خطة العلاج في العلاج النفسي، أنواعها وآلية تطويرها

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

في العلاج النفسي، تشير خطة العلاج إلى الأهداف المحددة لديك للعلاج والتدخلات التي قد يستخدمها المعالج لمساعدتك على تحقيق هذه الأهداف.

عادة، يتم إنشاء خطة علاج في وقت مبكر من العملية العلاجية، وتكون بمثابة دليل لتوجيه جلساتك بطريقة تتناسب مع ما تأمل في تحقيقه، وغالباً ما يتم تحديث خطط العلاج بانتظام، كل ستة أشهر تقريباً، للسماح بتغيير أولوياتك والتفكير في التقدم الذي أحرزته والتأمل به.

إذا تغير شيء في حياتك، فليس عليك أنت ومعالجك الانتظار. إذ يمكن تغيير الخطة العلاجية حسب الحاجة لكي تستمر في تلبية حاجاتك. 

آلية تطوير خطة علاج

تناقش خطة العلاج غالباً في جلسة العلاج الأولى أو في جلسة مبكرة منه. والسؤال الشائع الذي سيطرحه عليك معالجك النفسي هو: “ما الذي تأمل في الحصول عليه من العلاج النفسي؟”. وقد يسألك أيضاً شيئا مثل: ” ما هي أهداف العلاج التي تطمح لها؟” أو “كيف تعرف أن الأمور قد تحسنت؟” 

في كثير من الأحيان، يلجأ الناس للعلاج النفسي لأنهم يشعرون بأن بهم خطباً ما، حتى لو لم يكن لديهم القدرة على التعبير عن ماهيته أو كيفية إصلاحه.

تذكَّر أن المعالج النفسي هو خبير في طريقة علاجه المحددة، ولكنك خبير في نفسك أيضاً، ويعتمد معالجك عليك في إخباره عن تاريخك، أعراضك وحاجاتك، ويمكنك أن تشاركه أولوياتك في العلاج أيضاً. 

إذا اقترح عليك المعالج شيئاً يزعجك، فلا بأس أن تخبره بذلك؛ فإما أن يتعامل مع مخاوفك بالإجابة عن أسئلتك أو أن يختار تدخلاً علاجياً يناسبك أكثر. 

في بعض الأحيان، يكون الناس معتادين على الاكتئاب، القلق، أو الأفكار الدخيلة لدرجة أنهم لا يدركون أن هذه الأعراض تؤثر على صحتهم، علاقاتهم وأدائهم اليومي. يقوم المعالج النفسي بإنشاء روابط لم تراها من قبل وطرح أفكار حول خطتك العلاجية بناءً على هذه الملاحظات. إنّ هذا النهج التعاوني لتطوير خطة العلاج يمكن أن يضمن تحقيق تقدم فيه. 

قد يكون العلاج النفسي أحياناً غير مريح، لذا فقد يشجعك معالجك لتجربة شيء حتى لو شعرت بعدم اليقين تجاهه. وإذا كانت لديك علاقة جيدة وثقة مع معالجك النفسي، يمكنكما التغلب على شعورك بعدم الارتياح الخاص بك سوية. ولكن لا بأس أن تقول ” لا ” لشيء يقترحه معالجك النفسي إذا كنت غير مستعد له أو تشعر أنه لا يناسبك. 

أنواع خطط العلاج

إنّ كل خطة علاج فريدة من نوعها وتعتمد على أعراض الفرد، احتياجاته وأهدافه . ومع ذلك، قد يختار معالجك النفسي التدخلات التي تستند إلى توجهه النظري. 

عند العثور على معالج، يمكنك أن تسأل عن أسلوبه في العلاج، وما هي أنواع الأشياء التي يوليها الأولوية في خطة العلاج.

 تشمل خطة العلاج عادة الأهداف التي ترغب في تحقيقها من العلاج وكذلك التدخلات المحددة التي قد يستخدمها المعالج لمساعدتك على ذلك. وتشمل بعض الأمثلة على الطريقة التي يمكن أن يختار المعالج من خلالها التدخلات لخطتك العلاجية ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي: يريد المعالج الذي يستخدم هذا النهج مساعدتك في اكتشاف كيفية تفاعل أفكارك وعواطفك وسلوكياتك. قد يقترح أهدافاً تتعلق بتحديد الأفكار الضارة أو الخاطئة واستبدالها بأفكار مفيدة وصحيحة. 

العلاج النفسي الديناميكي: يقوم المعالج الذي يتبع هذا النهج  باستكشاف الأنماط في حياتك ويساعدك على إيجاد الأسباب العاطفية الجذرية لها. وقد يطلب منك أن تستكشف الصلات بين الأحداث المختلفة. 

العلاج السردي: يقوم المعالج المختص بهذا العلاج بتصور قصص الأشخاص لمساعدة المرضى على أن يصبحوا خبراء خاصين بأنفسهم وينمّوا شعوراً أعمق بفهم الذات. 

العـلاج القائم على نقاط القوة: يريد اختصاصي العلاج القائم على نقاط القوة أن يعلمك كيف تحدد مواطن قوتك وتُعظّم تأثيرها في حياتك. إذ يعتقد أن لديك بالفعل مكامن قوة داخلك ويريد مساعدتك في التعرف عليها.

أهداف العلاج

يمكن أن تكون أهداف العلاج أي شيء تريد تحقيقه من خلال العلاج، ولا بد أن تكون أشياء يستطيع المعالج مساعدتك بها، وقد تتطور مع مرور الوقت. إذ يستخدم العديد من المعالجين نموذج الهدف الذكي ( SMART ) مما يخلق أهدافاً علاجية هي:

  • محدد (Specific): ماذا تحاول أن تجني من العلاج بالتحديد؟ كيف يبدو “الأفضل” بالنسبة لك؟ 
  • قابل للقياس (Measurable) : كيف يمكنك تتبع التقدم الذي تحرزه نحو تحقيق هذا الهدف؟ 
  • قابل للتحقيق (Attainable): هل هذا هدف معقول وعملي؟
  • له صلة بالموضوع (Relevant) : هل هذا الهدف مرتبط بالأسباب التي دفعتك إلى تلقي العلاج؟ 
  • محدد المدة (Time -Limited): ما الجدول الزمني لتحقيق هذا الهدف؟ 

وفيما يلي بعض الأمثلة على أهداف العلاج:

المراهق الذي يشعر والداه بالقلق على صحته النفسية قد يكون غير متأكد من المشاركة في العلاج. لذلك يمكن أن يضع المعالج هدف بناء علاقة وخلق شعور الثقة معه.

الشخص الذي يجاهد ليشعر بالأمان عند مغادرة بيته قد يكون هدفه أن يزور صديقاً يعيش في البلدة المجاورة. 

قد يرغب زوجان في تطوير مهارات التواصل الصحي بينهما. 

قد يرغب شخص ما انخرط في سلوك إيذاء النفس في تعلم كيفية وقف أو معالجة المشاكل الكامنة التي تساهم في هذا السلوك. 

شخص لديه صدمة في الماضي قد يريد أن يكون أكثر قدرة على تحمل المثيرات أو تقليل ذكريات ما حدث له. 

الجدير بالذكر أنه لا يوجد هدف “صائب” عند دخولك العلاج، ويمكن لمعالجك أن يساعدك على تحديد الأهداف التي ستفيدك وتحسّن حياتك. 

متى يتم تحديث خطة العلاج؟

يقوم العديد من المعالجين بتحديث خطط العلاج للمرضى مرة كل ستة أشهر. وهذا يتيح الوقت الكافي أمام المريض لإحراز تقدم نحو تحقيق أهدافه وتكوين نظرة ثاقبة إزاء التغييرات التي يرغب في رؤيتها في حياته.

ومع ذلك، ليس عليك الانتظار، ويمكنك أنت والمعالج تحديث خطتك العلاجية في أوقات أخرى أيضاً. 

إذا شعرت بانتكاسة أو ساءت أعراضك، فقد يلزم أن تغير أهدافك وذلك لتتأمل كيف قد تبدلت حاجاتك، وإذا كنت تعاني حدثاً صادماً أو أزمة شخصية، فقد يتطلب ذلك المزيد من التركيز المباشر في علاجك أكثر من الأهداف السابقة. 

قد تلاحظ أيضاً أنك حققت واحداً أو أكثر من أهدافك العلاجية وترغب في التحدث إلى معالجك النفسي حول التركيز على مجال آخر من صحتك النفسية. وعلى نحو مماثل، إذا لاحظ معالجك أنك احرزت تقدماً كبيراً في أحد المجالات، قد يسألك إذا ما كنت مستعداً لتعديل خطتك العلاجية. 

إن خطط العلاج هي جزء مهم من العملية العلاجية؛ فهي تقود علاجك وتوجّهه، وتسمح لك ولمعالجك بالعمل معاً وتساعدتك على تحقيق أهدافك الصحية النفسية.

اقرأ أيضاً: العلاج الجسدي، أنواعه، تقنياته وما هي الحالات الممكن استخدامه فيها؟

المصدر: What Is a Treatment Plan in Therapy

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: