عشر عالمات نساء ساهمن في تغيير علم النفس

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي

لطالما أكد علم النفس على مساهمات علماء النفس الذكور أمثال سيغموند فرويد، بي إف سكنر، جون بي واتسون وغيرهم من المفكرين. إلا أن هناك نساء أساسيات ساهمن في تغيير علم النفس لكن لم يتم تسليط الضوء عليهن بشكلٍ كافٍ.

للأسف، تم تجاهل المساهمات المهمة لعلماء النفس من الإناث في كتب علـم النفس المدرسية أحياناً. لكن، كانت هناك العديد منهنّ ممن ساهمن بشكل جوهري في حقل علـم النفس وساعدن على تطويره 

أين هي جميع النساء في تاريخ علم النفس؟

عند دراسة بدايات تاريخ علـم النفس، ربما تجد نفسك تتساءل فيما إذا كان علماء النفس الأوائل جميعهم ذكور.

على الرغم من أن هيمنة المفكرين الذكور على قوائم الرواد المهمين في بدايات علـم النفـس يجعل من هذا الأمر يبدو كذلك بالتأكيد. فإن الحقيقة هي أن هناك نساء أساسيات ساهمن في علـم النفـس منذ أيامه الأولى.

إذ تشير التقديرات إلى  أن 12% تقريباً من علماء النفس في الولايات المتحدة الأمريكية أوائل التسعينيات كانوا نساء.

لكن، واجهت العديد من هؤلاء النسوة الرائدات في علم النفس تمييزاً وعقبات وصعوبات كبيرة؛ إذ لم يُسمح للكثير منهنّ الدراسة مع الرجال. ولم يحصلن على الدرجات التي استحقوها، أو وجدن مشقة في تأمين منصب أكاديمي يتيح لهنّ فرصة البحث والنشر.

قدمت النساء الكثير من المساهمات المهمة والرائدة في حقل علـم النفس، بالرغم من تعرضهن للتمييز الشديد أحياناً لكونهنّ إناثاً.

تستحق هؤلاء النساء أن يعترف العالم بأعمالهم الرائدة. فيما يلي بعض منهنّ ممن ساعدن في تكوين علم النفس.

آنا فرويد (Anna Freud) أحد النساء الأساسيات المساهمات في علم النفس

عندما يسمع معظم الناس كلمة فرويد، فإن أول اسم يتبادر إلى أذهانهم هو سيغموند. لكن، الابنة ومحللة النفس المشهورة آنا فرويد كانت عالـمة نفس مشهورة ومؤثرة بصفتها الشخصية.

لم تتوسع آنا بأفكار والدها فحسب، بل ساعدت أيضاً في تطور مجال العلاج النفسي للأطفال وكان لها تأثير على مفكرين آخرين مثل إيريك إيركسون. ومن بين إنجازاتها الكثيرة طرح مفهوم آليات الدفاع (Defense Mechanism) وتوسيع دائرة الاهتمام بمجال علـم نفس الأطفال.

الإنجازات الكبرى: توسعت في مجال علـم نفس الأطفال وطورت مفهوم آليات الدفاع.

ماري وايتون كالكنز  (Mary Whiton Calkins)

درست ماري وايتون كالكنز في جامعة هارفرد، على الرغم من أنها لم تحصل على الموافقة للقبول الرسمي فيها.

وكانت دراستها إلى جانب بعض أكثر المفكرين شهرة ذلك الوقت، بما فيهم ويليام جيمس و هوغو مونستيربرغ، وأتمت كل الإجراءات المطلوبة لشهادة الدكتوراه. على الرغم من ذلك، رفضت جامعة هارفرد منحها الدرجة بحجة أنها امرأة.

على أية حال، استمرت كالكنز لتصبح أول امرأة تترأس جمعية علـم النفس الأمريكية. خلال مسيرتها المهنية، كتبت ما يزيد عن مئات الأوراق البحثية المهنية والتي تتناول مواضيع نفسية عدة. وطورت تقنية الربط المزدوج (paired-association technique) وأصبحت معروفة بعملها في مجال علـم نفس الذات.

بينما رفضت جامعة هارفرد منحها الدرجة التي حصلت عليها بجدارة، فإن ذلك لم يمنع كالكنز من أن تصبح عالمة نفس مؤثرة.

الإنجازات الكبرى: أول امرأة تتسلم منصب رئيس جمعية علـم النفس الأمريكية، كما طورت تقنية الربط المزدوج (الثنائي)

ماري آينسوورث (Mary Ainsworth)

كانت ماري آينسوورث عالمة نفس تنموي مهمة. أظهرت أعمالها أهمية أنماط التعلق الصحية في مرحلة الطفولة، وكانت رائدة في استخدام التقنية المعروفة بـ تقييم “الموقف الغريب“.

في أبحاثها التي تناولت تعلق وارتباط الأم والطفل وتفاعلهما، كانت آينسوورث تحضر أمّاً وطفلها وتضعهما في غرفة غير مألوفة. ثم يقوم الباحثون بعدها بمراقبة ردود فعل الطفل إزاء مواقف متنوعة، بما فيها دخول شخص غريب إلى الغرفة، تركه وحيداً برفقة هذا الشخص، وعودة الأم إلى الغرفة.

كان لعمل آينسوورث الرائد الأثر الكبير في فهم أنماط التعلق وكيف تساهم في السلوك لاحقاً خلال الحياة.

الإنجازات الكبرى: ساهمت في فهم أنماط التعلق.

ليتا ستيتر هولينغوورث (Leta Stetter Hollingworth)

كانت ليتا سيتير هولينغوورث من أوائل رواد علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية. درست إلى جانب إدوارد ثورندايك وصنعت اسماً لنفسها نتيجة أبحاثها في الذكاء والأطفال الموهوبين.

كانت أبحاثها التي تناولت علـم نفس النساء مساهمة أخرى مهمة في مجال علـم النفس. فقد كان الاعتقاد السائد في ذلك الوقت يقول بأن النساء أدنى من الرجال على المستوى الفكري وبأنهن لا يصلُحن لشيء تقريباً عندما يكنّ في مرحلة الحيض. 

تحدت هولينغوورث هذه الافتراضات، وأظهرت أبحاثها أن النساء على درجة واحدة من الذكاء والقدرة مع الرجال في أي وقت من الشهر.

ربما تكون إنجازاتها الكثيرة بارزة بشكل أكبر نظراً لحقيقة أنها لم تواجه عقبات شديدة ناجمة عن التمييز القائم على النوع الاجماعي فحسب، بل لأنها توفيت في عمر الـ 53 . على الرغم من حياتها القصيرة، إلى أن تأثيرها وإسهاماتها في مجال عـلم النفس كانت مثيرة للإعجاب.

الإنجازات الكبرى: أثبتت أن النساء سواسية من خلال أبحاثها في علـم نفس النساء.

كارن هورني (Karen Horney) أحد النساء الأساسيات المساهمات في علم النفس

كانت كارن هورني عالمة نفس تتبع الفرويدية الجديدة، وعرفت بتأثيرها على علم النفس النسوي.

عندما اشتهر ما طرحه سيغموند فرويد عن أن النساء يعانين من ” حسد العضو الذكري/ القضيب” (penis envy)، واجهت كورني ذلك بطرح أن الرجال يعانون من “حسد الرحم” (womb envy)، وأن كل أفعالهم مدفوعة بالحاجة إلى التعويض المفرط عن حقيقة أنهم غير قادرين على الحمل.

ساعد تفنيدها الصارخ لأفكار فرويد على جذب الانتباه بشكل أكبر إلى سيكولوجية المرأة. 

كانت نظريتها عن الحاجات العصبية واعتقادها أن الناس قادرون على لعب دور شخصي في صحتهم النفسية الخاصة من بين إسهاماتها العديدة في حقل علـم النفس.

الإنجازات الكبرى: طورت نظرية الحاجات العصبية (neurotic needs)، كما طورت مفهوم ” حسد الرحم” وساهمت في طرح فكرة أن الأشخاص بإمكانهم التأثير على صحتهم النفسية الخاصة.

ميلاني كلاين (Melanie Klein)

يعد العلاج باللعب تقنية شائعة الاستخدام في مساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم بطريقة طبيعية ومفيدة. كان لعالمة النفس ميلاني كلاين دور محوري في تطوير هذه التقنية المستخدمة على نطاق واسع اليوم.

خلال عملها مع الأطفال، لاحظت أنهم يستخدمون اللعب أحياناً كواحد من وسائلهم الأولية في التواصل. نظراً لأن الأطفال غير قادرين على اتباع بعض التقنيات الأكثر شيوعاً التي طرحها فرويد مثل الارتباط الحر، بدأت كلاين باستخدام العلاج باللعب كطريقة لتقصي ما يدور في اللاوعي عند الأطفال من مشاعر، مخاوف وتجارب.

تعارض عمل كلاين بشكل كبير مع آنا فرويد، والتي اعتقدت أنه لا يمكن إجراء تحليل نفسي للأطفال الصغار. اقترحت كلاين أن تحليل أفعال الأطفال أثناء اللعب يتيح أمام المعالج فرصة استكشاف الطريقة التي تؤثر من خلالها أشكال القلق المختلفة على تطور الأنا والأنا العليا.

يعتبر التحليل النفسي التابع لـ كلاين اليوم أحد أهم مدارس الفكر في حقل التحليل النفسي.

الإنجازات الكبرى: قدمت مساهمات عظيمة في مجال العلاج باللعب (play therapy)، واكتشفت أن الأطفال يتواصلون من خلال اللعب.

 مامي فيبس كلارك (Mamie Phipps Clark) أحد النساء الأساسيات المساهمات في علم النفس

لسوء الحظ، لم يتم ذكر اسم مامي فيبس كلارك في الكتب إلا قليلاً بالرغم من أنها قدمت مساهمات عدة كبيرة في علم النفس. بما في ذلك تطوير اختبار لعبة كلارك، أبحاثها في العرق، ودورها في قضية براون ضد مجلس إدارة التعليم المشهورة عام 1954.

كانت كلارك أول امرأة ذات بشرة سوداء تنال شهادة من جامعة كولومبيا. على الرغم من التمييز الشديد ضدها والقائم على العرق والجنس على حد سواء، إلا أن كلارك مضت قدماً لتصبح عالمـة نفس مؤثرة.

ساعدت أبحاثها التي تناولت الهوية العرقية وتقدير الذات في تمهيد الطريق أمام الأبحاث المستقبلية التي تتناول مفهوم الذات عند الأقليات.

الإنجازات كبرى: أول امرأة ذات بشرة سوداء حصلت على شهادة من جامعة كولومبيا. كما قدمت أبحاثاً في تأثير العرق على الأطفال ذوي البشرة السوداء من خلال تجربة “اختبار اللعبة” الشهيرة.

كريستين لاد-فرانكلين (Christine Ladd-Franklin) أحد النساء الأساسيات المساهمات في علم النفس

بدأ دور كريستين لاد – فرانكلين كامرأة قائدة في علم النفس في وقت مبكر من حياتها. نظراً لكون والدتها وخالتها من المناصرين لحقوق النساء.

لم يساعدها هذا التأثير المبكر على النجاح في مجالها فحسب، بالرغم من المعارضة الكبيرة لها، بل ألهمها أيضاً في عملها لاحقاً في الدفاع عن حقوق المرأة في الأوساط الأكاديمية.

كانت لها اهتمامات متنوعة بما فيها علـم النفس، المنطق، الرياضيات، الفيزياء وعلم الفلك. تحدّت أحد رواد علم النفس الذكور ذلك الوقت، إدوارد تيتشنر، بسبب عدم السماح للنساء بالدخول في مجموعته للتجريبيين، وطورت نظرية مؤثرة عن رؤية الألوان.

درست في جامعة جون هوبكنز وأتمت أطروحة تحت عنوان”علم جبر المنطق” لكن، لم تسمح الجامعة للنساء بالحصول على الدكتوراه في ذلك الوقت. استمرت في دراسة رؤية الألوان في ألمانيا برفقة هيرمان فون هيلمولتز و آرثر كونيغ.

وعارضت نظرية هيلمولتز في رؤية الألوان وطورت نظريتها الخاصة في نهاية المطاف. أخيراً، عام 1926، وبعد ما يقارب الـ 44 عاماً من إتمام أطروحتها، كرمتها جامعة جون هوبكنز ومنحتها درجة الدكتوراه التي استحقتها بجدارة وعن حق.

اليوم، لا تزال أعمالها في علـم النفس وتأثيرها كامرأة رائدة في مجال يهيمن عليه الرجال تُذكّر بها.

الإنجازات الكبرى: دافعت عن حقوق المرأة في الأوساط الأكاديمية، وطورت نظرية رؤية الألوان (color vision).

 مارغريت فلوي واشبيرن (Margaret Floy Washburn)

كانت مارغريت واشبيرن أول امرأة تحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس. أجرت دراساتها في مرحلة التخرج إلى جانب إدوارد بي تيتشنر وكانت أولى طلابه المتخرجين. 

كما الكثير من النساء في هذه القائمة المذكورة، قامت أعمالها في علـم النفس خلال وقت حرمت فيه المرأة من تولي المناصب في الأوساط الأكاديمية استناداً إلى النوع الاجتماعي. بالرغم من ذلك، أصبحت باحثة، كاتبة ومحاضرة على قدر كبير من الاحترام.

كانت اهتماماتها البحثية الرئيسية في مجالات القدرة المعرفية والعمليات الفيزيولوجية الأساسية للحيوانات. كان لها تأثير قوي على علـم النفس المقارن وطورت النظرية الحركية للقدرة المعرفية والتي تقترح أن حركات الجسم لها تأثير على التفكير.

الإنجازات الكبرى: أول امرأة تحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس، كما قطعت أشواطاً كبيرة في حقل القدرة المعرفية للحيوانات والنظرية الحركية.

إليانور ماكوبي (Eleanor Maccoby)

يعد اسم إليانور ماكوبي مألوفاً لأي شخص درس علم النفس النمائي. إذ لعبت أعمالها الرائدة في سيكولوجية الاختلافات بين الجنسين دوراً كبيراً في فهمنا الحالي لأشياء مثل التنشئة الاجتماعية، التأثيرات البيولوجية على الاختلافات بين الجنسين، والأدوار الجندرية.

كانت أول امرأة تترأس قسم علـم النفس في جامعة ستانفورد وأول امرأة تلقي محاضرة فيها وهي ترتدي بدلة رسمية، حسب وصفها. تولت منصب بروفيسور فخري في نفس الجامعة وحصلت على جوائز عدة نظراً لأعمالها الرائدة. سميت جائزة كتاب ماكوبي بهذا الاسم تكريماً لها.

الإنجازات الكبرى: أول امرأة تتولى رئاسة قسم علم النفس في جامعة ستانفورد، وأثرت على كيفية رؤية الناس للأدوار الجندرية وسيكولوجية الجنسين.

خلاصة

كما ترى، قدمت العديد من النساء إسهامات مهمة في التطور المبكر لعلم النفس كعلم. في حين كانت تعتبر النساء أقلية في علم النفس، فقد انقلبت الموازين بشكل جذري.

وفقاً لتقرير عام 2017، تشكل النساء أكثر من نصف أعضاء الجمعية الأمريكية لعلم النفس، وأن 75% من الطلاب المتخرجين من قسم علم النفس هم نساء. 

اقرأ أيضاً: عشرة من كبار العلماء المؤثرين في مجال علم النفس

اقرأ أيضاً: المجالات التسع الرئيسية في علم النفس الاجتماعي

اقـرأ أيـضاً: علم النفس الشرعي السريري، تعريفه والمجالات التي يختص بها

المصدر: Women Who Helped Change Psychology

تدقيق: هبة مسعود

تحرير: جعفر ملحم

خدماتنا النفسية والإرشادية
Clear Filters
استشارة مجانية للسوريين
الاستشارة النفسية الطبية
العلاج النفسي
الإرشاد التربوي
الإرشاد الاجتماعي
الإرشاد النفسي
Related Posts

مقالات ذات صلة

error: