الامتناع في سياق علاج الإدمان

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

إن الامتناع هو مصطلح يستخدم في مجال الإدمان لوصف عملية تجنب أو عدم الانخراط في بعض السلوكيات التي قد تسبب الإدمان. سواء أكان ذلك الامتناع سيستمر للأبد أم لمدة غير محددة أو حتى لفترة قصيرة من الزمن. 

قد يكون الامتناع هدفاً كأن يمتنع شخص ما عن الانخراط في سلوكيات جنسية حتى الزواج، أو فلسفة أو نمط حياة كما هو الحال في برنامج مدمني الكحول المجهولين (AA) والذي يرتكز نهج التعافي من إدمان الكحول عبر الامتنـاع عن شربه. 

الجدل حول الامتناع

كان برنامج مدمني الكحول المجهولين (AA) أول برنامج يركز بشكل خاص على علاج الإدمان. وكان الامتنـاع الكامل عن الكحول هو حجر الأساس في هذا النهج.

لذلك، فإن الامتناع (علاج الإدمان بالامتناع) له تاريخ طويل في كونه مفهوماً راسخاً مطلوباً للتعافي. أولئك الذين طوروا هذا البرنامج آمنوا أن إدمان الكحول هو مرض ولد به الناس، بدلاً من الاعتقاد بأنه حالة تتطور استجابةً للتعرض للكحول. وبالتالي، فإن شرب أي كمية مهما كانت صغيرة كان يعتبر فشلاً ذريعاً من جانب “مدمن الكحول”.

له تاريخ طويل في كونه مفهوماً راسخاً مطلوباً للتعافي. أولئك الذين طوروا هذا البرنامج آمنوا أن إدمان الكحول هو مرض ولد به الناس، بدلاً من الاعتقاد بأنه حالة تتطور استجابةً للتعرض للكحول. وبالتالي، فإن شرب أي كمية مهما كانت صغيرة كان يعتبر فشلاً ذريعاً من جانب “مدمن الكحول”.

إن الامتناع في سياق علاج الإدمان هو نهج صارم، ويعني أنك إما أن تعتنقه أو لا تفعل ذلك. ولهذا فقد اعتقد البعض من المدمنين الذين كانوا يرغبون في التغلب على سلوك إدماني أنه منهج غير قابل للتطبيق.

يعتقد بعض الخبراء أيضاً أن الامتنـاع ليس أمراً ضرورياً للتخلص من الإدمان. وأن البعض يستطيعون الانتقال من حالة الإفراط في الشرب إلى حالة الشرب باعتدال. وهذا ما سبب اختلافاً في مناهج العلاج التي تتطلب الامتنـاع وتلك التي لا تتطلبها. 

وهذا ما شكل الكثير من الضغط على الأشخاص الذين يعملون في ميدان العلاج والأشخاص الذين يطلبون المساعدة في مجال تجنب السلوكيات التي تسبب الإدمان. وذلك للانحياز إلى جانب من بين الجانبين وتحديد ما إذا كانوا يؤمنون بالامتناع الكلي أو الحد من الضرر كما لو أن النهجين يستبعدان بعضهما بعضاً تماماً.

أمثلة عن الامتنـاع

فمثلاً، يتطلب برنامج التخلص من إدمان الكحول عبر 12 خطوة الامتنـاع الكلي عن شرب الكحول. في حين أنّ المقابلات التحفيزية لا تتطلب ذلك.

تتضمن البرامج القائمة على الامتنـاع عن الكحول تجنب تناول الكحول تماماً. وهو ما يتناقض مع مبدأ الشرب الخاضع للرقابة الذي قد يساعد مدمن الكحول على أن يصبح شارباً معتدلاً وغير مثير للمشاكل.

هذا يعني أيضاً يجب على الشخص الذي يريد التغلب على مشكلة الإفراط في الشرب، أن يمر بمرحلة انسحاب الكحول والتي يمكن أن تتراوح من شعور مزعج إلى مهدد للحياة. في المقابل، يسمح نهج الحد من الضرر للأشخاص بتقليل عدد المشروبات التي يستهلكونها كل يوم تدريجياً، دون الحاجة إلى المرور عبر متلازمة الانسحاب.

وبالمثل، العلاج الداعم بالميثادون قد يتطلب أو لا يتطلب الامتناع عن تعاطي الهيروين أو غيره من المستحضرات الأفيونية. ولكن كونه بحد ذاته دواءً أفيونياً لا يظهر على من يستخدمونه أنهم متعافون من الإدمان. وهو ما قد يكون محبطاً للغاية للأشخاص الذي حاولوا التعافي من إدمان الهيروين وانتكسوا عدة مرات.

وفي الحقيقة، فإن هذه الفئة من الناس هي الأكثر احتمالاً للاستقرار على العلاج بالميثادون قبل الخضوع للعلاج النفسي.

يتبع بعض الأخصائيين نهجاً علاجياً أكثر توازناً ومستنداً إلى الأدلة. حيث يؤكدون أنّ نُهج الحد من الضرر قد يكون أكثر فعالية لفئة من الناس، بينما قد يكون الامتنـاع الكامل هو الحل الأفضل لغيرهم.

بالنسبة للذين قد تعرضوا لمشكلات صحية شديدة نتيجة تعاطي الكحول والعقاقير، فقد يكون الامتناع الكامل هو الخيار الأفضل. لأنّ الاستمرار بفعل ذلك قد يكون مهدداً للحياة كما أنّ الامتناع يعيق تفاقم الحالة.

وفي ظل تلك الظروف يكون قرار الامتنـاع فردياً نابعاً من الذات وقائماً على الأدلة. وليس عبارة عن فلسفة دوغماتية متزمتة ذات المقاس الواحد لكي تناسب الجميع.

مشكلات الامتناع عن السلوكيات “الطبيعية”

مع تزايد الاعتراف بالإدمان السلوكي، فقد يُنظر إلى الأساليب القائمة على الامتنـاع على أنها غير عملية لمحاربة الإدمان.

على سبيل المثال تناول الطعام، إذ يرى معارضو النهج القائمة على الامتناع في سياق علاج الإدمان أنّ الامتناع غير ممكن لأنّ الجميع بحاجة لتناول الطعام. بينما يرى المؤيدون أنّه ممكن وأنّ الشخص بحاجة لتجنب أنواع محددة من الطعام بشكل كُلّي. 

حقيقة الأمر أنّ بعض أنواع الإدمان مثل إدمان التمارين الرياضية وإدمان الجنس وإدمان التسوق يصعب علاجها باستخدام النهج القائمة على الامتنـاع الكُلّي.

ولكن وحتى في صفوف كلٍ من مناصري الاعتدال والنًهج الخاضعة للرقابة، فمن المسلم به أن الامتناع عن بعض الممارسات له مكانة خاصة ومهمة بالنسبة لبعض الأشخاص المعرضين للانتكاس. والذي قد يضر بهم أي سلوك إدماني بشكل كبير، أو حتى خلال مراحل معينة من عملية التعافي.

قد يكون الامتناع التام أمراً ضرورياً

قد تسبب بعض السلوكيات مثل سلوكيات الاعتداء الجنسي أو سلوكيات التعاطي لبعض أنواع المخدرات أذية كبيرة. ومن غير الممكن استخدام النُهج القائمة على السلوك الخاضع للرقابة لعلاجها وحينها يكون الامتناع هو الحل الأفضل. 

اقـرأ أيضاً: الإدمان ومراحل تطوره النفسية

اقرأ أيضـاً: نظام المكافأة في الدماغ، وعلاقته بالإدمان بشكل رئيسي

اقرأ أيضـاً: طريقة الحد من الضرر، مبادئها واستراتيجياتها في علاج الإدمان

المصدر: verywellmind

تدقيق: هبة محمد

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: