التشريح النفسي، تعريفه، تاريخه والقيود التي تواجهه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

التشريح النفسي (psychological autopsy) أو (التشريح الطبي النفسي / psychiatric autopsy) هو تقييم تكميلي (تقويمي) للحالة النفسية، يركز على فهم الحالة النفسية للشخص المتوفى عند الوفاة أو في وقت قريب منها بهدف تحديد سببها (الحوادث مقابل الانتحار أو تفسير آخر).

مفهوم التشريح النفسي

يعود الفضل في تطوير مفهوم التشريح النفسي وريادة تقنياته إلى نورمان فيبرو (Norman Faberowروبرت ليتمان (Robert Litman) وإدوارد شنايدمان (Edwin Shneidman) بالتشاور مع  مكتب الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس، والذي طلب منهم المساعدة في تحديد سبب الوفاة (حادث أم انتحار) في مجموعة فرعية من الحالات “الملتبسة”.

يعد التشريح النفسي شكلاً من التقييم التكميلي للحالة النفسية (reconstructive mental state evaluation). والذي يمكن تعريفه على أنه تحرّي يجريه خبراء ويركز على استشفاف وفهم بعض أوجه الحالة النفسية للشخص المتوفى في فترة مبكرة من الوقت.

تؤخذ آراء الخبراء التي يصيغها أخصائيو الصحة النفسية والمستندة إلى التقييم التكميلي للحالة النفسية بالارتباط مع بعض أنواع الإجراءات القانونية عادة، لكن ليس دائماً.

وهكذا، يمكن اعتبار التقييمات التكميلية للحالة النفسية تقييماً شرعياً أو تحرياً جنائياً يهدف إلى تزويد صناع القرار القانوني (أي القاضي أو هيئة المحلفين.) بالمعلومات التي لا يمكنهم الحصول عليها بخلاف ذلك (استناداً إلى تحري الخبراء وآرائهم). وبالتالي يستطيعون اتخاذ قرار مستنير وأكثر دقة في القضية الموجودة بين أيديهم.

كيف يتم الاستفادة من التشريح النفسـي؟

على سبيل المثال، تم إدخال شهادة الخبراء فيما يتعلق بالحالة النفسية للشخص المتوفى في دعاوى القدرة على الإيصاء. (عندما تكون قدرة الشخص المتوفى على وضع وصية صحيحة في فترة سابقة موضع خلاف في القضية). ودعاوى التأمين على الحياة وتعويضات العمال (عندما يكون سبب الوفاة، بما في ذلك وجود عوامل نفسية محتملة، موضع خلاف.) والقضايا الجنائية (عندما تكون الحالة النفسية للفقيد على صلة ببعض جوانب الدعاوى الجنائية).

بالإضافة إلى ذلك، يوظف أخصائيو الصحة النفسية وإداراتها إجراءات التشريح النفسي كآلية لضمان الجودة في القضايا التي يُقدم فيها الموكّل على الانتحار.

تؤدي مثل هذه التحريات خدمة المساعدة في فهم سبب الانتحار وتحديد الممارسات المهنية الجيدة والسيئة التي تحيط بمسألة رعاية الفرد. وينظر إليهما (الجيدة والسيئة) على أنهما يوفران إمكانية تحسين الرعاية والممارسة الصحية في المستقبل.

كيف يحصل الأخصائيون على المعلومات المهمة من أجل التشريح النفسي؟

نظراً لأن الشخص المعني (المتوفى) غير موجود، يجب على أخصائي الصحة النفسية الذي يجري التشريح الطبي النفسي أن يعتمد فقط على المصادر الجانبية. أو “الطرف الثالث” للحصول على المعلومات.

بما في ذلك المقابلات مع أشخاص على معرفة بالشخص المعني، والأشخاص الذين هم على تواصل معه في الوقت المذكور أو القريب منه (أي في الوقت القريب من تنفيذ الوصية أو من وفاة الفقيد).

إضافةً إلى مراجعة ملفات عدة تتضمن سجلات المتوفى الخاصة بالرعاية الصحية، كتاباته أو مراسلاته. اعتماداً على القضايا والدعاوى المطروحة، يمكن أن تتضمن مجالات الاستفسارات والتحريات ذات الصلة ما يلي:

  • تعاطي الكحول والمواد المخدرة.
  • الحالة والتاريخ الطبيان.
  • الحالة والتاريخ النفسيان.
  • عوامل الضغط الاقتصادية والنفسية الاجتماعية.
  • طبيعة وجودة العلاقات الشخصية العائلية والزوجية.
  • السلوك والتواصلات اللفظية والكتابية.
  • السجلات والتاريخ القانونيان.

القيود التي تواجه التشريح النفسي

هناك بعض القيود المتأصلة والطبيعية للتقييم التكميلي للحالة النفسية. ويؤثر بعضها أيضاً بشكل أكثر شيوعاً على التقييمات النفسية الممارَسة، بما فيها التقييمات العلاجية والشرعية على حد سواء.

أولاً، كما أشير سابقاً، يزيد الافتقار إلى تقنية أو إجراء موحدين للتقييم احتمال حدوث تقييمات لا يمكن الاعتماد عليها أو طرح أفكار وآراء غير صالحة.

ثانياً، يتمثل أحد القيود الواضحة في عدم قدرة عالم النفس على تقييم الفرد الذي تكون حالته النفسية في وقت ما سابق ذات صلة. سواء عبر المقابلة أو إدارة اختبار نفسي، إذا احتاج إلى ذلك.

ثالثاً، نظراً لأن الوقت المعني حدث في الماضي (أحياناً الماضي البعيد). يمكن أن تكون السجلات المتوفرة محدودة وذكريات الطرف الثالث الذي يمكن مقابلته من قبل المختبر ربما تكون منقوصة وأقل دقة كنتيجة للوقت الطويل.

رابعاً، يمكن أن يشوّه مخبرو الطرف الثالث الذين يقابلهم عالم النفس تجليات الحالة النفسية للفقيد وسلوكه. سواء عن قصد (انطلاقاً من رغبتهم في الحصول على نتيجة بعينها في القضية القانونية.) كأن ينكر أحد المستفيدين المحتملين عمداً الحالة النفسية شديدة الضعف للموصي المتوفى وقت وضع الوصية حتى يتم إعلانها ويحصل هذا الشخص على الميراث.) أو دون قصد ( على سبيل المثال، عندما لا يستطيع أحد الزوجين التعرف على السلوك الانتحاري للزوج المتوفى والإفادة عنه بشكل صحيح وذلك بسبب شعوره بالذنب لوفاة شريكه). 

الأبحاث حول التقييم التكميلي للحالة النفسية

أجري عدد قليل من الأبحاث التي فحصت موثوقية وصلاحية الآراء التي يصوغها التقييم التكميلي للحالة النفسية (التشريح الطبي النفسي). بالطبع يشكل تقييم مصداقية وصلاحية هذه التقنية تحدياً نظراً للمشاكل التي تتعلق بالمصادقة على معايير التقييم.

أي، حتى يتم الفحص الدقيق للآراء التي تتشكل من خلال التقييم التكميلي للحالة النفسية، يجب على المرء أن يكون قادراً على مقارنة الآراء المتكونة مع الحقائق أو النتائج الفعلية. (التي لا يمكن معرفتها أو غير المعروفة على الإطلاق).

ونتيجة البيانات المحدودة فيما يتعلق بموثوقية ومصداقية وسلامة وجهات النظر التي تتشكل عند استخدام تقنية التقييم التكميلي للحالة النفسية. يوصي المعقّبون على هذا الموضوع أن يتم الطلب من الأخصائيين الشروع بإجراء هذه الفحوصات بحذر شديد. وتحديد القيود المتأصلة بوضوح في مثل هذه التحريات.

اقرأ أيضاً: علم النفس الشرعي والقانون، الاختلافات بينهما وكيف يكمل أحدهما الآخر

اقرأ أيضاً: علم النفس الشرعي السريري، تعريفه والمجالات التي يختص بها

اقرأ أيضاً: سيكولوجيا الشرطة، دراسة مجال الشرطة من وجهة نظر علم النفس الشرعي

المصدر: Psychological Autopsy

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: