حماية الآباء المفرطة لأطفالهم، أسبابها، علاماتها ونتائجها

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

يُظهر الآباء الذين يحيطون أطفالهم بحماية مبالغ فيها سلوكاً حذراً، وهو تفكير زائد في مرحلة نمو الطفل ومستوى الخطر الفعلي الذي يحيط به في بيئته. لكن ما هي الأسباب الكامنة وراء حماية الآباء المفرطة لأطفالهم؟ وإلى أي مدى تؤثر الحماية المفرطة للأبناء على شخصيتهم؟

يتوجه تركيز الآباء ممن يفرطون في الحماية نحو الحفاظ على نطاق أمان يحيط أطفالهم؛ ليس جسدياً فقط بل عاطفياً أيضاً. يكون هؤلاء الآباء مهووسين بالسلامة الجسدية لأطفالهم، رغم عيشهم ضمن بيئة آمنة نسبياً. 

تتجاوز مستويات الحماية المستوى الأقل بكثير من المخاطر الفعلية ويشغل بالهم أيضاً الحفاظ على سلامة مشاعرهم من خلال مساعدتهم في إزالة جميع العقبات من طريقهم والتخفيف من وطأة الحياة اليومية.

لماذا يبالغ بعض الآباء في حماية أطفالهم؟

يريد هؤلاء الآباء بذل أقصى طاقتهم لحماية أطفالهم من الأذى ومساعدتهم على النجاح في الحياة، ويختارون غالباً طريقة التربية الحادة والمشددة كمحاولة لتحسين نتائج أطفالهم، وعلى الرغم من أن هذه المحاولة نابعة من الحب فإنها خاطئة وغير موفقة.

من الغريزي أن يحب الآباء أطفالهم ويهتمون بهم ويريدون تربيتهم ليتمتعوا بالصحة والسعادة والنجاح، إنهم يريدون حماية صحة أطفالهم من خلال منع إصابتهم بالأمراض وإبعادهم عن المشاعر المؤلمة والفشل.

لكن، عندما يبالغ الأب أو الأم في مساعدة صغيرهم، ويتدخلون في كل كبيرة وصغيرة حتى في أبسط الأمور من حيث الخطورة. كما يقفون كدرع لحمايته من كل ما يجري حوله من أمور سلبية، تصبح هذه الحماية مفرطة وتتجاوز الحدود الطبيعية للتربية السليمة.

أسباب الحماية المفرطة للأبناء

تتعدد الأسباب وراء الحماية المفرطة للأبناء، سنعرض لكم أهم هذه الأسباب والحلول المناسبة.

قلق الوالدين

أحياناً، يعاني الآباء الذين يفرطون في حماية أبنائهم من القلق الأبوي، إذ تشغل بالهم المخاطر المحتملة على أبنائهم.

يكون الأهل الذين يعانون من القلق أو اضطراب الهلع أكثر عرضة لإظهار الحماية المفرطة في أسلوب تربيتهم.

مبالغة وسائل الإعلام 

الحماية المفرطة موجودة في كل جيل ولكن هناك ميل في السنوات الأخيرة نحو التربية المشددة. خصوصاً أن جيل الألفية هو جيل سيئ السمعة لاتباعه أسلوب حماية مبالغ مع الأبناء؛ ما يدعى الآباء الهليكوبتر (helicopter parents).

نعيش في عصر تنهال علينا المعلومات فيه كوابل باستمرار، وإن انتشار استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية يعني حاجة مواقع التواصل لاستخدام طرق إبداعية في المنافسة للاستحواذ على اهتمامنا؛ تفي الأخبار المثيرة بالغرض.

يقود تهويل وسائل الإعلام الإخبارية إلى اعتقاد الأباء أن العالم أكثر خطورة مما هو عليه في الواقع. إذ تصور كل اعتداء على طفل وكأنه تهديد شخصي.

لذلك رغم آمان مجتمعاتنا بشكل عام أكثر من أي جيل سابق في التاريخ، إلا أنه لا يبدو كذلك.

تصور أن الأطفال ضعيفون

يظهر ذوو الأطفال المصابين بأمراض مزمنة أو إعاقات جسدية سلوك حماية مبالغ بها ومسيطر لاعتقادهم. وخاصةً الأمهات، أن أطفالهم أكثر ضعفاً أو هشاشة ويحتاجون حماية أكثر.

أعراض ما بعد الصدمة الأبوي التالية لحدوث كارثة

يمكن أن تظهر الحماية المفرطة عقب كوارث طبيعية أو من صنع الإنسان، خاصة إذا تطور اضطراب ما بعد الصدمة (PTCD) لدى الأبوين.

على سبيل المثال، إذا هربت عائلة من منزلها المحترق بسبب حريق كبير، قد ينشأ عند الأهل خوف من حدوث حرائق في المستقبل وبالتالي يتكون لديهم سلوك حماية مفرطة لأبنائهم.

هل من الجيد الإفراط في حماية الأبناء؟

يعد الإفراط في حماية الأبناء أمراً جيداً لبقاء الرضيع على قيد الحياة، وفي حال كانت الحياة تنطوي على مخاطر كبيرة. أما  في منزل عادي خال من الحالات الخطيرة، فإن التركيز على الحماية غير المرنة يهدد نمو الأطفال.

تظهر الأبحاث أنه وعند حماية الآباء لأطفالهم من مجتمع متطرف مثل البيئات الحضرية، حيث ينتشر العنف المسلح والعصابات والمخدرات، يكون أداء الأسرة أفضل.

يميل دماغ الوالدين إلى حماية ذريتهم بشكل طبيعي. ولكن في حال المبالغة وعدم تناسب مستوى المخاطر مع مدى الحماية، عندها سوف تسبب الحماية المفرطة الضرر أكثر من النفع.

علامات إفراط الآباء في حماية أبنائهم

يمكن أن تتخذ التربية المفرطة في الحماية أشكالاً عديدة، فيما يلي بعض علامات إفراط الآباء في الحماية.

إنقاذ الطفل اليوم، وكل يوم

بالطبع لا يريد أي والد أن يرى أطفاله يفشلون، لكن لا يمكن للوالدين ممن يبالغون في الحماية أن يسمحوا لأطفالهم بتجربة أي فشل أو خيبات أمل. إذ ينقضون لإنقاذ أي موقف يواجه فيه أطفالهم أي خطر أو تحدي حتى لو كان صغيراً:

  • ينظفون غرف أطفالهم الفوضوية ويلملمون كل شيء يتركونه خلفهم.
  • يوظبون حقائب أطفالهم كل ليلة للتأكد من عدم نسيان أي شيء.
  • يؤدون واجبات أطفالهم أو مشاريعهم العلمية لضمان حصولهم على درجة امتياز.
  • يتدخلون وينقذون ابنهم إذا حصل علامة سيئة أو جُرح كبرياؤه.
  • سيفعلون أي شيء لمنع طفلهم من الفشل حتى لو تطلب ذلك خرق القواعد (أو القوانين).

الإدارة التفصيلية (الدقيقة)

يقلق الآباء والأمهات مفرطو الحماية بشأن كل خطوة يخطوها أطفالهم، إنهم يحومون ويتحكمون في تصرفاتهم وبيئاتهم ويسيطرون على كل جانب من جوانب حياتهم. تتضمن أمثلة الإدارة الدقيقة مفرطة الحماية ما يلي:

  • يقررون ما هي الأنشطة اللامنهجية التي سيتعلمها أطفالهم لأنهم يعرفون أفضل منهم.
  • لا يسمحون لأطفالهم بالتوجه والسعي وراء اهتمامات يرونها محفوفة بالمخاطر.
  • يخططون جدول أطفالهم اليومي ويشرفون على جميع الأنشطة.
  • يتخذون جميع القرارات الخاصة بالطفل دون السماح له بالتفكير في الخيارات بنفسه.
  • نادراً ما يأخذون وجهة نظر الطفل أو خياراته بعين الاعتبار. 
  • يسمحون لأطفالهم بالتسكع مع الأصدقاء “المناسبين” فقط.

حساسية شديدة وردات فعل مبالغ بها

يتصف الآباء ممن يفرطون في حماية أبنائهم بالحساسية الشديدة وتكون ردات فعلهم مبالغاً بها إزاء أي شيء متعلق بأطفالهم أي:

  • يتصف الآباء والأمهات ممن يبالغون في الحماية أنهم مفرطون في الحساسية وغالباً ما يبالغون في رد فعلهم تجاه أي شيء يتعلق بأطفالهم.
  • يذكرون أطفالهم بالسلامة والخطر باستمرار.
  • يشتكون من سوء درجات أطفالهم ويتشاجرون مع المدرسة لتغييرها.
  • يثور غضبهم ويطالبون بإعادة النظر إذا رفض أن يستفيد أطفالهم من فرصة ما.
  • يتدخلون في حال عدم تلقي أطفالهم المعاملة الخاصة التي يشعرون أنهم يستحقونها.
  • يبحرون في آفاق واسعة من عالم الأحزان عندما يفشل أطفالهم.

آثار التربية مفرطة الحماية

هناك العديد من الأسباب التي تمنع الآباء من المبالغة في حماية أبنائهم، إذ يمكن أن تكون الآثار النفسية لهذا الأسلوب من التربية كبيرة أبرزها إلحاق الضرر بنمو أطفالهم وتطورهم ليصبحوا بالغين مستقلين وقادرين على التكيف بشكل مناسب. فيما يلي طرق مختلفة يتجلى بها هذا الضرر:

الهم والقلق

الهمّ هو نمط متكرر وغير فعال وحاد من التفكير السلبي والذي  يكون غالباً علامة أولية على اضطراب القلق المعمم. وجدت الدراسات باستمرار أن الأطفال الذين يشبّون ضمن بيئة تبالغ في حمايتهم هم أكثر عرضة للقلق والهمّ.

قد يفرط الآباء في حماية أطفالهم بسبب تحيزهم الشخصي بشأن التهديدات وزيادة تصورهم لحجم الخطر والحساسية الكبيرة تجاه ما يشعر به أطفالهم من ضيق. إن مستويات التوتر المرتفعة باستمرار لدى الوالدين تذكّر أطفالهم بالخطر وتسبب لهم القلق.

ضعف مهارات التأقلم

قد تقوّض الحماية الأبوية المفرطة تطور مهارات التأقلم المستقلة لدى أطفالهم. لذا كي يتعلموا استراتيجيات التأقلم الفعالة، يجب أن يعرفوا كيفية التكيف مع المواقف الصعبة.

يتيح القليل من التعرض للمخاطر والتجارب الصعبة تعلم الطفل آليات التأقلم للنضوج، هذه هي المهارات الحياتية المرنة التي ستتغلب على التعاسة، الشدائد، الفشل وانكسار القلب في المستقبل.

لكن لا تتوفر هذه الفرص أمام الأطفال المُحاطين بحماية زائدة، لأنهم يعيشون في فقاعة بعيداً عن العالم الحقيقي ويحيط بهم درع يبعد عنهم الحقائق المؤلمة.

يكون الأطفال الذين اعتادوا على جعل والديهم يضعون خططاً لهم وينظفون الفوضى التي سببوها غير مؤهلين للتعامل مع ما قد ترمي به الحياة في طريقهم، فهم ينهارون بسهولة تحت ضغط التحديات الصغيرة والعقبات الكبيرة.

القلق الاجتماعي والرّهاب

تنقل الحماية المفرطة للطفل إحساساً أن العالم خطير، وتعزز التجنب وتمنعه من الانخراط في المواقف الاجتماعية مما يحد من فرص بناء الصداقات وتعلم المهارات الاجتماعية.

لذلك، يميل الأطفال الذين يتم تربيتهم ضمن وسط من الحماية المفرطة إلى امتلاك مهارات اجتماعية أقل كفاءة. ويكون هؤلاء الأطفال أيضاً أكثر عرضة للمعاناة من القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي والذي يتميز بالخوف وتجنب المواقف الاجتماعية. عادة تصاحب الحالة انشغالاً مبالغاً فيه بالخوف من الرفض أو النقد أو الإحراج.

الخوف من الفشل

يبذل الآباء والأمهات ممن يبالغون في الحماية قصارى جهدهم للتأكد من عدم فشل أطفالهم، لذا يسارعون إلى إنقاذهم من أي موقف ويقدمون لهم مساعدة غير ضرورية غالباً دون أن يُطلب منهم ذلك.

يخاف الطفل الذي شبّ ضمن عائلة مفرطة الحماية من ارتكاب الأخطاء. وبسبب الخوف من الفشل أو الأذى أو الرفض، يتردد في الخروج من منطقة الراحة الخاصة به لتجربة شيء جديد، مثلاً قد يتنصّل الطفل من الفرص المتاحة أمامه ويصبح معتمداً على والديه بدلاً من التغلب على الصعوبات وحل المشكلات بنفسه؛ يمنعه عدم استعداده لفرد جناحيه والطيران من أن يصبح فرداً كفؤاً.

الاكتئاب والصحة النفسية

أكثر الأطفال عرضة للاكتئاب في فترة المراهقة هم من ترعرعوا في أحضان تربية مفرطة الحماية؛ ونتيجة لذلك، يرتبط استخدام الأدوية الموصوفة للاكتئاب ومسكنات الألم لدى طلاب الجامعة مع الأبوة مفرطة الحماية.

تدني مستوى تقدير الذات والتحفيز الذاتي

إلى جانب ارتفاع معدل القلق والاكتئاب، يعاني الأطفال المحاطون بالحماية الزائدة من تدني تقدير الذات والثقة في قدرتهم على حل المشكلات اليومية.

يعتمد إحساس الشخص بذاته أو احترامها إلى حد كبير على كيفية تعامل الآخرين معه ضمن التفاعلات. يعتقد الأطفال الخاضعون للمراقبة والحماية المستمرة أنهم غير قادرين على إدارة حياتهم بأنفسهم أو عدم كفاءتهم لذلك.

لا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يشعروا بأن لهم الفضل الكامل في ما حققوه وبالتالي تنمية الشعور بالاستقلالية والكفاءة دون الحصول على فرصة لإثبات قدرتهم على تحمل المسؤولية لأنفسهم.

ونتيجة لذلك يفتقرون إلى المرونة والكفاءة الذاتية والتحفيز الذاتي الضرورية لمواجهة العالم بمفردهم.

التعرض للتنمر

ترتبط التربية مفرطة الحماية بدرجات عالية من التنمر التي يعاني منها الطفل في المدرسة، إذ يتم التعامل معه غالباً على أنه أصغر من عمره غير مسموح له بالمشاركة في اللعب الخشن أو الاستكشاف أو الدخول في أنشطة المجازفة الضرورية لتطوير مهارات ضبط النزاعات والدفاع عن النفس.

التردد

يتصف الأطفال القادمون من أسر تبالغ في الحماية بالتردد. يحتاج الأطفال عموماً إلى فرص لممارسة مهارة صنع القرار ولكن لا يُتاح للأطفال المحاطين بالحماية الزائدة اتخاذ قراراتهم بأنفسهم في الحياة.

بغياب التدريب أو التحضير، يكبرون دون معرفة كيفية اتخاذ قرارات مهمة، فهم إما لا يعرفون ذلك  حقاً أو يخشون اتخاذ القرار الخطأ بسبب تعلمهم الاعتماد على ذويهم لاتخاذ جميع الخيارات نيابة عنهم.

مثلاً، يواجه طالب جامعي ممن كانت تربية والديه مفرطة في الحماية الكثير من التردد المهني مقارنة بمن تلقوا من والديهم تشجيعاً أكثر على استقلاليتهم في مرحلة الطفولة.

الاستحقاق والنرجسية غير القادرة على التكيف

أظهرت الدراسات أن حماية الوالدين المفرطة لأبنائه مرتبطة بالنرجسية في مرحلة البلوغ، إذ تعلم المستويات العالية من الاستجابة والمساعدة وتدخل الآباء المفرطين بالحماية أطفالهم أنهم مهمون للغاية ويستحقون العناية المركزة والاهتمام من الآخرين دائماً؛ لذلك قد يشعر هؤلاء الأطفال بأنهم يستحقون أشياء لم يكسبوها.

وجد علماء النفس أنه عندما لا تكون استجابة الوالدين بمستويات مناسبة لعمر أطفالهم، من المحتمل أن يعرضهم ذلك  لتفاقم سمات نرجسية مرضية.

الأعراض الجسدية الوظيفية

المراهقون المحاطون بحماية زائدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأعراض الجسدية الوظيفية (FSS)، وأكثرها انتشاراً بين الأطفال والمراهقين هي الألم والتعب ومشاكل الجهاز الهضمي.

الانحراف (الجنوح)

أحد أكثر جوانب الحماية المفرطة ضرراً هو عندما تقترن بتربية منقوصة الاهتمام والرعاية (إهمال عاطفي). عندما يمارس الآباء ممن لديهم مبالغة في الحماية سيطرة عالية واستجابة عاطفية منخفضة، يكونون آباء مستبدين أو متسلطين.

وجد الباحثون باستمرار أن طريقة التربية هذه مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بجنوح المراهقين والاكتئاب واضطراب الشخصية.

الحماية المفرطة وأنماط التربية الأخرى

يقدم جميع الآباء الجيدين رعاية قائمة على حماية أطفالهم، ولكن ليس كل الآباء ممن يحمون أطفالهم هم مفرطون في الحماية.

يُطلق أحياناً على الآباء الذين يتبعون أسلوب الحماية المفرطة اسم آباء الهليكوبتر (helicopter parents) لأنهم يحومون فوق أطفالهم في جميع الأوقات، والذين لا يقدمون اهتماماً في تربيتهم ولا حناناً هم آباء مسيطرون أو مستبدون.

 قد تتداخل خصائص هذه الأنماط الأربع من التربية، وبالتالي يستخدمها الناس أحياناً بشكل متبادل، لكنها قد تدل على معان مختلفة اعتماداً على من تتحدث إليه.

من بين أنماط التربية الأربع، فإن التربية السلطوية هي البنية النفسية الوحيدة المحددة بوضوح، إذ تتميز بالتحكم العالي وقلة الحنان.

لم تُحدد أنماط التربية من الحماية المفرطة والهليكوبتر والسيطرة بشكل جيد، لكن الصفة المشتركة بينهم هي التحكم الشديد. بخلاف جزء التحكم، لم يتم تحديد هذه المصطلحات بدقة أو دراستها بشكل مستمر في علم النفس.

تشير كلمة الحماية المفرطة (overprotective) إلى أن هدف الآباء هو الحماية، بينما تشير كلمة السيطرة (controlling) إلى أن هدف الآباء هو التحكم، لذلك قد يختلف النوعان ببعض العبارات الأساسية من حيث القصد.

يقلق الآباء والأمهات ممن يتبعون أسلوب الحماية المفرطة حيال صحة أطفالهم وسلامتهم، إذ يستخدمون طريقة التحكم في تربيتهم رغبة بتحقيق أهدافهم في الحفاظ على سلامة أبنائهم، لكن الآباء المسيطرين هم متسلطون، يريدون فقط السيطرة دون سبب وجيه.

بغض النظر عن المصطلحات، يجب على الأهل تجنب قمع أطفالهم وتعزيز الإحساس الصحي والسليم بالكفاءة لديهم وذلك لعدم إعاقة نموهم. إن تبني أسلوب التربية الدافئ، العطوف والمرن ذو المعايير العالية (أي تربية الأطفال تربية حازمة) هو أفضل شيء يمكن للوالدين فعله لحماية أطفالهم على المدى الطويل.

أفكار أخيرة حول حماية الآباء المفرطة لأطفالهم

إذا وجد أحد الوالدين صعوبة في التخلي عن التربية بطريقة السيطرة، فقد يكون أيضاً والداً متحكماً (متسلطاً).

لتربية أطفال يتمتعون بالمرونة، يوفر الآباء ملاذاً آمناً في أوقات التوتر وكذلك فترات الهدوء ويضعون حدوداً ولكن بطريقة تسمح بالتكيف والتأقلم. يمكن للأطفال أن يتطوروا ويصبحوا أجيالاً قادرة، مرنة وقوية اجتماعياً في المستقبل، فقط عندما تتاح لهم فرص التفاعل الفعال مع العالم الخارجي.

اقرأ أيضاً: الأبوة المفرطة، دلائل وآثار الحوم المستمر حول الأطفال

اقرأ أيضاً: الأم الرافضة، علامات التربية الرافضة وتأثيرها على مرحلة البلوغ

اقرأ أيضاً: التربية المهملة، خصائصها، أسبابها وتأثيراتها على الطفل والوالدين

المصدر: Overprotective Parents – Causes, Signs and Effects

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: