You do not have permission to view this result. الحديث الذاتي الإيجابي للأطفال، أهميته وكيفية تعليمه للأطفال | Obstan - أوبستان

الحديث الذاتي الإيجابي للأطفال، أهميته وكيفية تعليمه للأطفال

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

الحديث الذاتي هو تحدث الشخص مع نفسه سواء داخل عقله (سراً) أو بصوت مسموع (علناً)، ويتضمن عبارات تقال للذات بدلاً من قولها للآخرين، ويكون عادة بهدف التنظيم الذاتي أكثر من التواصل. الحديث الذاتي (النفسي) الإيجابي للأطفال (ويُعرف أيضاً بـ الكلمات المشجعة أو المانترا الإيجابية) مهم جداً، فهو مرتبط بتقدير الذات ويعلّم الأطفال التفكير المنطقي وحل المشكلات ويطور المرونة العصبية.

على الرغم من عدم إدراكنا لذلك دائماً، إلا أننا جميعاً نتحدث مع أنفسنا من وقت لآخر. يمكن أن يكون هذا الحوار الداخلي إيجابياً أو سلبياً، ويعبر غالباً عن الأفكار والمعتقدات والقيم والمواقف المتعلقة بأنفسنا وعالمنا.

الحوار  الداخلي هو جانب أساسي من جوانب صحتنا النفسية ويرتبط بالوظائف العقلية العليا، بما في ذلك التفكير، حل المشكلات، التخطيط، الاهتمام والتحفيز.

الحديث الذاتي الإيجابي للأطفال

الحديث الذاتي الإيجابي للأطفال هو عندما يتحدث الطفل مع نفسه بطريقة إيجابية، ويعرف أيضاً بالكلمات المشجعة أو المانترا الإيجابية للأطفال. وهو مهم جداً لأنه يساعد الأطفال في أداء أفضل ما لديهم حتى في أصعب المواقف وأكثرها تحدياً.

وجدت دراسة أن الحديث النفسي الإيجابي للأطفال مرتبط بمستويات أعلى من تقدير الذات لدى الأطفال، إذ يتصف الأطفال ممن لديهم سرد إيجابي بميلهم إلى امتلاك أفكار لاعقلانية وسلبية أقل وأعراض إحباط منخفضة.

تحدث الشخص مع ذاته بطريقة إيجابية لها تأثير أكبر على تقدير الذات، التفكير المنطقي والمزاج مقارنة بالحديث السلبي

تعزز الإيجابية من ثقة الأطفال وتخفف قلقهم، فمن المرجح أن تزيد ثقة الأطفال الذين يتكلمون بإيجابية عن أنفسهم، فهم يطورون نظرة إيجابية أكثر للحياة.

حتى في المواقف الصعبة، يتعلمون كيفية تجاوز أخطائهم والتركيز على ما لديهم لتقديمه وكيف ينجزون بشكل أفضل في المرة القادمة. يندفع هؤلاء الأطفال للعمل على تحقيق أهدافهم من خلال التشجيع الإيجابي لأنفسهم.

كيف يتطور الحديث الذاتي الإيجابي عند الأطفال؟

يُخلق الحديث الذاتي طبيعياً فينا، فلا يُعلّم الآباء أطفالهم التحدث لذواتهم، ويستخدم الأطفال الإيماءات المتنوعة لإيصال المعلومات للآخرين ولأنفسهم حتى قبل أن يبدؤوا الكلام.

يتطور الحديث الذاتي من خلال استيعاب وتشرّب التفاعل الاجتماعي؛ إذ يتحدث الأطفال مع أنفسهم بالطريقة التي يتحدث بها الناس معهم.

على سبيل المثال: تحذر الأم ابنها من لمس الموقد. في وقت لاحق يشعر بالانجذاب للمسه ولكنه يكبح جماح رغبته مراعياً كلمات والدته: “لا تلمس الموقد!”.

تصبح مثل هذه الحوارات التفاعلية حديث الطفل الذاتي، والذي يكون في البداية علنياً ولكن يتم تحويله تدريجياً إلى صوت داخلي.

يُستخدم الحديث الذاتي بشكل علني من قبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات، وبعد ذلك يتم جعله داخلياً وتحويله إلى حوار أشبه بحوار البالغين.

تؤثر الطريقة التي يتحدث بها الآخرون إلى الطفل والحكم عليه تأثيراً قوياً على الطريقة التي ينظر فيها لذاته ويتحدث بها مع نفسه.

في المدارس الابتدائية، أظهرت الدراسات أن مقدار الحديث الذاتي الإيجابي مرتبط بشكل واضح بمدى تلقي العبارات الإيجابية والسلبية من الآخرين.

إذاً، كيف تساعد الأطفال على تطوير حديث ذاتي إيجابي؟

ركز على الإيجابيات

الحديث النفسي الإيجابي للأطفال لا يولد بل يتم تلقينه وتعزيزه من قبل مقدمي الرعاية الأساسيين. ترتبط التفاعلات والعبارات الإيجابية التي يدلي بها الأشخاص المهمون في حياة الطفل بتقدير الذات العالي والأفكار الإيجابية، لذا يبدأ تطوير التفكير الإيجابي لدى الأطفال من خلال ما يقوله لهم آباؤهم كل يوم.

يعد تقديم التوجيه جزءاً أساسياً من التربية لأطفالنا حتى يتمكنوا من النمو والتعلم. غالباً، نركز بشدة على ما يحتاج إلى تحسين وننسى الاحتفاء بما أنجزناه بالفعل.

تتمثل إحدى الطرق الرائعة لتغذية المحادثات الداخلية الإيجابية بقول المزيد من التعليقات الإيجابية عن طفلك، وتقديم تفاعلات أكثر إيجابية في الحياة اليومية وعدم التركيز على الأشياء السلبية.

ساعدهم على التفكير بالعبارات الإيجابية

حتى تتمتع بموقف إيجابي، عليك أن تمر بتجارب إيجابية. يساوي معظم الأطفال الإيجابية مع النجاح؛ مثل ربح ميدالية أو الحصول على علامة ممتازة في اختبار الرياضيات. ولكن هناك العديد من الأشياء والصفات الإيجابية المحيطة بهم إلى جانب الإنجازات الكبيرة.

شجعهم على الكتابة والرسم ومشاركة أية أشياء إيجابية في حياتهم كممارسة يومية. على سبيل المثال، مساعدة شخص آخر في التقاط ما سقط منه هو أمر لطيف.

قول الحقيقة هو الصدق، والمثابرة هي العمل الجاد على حل مشكلة الواجب المنزلي وعدم الاستسلام حتى يتم ذلك. 

تساعد هذه التأكيدات اليومية الأطفال على رؤية الجانب الإيجابي في حياتهم والذي لم يدركوه سابقاً بعد السبر والاستكشاف والنقاش.

استبدل الحديث الذاتي السلبي بالحديث الإيجابي للأطفال

يقع الأطفال في بعض الأحيان في فخ الحديث الذاتي السلبي بقول عبارات مثل “أنا غبي”، “لن أكون جيداً في الرياضيات أبداً” أو “كل شخص سواي يمكنه التعامل مع هذا”، هم بذلك يقللون من قيمة أنفسهم.

علم الأطفال مهارات التفكير الإيجابي من خلال استبدال أنماط التفكير السلبي بقول عبارات إيجابية. اجعل طفلك يتدرب على ذلك، إليك بعض الأمثلة: 

  • استبدل “لا أستطيع أن أفعل” بـ “سأبذل قصارى جهدي”.
  • استبدل “أنا غبي جداً” بعبارة “أنا صبور وأعمل بجد”.
  • استبدل “أنا لا أحب نفسي” بعبارة “أنا أقبل وأحب نفسي كما هي”.

عندما يسمعون أنفسهم ينحرفون إلى التفكير السلبي، قل “توقفوا، توقفوا” ثم استبدلها بأفكار أخرى إيجابية. تتطلب مهارة التأقلم الجديدة ممارسة مستمرة، لكنها استراتيجية فعالة حقاً.

علِمهم عقلية النمو

عقلية النمو هي الاعتقاد بأن قدرات الفرد مرنة وليست ثابتة ويمكن تطويرها من خلال التعلم والتدريب.

بوجود عقلية النمو، يعتقد الطلاب أنه يمكن أن يكونوا ناجحين بوصفهم أشخاصاً في طور التعلم. لن يردعهم الفشل وسيواجهون الأوقات الصعبة بالمقاومة والصمود.

ساعدهم على إتقان مهارة جديدة

شجعهم على المشاركة وتطوير المهارات في الأنشطة التي تتوافق مع اهتماماتهم. يمكن أن يكون إتقان مهارة جديدة معززاً كبيراً للثقة؛ إنه يولد عقلية وسرداً إيجابيين.

أن تكون جيداً في شيء ما هو أداة قوية لبناء الثقة، ويمكن أن يجعلك تشعر بمزيد من الكفاءة والشعور بالرضا عن نفسك مما يولد موقفاً إيجابياً بشكل طبيعي.

دربهم على العواطف

يمكن للطفل قضاء يوم كامل في المدرسة دون تلقي أي اهتمام إيجابي. عند عودته إلى المنزل، امنحه مساحة للتحدث ومشاركة مشاعره.

يمكن للوالدين تدريب أطفالهم على كيفية تحديد المشاعر السلبية والتعامل معها خلال المواقف الصعبة لبناء استراتيجية تنظيم ذاتي صحية.

القدرة على التعامل مع المواقف العصيبة هي مهارة تأقلم أساسية وخطوة مهمة في تطوير المرونة العاطفية. امنح ذاتك تأكيدات إيجابية لتكون قدوة للحديث الذاتي الإيجابي.

خلاصة

يُعرف الحديث الذاتي (النفسي) الإيجابي للأطفال بـ المانترا الإيجابية والكلمات المشجعة وهو قابل للتعلم.

إن تطوير عادة الحديث الذاتي الإيجابي الصحية والسليمة هي عملية تدريجية تتطلب ممارسة مدروسة، ويلعب الآباء دوراً أساسياً في تطوير الأطفال لهذه المهارة الحياتية الضرورية.

اقرأ أيضـاً: التفكير النقدي للأطفال، ما أهميته وكيف يمكن تعليمه للأطفال؟

اقـرأ أيضاً: التوكيد العاطفي للأطفال، أهميته لنمو الطفل وصحته النفسية

اقرأ أيضـاً: كيف يمكن للوالدين المساعدة في مهارات التأقلم عند الأطفال؟

المصدر: What Is Positive Self Talk For Kids And Why Is It Important

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: