قلق العودة إلى المدرسة، أعراضه، أسبابه ونصائح للتخلص منه

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

لا يعد قلق العودة إلى المدرسة أمراً نادراً على الإطلاق، لكن المهم هو كيف يمكن أن يساعد الأهل أطفالهم على تجاوزه. فما هي أسباب قلق المدرسة؟ وكيف يمكن المساعدة في التخلص منه؟

قد يتذكر معظم الأهالي معاناتهم من قلق العودة إلى المدرسة في طفولتهم. ربما كان السبب امتحاناً لم يحضّروا له جيداً أو خلافاً مع الأصدقاء سبب شعوراً بالقلق من مصادفتهم لهم في ساحة المدرسة. أياً كان السبب، فمن المحتمل أنك شعرت بتشنج في معدتك عند التفكير في الذهاب إلى المدرسة.

يعاني الأطفال اليوم الشيء ذاته، لكن بدرجة أعلى عن السابق. عموماً، يجب على الأطفال التعامل مع تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتغلغل إلى تفاعلاتهم الاجتماعية على أرض الواقع. إذ يواجهون توقعات أكاديمية متزايدة، ويحاربون التنمر الذي يتفاقم كل يوم.

ومع استمرار الشعور بآثار جائحة كورونا مع عودة الحياة الطبيعية ببطء، قد يعاني الكثيرون منهم من فقدان المهارات الاجتماعية والقلق إزاء العودة إلى المدرسة بعد سنة أو أكثر من التعلم عن بعد.

ليس مستغرباً أن تقديرات معدل انتشار القلق بين الأطفال من سن السادسة إلى السابعة عشرة قد ازدادت مع الوقت، من حوالي 5.5% عام 2003 إلى 7.1% عام 2016. 

وفقاً لمراكز التحكم بالأمراض، فإن 7.1% من الأطفال بين 3 و17 عاماً قد تم تشخيصهم بالقلق. تحول هذا القلق إلى رفض المـدرسة القائم على القلق لدى 2 إلى 5% منهم؛ وهذا أحد النتائج المحتملة لقلق المـدرسة غير المعالج.

بمعنى آخر، يعد القلق من المدرسة أمراً شائعاً جداً، لكن كيف يمكن أن يساعد الأهل أطفالهم على تجاوزه؟

ما هو قلق المدرسة (قلق العودة إلى المدرسة)؟

هناك بعض أنواع القلق التي يمكن أن يعاني منها الأطفال، وتترجم الكثير منها إلى قلق المدرسة؛ وتشمل:

  • قلق الانفصال (Separation anxiety): الخوف من الابتعاد عن المنزل أو شخصية التعلق المقربة، وكلاهما مطلوب عند الذهاب إلى المدرسة.
  • القلق الاجتماعي (Social anxiety): القلق الذي يصاحب التفاعلات والبيئات الاجتماعية التي قد تحدث في المدرسة.
  • القلق المعمم (Generalized anxiety): يمكن أن يؤثر اضطراب القلق المعمم على نواحي حياتية عدة بما في ذلك المدرسة.
  • اضطراب الوسواس القهري (Obsessive-compulsive disorder): يتميز اضطراب الوسواس القهري بالحاجة إلى الإفراط في الترتيب والطقوس وإلى المثالية. والتي يمكن أن يصعب الحفاظ عليها جميعاً في المـدرسة وقد تساهم في نشوء القلق الاجتماعي عند التلاميذ الذين يخافون من أن يكونوا محط استهزاء أو سخرية نتيجة عاداتهم التي يفرضها هذا الاضطراب.
  • الرهاب المحدد (Specific phobias): قد يرتبط الرهاب المحدد بأي شيء تقريباً، بدءاً من الأفاعي والمرتفعات وصولاً إلى أطعمة معينة والمدرسة.

قلق المدرسة بين الفئات العمرية المختلفة

يختلف قلق المدرسة باختلاف مجموعة التلميذ العمرية. بالنسبة لـ مرحلة ما قبل المدرسة، فقد يكون الخوف والقلق من المدرسة مرتبطاً أكثر بالابتعاد عن الأم، الأب أو مقدمي الرعاية الآخرين. ويؤدي ذلك إلى نوبات غضب عند الذهاب إلى المدرسة أو مشاكل في الاسترخاء بقية اليوم.

في المرحلة الابتدائية، يمكن أن يصبح قلق المدرسة مرتبطاً بأي من أنواع القلق المذكورة سابقاًً. نظراً لأن التلميذ في هذه المرحلة قد لا يكون قد طور مهارات اجتماعية ملائمة لعمره بعد ويشعر بالقلق من المدرسة نتيجة لذلك. فقد ينتابه الهمّ المفرط إزاء التوقعات الأكاديمية إلى درجة تجعله يمتنع عن الذهاب إلى المدرسة.

يبدأ التلاميذ في المرحلة المتوسطة من الدراسة بتطوير تراتبية أو هرمية اجتماعية يمكن أن تقود إلى ازدياد التنمر ومختلف المشكلات بين الأصدقاء، وكلها تساهم في نشوء قلـق المدرسـة.

في المرحلة الثانوية، قد يعاني التلاميذ من مشاكل في المنزل، مع الأصدقاء وفي العلاقات إضافة إلى المسؤوليات المتزايدة مثل العمل ومحاولة تحصيل درجات جيدة للدخول إلى الجامعة.

في جميع هذه المراحل العمرية، قد يؤدي قـلق المـدرسة إلى رفض المـدرسة والتهرب منها.

علامات القلق من المدرسة

وفقاً لمجموعة مؤيدي سلامة الأطفال النفسية (معهد عقل الطفل)، فإن قلـق المـدرسة يمكن أن يتظاهر بطرق عدة مثل:

  • صعوبة شديدة في الانتباه.
  • عدم القدرة على الثبات في المكان.
  • مستويات مرتفعة من التشبث بالأهل أو مقدمي الرعاية.
  • المرض (أو الشعور بالمرض) أحياناً كثيرة، والذي يمكن أن يكون نوعاً من الـ “تمارض”.
  • نوبات غضب أو مشاكل سلوكية أخرى.
  • تجنب التواصل البصري في المدرسة.
  • التجمد عن الحركة أو الهلع عند الإجابة عن سؤال في الصف.
  • الصراع مع العمل المدرسي / متطلبات التعلم ( قد يصاحب القلق أحياناً اضطرابات التعلم).
  • الإخفاق في حل الفروض المنزلية.
  • العزلة بدلاً من التفاعل الاجتماعي مع الأطفال الآخرين.

بالنسبة للأطفال الذين يستمر عندهم قلق المدرسة أو يزداد حدة، فقد تظهر أعراض جسدية لهذا القلق أيضاً مثل:

  • الغثيان.
  • فقدان الشهية.
  • مشاكل في النوم.
  • الصداع.

يمكن أن يساهم قلق المدرسة أيضاً في ظهور علامات الاكتئاب والعزلة عند التلاميذ الذين يعانون منه.

أسباب قلق المدرسة عند الأطفال

بعض الأطفال أكثر عرضة للقلق من غيرهم. هناك درجة مرتفعة نسبياً للعامل الوراثي (30% إلى 67%) في اضطراب القلق على سبيل المثال. لذا فإن الطفل الذي تعاني عائلته مع تاريخ من القلق قد يكون مهيأ وراثياً لذلك.

إضافة إلى ذلك، يكون الطفل الذي يعاني من أشكال القلق أكثر عرضة أيضاً إلى نشوء قلق المدرسة لديه. لكن في بعض الأوقات، يمكن أن تساهم ظروف مدرسية مختلفة في تفاقم خطر تطور هذا القلق، والتي تشمل:

  1. التنمر: قد يشعر الطفل الذي يتعرض إلى التنمر بالقلق من العودة إلى المكان الذي تعرض فيه للمضايقة.
  2. الصراعات الشخصية: الانتقال من مرحلة إلى أخرى في الصداقات والعلاقات والتي تتطور دائماً هو جزء من المرحلة الدراسية المتوسطة والثانوية على وجه الخصوص.

    لكن ذلك لا يجعل من هذه التحولات، التغيرات، الخلافات والانفصالات أمراً سهلاً على الإطلاق. بالنسبة لبعض الأطفال، فإن العلاقات بمختلف أشكالها وما تحمله من تداعيات قد تجعل من فكرة العودة إلى المدرسة مثيرة للقلق.
  3. الصعوبات الأكاديمية: بالنسبة للأطفال الذين يعانون من اضطرابات تعلم (خاصة تلك التي لم يتم تشخيصها.) فقد تمثل المدرسة مكاناً مثيراً للقلق الشديد مع معاناتهم للنجاح فيها. إضافة لذلك، فإنهم لا يفهمون بالضرورة لماذا يعد النجاح في المدرسة أمراً صعباً.
  4. حالات صحية نفسية أو عصبية أخرى: قد تجعل بعض الحالات الصحية مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، الاكتئاب واضطراب طيف التوحد من التلاؤم مع المدرسة والنجاح أكثر صعوبة، ما يمهد الطريق أمام قلق المدرسة.

كيفية المساعدة بالنسبة للأهل

يعد إدراك العلامات والمؤشرات الدالة على قلق المدرسة بالإضافة إلى معرفة أسباب قلق المدرسة؛ من أهم الأشياء التي يمكن أن يقوم بها ذوو الأطفال الذين يعانون منه.

إذا لاحظت أن طفلك قد يكون يواجه صراعاً في المدرسة، تحدث معه عن ذلك. فعندما يكون صريحاً معك ويفتح لك قلبه، يمكنكما سوياً التوصل إلى حل.

ربما يعني ذلك تطوير عادات يومية تساعد الطفل في الاستعداد بشكل أفضل للمدرسة كل صباح، إذ يمكن أن تتابع الفروض المنزلية معه، تتناولان الفطور على مائدة العائلة، أو تبتكر شعار أو أغنية تتردانها سوية في الطريق إلى المدرسة.

في الأسابيع التي تسبق المدرسة، يمكن أن تساعد طفلك على مواجهة قلق المدرسة عبر نقاش السيناريوهات المحتملة التي تثير قلقه وأفضل طريقة للتعامل مع هذه المواقف قبل التعرض لها.

بعد بدء المدرسة، قد تجد أنه من المفيد الحديث معه عندما يحتاج ذلك، ولا بأس من تناول وجبة خفيفة سوية بعد المدرسة بينما تتحدثان عن مجريات اليوم وكيف سارت الأمور.

إذا كنت غير قادر على مساعدة طفلك في تجاوز قلق المدرسة بمفردك، لا تتردد في طلب المساعدة، إذ قد يكون لدى إدارة المدرسة مصادر مساعدة متوفرة، ويمكن لأخصائي الصحة النفسية المؤهل مساعدة طفلك على تحديد السبب الجذري للقلق والبدء بالعمل سوية وتطوير الأدوات التي تساعده على تخطي القلق وتجاوزه.

كيفية المساعدة بالنسبة للمعلمين

يكون المعلمون والمربون أحياناً في مكان يجعلهم أكثر قدرة على إدراك علامات قلق المدرسة عند الطفل قبل أي شخص آخر، الأمر الذي يضعك (كمعلم أو مربّي) في موقع المسؤول عن إخبار ذوي هذا الطفل مبكراً ومناقشة الاستراتيجيات المحتملة التي تساعد الطفل في التأقلم مع القلق.

قد يكون دورك ببساطة هو أن تكون ملجأ الطفل الآمن عندما يكون بحاجة ماسة للمساعدة، إذ يمكن أن تخترع كلمة سر بينكما يقولها لك الطفل عندما يشعر بالقلق.

يرغب بعض المدرسين في أن يكون هناك مكان للـ ” الهدوء” في غرفة الأطفال الصغار يلجؤون إليه في حال كانوا يصارعون القلق والذي يمكن أن يكون ببساطة زاوية من الغرفة مجهزة بكرسي هزاز وبعض الكتب بحيث يحظى الطفل ببعض الدقائق بمفرده.

في حالة الأطفال الأكبر سناً والمراهقين، يمكن أن يساعد المدرسون بأن يمثّلوا البالغين الذين يثق بهم التلميذ ويتحدث معهم عما يشعر به. إذا لاحظت علامات القلق لديهم، دعهم يعلمون أنك هنا لأجلهم.

قد يشكل التعاطف واللطف نوعاً من التواصل. حاول أن ترفع من معنوياتهم قدر الإمكان ودعهم يعلمون أنك تهتم لأمرهم وموجود دائماً في حال احتاجوا المساعدة؛ هذا وحده قد يصنع فرقاً في الحياة.

خلاصة

يعد القلق عموماً، والقلق من المدرسة خصوصاً، أمراً شائعاً نسبياً عند الأطفال، وقد يثبت هذا الأمر أكثر في القادم من السنوات، إذ يتكيّف الأطفال مع روتين وجدول منتظم بعد أن اقتلع الوباء كل ما كان يعتبر معياراً في السابق.

المهم في الأمر أنك أنت وطفلك ليسا الوحيدان حتماً مع هذا القلق، فالمعالجون النفسيون، أطباء النفس والموجهون في المدرسة والكادر الإداري يمكنهم جميعاً أن يشكلوا مصادر مساعدة كبيرة في حال كنت تشعر بالهمّ لما يعانيه طفله. لا يجب أن يتعامل الطفل بمفرده مع القلق ولا يجب أن تقدم له المساعدة بمفردك أيضاً.

تتوفر المساعدة دائماً لأجلك، ويمكنك تقديم أمثلة لطفلك عن طبيعتها (وكيف يمكن أن يفعل ذات الشيء) بينما تقوم به أنت. 

اقرأ أيضاً: القلق عند الأطفال، الأعراض، الأنواع والعلاج

اقرأ أيضاً: اضطرابات التعلم (إعاقات التعلم)، ما هي وما أنواعها وتأثيراتها؟

اقرأ أيضاً: اضطراب قلق الانفصال عند الأطفال، أعراضه، تشخيصه وعلاجه

المصدر: How to Help When Your Child Is Anxious About Going Back to School

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: