مهارات التأقلم عند الأطفال، ونصائح للوالدين لتطوير المهارات الصحية عند الأطفال

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

بصفتنا أشخاصاً بالغين، يستهوينا وصف روعة ومحاسن الحياة عندما كنا أطفالاً ومدى سهولتها. فالفكرة هي أن الأطفال يتعاملون مع الكثير، لكنهم يُظهرون الأمر بشكل مختلف. أحد أهم الدروس التي يمكنك تعليمها لأطفالك هي مهارات التأقلم وكيفية التعامل مع مشاعرهم وعواطفهم.

إذ يمكن أن تشكل العادات الصحية التي بدأت مبكراً أساساً صلباً لبناء عادات صحية عند البلوغ. وتميل التجارب والابتلاءات إلى أن تصبح أكثر تعقيداً بمرور الوقت في النهاية.

من مهارات التأقلم عند الأطفال نذكر ما يلي.

مهارات التأقلم مع الصدمات

من أهم مهارات التأقلم عند الأطفال، إذ يشرح الخبراء أن الأطفال يتعاملون مع الصدمات بعدة طرق مختلفة. وفقاً للمعهد الوطني للصحة النفسية (NIMH)، فإن طريقة تعاملهم وتأقلمهم تعتمد على أعمارهم وفهمهم للوضع.

إذ قد يصاب بعض الأطفال بالقلق أو الخوف لدرجة الانعزال أو عدم الانخراط تماماً. وقد يتصرف البعض أو يعبّرون عن شعورهم بطرق جسدية أخرى، وقد آخرون في حالة تنبه مفرط أو حساسين لمحيطهم.

إليك بعض النصائح في هذه الحالة.

كن بمثابة مساحة آمنة لهم

دع أطفالك يبكون أو يُظهرون مشاعرهم دون خوف من إطلاق الأحكام عليهم. فقد يرغب بعضهم في رسم الصور أو التحدث عما حدث للتأقلم.

وقد يحتاج البعض الآخر إلى بعض الفهم الإضافي حول وقت النوم، مثل استخدام ضوء الليل أو النوم في غرفة مقدم الرعاية مؤقتاً.

اعطهم خيارات

قد يستجيب الأطفال في سن المدرسة جيداً لوجود خيارات، مثل اختيار ملابسهم أو طعامهم في وقت الوجبات. ويساعدهم الاختيار على الشعور بإحساس بالسيطرة عندما يكون حدث صادم ما قد أبعد هذا الشعور.

ضع اسماً لعواطفهم

قد يحتاج الأطفال إلى المساعدة في تحديد عواطفهم. تأكد من السماح لهم بالشعور بدلاً من الرفض أو محاولة إبعادها. على سبيل المثال، قول شيء مثل “كان ذلك مخيفاً، لكننا على الأقل نجونا”.

شجعهم على استخدام الكلمات للتعبير عن المشاعر

 قد يكون هذا من خلال الحديث أو حتى كتابة أفكارهم. فقد يساعدهم استخدام اللغة على فهم ما حدث وكيف يشعرون بشكل أفضل، ويمكن للكلمات أن تسمح للأطفال بتنظيم تفكيرهم ومعالجة الأحداث وعواطفهم على حد سواء.

الروتين هو المفتاح

تأكد من العمل بتنسيق فيما يخص الاستيقاظ والقيلولة وأوقات النوم. وينطبق الأمر نفسه على الوجبات والطقوس العائلية، مثل تناول الطعام معاً أو ممارسة الألعاب.

قد يستغرق طفلك وقتاً للانخراط بشكل طبيعي في الأنشطة اليومية. لذا تأكد من الاتصال بطبيب طفلك إذا عانى في الانخراط في روتين أو أظهر عدم الاهتمام بالأنشطة المفضلة بعد شهر أو أكثر من الحدث الصادم.

مهارات التأقلم مع القلق

أحد أهم مهارات التأقلم عند الأطفال، إذ يمكن لمعظم البالغين تحديد اللحظات أو المواقف التي شعروا فيها بالقلق أو عدم الارتياح. أما بالنسبة للأطفال، قد يكون الأمر أكثر صعوبة؛ فقد يظهر القلق عند الأطفال كأعراض، مثل آلام البطن أو صعوبة النوم.

أما بالنسبة إلى البعض الآخر، يمكن أن يظهر على شكل عادات مهدئة للذات، مثل قضم الأظافر أو مص الإبهام. وقد يشعر طفلك بالقلق بشأن المشاريع المدرسية أو الصداقات أو علاقات الأسرة أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي.

مهما كانت الحالة، فإن القلق – حتى بالنسبة للأطفال – هو جزء طبيعي من الحياة. ولكن لا يزال بإمكانك المساعدة!

إليك بعض النصائح في هذه الحالة.

التأقلم كعائلة

قد يكون من المفيد وضع خطة عائلية للتعامل مع الضغوطات. إذ يمكن للعائلة بأكملها التنزه معاً، أو الاسترخاء مع الموسيقى الهادئة والأضواء الخافتة قبل النوم، على سبيل المثال.

جرب تقنيات اليقظة مثل التنفس العميق

يمكن أن تساعد ممارسة التنفس العميق أو أفعال تهدئة الذات الأطفال على تركيز أفكارهم وصرف انتباههم عما يسبب القلق كما أنها تخفض ضغط الدم على الفور تقريباً.

اجعل أطفالك يحبسون أنفاسهم حتى عدد أربعة ومن ثم الزفير لنفس المدة. كرر العملية حسب الحاجة.

المساعدة في الاكتشاف

 إذا لاحظت أن طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة يسترخي عندما يلعب بالمكعبات، شجعه على القيام بذلك عندما يكون متوتراً.

فعندما يكبر طفلك، قد يبدأ في تحديد الأنشطة التي تساعده على الهدوء أو التعامل مع عواطفه. اجعله يدوّن هذه الأشياء ويطور مجموعة طرق من نوع ما عندما تغدو الأمور صعبة.

إذا واجه موقفاً يبدو فيه أنه عالق، فساعده على العودة إلى هذه الأنشطة ومهارات التأقلم.

اعصف ذهنك وضع قائمة بالعادات المهدئة

قد يكون لدى المراهقين بالفعل بعض العادات التي تساعدهم على الهدوء، وقد يحتاجون فقط إلى المساعدة في فهم أن هذه العادات يمكن أن تساعدهم عندما يكونون قلقين.

على سبيل المثال، قد يستفيد البعض من النشاط البدني المنتظم، مثل ممارسة رياضة الجري أو لعب كرة السلة مع صديق.

أما بالنسبة إلى الآخرين، قد توفر كتابة اليوميات أو الرسم بعض الراحة لهم. جرب أن تبحث عن قائمة بهذه الأنشطة المهدئة مع ابنك المراهق حتى يتمكن من الرجوع إليها عندما يشعر بالتوتر.

 مهارات التأقلم مع الاكتئاب

من أهم مهارات التأقلم عند الأطفال والتي يجب العمل على تطويرها.

يميل معدل الاكتئاب لدى الأطفال إلى الزيادة مع تقدم العمر. في حين أنه لا يتم تشخيص الكثير من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 5 سنوات في الولايات المتحدة بالاكتئاب، إلا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 11 عاماً يعانون من معدل اكتئاب بنسبة 2 بالمئة تقريباً.

وبالنسبة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عاماً، يرتفع هذا المعدل إلى 6 بالمئة. مهارات التأقلم مهمة هنا، وكذلك التشخيص المبكر لتوفير المساعدة والعلاج للأطفال الذين يحتاجون إلى النمو، ويعد الانتحار أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 عاماً.

إليك بعض النصائح في هذه الحالة.

تعرف على علامات الاكتئاب

قد يُظهر الأطفال الصغار الاكتئاب من خلال علامات الجسم، مثل آلام البطن و تغيرات الشهية وتقلبات النوم وقلق الانفصال، وقد يُظهر المراهقون الاكتئاب من خلال تقلبات مزاجية شديدة، وقلة الاهتمام أو اللامبالاة، مشاكل في المدرسة وتدني تقدير الذات.

نظراً لأن معدلات الاكتئاب أعلى بين المراهقين، فمن المهم أن تتعرف على العلامات حتى تتمكن من السيطرة على الاكتئاب مبكراً قبل أن يتفاقم.

انصت لهم

بغض النظر عن عمر طفلك، شجعه على التحدث عن مشاعره معك أو مع شخص بالغ موثوق به، وتأكد من الإصغاء له حقاً وإعطائه قيمة لمشاكله.

بعبارة أخرى، لا تقلل من شأن ما يشعر به من الداخل، بغض النظر عن مدى سخافة ذلك بالنسبة لك.

ضع نموذج نمط حياة صحياً

شجع أيضاً على اتباع روتين صحي للأكل الجيد وممارسة الرياضة بانتظام والنوم الكافي. فبالنسبة إلى المراهقين (كافية) تعني 9 إلى 12 ساعة كل ليلة.

يمكن للأطفال الأصغر سناً الاستفادة من اتباع خطتك لأسلوب حياة صحي، وقد يحتاج الأطفال الأكبر سناً إلى تذكيرات مستمرة للاعتناء بأنفسهم، ولكن الصحة البدنية والصحة النفسية مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً.

اطلب المساعدة الطبية

مرة أخرى، مهارات التأقلم ثانوية إلى حد ما بعد المساعدة الطبية. فالتشخيص والعلاج، مع العلاج بالكلام و/أو الأدوية، مهمان لأنه عندما لا يتم علاج الاكتئاب، قد تحدث نوبات أكثر حدة في المستقبل، كما يزيد الاكتئاب غير المعالج من خطر الانتحار لكل من الأطفال والمراهقين.

 مهارات التأقلم مع الغضب

يغضب الجميع من وقت لآخر، إذ يمكن أن تحتدّ بشكل خاص عندما يشعر طفلك البالغ من العمر عامين بالغضب للمرة الخامسة في اليوم.

المهم أن نفهم أن الغضب قد يخفي عاطفة أخرى، وقد يكون الأطفال حانقين أو غاضبين إذا كانوا مكتئبين، قلقين أو يشعرون بطريقة أخرى بعدم الرضى.

توضّح خبيرة التربية الدكتورة لورا ماركهام (Laura Markham)، في مدونة (Aha) الشهيرة للأبوة والأمومة، أن الأطفال “ليس لديهم قشرة مخية أمامية متطورة بالكامل لمساعدتهم على التنظيم الذاتي، لذلك هم أكثر عرضة للهجوم عندما يكونون غاضبين”.

إليك بعض النصائح في هذه الحالة.

نموذج السلوك الجيد والتواصل

يقوم الأطفال الأصغر سناً بنمذجة سلوكياتهم ومهاراتهم في التأقلم بعد تعاملهم مع مقدمي الرعاية الخاصين بهم، ويحتاجون أيضاً إلى بعض المساعدة الإضافية في تخصيص الكلمات المناسبة للمشاعر الكبيرة جداً التي تعتريهم.

لذا حاول أن تحافظ على رباطة جأشك، وأن تجاري مستواهم العقلي وتقول ” أرى أنك غاضب جداً! هل يمكنك أن تخبرني ما الخطب دون صراخ ؟”

استخدم ما يفضلونه من كتب أو شخصيات تلفزيونية

 في برنامج الرسوم المتحركة  الشهير (Daniel Tiger’s Neighborhood)، يغني (دانيال) أغنية استراتيجية الغضب التي تقول:” عندما تشعر بالإحباط، تراجع خطوة إلى الوراء واطلب المساعدة “.

اجعل من التغييرات أمراً مفيداً

قد يكون الأطفال من عمر المدرسة قادرين على إحداث تغييرات في الشيء الذي جهلهم يغضبون.

على سبيل المثال، إذا كان طفلك غاضباً لأن أخته تدمر له دائماً مجسمات الليغو التي صنعها، فمن الممكن أن تساعده على تذكر أن يبقيها بعيداً عن متناول اليد.

علّم المراهقين التركيز على ما يمكنهم التحكم فيه

 يتعامل المراهقون مع العديد من المواقف التي قد ينتج عنها الغضب كعاطفة ثانوية، ويمكن أن يسبب إجهاد العمل المدرسي أو العلاقات بين الأقران انفعالاً.

فقد يكون لدى بعض المراهقين توقعات غير واقعية عن أنفسهم. شجع ابنك المراهق على التحدث إليك حول ما يحدث في حياته وأظهر له أنك مساحته الآمنة ليشاركك ما يختلج صدره.

قد تشمل مهارات التأقلم أشياء مثل العمل على قبول الذات وإيجاد أنشطة صحية تحرر مشاعر الغضب، مثل استرخاء العضلات التدريجي أو اليوغا.

مهارات التأقلم مع خيبة الأمل (الإحباط)

ما يخيب آمال الأطفال يتغير على مر السنين، لكن المشاعر متشابهة بغض النظر عن العمر. فبالنسبة إلى الأطفال الصغار، قد يكون من المخيب للآمال للغاية إلغاء موعد اللعب.

وعندما يكبرون قليلاً، قد تأتي خيبة الأمل الكبيرة من عدم الفوز بلعبة بيسبول أو الحصول على درجة ممتاز في الاختبار.

قد تكون خيبة الأمل كبرى عند المراهقين الأكبر سناً عندما لا يتمكنون من الالتحاق بالكلية التي يختارونها أو ربما عدم حضور حفلة راقصة مع أصدقائهم.

إليك بعض النصائح في هذه الحالة.

ركز على التعاطف مع جميع الفئات العمرية

الفكرة هي أن هناك الكثير من الفرص التي تنبع من خيبات الأمل في الحياة. في حين أنه قد يكون من السهل إخبار طفلك أنه يحتاج فقط إلى التغلب عليها، إلا أن تجاهل المشاعر لن يساعده في التعامل مع العديد من خيبات الأمل المقبلة.

ساعد أطفالك في التعرف على مشاعرهم

قد تتسبب خيبة الأمل في حدوث نوبات غضب لبعض الأطفال، وبالنسبة للآخرين، قد يحزنون أو ينسحبون. فقد لا يفهم طفلك سبب شعوره بما يعتريه الآن.

لذا فإن وظيفتك هي المساعدة في توجيه فهمه، قد تقول شيئاً مثل: “أرى أنك تشعر بالضيق – هذا مفهوم” أو “أعلم أنك كنت متحمساً لهذا الشيء [أي كان]، فهل تريد التحدث عن ذلك ؟”

علمه على فكرة تأخر إشباع الرغبة

ينتقل العالم من شيء إلى آخر إلى حد كبير، وليس لدى الأطفال الكثير من الصبر أو القدرة على التوقف عندما لا تسير الأمور بسلاسة.

قد يساعدهم وجود أطفال أصغر سناً يعملون بوتيرة روتينية مع تحديد الأهداف على تعلم أن الأشياء الجيدة تستغرق وقتاً، وتكون النكسات أحياناً جزءاً من تعلم أشياء جديدة.

قاوم الرغبة في أن تصبح المصلِح لطفلك

مرة أخرى، ينطبق هذا على جميع الفئات العمرية، ويكون أكثر تمكيناً إذا كان بإمكانك تعليم طفلك أو ابنك المراهق بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد فعند التعرض لخيبات الأمل في المستقبل.

ضع في اعتبارك أيضاً تقديم سيناريوهات مختلفة، التفكير ملياً بخيبات الأمل المحتملة والحلول الممكنة، وقد تتحدث أيضاً عن تحويل تلك الخيبات إلى فرص.

 استراتيجيات التأقلم الصحية

لماذا تعد مهارات التأقلم مهمة جداً؟ حسناً، مهارات التأقلم هي الأدوات التي يستخدمها الناس لتجاوز المواقف الصعبة، إذ يمكن أن تساعد بعض مهارات التأقلم الناس على تجنب المواقف تماماً، ويعمل بعضها الآخر على تقليل الألم أو العواطف الناجمة عن تلك المواقف.

كما يمكنك أن تتخيل أن هناك طرقاً صحية وغير صحية للتأقلم. فمن ناحية الطرق الصحية، هناك نوعان رئيسيان، وكلاهما يمكن أن يكون مفيداً للأطفال عند خوضهم للعديد من مواقف الحياة.

1ـ مهارات التأقلم التي تركز على العاطفة 

هي مهارات يمارسها الناس لتظيم العواطف السلبية لديهم تجاه الضغوطات المختلفة. قد تشمل أشياء مثل كتابة اليوميات، التأمل، التفكير الإيجابي، إعادة صياغة المواقف، التحدث والعلاج.

بعبارة أخرى، تتمحور مهارات التأقلم التي تركز على العاطفة حول الأشياء التي يمكن للشخص القيام بها للتعامل مع العواطف المحيطة بالموقف بدلاً من تغيير الموقف بحد ذاته، وعادة ما يكون هذا النوع من التأقلم هو الخيار الأفضل عندما لا يمكن فعل أي شيء للسيطرة على الموقف القائم.

2ـ مهارات التأقلم التي تركز على المشكلات 

هي مهارات يقوم بها الناس للتعامل مع عامل ضغط وجهاً لوجه، وقد تشمل أفعالاً مثل حلول العصف الذهني للمشاكل الشائعة (مثل دراسة المزيد للاختبار) أو مواجهة /معالجة الأشخاص أو المواقف التي تخلق ضغوطاً مباشرة (مثل مقاطعة المتنمر).

عادة ما يكون هذا النوع من التأقلم هو الخيار الأفضل عندما يكون الوضع تحت سيطرة الشخص. 

تطوير مهارات التأقلم الصحية له بعض المزايا الكبيرة للأطفال، إذ أظهرت دراسة واحدة على الأقل أن الأطفال الصغار ـ عمر الحضانة – الذين لديهم مهارات اجتماعية عاطفية قوية حملوا هذه المهارات إلى مرحلة البلوغ.

واستنتج الباحثون أن تطوير التأقلم الصحي يحمل “تأثيراً في مجالات متعددة وبالتالي لديه إمكانية التأثير بشكل إيجابي على الأفراد وكذلك الصحة العامة للمجتمع بشكل كبير.”

استراتيجيات المواجهة غير الصحية

التأقلم القائم على التجنب هو مثال على مهارات التأقلم غير الصحية، إذ يختار الناس تجاهل الموقف أو عدم معالجته خلال حدوثه. وبدلاً من ذلك، يوجهون انتباههم إلى مكان آخر، أحياناً من خلال تعاطي الكحول أو المخدرات أو العزلة أو قمع المشاعر.

لا تقتصر نتائج التجنّب غير الصحي فقط على العادات غير الصحية، وإنما يمكن أن يخلق أيضاً ضرراً نفسياً طويل الأمد.

إذ تربط دراسة أجريت عام 2005 بين التأقلم القائم على التجنّب وزيادة التوتر ونوبات الاكتئاب. وقد تم الربط بين التجنب والتوتر أو زيادة الضغوط والاكتئاب عند الأشخاص بعد 4 سنوات من الدراسة، وكانت هذه التأثيرات لا تزال موجودة بعد 6 سنوات إضافية.

عند الأطفال، قد يصعّب بدء الحياة مع التجنب التبديل والانتقال إلى النماذج الصحية لاحقاً، لذا أعد توجيه طفلك عندما تلاحظ أشياء مثل قضاء الوقت الطويل على الشاشة أو الإفراط في تناول الطعام أو أشكال أخرى من التجنب.

 إذا لاحظت ذلك، فافهم أن طفلك لا يفعل ذلك عن قصد ولكنه يبذل قصارى جهده للتعامل مع ما يشعر به. حاول إعادة توجيهه نحو عادات أكثر صحة مثل التنفس العميق، اتباع نظام غذائي متوازن، الحديث عن المشاعر أو كتابة اليوميات.

 خلاصة

في النهاية، تبدأ الطريقة التي يتعلم بها طفلك التعامل مع الحياة من عندك. قد يبدو هذا وكأنه يرمي الكثير من المسؤولية على عاتقك. لا تقلق، خذ نفساً عميقاً!

قد تجد أنه من المفيد اختبار طرقك الخاصة في التأقلم لمعرفة أين يمكنك مساعدة نفسك، وبالتالي عون طفلك على تطوير عادات صحية مدى الحياة. هناك مواقف معينة قد تواجهها قد لا فيها تكون مهارات التأقلم الشخصية كافية.

لا تتردد في الاتصال بطبيب الأطفال الخاص بطفلك للحصول على المساعدة، خاصة إذا كنت قلقاً بشأن إيذائه لنفسه. الأهم من ذلك كله، ألا تقلق من ارتكاب الخطأ أحياناً.

عبّر عن اهتمامك، وأخبر طفلك أنك موجود دائماً، واستمرّا في المضيّ قدماً معاً.

اقرأ أيضاً: التطور الاجتماعي العاطفي عند الأطفال، ما هو وكيف يمكن تعزيزه؟

اقرأ أيضاً: كيف تساعد الأطفال أو البالغين على التأقلم بعد الكارثة؟

اقرأ أيضاً: الكذب عند الأطفال، أسبابه وكيفية التعامل معه

المصدر: Coping Skills for Kids

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: