البوليميا العصبية، وتعرف ايضاً بـ الشره المرضي العصبي، أو اضطراب نهم الأكل، يتميز المصابون به بطريقة الأكل بشراهة ونهم. يتبعه عملية التخلص الإرادي من الطعام أو ما يعرف بالتطهير التعويضي، أو طرق أخرى إما لتجنب اكتساب الوزن أو للتخلص من الأعراض الجسدية المزعجة التي يشعر بها المرء بعد الأكل بنهم والتخمة.
يتضمن التطهير عادةً التقيؤ أو استخدام الملينات المعوية أو المبالغة بممارسة التمارين الرياضية القاسية أو الصيام.
يخفي المصابون بـ البوليميا العصبية حالتهم كباقي أنواع اضطرابات تناول الطعام الأخرى، وذلك تبعاً لشعورهم بالخجل أو الذنب الناتج عن سلوكياتهم. حيث يبذلون قصارى جهدهم لإخفاء الأعراض، مما يجعل أفراد العائلة أو الأصدقاء غير مدركين للمؤشرات التي تدل على وجود مشكلة.
أعراض الشره المرضي العصبي (البوليميا)
من الممكن أن تكون الأعراض، أعراضاً جسدية أو سلوكية أو عاطفية.
أعراض الشره المرضي العصبي الجسدية
غالباً ما يكون أطباء الأسنان أول من يلاحظ علامات التقيؤ الإرادي عند مرضى البوليميا (الشره المرضي العصبي)، وذلك بسبب علامات التآكل الواضحة على السطوح الداخلية للأسنان نتيجة للتقيؤ الإرادي والمتكرر.
لكن المخاوف المتعلقة بصحة الفم ليست الأعراض الجسدية الوحيدة المرتبطة بالبوليميا العصبية، فقد يعاني المصابون أيضاً من:
- احمرار العينين.
- البثور على السطح الظاهر لليد.
- آلام الصدر.
- نوبات الإمساك المزمنة الناتجة عن تناول الملينات المعوية.
- اختلال توازن (الالكتروليت) والتجفاف.
- التهاب الحلق المتكرر.
- الصداع.
- تسرع ضربات القلب.
- الدوار وفقدان التوازن (قد يؤدي إلى الإغماء).
- حرقة الفم.
- آلام المعدة.
- تورم اليدين والقدمين.
- تورم و تَكَور الغدد في منطقة الفك.
- نخور الأسنان.
- حساسية الأسنان.
- القيء المصحوب بالدم.
- اصفرار وتصبغات الأسنان أو التسوس.
يعد انتفاخ الخدين أحد الأعراض الجسدية الملحوظة عند الأشخاص الذين يعمدون إلى التطهير المعوي عن طريق التقيؤ الإرادي. ومن الممكن ظهور بثور على ظاهر اليد نتيجة إدخالها في الفم لتحفيز الاستفراغ (التقيؤ) الإرادي، وتعرف هذه البثور بعلامة (راسل).
قد تكون هذه العلامة غير مرئية في وقت لاحق من المرض عند الشخص القادر على التقيؤ بدون محفزات ميكانيكية.
أعراض الشره المرضي العصبي السلوكية
يمكن ملاحظة الأعراض السلوكية ظاهرياً من قبل أفراد أسرة المصاب أو أصدقائه، وهي:
- تنظيم جداول تمكنهم من التوفيق ما بين الأكل بنهم وبين التطهير المعوي.
- ممارسة الرياضة بتهور حتى لو تعارضت مع باقي الانشطة.
- مؤشرات تدل على الشراهة تتضمن الأكل في الخفاء، أو سرقته، أو تناول كميات كبيرة من الطعام في الجلسة الواحدة.
- مؤشرات تدل على التطهير المعوي الإرادي كالعثور على حزم من الملينات أو مدرات البول. والحاجة الدائمة إلى الاستحمام أو دخول المرحاض بعد الوجبات.
- ممارسة قدر محدد من التمارين الرياضية لحرق السعرات الحرارية المكتسبة.
- مبالغة في عادات تناول الطعام ( مثل اتباع حمية غذائية صارمة يتبعها إفراط في الأكل).
- ملامح الوهن والإرهاق.
- دخول المرحاض بشكل متكرر.
- العثور على أغلفة وبقايا الأطعمة في الحاويات والمركبات، وملاحظة نقص بكمية الأطعمة من خزائن الطعام.
- التحدث كثيرا عن الأكل والوزن والأنظمة الغذائية، حتى تصبح من محادثاتهم الاعتيادية.
- استخدام العقاقير أو الخلطات المنحفة كوسيلة لكبح الشهية.
- التهرب من أفراد العائلة والأصدقاء والأنشطة المعتادة.
أعراض الشره المرضي العصبي العاطفية
غالباً ما تُلاحظ الأعراض العاطفية من قبل أفراد الأسرة و الأصدقاء حتى لو لم يلاحظوا سلوكيات الشراهة و التطهير المعوي. على الرغم من صعوبة ملاحظة هذا النوع من الأعراض أكثر من الأعراض السلوكية.
لاتعد هذه المشاكل مميزة لـ البوليميا (الشره المرضي العصبي) إلا أنها مثيرة للريبة، ومن هذه الأعراض:
- الاكتئاب.
- مبالغة في ردات الفعل.
- المبالغة في انتقاد الذات.
- عدم القدرة على ضبط الذات.
- التقلبات المزاجية.
- ارتباط مفهوم تقدير الذات، والجاذبية عند المصاب، بالمظهر والوزن.
- الحاجة المُلِّحة الى الاستحسان.
التشخيص
تنعكس معظم الأعراض والمؤشرات المرتبطة بالبوليميا (الشره المرضي العصبي) العصبية على العلاج. فلذلك تشجع و ابدأ بالحديث مع طبيب الرعاية الأولية الخاص بك، وذلك في حال لم يكن لديك طبيباً نفسياً متخصصاً.
بدايةً سوف يسألك الطبيب او أخصائي الصحة العقلية عن صحتك الجسدية والعقلية وعن سلوكياتك و سجلك الطبي.
وكذلك الأمر سيتم إجراء فحص طبي بدني قد يتطلب إجراء تحاليل مخبرية للمساعدة في تمييز الحالة عن باقي الحالات و الأمراض.
فحقيقة أن معظم المصابين يعمدون إلى إخفاء سلوكياتهم، تجعل عملية تشخيص المصاب معقدة.
تُشخَص البوليميا العصبية عن طريق ملاحظة الحالات التالية:
- عدم القدرة على ضبط النفس عند تناول كميات كثيرة من الطعام في فترة وجيزة، بسبب نوبات الشراهة المتكررة.
- اتباع طرق التطهير المعوي المتمثلة بالتقيؤ والصيام، واستخدام الملينات المعوية، أو المدرات. والانهماك في التمارين الرياضية القاسية لحرق السعرات والتعويض عن كثرة تناول الأطعمة.
- ارتباط مفهوم تقييم الذات بشكل غير منطقي بالوزن وشكل الجسم.
لا يمكن ملاحظة الأعراض الجسدية عند المصاب من قبل الآخرين، حتى يبلغ الاضطراب أشده، وذلك لأن معظم المصابين ذوو وزن متوسط.
ومن المهم تشخيص المصابين بالأعراض المذكورة أعلاه من قبل الأخصائيين.
يجب أن يُلاحَظ سلوك الشراهة أو التطهير المعوي مرة واحدة في الأسبوع على الأقل كل ثلاثة أشهر تبعاً لمعايير التشخيص لهذه الحالة. بحيث لا يكون نابع عن فقدان الشهية.
فإذا بدَت إمارات البوليميا العصبية عليك أو على شخص تعرفه، فمن فضلك ابحث أو شجع من يعنيك بحق على البحث عن مساعدة متخصصة.
فالتحدث ببساطة عن سلوكياتك اتجاه تناول الطعام، أو الضغوطات، أو أكثر من ذلك، يعطي طبيبك نظرة ثاقبة حول مساعدتك.
البوليميا وباقي اضطرابات تناول الطعام
يقوم المصابون بفقدان الشهية العصبية أيضاً باتباع سلوك الشراهة أو التطهير المعوي أحياناً.
على أية حال فإن الفرق ما بين البوليميا العصبية وفقدان الشهية العصبية هو أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية يتسمون بانخفاض الوزن. إضافة إلى أن الذين يأكلون بشراهة ولا يقوموا بعملية التطهير المعوي سوف يعانون من اضطراب الإفراط في تناول الطعام.
مسببات الشره المرضي العصبي
إن السبب وراء البوليميا العصبية غير معلوم على وجه التحديد، ولكن هناك عدة عوامل قد تلعب دوراً في هذا المرض ومنها:
- العوامل البيولوجية.
- العوامل الوراثية المشوهة لصورة الجسم.
- أن يعاني أحد أفراد العائلة من اضطرابات تناول الطعام.
- تأثير وسائل الإعلام بما تروجه عن الشكل المثالي بنماذج غير صحية.
- التفكير بسلبية.
- السلوكيات المكتسبة.
- الصدمة.
إضافة إلى أنه من المعتاد أن يعاني المصاب بالبوليميا من حالات نفسية متزامنة بما فيها الاكتئاب، والقلق الاجتماعي، والوسواس القهري، واضطراب تعاطي المخدرات.
علاج الشره المرضي العصبي (البوليميا)
يتركز علاج مرضى البوليميا (الشره المرضي العصبي) حول تغيير سلوكيات الأكل بشراهة و التقيؤ الارادي. واستبدال الأفكار المشوهة عن الذات بأفكار صحيحة وإيجابية.
وتتضمن طرق العلاج، المعالجة النفسية والطبية والتعليمات الغذائية الصحيحة، لأن العلاج يشمل مجالات الحياة المختلفة. فغالباً ما يتجسد بفريقاً طبياً يجمع الأطباء و الأخصائيون بالصحة العقلية و أخصائيو التغذية.
العلاج النفسي
يتضمن هذا النوع من العلاج ثلاثة أشكال غالباً ما تكون مثمرة في علاج الـ(بوليميا) وهي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يركز هذا النوع من العلاج على تعريف وتغير الأفكار والسلوكيات السلبية المحددة، والتي تتمحور حول الشكل والوزن.
حيث يتعلم الأشخاص كيفية تغيير هذه الأفكار واستبدالها بسلوكيات أصح، وتطوير آليات للتأقلم، وتعلم كيفية تأخير عملية التطهير المعوي الإرادي.
العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
يتبع هذا النوع من العلاج نهج العلاج السلوكي المعرفي، بالإضافة إلى أنه يركز على تحسين العلاقات الاجتماعية، وتعزيز الوعي. وزيادة القدرة على تحمل الضغوطات، وتعلم مهارات ضبط العواطف.
العلاج المقتصر على الأُسرة (FBT)
يعتمد هذا العلاج على تركيز الأُسرة، ويشتمل في البداية على الآباء أو مقدّمي الرعاية الذين ينظمون وجبات الفرد بشكل تام.
في نهاية فترة العلاج؛ يكون بمقدور الفرد أن يستعيد التحكم تدريجياً بخطة تنظيم الوجبات وتناول الطعام، حتى يبلغ استقلاله الصحي.
الأدوية والعقاقير الطبية
قد يتضمن علاج الشره المرضي العصبي (البوليميا) استخدام مضادات الإكتئاب مثل:
- مثبطات امتصاص السيرتونين الانتقائية (SSRIs) مثل: زولوفت (سيرترالين)، بروزاك (فلوكستين) ، وباكسيل (باروكستين).
- مثبطات امتصاص النورينيفرين الانتقائية (SNRIs) مثل: إيفكسور (فينلافاكسين) وسيمبالتا (دولوكستين).
التكيف مع الشره المرضي العصبي (البوليميا)
من الضروري الحصول على العلاج الملائم، ولكن يوجد أشياء أُخرى عليك أن تتبعها للإعتناء بنفسك أثناء فترة التعافي وهي.:
عامل نفسك بلطف، أو بمعنى آخر عامل نفسك كما تُحِب أن تُعامَل
تجنب انتقاد نفسك وتوقف عن توقع نتائج فورية أفضل، فعليك تقبل أنه سيتطلب منك وقتاً لكي تخلق طرق تفكير سليمة وجديدة، وعادات صحية.
واظب على خطتك
عليك التركيز بإلتزامك بالخطة، حتى لو شعرت برغبةٍ في التهرب من علاجك، أو تنظيم وجباتك، وتأكد من التحدث إلى طبيبك. أو المعالج الخاص بك عن الصعوبات التي تواجهك، لأنه من الطبيعي شعورك بعدم الارتياح أحياناً.
اتباع تقنيات الاسترخاء
عليك إيجاد طرق للتأقلم مع الضغوطات مثل التخيل، والتنفس بعمق، أو استرخاء العضلات التدريجي.
اعتمد على نظامك الداعم، كيف؟
تحدث إلى الأشخاص المقربين إليك، لمناقشة أنواع الدعم التي تحتاجها.
عليك اللجوء إلى هؤلاء الأشخاص في الأوقات التي تحتاج فيها إلى مساعدة أكثر، أو مكان آمن ومريح.
تحدث إلى نفسك بإيجابية
المواظبة على التحدث إلى نفسك بإيجابية في حياتك اليومية (إمي خلقة بتقلي إم محمود 😅)، بالإضافة إلى تحديد الأفكار السلبية، و الإدراك الذاتي للعلاج.
اقرأ أيضاً: علاج الاكتئاب، والأدوية المستخدمة حالياً حسب التوصيات العلمية الحديثة
المصدر: Bulimia