التطور الجنسي العاطفي، مراحله ومفهوم التثبيت والتراجع

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

وفقاً لـ فرويد، فإن جلّ التوتر الذي يصيب الإنسان هو نتاج تراكم الرغبة الجنسية / libido (الطاقة الجنسية)، وأن كل المتعة تأتي من تصريف وتفريغ هذه الرغبة. لذلك، اقترح نظرية التطور الجنسي العاطفي (affective-sexual development) ضمن نظرياته في التحليل النفسي، وهي نظرية توضح التطور النفسي الجنسي – العاطفي للأفراد. تتضمن الحياة الجنسية للأطفال ثلاث مناطق مثيرة للشهوة الجنسية (erogenous zones) تصف ثلاث مراحل تسبق المرحلة التناسلية، ويستخدم فرويد مصطلح المرحلة لأنه أكثر مرونة وسهولة من “فترة” أو “طور”.

بحسب نظرية فرويد للتطور النفسي الجنسي – العاطفي تتمتع كل مرحلة بديناميكية ومرونة كبيرة. وتعتبر خصائص كل منها جزءاً من شخصية الفرد البالغ؛ تميزنا هذه الخصائص التي نراها في كل مرحلة كأشخاص بطريقة ما وتمنحنا سمات شخصية.

بالطبع لا توجد حدود واضحة للمراحل تحدد البداية والنهاية لكل منها، إذ يتعلق هذا الأمر بمفهوم التثبيت (fixation) والتراجع (regression).

مفهوم التثبيت والتراجع

التراجع هو آلية دفاع طبيعية تدافع عن النفس ضد القلق، تسير هذه الآلية جنباً إلى جنب مع التثبيت. نظراً لأن التثبيت هو ما سيحدد المرحلة التي يجب العودة إليها طالما لم يتم حل الصراع الذي تسبب في التثبيت، سيبقى الفرد في حالة ركود في تلك المرحلة.

وفقاً لـ فرويد، عند الولادة يكون لدينا قدر معين من الرغبة الجنسية والتي تشبه الجيش الذي يبقى في نهاية كل مرحلة. وإذا لم يتم حل بعض المشاكل في المرحلة المناسبة، فستحدث عدة تثبيتات حينها.

كما أن للطاقة الجنسية التي تتحرر في كل مرحلة علاقة بالتثبيت أيضاً،.والذي قد يكون ناتجاً عن الرضا المفرط أو الإحباط أو التفاعل بين الاثنين. 

سيكون لدينا قدر معين من الرغبة الجنسية موجود في كل مرحلة. لذلك من المتوقع ألا تستغرق كل مرحلة أكثر من المعتاد، مما يضمن انتقالاً مناسباً عبر الجنسانية الطفولية والمرحلة التناسلية اللاحقة.

التراجع هو حركة نحو الماضي، ولكنه متقدم أيضاً، لأن الفرد الذي يتراجع لا يعود إلى المكان الذي كان فيه أبداً. 

شحنة الرغبة الجنسية التي تم تثبيتها لها علاقة بالبيئة المحيطة، فالتجارب الأولى للطفل تحدد مدى ثقل وحمل تثبيت الرغبة الجنسية.

لذلك، حتى يجري التثبيت، يجب أن تكون التجارب أكثر أو أقل توازناً. حيث يتم النظر إلى المرحلة التي مرت على أنها منطقة غادرها الشخص لكي يتعامل مع المحيط بشكل أفضل.

مراحل التطور الجنسي العاطفي

يتكون التطور الجنسي العاطفي من 5 أطوار مختلفة – ثلاث مراحل وفترتين، والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً ببعضها.

المرحلة الفموية (oral phase)، من الولادة إلى 18 شهر

في المرحلة الفموية، يكون المصدر الرئيسي لرضا الطفل هو الفم، لذا فإن منعكس المص مهم بشكل خاص في هذه المرحلة.

يعتبر الفم عنصراً أساسياً للبقاء على قيد الحياة، ومنعكس المص هو ما يسمح للطفل بالتغذية والبدء في اكتشاف العالم من خلال حاسة التذوق لديه.

في المرحلة الفموية، يحصل الطفل على المتعة بالتحفيز الفموي من خلال الأفعال المُرضية، مثل التذوق والمص.

المرحلة الشرجية (anal phase)، من 18 شهر إلى 3 سنوات

تعتمد المرحلة الشرجية بشكل أساسي على التدريب على استخدام المرحاض. بالنسبة لفرويد، فإن الصراع الرئيسي في هذه المرحلة هو التدريب لبدء الذهاب إلى المرحاض وتعلم التحكم في احتياجات الأفراد الجسدية. 

للأهل دورٌ أساسي في هذه المرحلة، إذ سينجز الطفل في هذه المرحلة اعتماداً على طريقة تعليمه وتدريبه له. إذاً، عندما يتمكن من التحكم في عضلاته العاصرة، يشعر بأنه قد حقق هدفاً ويشعر بالرضا عن إنجازه، مما يؤدي إلى مزيد من الاستقلال والقدرة على الثقة بالنفس.

المرحلة القضيبية (phallic phase)، من 3 إلى 6 سنوات

وفقاً لنظرية التحليل النفسي، في هذه المرحلة يبدأ الطفل في تكوين شخصيته، عادةً من سن 5 سنوات.

خلال هذه المرحلة، تبدأ الـ ‘أنا’ في السيطرة على عقل الطفل، فلا يعود كل شيء اندفاعياً وغريزياً بعد الآن. وهنا يبدأ الطفل في فهم أن هناك عالماً حوله ويجب أن يقيس ويقدر أفعاله وفقاً لذلك العالم.

حسب فرويد، تلعب التجارب الأولى في المراحل المبكرة دوراً مهماً للغاية في تطور الشخصية.

يكون التركيز الرئيسي للرغبة الجنسية في المرحلة القضيبية على الأعضاء التناسلية. ففي سن الثالثة، يبدأ الأطفال في اكتشاف الفروق بين الجنسين، وفي هذه المرحلة تنشأ عقدة أوديب وعقدة إلكترا، في هاتين العقدتين، يدخل الأطفال في صراع داخلي حيث ينجذبون إلى الجنس الآخر من الأهل ويعتبرون من هو من نفس الجنس منافساً لهم.

فترة الكمون (latency period)، من 6 إلى 12 سنة

بعد انقضاء المراحل الثلاثة، تحدث فترة الكمون التي تتوافق مع فترة المدرسة، من ستة إلى اثني عشر عاماً. السبب في اعتبارها فترة وليست مرحلة هو أنها لا تحتوي على منطقة موجّهة مثيرة للشهوة الجنسية، وبالتالي لا يُخلق التثبيت أو التراجع فيها.

خلال فترة الكمون تستمر الـ ‘أنا العليا’ في التطور بسرعة، فتقف الـ ‘أنا’ بين الـ  “هو” و الـ “أنا العليا” لمحاولة الوصول إلى نقطة مشتركة (حل وسط)، حيث يمكن تلبية الاحتياجات مع الأخذ في الاعتبار السياق الاجتماعي للمجتمع المحيط، ويحدث ذلك عندما يطور الأطفال المهارات والقيم الاجتماعية ويتعلمون كيفية التواصل مع الأشخاص خارج بيئة الأسرة.

تبقى الطاقة الجنسية موجودة في فترة الكمون، لكن يتم توجيهها نحو مجالات اهتمام أخرى فكرية أو اجتماعية على سبيل المثال.

البلوغ (Puberty)، من عمر 12 سنة

البلوغ هو بداية النمو الجنسي التناسلي. في هذه الفترة، تنشط الرغبة الجنسية مرة أخرى وتعود الطاقة الجنسية التي تم توجيهها إلى مجالات أخرى في فترة الكمون إلى التركيز على الأعضاء التناسلية، ولكن الآن بهدف إشباع الحاجة الجنسية.

إذا تطورت المراحل السابقة من التطور الجنسي العاطفي بنجاح، فسيكون الهدف من هذه المرحلة هو إقامة توازن بين مختلف نواحي حياة الفرد.

اقرأ أيضاً: العملية الأولية في الشخصية، كيف تُستخدم وما علاقتها بإشباع الرغبات؟

اقرأ أيضاً: الشخصية والطبع، المفاهيم والاختلافات بينهما

اقرأ أيضاً: مبدأ اللذة ومبدأ الواقع، البحث عن الإشباع والرضا

المصدر: Phases of affective-sexual development

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: