تشكل العلاقات الشخصية مع الآخرين اللبنة الأساسية للعلاقة التي تلبي مجموعة من الاحتياجات العاطفية والجسدية للفرد، إذ يكون الأشخاص فيها هم الأقرب له في حياته. ما المقصود بالعلاقات الشخصية؟ ما هي أهمية ومراحل العلاقات الشخصية؟ وكيف تفوم بإنهاء العلاقات الشخصية أو الحفاظ عليها؟
في حين أن العلاقات الرومانسية، تعد علاقات شخصية (Interpersonal relationships)، فإن أفراد العائلة والأصدقاء الحميميين يندرجون ضمن هذه الفئة من العلاقات أيضاً.
هناك أيضاً ما يسمى العلاقات الشخصية الثانوية (secondary interpersonal relationships)، والتي تتضمن المعارف، الجيران وغيرهم ممن يتفاعلون معك بشكل منتظم.
باختصار، يمتلك الفرد نوعاً من العلاقة الشخصية مع كل من يعرفه. ونظراً لأهمية العلاقات لصحتنا الجسدية والنفسية على حد سواء، من الضروري تعلم كيفية تطويرها وصونها.
مراحل العلاقات الشخصية
لا تتطور العلاقات فجأة، وقد حدد أحد علماء النفس ويدعى جورج ليفنغر (George Levinger)، خمس مراحل للعلاقات الشخصية وذلك في دراسة أجراها عام 1980؛ أطلق عليها اسم نظرية المراحل (stage theory) وتتضمن:
- التعارف (acquaintance)
- البناء (buildup)
- الاستمرارية (continuation)
- التراجع (deterioration)
- النهاية (ending)
تمر العلاقة الشخصية الناجحة بأول ثلاث مراحل فقط، والعلاقة مع صديق أو شريك التي تنتهي بالانفصال تمر بالمراحل الخمسة جميعاً. ولن تتجاوز كل العلاقات مرحلة التعارف إذ يكمن جزء من أهمية نظرية ليفنغر في إظهار أن العـلاقات الشخصية هي عـلاقات ديناميكية بقدر ما هي عـلاقات متنوعة.
أهمية العلاقات الشخصية
تعد العلاقات الشخصية مهمة لصحة الفرد وسعادته الجسدية والنفسية ككل، إذ تساعد على محاربة الوحدة بينما تمنح إحساساً بالهدف في الحياة.
على سبيل المثال، يعد القرب الذي تشعر به مع عائلتك وأصدقائك جزءاً أساسياً من الدعم الاجتماعي لك. ويمكن أن يكون للعلاقات في نواحي أخرى من حياتك وخارج الحب والعائلة أثر إيجابي عليك، مثل الاجتماع مع المعارف لممارسة هواية مشتركة.
تُبنى جميع العـلاقات الشخصية على الولاء، الدعم والثقة. وقد تكون العلاقات الوطيدة مبنية على الحب أيضاً.
يعد الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل أمران مهمان في الحفاظ على العلاقات وصونها.؛ وإلا، قد تغدو العلاقة علاقة من طرف واحد فقط.
الحفاظ على العلاقات الشخصية
يحتاج الحفاظ على العلاقات والصداقات عملاً وجهداً، ويعد التواصل أول وأهم عامل في ذلك يتطلب هذا الأمر نقاشات شخصية حول ما ينتابك من مشاعر.
على الرغم من أن إرسال الرسائل النصية أو عبر الإنترنت مرضياً ويفي بالغرض في بعض الأوقات، فإنه لا يمنح نفس التأثير أحياناً.
في مرحلة ما من العلاقة، تنشأ النزاعات والخلافات، وتحدد طريقة تعاملك معها ما إذا كانت هذه النزاعات ستعزز العلاقة وتقويها أم لا. من المهم التحدث عما يزعج الطرفين والاستماع إلى وجهة النظر الأخرى بدلاً من تجنب نقطة الخلاف.
إذا كان هناك ما يقض مضجعك في العمل أو المدرسة، تحدث عنه. وإذا كنت تواجه بعض المشكلات مع صديق، أحد أفراد العائلة أو شريك تأكد من إخبارهم بذلك؛ على أمل أن يبادلونك الاحترام والصدق.
بعيداً عن الصدق والتواصل المفتوح، من المهم أن:
- تضع حدوداً في العلاقة
- تكون مستمعاً جيداً
- تظهر الاحترام للطرف الآخر على الدوام
- تحافظ على موقف إيجابي تجاهه
- تكون منفتحاً أمام النقد البناء وردود الفعل السلبية دون أن تسمح لعواطفك بالسيطرة عليك
إنهاء العـلاقات الشخـصيـة
لا تستمر جميع العلاقات مدى الحياة. في الحقيقة، قد لا يتجاوز البعض مجرد كونهم معارف؛ ولا بأس في ذلك.
من الطبيعي أن تصل علاقات معينة إلى النهاية، إذ هناك عوامل عدة تؤثر على مسار ومجرى كل عـلاقات الفرد الشخصية.
عندما تفكر في إنهاء العلاقة الشخصية، قد يتبادر إلى ذهنك الانفصال عن الشريك. لكن، العـلاقات الشخـصيـة الأخرى قد تنتهي أيضاً.
على سبيل المثال، عندما تتخرج من المدرسة، قد لا تبقى على تواصل مع كل معلميك أو أصدقاء المدرسة. وينطبق الأمر ذاته عندما تترك وظيفة وتنتقل إلى أخرى.
من المستحيل الحفاظ على كل العلاقات في حياتك إلى الأبد، وخاصة في العلاقات الثانوية وستصل حتماً إلى لحظة تفكر فيها في إنهاء العلاقات الشخصية مع أحدهم.
خلاصة
تلامس العـلاقات الشخصية مع الآخرين كل نواحي الحياة بما فيها المنزل، العمل والنشاطات الترفيهية. من دون العلاقات المتينة والقوية، من الممكن أن تشعر بالوحدة وقلة التقدير كشخص، وقد تشعر أنك تفتقر إلى الدعم أيضاً.
اليوم، أصبح إهمال العـلاقات الشخصية أكبر نتيجة التكنولوجيا التي تشجع على التواصل الرقمي، إذ يبتعد من يعملون عن بعد عن التواصل الشخصي مع زملائهم في العمل.
ويميل الأصدقاء والعائلة إلى إرسال الرسائل عبر الإنترنت أكثر من ميلهم إلى الاجتماع وتناول وجبة سوياً وتبادل أطراف الحديث.
حدد وقتاً لمقابلة عائلتك وأصدقائك شخصياً، وحاول بشتى الطرق أن تحافظ على هذا النوع من التواصل معهم.
أخيراً، لا يمكن بناء عـلاقات شخصية مع الآخرين إذا لم تكن علاقتك مع نفسك جيدة. خذ الوقت الكافي للتعرف على ذاتك واستثمر في رعايتها أيضاً.
وإذا كان هناك ما يبقيك بعيداً عن إمضاء الوقت مع الآخرين، خذ بالاعتبار التحدث إلى معالج نفسي يقدم لك الدعم والتوجيه.
اقرأ أيضاً: ما هي لغات الحب الخمسة حسب تشابمان وفائدتها في العلاقات؟
اقـرأ أيضاً: اضطراب قلق الانفصال عند البالغين، الأعراض والتشخيص
اقرأ أيضاً: كيف أعود وشريكي السابق لعلاقتنا؟ وكيف نحافظ على نجاح العلاقة؟
المصدر: How to Maintain Your Interpersonal Relationships
تدقيق: هبة مسعود
تحرير: جعفر ملحم