاج لتلبية احتياجات الفرد وتحقيق التعافي المستدام، كما يمكن أن تختلف خطة العلاج اعتماداً على عدة عوامل، مثل شدة الاستخدام ومصادر الشخص للحصول على العقار وطاقة تحمله ومصادر الدعم.

وفقاً ل”أونيل”: يمكن أن يشمل علاج اضطراب تعاطي العقاقير ما يلي:

  • إزالة السموم من الجسم.
  • المعالَجة الأدوية.
  • المعالَجة النفسية.
  • حضور جلسات علاج مع مجموعة الدعم.
  • العلاج الخارجي (مريض غير مقيم في المشفى) أو العلاج الداخلي (أن يقيم المريض في المستشفى أثناء العلاج) أو المعالجة في المنزل.
  • الرعاية في فترة النقاهة، كالعيش بشكل متزن أي دون تناول العقار.
  • تقديم أشكال أخرى من التعليم أو التوعية أو الدعم.

الوقاية

تحدد “أونيل” أدناه بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في منع تعاطـي العقاقير والإصابة باضطراب تعاطـي العقاقير:

منع تعاطي العقاقير

أفضل نهج لمنع تعاطـي العقاقير هو تقديم التعليم الشامل والدعم في كل فرصة متاحة. تقول “أونيل”: “من الهام تثقيف الأطفال والمراهقين والبالغين حول انتشار تعاطي العقاقير ومخاطرها ومساعدتهم على تطوير مهارات المرونة لتجنب استخدامها”.

منع اضطراب تعاطي العقاقير

يمكن الوقاية من اضطراب تعاطـي العقاقير إذا أنشأنا أنظمة رعاية تساعدنا على التدخل في مراحل مبكرة من الاستخدام؛ إي على المدارس والمجتمعات التعاون والعمل معاً للبحث عن الحالات التي تؤدي إلى اضطراب تعاطـي العقاقير ومعالجتها، وذلك لمنع الإصابة به أو التخفيف من آثاره.

الخلاصة

“تعاطـي العقاقير” هو مصطلح واسع يشمل كل حالة من حالات استخدام مواد ضارة، مثل الكحول أو المخدرات أو النيكوتين أو الحشيش أو الوصفات الطبية. بينما “اضطراب تعاطي العقاقير” هو حالة طبية تشير تحديداً إلى الاستخدام المسبب للمشكلات بسبب تعاطي هذه المواد إلى الحد الذي يعاني الشخص من عواقب سلبية في عدة مجالات من حياته.

غالباً ما يؤدي تجربة عقار ما أو استخدامه من حين لآخر إلى الإصابة باضطراب تعاطـي العقاقير، لا سيما إذا كان الشخص عرضة له بسبب عوامل وراثية أو اجتماعية أو بيئية أو فردية. لذا، من الهام اتخاذ خطوات لمنع تعاطـي العقاقير، خاصة بين الشباب، للمساعدة في منع “اضطراب تعاطـي العقاقير”.

يمكن لأخصائي الرعاية الصحية المؤهل تشخيص ما إذا كان استخدام الفرد للعقاقير يمثِّل مشكلة، ويفي بالمعايير التشخيصية “لاضطراب تعاطـي العقاقير” الخفيف أو المتوسط ​​أو الشديد المُدرَجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية النسخة الخامسة. وبناءً على تقييم الأخصائي، سيعمل مع المصاب على وضع خطة علاج.

إذا كنت قلقاً بشأن استخدامك للعقاقير وقد ينتابك الشك في تفاقم حالتك إلى اضطـراب تعاطـي العقاقير فإن أفضل ما يمكنك القيام به هو البحث عن مساعدة ومعلومات، تقول “أونيل”: “يتوفر العديد من المرشدين والمدربين ومجموعات الدعم التي تساعدك في فهم أكثر عن الحالة وعلاجها، لذا لا تقلق أنت لست وحدك والعلاج متاح وممكن”.

اقرأ أيضاً: الإدمان ومراحل تطوره النفسية

اقرأ أيضاً: الإدمان (الاعتماد)، تعريفه، آلية تطوره، أنواعه وطرق معالجته

اقرأ أيضاً: نظام المكافأة في الدماغ، وعلاقته بالإدمان بشكل رئيسي

المصدر: Substance Use vs. Substance Abuse: What Are the Differences

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: