الصداقة المستنزفة عاطفياً، خصائصها وماذا تفعل كي تتخطاها؟

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يحتاج معظم الناس إلى الصداقة فهي مخرج للتنفيس عن التحديات التي يواجهونها في الحياة، وقد تبعث معرفة أن لديك شخصاً يمكنك اللجوء إليه في أوقات الشدة الطمأنينة في نفسك. لكن في بعض الأحيان يقوم شخص ما بالتشجيع الدائم بينما يعمد الشخص الآخر إلى التنفيس عن مشاعر الكرب طوال الوقت.

إذا وجدت أنك دائماً السند الذي يتكئ عليه الآخرون، فقد يصبح الأمر منهكاً بعض الشيء. على الرغم من أن مساعدة المقربين إليك في التغلب على حالات الانفصال الصعبة أو مواقف العمل العصيبة أو المشكلات مع العائلة يمكن أن تكون أمراً نافعاً. لكن إذا كان ذلك يحدث على الدوام أو إذا لم يرد صديقك بالمثل من خلال التواجد من أجلك، فيمكن أن يزيد ذلك من الحمل الذي يثقل كاهلك من الناحية النفسية والعاطفية وأحياناً الجسدية.

بينما لا يُعد إظهار التعاطف والرحمة مع الآخرين أمراً سيئاً، إلا أن مشاركة تحمل مشاكل شخص آخر وامتصاص توتره مع عدم الحصول على شيء في المقابل سيؤدي في النهاية إلى إرهاقك. إليك ما تحتاج معرفته حول الأصدقاء الذين يستنزفونك عاطفياً وكيفية الحفاظ على صحتك الذهنية في خضم هذا النوع من العلاقة.

علامات الصداقة المستنزفة عاطفياً

قد يتواجد الأشخاص الدراميون أو دائمو الشكوى أو المحطمون نفسياً حولك في كل حين، إنهم ذلك النوع من الأشخاص الذين يمتصون طاقتك ويتركونك تشعر بالاستنزاف العاطفي في أي وقت تتحدث فيه معهم عبر الهاتف أو تلتقي بهم.

يعرف بعض الناس من هم هؤلاء الأشخاص في حياتهم فوراً، ولكن إذا لم تكن متأكداً مما إذا كان لديك صديق يستنزفك عاطفياً أم لا، فعليك البحث في الإشارات الدالة على ذلك في سلوك صديقك واستجابتك لها.

ماذا يمكن أن تواجهه؟

عندما يتعلق الأمر بتحديد صديق مستنزف للعاطفة، فمن المهم أن تنظر في كيفية استجابتك عندما تتحدث إليه أو تقضي الوقت معه.

إذ يمكن أن  تكون علاقة الصداقة بينكما مؤثرة بشكل سلبي على صحتك النفسية. إليك بعض العلامات التي تدل على أن صديقك يستنزفك عاطفياً:

  1. علاقتك أو صداقتك معه مرهقة عاطفياً أو جسدياً.
  2. أنت تقدم تضحيات دائماً للتأكد من تلبية احتياجاته.
  3. تشعر بالقلق أو التعب أو الإحباط عند التحدث معه أو التسكع سوية.
  4. تقلق بشأن مشكلاته أكثر مما تقلق إزاء سلامتك وعافيتك.
  5. بدأت تختفي مشاعرك الإيجابية تجاهه.
  6. لا يمكنك أن تكون على طبيعتك وأنت برفقته أو تراقب أفكارك ومشاعرك.
  7. لا تحصل على فرصة طلب نصيحته أو دعمه.
  8. لا تستمتع بقضاء الوقت معه بعد الآن أو تخشى التحدث سوية.
  9. تتداخل صداقته مع مجالات أخرى في حياتك أو أنت تغير حياتك للتأقلم معه.

ماذا يمكن أن تلاحظه

ربما يبدو أن صديقك يعاني من مشاكل أكثر من غيره أو يمر بفترة قاسية خاصة في حياته وليس من الواضح أنه يعالجها بشكل جيد.

بغض النظر عن السبب، فقد ترغب في التوقف لوهلة والتفكير فيما إذا كانت هذه صداقة صحية أم لا. في حال لاحظت أياً من هذه العلامات:

  1. يلجأ صديقك إليك للتنفيس عن مصابه دون توقف أو يبدو في أزمة لاتنتهي.
  2. لا يسأل صديقك عن أحوالك أو يهتم بحياتك أبدأ.
  3. لديه قائمة لا تنتهي من الاحتياجات والتوقعات.
  4. لن يكون موجودا لأجلك أبداً عندما تحتاج إلى التنفيس عن مشاكلك.
  5. دائماً تكون مشاكله أكبر أو أسوأ أو أكثر خطورة من مشكلتك.
  6. يستخدم الشعور بالذنب والتلاعب بالمشاعر عندما لا تتواجد من أجله.
  7. نادراً ما يكون سعيداً من أجلك وغالباً ما يعاني من الحسد والغيرة.
  8. يريد أن يحظى بكل الاهتمام نحوه ويحتكر المحادثة لنفسه.
  9. لا يعرف كيف يمضي قدماً أو يترك الأمور تمر.
  10. يعاني من تدني مستوى تقدير الذات ويحتاج إلى التشجيع وإعادة الطمأنينة بشكل مستمر.
  11. يفتقر الوعي الذاتي.
  12. لا يشكرك أبداً على وجودك من أجله.

ما الذي يمكنك فعله؟

إن امتلاك التعاطف والرحمة هو ملكة ومهارة عظيمة، لكن في بعض الأحيان يمكن أن يقود ذلك الناس إلى استغلال لطفك وكرمك.

إذا حدث ذلك كقاعدة ثابتة في حياتك، فقد يكون مستنزفاً خصوصاً إذا كنت شخصاً شديد الحساسية يميل إلى امتصاص مشاعر وتوتر الآخرين.

لا توجد صداقة تستحق المساومة على صحتك النفسية أو الجسدية. ومع ذلك،  قد لا ترغب في إنهاء الصداقة تماماً. خاصةً إذا كانت صراعات صديقك لفترة مؤقتة، لكن من المهم أن تحمي ذاتك عاطفياً. 

إليك بعض النصائح حول ما يجب فعله إذا كان لديك أصدقاء مستنزفون عاطفياً.

الامتناع عن الإصلاح

يحتاج الناس إلى إدراك ومعرفة أنك موجود من أجلهم. ويمكن أن يأخذ هذا الإدراك عدة أشكال. فقد يعني العناق أو دعوة لتناول القهوة أو الغداء أو مكالمة هاتفية أو رسالة نصية للاطمئنان ودعم صديقك بعناية واهتمام.

لا يعني ذلك أنك تعالج مشاكله لمصلحته أو تلعب دور المعالج أو تتخلى عن كل شيء من أجله. أو تولي الأمور التي ينبغي عليه القيام بها لنفسه.

لايهم مدى رغبتك في المساعدة أو اعتقادك بأنك قد تكون قادراً على تغيير أي شيء، فأنت فقط بحاجة إلى تجنب الاندفاع لإنقاذه.

من المرجح أن يستاء الأشخاص التعساء بشكل مزمن أو الدراميون من جهودك أو يجدون مشكلات جديدة تحتاج إلى “إصلاح“.

أفضل استراتيجية لك هي أن تكون داعماً وأن تضع المسؤولية على عاتقه. يمكنك أن تقول شيئاً مثل: “أنت شخص ذكي، أنا واثق من أنك ستكتشف ذلك وستخرج أقوى من أي وقت مضى”.

اقتراح شخص بديل

في حين أنه من المغري أن يعتمد الصديق على شخص مفرد يقدم الدعم والنصيحة، إلا أن هذا النوع من التوقعات غالباً ما يضع مسؤولية كبيرة جداً على عاتق هذا الشخص الوحيد.

إذا كان صديقك يأتي إليك مراراً وتكراراً لطلب النصيحة أو لديه مشاكل القلق أو تظهر عليه علامات الاكتئاب. فاقترح عليه التحدث إلى طبيبه أو أخصائي الصحة النفسية.

في حين أنه من الرائع أن تكون مستمعاً جيداً وصديقاً عطوفاً إذا كان صديقك يعاني ألماً عاطفياً عميقاً. إلا أن أفضل ما يمكنه فعله هو طلب نصيحه من أخصائي.

يمكن للأصدقاء تقديم الراحة والدعم لكن ليس من المفترض أن يكونوا استشاريين. تأكد من أنك لا تحاول تولي دور لست مؤهلاً له، فأنْ تكون صديقاً حقيقياً يعني أن تدل صديقك على الموارد التي يحتاج إليها.

عزز قوة صديقك

حافظ على تركيز المحادثة حول احتياجات صديقك و ما يعتقد أنه قد يحل المشكلة. في حين أنه لا يوجد خطأ في تقديم النصيحة، إلا أنه في النهاية يحتاج إلى وضع خطة بنفسه حول كيفية معالجة المشكلات في حياته.

بالنسبة للصديق الذي يحمل معه دائماً نفس المشكلة، ذكّره أنه على الرغم من أنك موجود من أجله، إلا أنك تشعر بأنك لا تقدم المساعدة الكافية نظراً لاستمرار الشكوى من نفس المشكلة.

اسأله عما يعتقد أنه سيحسن الأمور، والمفتاح لذلك هو فتح باب المحادثة بالموضوع حتى يدرك أنه عالق في نفس المكان ويحتاج إلى التفكير في ماهية الخطوة القادمة.

تعرف على حدودك

من المهم معرفة ما هي حدودك، اسأل نفسك عن مقدار الوقت والطاقة الواجب عليك تخصيصهما لهذا الصديق. هذا الاعتراف لا علاقة له بانعدم الإحساس أو الأنانية بل يتعلق بإدراك قيمتك الذاتية وحدودك وأولوياتك.

لا يزال بإمكانك أن تبقى صديقاً جيداً دون التضحية بحياتك في هذه العملية، ويساعدك الشعور القوي بتقدير الذات المقترن بالحدود الصحية في الحفاظ على توازن العلاقات ومنع أي اختلال فيها، بالإضافة إلى أنك مدين لنفسك بممارسة الرعاية الذاتية السليمة.

ضع الحدود

بمجرد أن تدرك أن صديقك يستنزفك عاطفياً، من المهم تحديد الوقت الذي تقضيه معه. ففي النهاية تعتمد صحتك النفسية على هذا الأمر. إذا كنت لا ترغب في إنهاء العلاقة أو كان هذا الصديق زميلك في العمل أو أحد أفراد الأسرة، أي في حال لا تستطيع إنهاء العلاقة نظراً لقربهم ودوام تواجدهم، فأنت بحاجة إلى وضع حدود ثابتة.

على سبيل المثال، إذا اتصل صديقك في وقت متأخر من الليل، فلا ترد على الهاتف أو في حال أجبت أخبره فوراً أن لديك 10 دقائق فقط لأن لديك عمل آخر للقيام به . بمجرد مرور العشر دقائق، قم بإنهاء المحادثة بأدب وأغلق الهاتف. قد تحتاج وضع حدود فيما يتعلق بالاتصال بك أثناء العمل أو زيارتك في شقتك فجأة دون إعلامك أو أي خطوط أخرى يتجاوزها صديقك هذا.

ممارسة الرعاية الذاتية

عندما تكون موجوداً بانتظام بجانب صديق مستنزف عاطفياً، فإن أفضل ما يمكنك فعله لنفسك هو مواجهة التوتر الذي تتعرض له بتعاملك مع تجارب نافعة، إذا كان ذلك ممكناً حاول أن تفعل شيئاً مثمراً وملهماً.

اختر أمراً يزيل توترك ويصرف تفكيرك بعيداً عن مشاكل صديقك. قد تتضمن الأمثلة حماماً مريحاً أو كتاباً جيداً أو تدليكاً أو فيلماً مضحكاً أو ممارسة اليوغا أو المشي السريع.

السر هو أن تفعل شيئاً يمنعك من اجترار الأفكار المتعلقة بمشاكل صديقك أو محاولة حل مشاكله. عوضاً عن ذلك، افعل ما يشعرك بالحب والاهتمام.

لاتحتاج  أن يلقي ثقل عواطف محادثتك الأخيرة بتأثيره السلبي على بقية يومك أو أسبوعك، وتذكّر أنت مدين لنفسك ضمان بقائك قوياً نفسياً قدر الإمكان.

فكر في الابتعاد 

لا تدوم كل الصداقات إلى الأبد ولا ضير في ذلك، فإذا وصلت إلى نقطة خلال هذه الصداقة تشعر فيها أنه يتم استغلالك وكنت تعطي أكثر مما تجني، فقد يكون الوقت قد حان الوقت لإبعاد نفسك عن هذا الصديق. قد يكون هذا القرار صحيحاً خصوصاً إذا كان صديقك يتصف بصفات سامة أو تشعر أنه شخص غير آمن لك أثناء تواجدك معه.

مع ذلك، إذا استنزفك شخص ما عاطفياً لدرجة أصبحت حياتك عندها لا تحتمل، فأنت بحاجة إلى إدراك احتمال عدم مناسبة هذا الشخص لحياتك الحالية. في هذه الحالة، من المهم أن تبتعد عن هذا الصديق.

وإذا سألك صديقك عن سبب عدم خروجكما معاً، فكن صريحاً وأخبره بلطف أنه من الصعب عليك دعمه أو التحلي بصفات الصديق الجيد وأن هذا سبب لك الكرب والضغط النفسي.

لا تلمه على انتهاء الصداقة أو تجعله  يشعر بالسوء لأنه مر بوقت عصيب، بل تحمل مسؤولية قراراتك واختياراتك.

خلاصة

إذا كان لديك صديق يستنزفك عاطفياً، فتأكد من اتخاذ خطوات للاهتمام بصحتك النفسية والعاطفية. في حين أنه من المهم أن تكون رحيماً ومتعاطفاً مع الآخرين، إلا أن بعض الناس يستغلون هذا اللطف ويمكن أن يلحق ذلك الضرر بحالتك النفسية.

إذا كان هذا النوع من الصداقة يبدو مألوفاً لديك، فتأكد من وضع حدود وممارسة الرعاية الذاتية واقترح على صديقك زيارة استشاري أو أخصائي. وإذا كنت لا تزال تواجه مشكلة أو تكافح من أجل الاعتناء بنفسك لأنك دائماً تساعد الآخرين، فقد تستفيد من التحدث مع استشاري أو معالج نفسي أيضاً.

اقرأ أيضاً: ست نصائح للحفاظ على الصداقة وتكوين علاقات دائمة وذات قيمة

المصدر: Coping With Emotionally Draining Friends

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: