اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال، أعراضه، تشخيصه وعلاجه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يعد القلق من الانفصال جزءاً طبيعياً من نمو الاطفال، ويشيع حدوثه عند الأطفال بين عمري ثمانية أشهر والاثني عشر شهراً، ويختفي عادة عند سن الثانية تقريباً. لكن، يمكن أن يحدث عند البالغين أيضاً. يبدي بعض الأطفال أعراض قلق الانفصال خلال مراحل المدرسة وسنوات المراهقة. تسمى هذه الحالة اضطراب قلق الانفصال (Separation Anxiety Disorder/SAD) ويعاني منها  ثلاثة إلى أربعة بالمئة من الأطفال.

يميل اضطراب قلق الانفصال إلى أن يكون مؤشراً على مشكلات في المزاج العام وفي الصحة النفسية، إذ يتم تشخيص حوالي ثلث الأطفال المصابين بهذا الاضطراب بمرض نفسي عند البلوغ.

أعراض اضطراب قلق الانفصال

تحدث أعراض قلق الانفصال عندما ينفصل الطفل عن ذويه أو مقدمي الرعاية. يمكن أن يسبب الخوف من الانفصال أيضاً سلوكيات مرتبطة بالقلق. وتشمل بعض أكثر هذه السلوكيات شيوعاً ما يلي:

  • التشبث بالأهل
  • البكاء المفرط والشديد
  • رفض القيام بالأشياء التي تتطلب أن يكون الطفل بعيداً عن أهله أو مقدمي الرعاية
  • المرض الجسدي، مثل الصداع أو الإقياء
  • العنف ونوبات الغضب العاطفية
  • الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة
  • ضعف الأداء الدراسي
  • الفشل في التفاعل بطريقة سليمة مع الأطفال الآخرين
  • رفض النوم بمفرده
  • الكوابيس

 عوامل الخطر لاضطراب قلق الانفصال

يميل اضطراب قلق الانفصال إلى أن يكون أكثر عرضة للحدوث عند الأطفال الذين :

  • لديهم تاريخ عائلي مع الاكتئاب
  • يعانون من الخجل والشخصية المترددة
  • يعيشون ضمن طبقة اجتماعية اقتصادية أدنى
  • لديهم أهل يبالغون في حمايتهم
  • يفتقرون إلى التفاعل الأسري المناسب
  • يعانون مشكلات في التعامل مع أقرانهم

قد يحدث اضطراب قلق الانفصال بعد حدث مجهد أو مؤلم في الحياة مثل:

  • الانتقال إلى منزل جديد
  • تغيير المدرسة
  • طلاق الوالدين
  • وفاة أحد أفراد العائلة المقربين

تشخيص اضطراب قلق الانفصال

قد يتم تشخيص الأطفال بهذا الاضطراب إذا عانوا من ثلاثة أعراض أو أكثر مما سبق، وقد يطلب الطبيب اختبارات إضافية لتأكيد التشخيص ويراقب تفاعل الأهل مع الطفل، إذ يُظهر ذلك فيما إذا كان نمط التربية يؤثر على طريقة تعامل الطفل مع القلق.

علاج اضطراب قلق الانفصال

يُستخدم كل من العلاج الدوائي والعلاج النفسي في علاج اضطراب قلق الانفصال، إذ قد يساعد كلا العلاجين الطفل على التعامل مع القلق بطريقة إيجابية.

العلاج النفسي

يعد العلاج المعرفي السلوكي أكثر العلاجات فعالية لهذا الاضطراب. من خلاله، يتم تعليم الأطفال تقنيات التأقلم مع القلق. ومن تقنياته الشائعة التنفس العميق والاسترخاء.

من جهة أخرى، فإن علاج التفاعل الأسري/ تفاعل الأهل – الطفل (Parent-child interaction) أيضاً يعد طريقة أخرى لعلاج اضطراب قلق الانفصال، وينطوي على ثلاث مراحل علاجية أساسية:

  1. التفاعل الموجه نحو الطفل (Child-directed interaction): يركز على تحسين جودة علاقة الطفل بذويه، وينطوي على الشعور بالدفء، الاهتمام وتقديم الثناء ما يساعد في تقوية إحساس الطفل بالأمان.
  2. التفاعل الموجه نحو الشجاعة (Bravery-directed interaction): يثقف الأهل حول ما يشعر به الطفل من قلق، إذ يطور المعالج سلم شجاعة يُظهر المواقف التي تسبب مشاعر القلق، ويخصص مكافآت للتفاعلات الإيجابية من قبل الطفل.
  3. العلاج الموجه نحو الأهل (Parent-directed interaction): يعلم الأبوين أن يتواصلوا مع طفلهم بوضوح ما يساعد على إدارة السلوك الضعيف.

من ناحية أخرى، تشكل بيئة المدرسة سراً آخر من أسرار نجاح العلاج، إذ يحتاج الطفل مكاناً آمناً يذهب إليه عندما يشعر بالقلق، ويجب أن يكون هناك طرقاً يتواصل الطفل عبرها مع الأهل عند الضرورة أثناء تواجده في المدرسة أو غيرها من الأوقات التي يكون فيها بعيداً عنهم. أخيراً، ينبغي أن يشجع المعلم الطفل على التفاعل مع زملائه في الفصل. 

إذا كانت تراودك مخاوف حول البيئة الصفية لطفلك، تحدث مع المدرس، المدير أو الموجه المدرسي.

العلاج الدوائي

لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطراب قلق الانفصال، وتستخدم مضادات الاكتئاب في بعض الأوقات للأطفال الذين يعانون من هذه الحالة إذا لم تجدي أشكال العلاج الأخرى نفعاً. يجب اتخاذ قرار استخدام مضادات الاكتئاب بعناية من قبل الأهل أو الوصي والطبيب، ويجب مراقبة الطفل تحسباً لحدوث أية آثار جانبية للدواء.

آثار اضطراب قلق الانفصال على الحياة الأسرية

يتأثر كل من النمو والتطور العاطفي والاجتماعي بشكل بالغ باضطراب قلق الانفصال، إذ قد تسبب هذه الحالة تجنب الطفل للتجارب الحياتية الجوهرية لنموه الطبيعي.

يمكن أن يؤثر اضطراب قلق الانفصال على حياة الأسرة أيضاً. تشمل بعض المشكلات الناجمة ما يلي:

  • تقييد نشاطات العائلة بسبب سلوك الطفل السلبي.
  • الإحباط الناجم عن عدم توفر الوقت الكافي عند الأهل للاهتمام بأنفسهم.
  • غيرة الأشقاء نتيجة الاهتمام الزائد الذي يحظى به الطفل المصاب بهذا الاضطراب.

إذا كان طفلك يعاني من اضطـراب قلق الانفصال، تحدث إلى الطبيب وناقش معه خيارات العلاج وكيف يمكنك المساعدة في إدارة آثاره على حياة عائلتك.

اقرأ أيضاً: اضطـراب قلـق الانفصال عند البالغين، الأعراض والتشخيص

اقرأ أيضاً: العلاقة بين الأهل والطفل، أهميتها وطرق تقويتها

اقرأ أيضاً: الحدود بين الآباء والأبناء، ما أهميتها وما تأثيراتها على الصحة النفسية؟

المصدر: Separation Anxiety Disorder

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: