علاج المعالجة المعرفية، تقنياته، فوائده وفعاليته

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

علاج المعالجة المعرفية (Cognitive Processing Therapy) هو علاج معرفي سلوكي يركز على مساعدة الناس “العالقين” في أفكارهم المرتبطة بالصدمة. طورت هذا العلاج الدكتورة باتريشيا ريسيك (Patricia Resick) وغيرها من علماء النفس وذلك لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة.

يستند هذا العلاج إلى فكرة أن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تنبع من الصراع بين معتقدات ما قبل الصدمة إزاء الذات والعالم ومعلومات ما بعد الصدمة. على سبيل المثال، قد يعتقد الفرد قبل الصدمة أن العالم مكان آمن ولن يحدث شيء سيء له بينما يمكن أن تشير معلومات ما بعد الصدمة أن العالم خطير وغير آمن في الحقيقة.

تسمى هذه الصراعات ” نقاط عالقة” وتتم معالجتها عبر تقنيات متنوعة مثل الكتابة عن الحدث الصادم.

سيساعدك المعالج على تحديد ومعالجة النقاط العالقة والأفكار الخاطئة> مثل أنا شخص سيء أو استحق ما يحدث لي، وقد يساعدك المعالج على معالجة هذه الأخطاء أو النقاط العالقة عبر جعلك تجمع الأدلة حول هذه الأفكار وما يناقضها.

علاج المعالجة المعرفية مقابل العلاج بالتعرض

على غرار العلاج بالتعرض، يزود علاج المعالجة المعرفية (CPT) الأفراد بمعلومات عن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ويساعدهم على مواجهة الذكريات والأفكار المزعجة المرتبطة بالحدث الصادم. لكن، على عكس العلاج السلوكي المعرفي، لا يساعد العلاج بالتعرض الناس دائماً في معالجة أخطاء التفكير هذه.

في علاج المعالجة المعرفية، يساعد المعالج الفرد على مواجهة الأفكار والذكريات التي تبعث على الخوف والمرتبطة بالحدث الصادم. إضافةً إلى تعلم تصحيح الأفكار الإشكالية غير الواقعية وغير القابلة للتكيف التي يمكن أن تكون هي من تقود وتوجه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.

تقنيات علاج المعالجة المعرفية

يعد علاج المعالجة المعرفية نهجاً علاجية عالي التنظيم، إذ يتضمن 12 جلسة أسبوعية، مدة كل منها حوالي الساعة. يمكن أن تجري هذه الجلسات في بيئة جماعية أو بشكل فردي أو مجموعات وأفراد سوية، ويمكن أن تكون بشكل شخصي أو عبر الإنترنت. تقسم كل جلسة إلى مراحل منفصلة تتعامل مع عناصر مختلفة من العلاج.

التثقيف النفسي

سوف تتناول الجلسة الأولى من العلاج التثقيف النفسي حول اضطراب ما بعد الصدمة وعلاج المعالجة المعرفية، ومن المرجح أن يسأل المعالج عن الأعراض ويتحدث عن أهداف المريض من العلاج والطرق التي تؤثر الأفكار من خلالها على عواطفه وتجاربه اليومية.

فهم أفكار ومشاعر المريض

بعد ذلك، سوف يتعلم المريض أن يكون أكثر وعياً لأفكاره ومشاعره حول الصدمة وكيف يمكن أن يكون “عالقاً” في معتقداته التي تسبب له الأذى. وسوف يعمل مع المعالج لتحديد النقاط العالقة وتحليلها.  

 قد يطلب المعالج من المريض أن يكتب عن انطباعه بطريقة تستكشف أفكاره ومعتقداته حول الصدمة. إذ يتحدث عن سبب حدوث الصدمة (حسب اعتقاد المريض) والطرق التي أثرت من خلالها على حياته. لن يطلب كل المعالجين الذين يتبعون هذا النهج العلاجي كتابة انطباعات المريض، إلا أنهم سيطلبون منه التفكير بالصدمة وتأثيراتها.

إذا كان العلاج يجري على شكل مجموعة، لن يكون على المريض قراءة انطباعه بصوت مرتفع أمام الآخرين. إذ يمكن ان يشاركه مع المعالج بشكل فردي، أو أن يسأل إذا كان بإمكانه قراءته له فيما بعد أثناء العلاج. 

بالإضافة إلى الانطباع، قد يطلب المعالج من المريض أيضاً تدوين روايات وشهادات مفصلة عن التجربة الصادمة تتضمن ما يتذكره من تفاصيل حسية بالإضافة إلى مشاعره وأفكاره.

تعلم مهارات جديدة

في هذه المرحلة، سوف يتعلم المريض طريقة مساءلة وتحدي أفكاره ومشاعره واستكشاف كيف يفضل أن يفكر بالصدمة. ويتطرق المعالج إلى أنماط التفكير الشائعة التي يختبرها من يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة ويعلم المريض مهارات معرفية جديدة.

قد يطلب المعالج من المريض أن يبحث عن أدلة تؤيد أو تناقض معتقداته حول الصدمة. ومن المرجح أن يملأ ورقة عمل خلال هذه المرحلة من العلاج، سواء ضمن الجلسات العلاجية أو في المنزل.

 تغيير المعتقدات

أخيراً، سوف يتعلم المريض كيف أنه من الشائع أن تتغير أفكار الفرد ومعتقداته إزاء العالم حوله بعد الصدمة، وكيف يخلق توازنا بين طريقة رؤيته للعالم قبل الصدمة وبعدها.

