الدراسة المقطعية التعريف الخصائص الفوائد العيوب
تبحث الدّراسة المقطعية (Cross-sectional study) في البيانات عند نقطة زمنية محددة،.بحيث يتم اختيار المشاركين في النوع هذا من الدراسة بناءً على متغيرات معينة تهم القائمين عليها. تستخدم الدراسات المقطعية غالباً في علم النفس التطوري،.ولكن تُستخدم أيضاً في العديد من المجالات الأخرى، بما في ذلك العلوم الاجتماعية والتعليم.
الدراسات المقطعية هي دراسات قائمة على الملاحظة بطبيعتها، وتُعرف بأنها أبحاث وصفية.(descriptive research)، وليست سببية أو ارتباطية، ما يعني أنه لا يمكن استخدامها لتحديد السبب وراء ظاهرة ما، مثل المرض. لذا، يسجل الباحثون المعلومات المتوفرة في مجتمع ما، لكنهم لا يتعاملون مع المتغيرات.
الدراسة المقطعية التعريف الخصائص الفوائد العيوب
يمكن استخدام هذا النوع من الأبحاث لوصف خصائص مجتمع ما، ولكن دون تحديد العلاقات السببية بين المتغيرات المختلفة. تُستخدم هذه الطريقة غالباً للتوصل إلى استنتاجات.حول العلاقات المحتملة بين المتغيرات أو جمع بيانات أولية لدعم المزيد من الأبحاث والتجارب.
على سبيل المثال، قد يختار الباحثون في مجال علم النفس التطوري مجموعة.من الأشخاص من مختلف الأعمار، ولكن يدرسونهم في وقت معين، إذ يمكن أن.تعزى أي تباينات بين الفئات العمرية إلى الاختلاف في العمر، وليس إلى شيء حدث مع مرور الوقت
خصائص الدراسات المقطعية
- تجرى الدراسة في نقطة زمنية معينة
- لا تتطلب التلاعب بالمتغيرات
- تتيح للباحثين النظر في العديد من الخصائص في وقت واحد (كالعمر والدخل والجندر وغيرها)
- تستخدم غالباً للنظر في الخصائص السائدة في فئة سكانية معينة
- توفر معلومات حول ما يحدث ضمن فئة سكانية موجودة حالياً
الدّراسة المقطعية هي بمثابة صورة تمثّل مجموعة معينة من الأشخاص في وقت معين. على عكس الدراسات الطولية (longitudinal studies) التي تبحث في مجموعة.من الأشخاص على مدى فترة طويلة من الزمن، تُستخدم الدراسات المقطعية لوصف ما يحدث حالياً.
يستخدم النوع هذا من الأبحاث كثيراً لتحديد الخصائص السائدة في فئة سكانية معينة عند نقطة زمنية محددة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الدّراسة المقطعية لتحديد ما إذا كان التعرض لعوامل خطر محددة قد يرتبط بنتائج معينة.
الدراسة المقطعية التعريف الخصائص الفوائد العيوب
يمنكن أن يجمع الباحث مثلاً بيانات مقطعية عن العلاقة بين عادات التدخين السابقة.لمجموعة من الأشخاص وتشخيص إصابتهم بسرطان الرئة حالياً. فعلى الرغم من أن النوع هذا من الدراسات لا يثبت السبب والنتيجة،.فإنه يمكن أن يقدم نظرة سريعة على العلاقة التي قد تربط بين المتغيرات في فترة زمنية معينة.
على سبيل المثال، قد يكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين أبلغوا.عن ممارسة سلوكيات صحية معينة ازداد احتمال تشخيص إصابتهم بأمراض معينة. وعلى الرغم من أن الدّراسة المقطعية لا يمكن أن تثبت.تماماً أن السلوكيات هذه هي سبب تلك الأمراض، فإنها يمكن أن تشير إلى علاقة تتطلب إجراء المزيد من البحث
فوائد الدراسات المقطعية
تحظى الدراسات المقطعية بشعبية كبيرة لأنها تعود بالكثير من الفوائد على الباحثين، ومنها:
غير مكلفة وسريعة
تتيح الدّراسات المقطعية للباحثين جمع قدر كبير من المعلومات بسرعة،.وغالباً ما يتم الحصول على البيانات بتكلفة زهيدة باستخدام استطلاعات التقرير الذاتي (self-report surveys). يستطيع الباحثون بعد ذلك جمع كميات كبيرة من المعلومات من مجموعة كبيرة من المشاركين.
على سبيل المثال، قد تنشر إحدى الجامعات استبياناً قصيراً عبر الإنترنت حول عادات متخصصي علم الأحياء.في استخدام المكتبات، ويتم تسجيل إجاباتهم في قاعدة البيانات تلقائياً ليتم تحليلها فيما بعد. هذه طريقة بسيطة وغير مكلفة للتشجيع على المشاركة وجمع البيانات من مجموعة واسعة من الأفراد الذين تنطبق عليهم معايير معينة.
يمكن تقييم عدة متغيرات معاً
يستطيع الباحثون جمع بيانات حول بعض المتغيرات المختلفة لمعرفة مدى تأثيرها في حالة معينة. على سبيل المثال، قد ترتبط الاختلافات في الجنس، العمر، المستوى التعليمي.والدخل باتجاهات التصويت، أو تعطي الباحثين في مجال السوق أدلة حول عادات الشراء.
قد تشجع على إجراء مزيد من الأبحاث
على الرغم من أن الباحثين لا يستطيعون استخدام الدراسات المقطعية لتحديد العلاقات السببية.بين المتغيرات، فإن هذه الدراسات يمكن أن تكون نقاط انطلاق مفيدة لإجراء مزيد من الأبحاث. وعلى سبيل المثال، عند البحث في قضية تتعلق بالصحة العامة،.مثل علاقة سلوك ما بمرض معين، قد يستخدم الباحثون دراسة مقطعية.للبحث عن أدلة يمكن أن تشجع على إجراء المزيد من الدراسات التجريبية.
الدراسة المقطعية التعريف الخصائص الفوائد العيوب
على سبيل المثال، قد يهتم الباحثون باكتشاف تأثير التمارين الرياضية في الصحة المعرفية مع تقدم العمر،.وقد يجمعون بيانات من فئات عمرية مختلفة حول مقدار التمارين التي يمارسونها ومدى جودة أدائهم في الاختبارات المعرفية.
يمكن أن يعطي إجراء مثل هذه الدراسة الباحثين أدلة حول أنواع التمارين التي قد تكون.مفيدة لكبار السن، إلى جانب التشجيع على إجراء المزيد من الأبحاث التجريبية حول هذا الموضوع.
الصعوبات التي ترافق الدراسات المقطعية
صعوبة تحديد التأثيرات السببية
لا يمكن أن يتأكد الباحثون دوماً من أن الظروف التي تقيسها الدّراسة المقطعية ناتجة عن تأثير.عامل معين؛ ففي كثير من الحالات، يمكن أن تعزى الاختلافات بين الأفراد إلى تباين سمات الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة. لذا، تحديد العلاقات السببية بين المتغيرات في الدراسات المقطعية أصعب من تحديدها.في الدراسات الطولية، لأن هذا النوع من الأبحاث لا يتيح التوصل إلى استنتاجات حول السببية.
على سبيل المثال، سألت دراسة أجريت منذ حوالي 20 عاماً آلاف النساء عن استهلاكهنّ للمشروبات الغازية المخصصة للحمية. وربطت نتائج الدراسة، التي نشرت في المجلة الطبية “ستروك” (Stroke)، تناول.المشروبات الغازية المخصصة للحمية بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية بصورة أكبر من أولئك الذين لم يتناولوا مثل هذه المشروبات.
بعبارة أخرى، كان أولئك الذين شربوا الكثير من المشروبات الغازية أكثر عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية. ولكنَّ العلاقة الارتباطية لا تعني وجود علاقة سببية بينهما؛ إذ أن تزايد خطر الإصابة بسكتة دماغية.قد ينشأ نتيجة عدد من العوامل الأخرى التي تظهر بين أولئك الذين يتناولون المشروبات الغازية المخصصة للحمية.
الدراسة المقطعية التعريف الخصائص الفوائد العيوب
على سبيل المثال، قد يكون الأشخاص الذين يستهلكون المشروبات الخالية من السكر.أكثر عرضة لزيادة الوزن أو الإصابة بمرض السكري من أولئك الذين يتناولون المشروبات العادية. ولذلك، قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بغض النظر عما يشربونه.
الاختلافات بين الأفراد
يمكن أن تتأثر المجموعات بالاختلافات التي تنشأ من التجارب الخاصة للأفراد. على سبيل المثال، ربما شهد الأفراد الذين ولدوا خلال فترة معينة الأحداث التاريخية الهامة ذاتها،.ولكن قد تؤثر المنطقة الجغرافية وانتماءاتهم الدينية ومعتقداتهم السياسية وغيرها من العوامل في تصورهم لمثل هذه الأحداث.
الانحيازات
قد لا تكون الدراسات الاستقصائية والاستبيانات حول جوانب معينة من حياة الأشخاص دقيقة دوماً،.فقد لا يكشف المشاركون عن سلوكيات أو معتقدات معينة بسبب شعورهم بالإحراج أو.الخوف أو أية تصورات مقيدة أخرى، ولا توجد آلية للتحقق من هذه المعلومات عادة.
الفرق بين الدراسات المقطعية والدراسات الطولية
تختلف الأبحاث المقطعية عن الدراسات الطولية في عدة طرائق هامة، والفرق الرئيس.هو أن الدّراسة المقطعية مصممة للبحث في متغير خلال نقطة زمنية معينة، بينما.تقيّم الدراسة الطولية عدة مقاييس على مدى فترة طويلة للكشف عن أي توجهات وتغيرات.
الدّراسة المقطعية
- تقييم المتغير في نقطة زمنية واحدة
- انخفاض احتمال انسحاب المشاركين من الدراسة
- تجديد المشاركين في كل دراسة
الدراسة الطولية
- قياس المتغيرات خلال فترة زمنية طويلة
- تتطلب المزيد من الموادر
- باهظة الثمن
- خاضعة للاستنزاف الانتقائي
- تجرى الدراسة على نفس المشاركين مع مرور الوقت
الدراسة المقطعية التعريف الخصائص الفوائد العيوب
تتطلب الدراسات الطولية المزيد من الموارد، والتي غالباً ما تكون أغلى من تلك المستخدمة.في الدراسات المقطعية، كما أنَّ الدراسات الطولية أكثر عرضة للتأثر بما يعرف بالاستنزاف الانتقائي (selective attrition)،.وهو ما يعني أن بعض الأفراد أكثر عرضة للانسحاب من الدراسة من غيرهم.
نظراً لأن الدّراسة الطولية تجرى على مدى فترة زمنية طويلة، فقد ينسحب بعض المشاركين من الدراسة؛.إما بسبب فقدان الاهتمام بها أو انتقالهم إلى.مدينة أخرى أو تغيير رأيهم بشأن المشاركة، ما يمكن أن يؤثر في صلاحية الدراسة.
إحدى مزايا الدراسات المقطعية هي أن البيانات تجمع لمرة واحدة فقط،.لذا فإن احتمال انسحاب المشاركين من الدراسة قبل جمع البيانات بالكامل منخفض للغاية
في الختام
الدراسات المقطعية هي أدوات بحث مفيدة في العديد من مجالات الأبحاث الصحية. من خلال التعرف على الظواهر السائدة في مجموعة سكانية معينة، يمكن للباحثين.تعزيز فهمهم للعلاقات بين متغيرات معينة، وتطوير دراسات إضافية تستكشف هذه الظواهر بشكل أعمق.
اقرأ أكثر: العينات العشوائية في الدراسات البحثية
اقرأ أكثـر: دليل مناهج البحث في علم النفس
اقـرأ أكثر: خصائص الطلب في تجارب علم النفس وأمثلة عليها
