التكرار في علم النفس الأهمية أمثلة عنه الخطوات الأسباب
يشير مصطلح التكرار (Replication) إلى إعادة دراسة بحثية، مع ظروف وأشخاص آخرين عموماً،.وذلك لتحديد فيما إذا كانت النتائج الأساسية للدراسة الأصلية قابلة للتطبيق على مشاركين آخرين وظروف مختلفة.
بمعنى آخر، عندما يكرر الباحثون دراسة ما، يعني ذلك إعادة إنتاج التجربة لمعرفة فيما.إذا كان بإمكانهم الحصول على النتائج ذاتها.
ما إن تُجرى دراسة ما، قد يكون الباحثون مهتمين في تحديد فيما إذا كانت النتائج.تنطبق على بيئات أو مجموعات أخرى من الناس. في حالات أخرى، قد يرغب العلماء في تكرار التجربة لتبيان واستعراض النتائج بشكل أكبر.
لمحة سريعة
في علم النفس، يعرف التكرار بأنه إعادة إنتاج دراسة ما لمعرفة فيما إذا كان الباحث سيحصل على النتائج ذاتها. يعد التكرار جزءاً مهماً من عملية البحث ويعزز فهم السلوك البشري. على الرغم من أنه ليس عملية مثالية دائماً، فإن المتغيرات الدخيلة وغيرها.من العوامل يمكن أن تؤثر على النتائج وتتداخل معها.
أمثلة على التكرار في علم النفس
على سبيل المثال، يجري علماء النفس تجربة تظهر أن التنويم المغناطيسي.يمكن أن يكون فعالاً في مساعدة المدخنين متوسطي العمر في التخلص من هذه العادة. قد يرغب باحثون آخرون في تكرار الدراسة ذاتها على المدخنين.الأصغر سناً وذلك لرؤية فيما إذا كانوا سيحصلون على النتائج نفسها.
التكرار في علم النفس الأهمية أمثلة عنه الخطوات الأسباب
التكرار الدقيق للتجربة ليس ممكناً دائماً، إذ قد تمنع بعض المعايير الأخلاقية العلماء.المعاصرين من تكرار الدراسات التي أجريت في الماضي، مثل تجارب ميليغرام للطاعة والتي كانت خطيرة ومثيرة للجدل بشكل كبير.
لا يعني ذلك أن الباحثين لا يقومون بالتكرار، بل يكيفون الأساليب ومناهج البحث والإجراءات التي يتبعونها. على سبيل المثال، كرر الباحثون دراسة ميليغرام مستخدمين عتبة صدمة كهربائية أقل وموافقة مستنيرة أفضل وإجراءات استخلاص معلومات محسنة.
أهمية التكرار في علم النفس
عندما يكرر الباحثون التجارب ويصلون إلى نتائج الدراسة الأصلية ذاتها، فإن ذلك من أجله أن يضفي مصداقية وصلاحية أكبر عليها. إذا كان الباحث قادراً على تكرار نتائج دراسة ما، فمن المرجح أن تكون تلك النتائج قابلة للتعميم على مجموعات أكبر.
يمكن أن يكون السلوك البشري غير متسق وصعب الدراسة. حتى وإن كان الباحثون حذرين في المناهج التي يتبعونها،.تبقى المتغيرات الخارجية الدخيلة قادرة على خلق انحياز ما والتأثير على النتائج
التكرار في علم النفس الأهمية أمثلة عنه الخطوات الأسباب
هذا هو السبب الكامن وراء أهمية وأساسية التكرار في علم النفس،.إذ يعزز النتائج، يساعد في تقصي المشكلات المحتملة ويحسن فهم السلوك البشري.
كيف يتم تكرار الدراسة؟
عند إجراء دراسة ما، من الأساسي وجود تعاريف عملية محددة بوضوح. بمعنى آخر، ما الذي تحاول الدراسة قياسه؟
حين يتم تكرار بحوث سابقة، يتبع القائمون على التجربة الإجراءات ذاتها لكن على مجموعة أخرى من المشاركين. إذا حصل الباحث على النتائج ذاتها في التجربة اللاحقة،.يعني أنه من غير المحتمل أن تكون نتائج البحث الأصلي مجرد صدفة.
تتضمن خطوات تكرار تجربة نفسية ما يلي:
مراجعة التجربة الأصلية
هدف التكرار هو استخدام المنهج ذاته والإجراءات التي استخدمها الباحثون في التجربة الأصلية بالضبط. مراجعة التجربة الأصلية لتعلم المزيد حول الفرضية، المشاركين، التقنيات المستخدمة والمنهجية المتبعة أمور مهمة جداً.
التكرار في علم النفس الأهمية أمثلة عنه الخطوات الأسباب
إجراء مراجعة للأدبيات المتعلقة بالبحث
مراجعة الأدبيات الموجودة حول.مادة الدراسة بما فيها أي تكرارات أو أبحاث سابقة، ما يوفر نظرة أوسع على البحث الحالي.
أداء التجربة
الخطوة التالية هي إجراء التجربة. ويعد الحفاظ على الشروط مشابهة قدر الإمكان للتجربة الأصلية أمراً أساسياً. يتضمن هذا طريقة اختيار المشاركين، الأدوات المستخدمة والإجراءات المتبعة خلال جمع البيانات.
تحليل البيانات
من خلال تحليل بيانات التجربة، يستطيع الباحث فهم النتائج التي توصل إليها بشكل أفضل مقارنة بالنتائج الأصلية.
نشر النتائج
أخيراً، يوثق الباحث مراحل تجربته وعملياتها وينشر النتائج التي توصل إليها. ويتم ذلك عادة من خلال ورقة بحثية للنشر في مجلة مختصة بعلم النفس. يجب أن يتأكد الباحث من وصف المنهج والإجراءات والنتائج بدقة وعناية ومناقشة كيفية مقارنة هذه النتائج مع البحث الأصلي.
ماذا لو فشل تكرار البحث؟
إذاً، ماذا يحدث في حال كانت النتائج الأصلية غير قابلة لإعادة الإنتاج (التكرار)؟ هل يعني هذا أن القائمين على التجربة أجروا بحثاً سيئاً أو الأسوأ من هذا، أنهم كذبوا أو قاموا بفبركة البيانات؟
في الكثير من الحالات، يكون البحث غير قابل للتكرار بسبب اختلاف المشاركين فيه أو المتغيرات الخارجية الدخيلة التي يمكن أن تؤثر في نتائج التجربة. في بعض الأوقات، لا تبدو الاختلافات واضحة بشكل مباشر، لكن قد يكون باحثون آخرون قادرين على تمييز أية متغيرات يمكن أن تؤثر في النتائج
التكرار في علم النفس الأهمية أمثلة عنه الخطوات الأسباب
على سبيل المثال، تؤثر الاختلافات الصغيرة بشكل غير متوقع على نتائج التجربة مثل طريقة طرح الأسئلة، الطقس أو حتى توقيت إجراء الدراسة (في الصباح أو المساء). قد يواجه الباحثون صعوبة بالغة لإعادة إنتاج الدراسة الأصلية بشكل مثالي، لكن المتغيرات متوقعة ويستحيل تجنبها أحياناً.
هل من الصعب تكرار نتائج التجارب النفسية؟
نشرت مجموعة مكونة من 271 باحثاً عام 2015 نتائج جهودهم المبذولة على مدى خمس سنوات لتكرار 100 دراسة تجريبية مختلفة نشرت سابقاً في ثلاث مجلات نفسية مشهورة. عمل القائمون على التكرار عن كثب مع الباحثين الأصليين لكل دراسة وذلك بغية تكرار التجارب عن قرب قدر المستطاع.
لم تكن التجارب مثالية، فمن أصل 100 تجربة لم يستطيعوا تكرار 61% منها والوصول إلى النتائج الأصلية ذاتها. كانت 97% من النتائج التي توصلت إليها الدراسات الأصلية ذات دلالة إحصائية. وكانت 63% فقط من الدراسات المكررة قادرة على الحصول على نتائج ذات أهمية إحصائية.
كما هو متوقع، سببت هذه النتائج المحبطة ضجة كبيرة. ربما سمعت البعض يشير إلى هذا بـ “أزمة التكرار” في علم النفس.
التكرار في علم النفس الأهمية أمثلة عنه الخطوات الأسباب
أفضت محاولات تكرار مشابهة إلى نتائج مشابهة. كررت دراسة أخرى نشرت عام 2018 سبعاً وعشرين دراسة اجتماعية وسلوكية. لكن في دراسات أخرى، كان الباحثون قادرين فقط على إعادة إنتاج النتائج الأصلية بنجاح في 62% من المرات.
إذاً، لماذا يصعب تكرار نتائج البحوث النفسية؟ اقترح الكاتب في صحيفة الغارديان جون يوانيديس (John Ioannidis) وجود عدد من الأسباب وراء ذلك بما فيها التنافس لتمويل البحث والضغط الهائل للحصول على نتائج ملموسة. هناك حافز بسيط لإعادة الاختبار. لذا، فإن العديد من النتائج التي يتم الحصول عليها بمحض الصدفة فقط مقبولة ببساطة دون المزيد من البحث والتمحيص.
تشير الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن المشكلات تنشأ جزئياً من ثقافة البحث. فالمجلات الاكاديمية أكثر احتمالاً لنشر دراسات حديثة ومبتكرة مقارنة بأبحاث التكرار، ما يخلق حافزاً أقل لإجراء ذلك النوع من الأبحاث.
أسباب عدم قابلية البحث للتكرار
يشير البعض إلى أن هناك ثلاثة أسباب محتملة تقف وراء عدم القدرة على تكرار النتائج الأصلية لبحث ما:
- تكون النتائج الأصلية إيجابية كاذبة/False positive (تشير إلى وجود حال أو وضع ما ولكن الحقيقة غير ذلك).
- تكون النتائج الأصلية سلبية كاذبة/ False negative (تشير إلى عدم وجود حال أو وضع ما بينما في الحقيقة هو موجود).
- الدراستان صحيحتان لكنهما تختلفان جراء وجود تباينات غير معروفة في شروط التجربة أو منهجيتها.
تعزيز التكرار
اقترح عالم النفس دانيال كانمان (Daniel Kahneman) الحاصل على جائزة نوبل أنه وبسبب.كون الدراسات المنشورة غامضة أحياناً في شرحها ووصفها المنهج المتبع، لكن يجب أن يضم التكرار مؤلفي.الدراسات الأصلية وذلك ليعكسوا بدقة أكبر المناهج والإجراءات المستخدمة في البحث الأصلي.
في الواقع، وجدت إحدى التحقيقات أن معدلات التكرار تكون مرتفعة.أكثر عندما تضم الباحثين الأصليين، وبينما قد يحاول البعض النظر إلى نتائج مثل مشاريع التكرار هذه وافتراض.أن علم النفس هو أدب أكثر من كونه علماً،.يشير الكثيرون أن مثل هذه النتائج تساعد بالفعل في جعل علم النفس علماً أقوى. تفكير الإنسان وسلوكه مادة دراسية دقيقة جداً ودائمة التغير.
التكرار في علم النفس الأهمية أمثلة عنه الخطوات الأسباب
من الطبيعي والمتوقع وجود متغيرات عند مراقبة مجموعات سكانية متنوعة ومشاركين مختلفين
قد تكون بعض نتائج الأبحاث خاطئة، لكن يساعد البحث العميق وتحديد العيوب وتصميم تجارب أفضل في تعزيز هذا المجال وتقويته.
بينت الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن بحوث التكرار تمثل فرصة.كبيرة أمام الطلاب، إذ يمكنها المساعدة في تعزيز مهارات البحث والمساهمة في العلم بطريقة مجدية.
اقرأ أكثر: الدراسات الارتباطية في أبحاث علم النفس، أنواعها، سلبياتها وإيجابياتها
اقرأ أكثـر: الأبحاث الأساسية في علم النفس، أهميتها وأمثلة عنها
اقـرأ أكثر: الاحصاءات في علم النفس، أهميتها وفوائدها