سيركز المعالج على مساعدت المريض في خمسة مجالات في حياته حيث يواجه المصابون باضطراب ما بعد الصدمة مشاكل فيها بشكل شائع، وهي التقدير، الحميمية، القوة أو التحكم، السلامة والثقة.

قبل ختام العلاج، سوف يدون المريض ويكتب بياناً انطباعياً ويقارنه مع الانطباع الأول. يمكن أن يناقش المعالج والمريض الجوانب والمجالات التي قد تفرض مشكلات عليه وسيطوران سوية خطة لإدارة هذه الاحتمالات إذا حدثت.

بماذا يساعد علاج المعالجة المعرفية؟

يركز هذا العلاج على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة والأعراض المتعلقة بالصدمة مثل:

الغضب، القلق التشوهات المعرفية، الاكتئاب، الانفصال، الذنب، العجز، التأقلم مع المشكلات، الإجهاد النفسي واضطرابات النوم.

يمكن أن يكون علاج المعالجة المعرفية مفيداً للأشخاص الذين يعانون من الصدمة في مواقف متنوعة. مثل المحاربين القدماء، الناجون من العنف الجنسي، ومن سوء المعاملة في مرحلة الطفولة.

فوائد علاج المعالجة المعرفية

 يمكن أن يساعد هذا النهج العلاجي في تعلم كيفية تغيير الأفكار السلبية والضارة المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة والصدمة. من خلال معالجة النقاط العالقة، يمكن للمريض أن يحد من الأعراض وأن يتعلم طرقاً صحية أكثر للتأقلم معها.

أظهرت الأبحاث أن علاج المعالجة المعرفية يؤثر على الأفكار (المعارف) السلبية المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة. وهو قادر على تقليل هذه الأفكار حتى بعد العلاج، من خلال استهداف المعارف السلبية والتشجيع على أساليب جديدة للتفكير حول الصدمة. ويمكن أن يساعد المعالجون في هذا النوع من العلاج المرضى على تغيير طرق تفكيرهم كاملة.

قد يخلق هذا العلاج أيضاً تأثيرات إيجابية على الجوانب التي لم تُستهدف بشكل خاص خلال العلاج. على سبيل المثال، يمكن أن يعاني أولئك الذين يخضعون لهذا العلاج مشاعر أقل من الإحباط واليأس مقارنة مع من يتبعون أنواعاً علاجية أخرى. هذا صحيح حتى وإن لم يكن اليأس من الأمور التي يستهدفها العلاج بشكل خاص.

فعالية علاج المعالجة المعرفية

يعتبر علاج المعالجة المعرفية فعالاً في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، إذ تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يخضعون لهذا النوع من العلاج تنخفض عندهم الأعراض المرتبطة باضطراب ما بعد الصدمة وأن التأثيرات الإيجابية للعلاج يبدو أنها دائمة. 

تبين أيضاً أن علاج المعالجة المعرفية يقلل حدة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بما في ذلك الاكتئاب المرتبط بالصدمة؛ حتى عند مقارنته بأنواع أخرى من العلاج.

تبدو هذه التأثيرات الإيجابية واضحة في بيانات الانطباع المكتوبة من قبل المرضى. نظرت دراسة أجريت عام 2014 إلى البيانات المكتوبة في بداية ونهاية العلاج ووجدت أن المرضى أفادوا بتحوّل إلى وجهات نظر أكثر إيجابية حول الصدمة.

كما أكدت الدراسة إلى تحسُّن في القدرة على الثقة بالنفس والآخرين، مشاعر الأمان، مستويات السعادة، الحميمية والعلاقات، تقدير الذات، إحساس القوة الذاتية والقدرة على السيطرة على المحيط والبيئة و تحمل العواطف السلبية

أمور يجب أخذها في الاعتبار في علاج المعالجة المعرفية

يمكن أن يوصى بعلاج المعالجة المعرفية للأشخاص الذين يعانون حالات نفسية معينة. تحدث مع مقدم الرعاية الأولية أو أخصائي الصحية النفسية قبل البدء بهذا العلاج إذا كنت تعاني من واحد أو أكثر مما يلي:

بدء علاج المعالجة المعرفية

إذا كنت مهتماً بعلاج المعالجة المعرفية، ابحث عن مقدم علاج مُدرَّب في منطقتك> ويمكنك أيضاً تعلم المزيد حول هذا العلاج من خلال تصفح العديد من المواقع الموثوقة على الإنترنت.

حالما تشرع بالعلاج، سوف يشرح لك المعالج العملية وماذا تتوقع منها. يتضمن علاج المعالجة المعرفية عادة واجبات منزلية، ملخصات، فروضاً كتابية، لذا يجب أن تكون مستعداً للعمل داخل وخارج الجلسة.

نظراً لأن علاج المعالجة المعرفية ينطوي على التعرض للصدمة، سواء من خلال الكتابة عن الصدمة أو مناقشتها مع المعالج، فيمكن أن يشكل تجربة عاطفية. بإمكان المعالج توفير بيئة آمنة لك لمعالجة هذه العواطف بينما يساعدك في تعلم معالجة النقاط العالقة والمضي قدماً.

اقرأ أيضاً: العلاج الموجه بالبصيرة، تقنياته، فوائده وفعاليته

المصدر: ?What Is Cognitive Processing Therapy (CPT)

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: